رواية كاملة رائعة
فكرة واحدة وهى أنه لا يريد الرد .
بإنهزام وضيق أخفضت الهاتف ومعه تهدل كتفاها بحزن أمتزج باليأس لا يريد أن يجيب عليها .. لا يريد أن يحادثها لا يريدها للحقيقة !
ومن يلومه !
ولكن هل تستسلم بهذه السرعة !
هى بحاجة إليه مثلما هو بنفس الحاجة إليها .
لحظات الضعف تتملكنا .. فى نطاق الوهم تأسرنا بين قصص الماضى والحاضر نتخبط .. بين أوهام فرض الظنون وصراحة الواقع نصدم ..
ويبقى الأمل ما يحينا رغم الألم !
رفعت رأسها إلى الاعلى بحزن وعيون دامعة لتهمس بصوت عال
_ أنا مش عارفة إن كنت بحبه ولا لأ مش عارفة أنا عاوزة إيه .. أوقات ببقا عوزاه جنبى وعوزاه يساندنى وأوقات ببقى مش عاوزة أشوفه .
أنهت كلماتها بدعاء مترجى وعيونها متعلقة بالسماء السوداء أمامها..
ظلت لدقائق الى حالها .. لتكفكف فى النهاية دموعها وتنهضت بتكاسل لتعود إلى غرفتها .
ألقت بجسدها المنهك على السرير بتعب بينما حدقت عيناها فى السقف دون هدى .
نظرت إلى سطح الغرفة بشرود غائم منذر بسقوط الامطار .
لا .. لا احبك !!
أمعجب !
لا .. لست بمعجبة !!
إذا فما هى وما موقع مشاعرها من الإعراب .. وكيف للقلب أن يعيش كل هذا التنافر والتناقض بين شيئ لا مجال لجمعهما معا .
الحب والكراهية
الأمل واليأس
السعادة والحزن
الخۏف والأمان !!
مشاعرها تستق قول الدوامة الساحقة تلك التى تجرفك بلا هوداة إلى أعماقها .. حتى ټغرق فى النهاية ..
إستفاقت من شرودها على صوت هاتفها فإنتفضت بسرعة تلتقطه وتجيب بلهفة أنستها أن تقرأ اسم المتصل .
_ مؤيد !
عذاب الشوق منعه من الرد كبل لسانه عن الحركة فقط شكر لحاسة سمعه التى إلتقطت كم اللهفة والشوق التى قفزت من إسمه الذى نطقته حبيبته لتوها بوله .
زفير حاد متهدج أخبرها بأنه هو وبأن قلبها الذى يشدوا بهذه اللحظات قد صاب حظه بأنه سيتصل بها ولكن لما لا يجيب لما لا يملك أن يريحها فى المقابل !!
وأستمر السكون وطال .. طال إلى أن تسللت الخيبة بخبث إلى قلبها فهمد بمكانه متعبا مرهقا من مجافيه بعدما كان يتقافز من شدة الفرح منذ لحظات .
_ لو مردتش عليا يا مؤيد أنا هقفل .
قالتها بحزم يائس .. عله يجيبها ويريح قلبها المتعب ولكن ظنونها خابت فقد عم السكون مرسلا إليها الرد الواضح فلم تشعر بالدمعة الحارة التى إنسابت على وجنتها ولا بيديها التى أخفضت الهاتف بعدما أغلق الطرف الآخر الخط .
شهقت باكية پعنف بقوة لم تعهدها منذ زمن .. پألم تريد أن تخرجه من جسدها لتعود ميساء التى يعرفها الجميع تريد أن تتخطى مأساتها وتبتعد عنه .. إلا أن عقلها وقلبها يأبيان فما السبيل للراحة !
أغلق الخط بعدما وصل إلى ما يريد وبأسهل الطرق .
الغبية تظنه ذلك الأحمق مؤيد !
لقد ساعدته كثيرا بإندفاعها اللامحسوب فى الرد فلم تلحظ بأن الرقم غريب ولا ينتمى إلى أسم محدد .. بل وجارت ظنونه بولعها الحاد فى محادثة مؤيد .
الأن يمكنه اللعب كيفما يريد بعدما تأكد من أن الطعم جاهز للإستخدام .
أمر الإنتقام برمته من مؤيد ما هو إلا جولة جيدة فى الصيد .. والأذكى والأكثير أنتباها هو من سيربح فى النهاية ..
تلاعب بالهاتف بين يديه يقلبه من فوق لأسفل والعكس .. إلى أن إستفاق لصوت يقطع تفكيره .
نظر إلى أسم المتصل بسخرية .. شذى !
ماذا تريد بيدقه الأن وفى هذا التوقيت اللطيف وفى عزلته التى تعلم جيدا بأنه لا يحب أن يقاطعه أحد فيها .
سيجيب وسيعرف فى الحال ماذا تريد .
فتح الخط فإندفع صوتها الرقيق ذو اللكنة الناعمة ينساب بسرعة متعجلة وكأنها تخشى تفلت الكلمات أو
نسيانها .
_حسام من غير مقدمات ملهاش فايدة أنا مش هكمل الخطط بتاعتك دى أنا تعبت ومش عاوزة غير أبعد لو سمحت أمسح رقمى وانسانى وبعدنى عن كل المشاكل دى .
جائها إجابة متهكمة فسارعت للرد
_ حسام .. أنت عارف كويس إنى كنت عاوزة اقطع علاقتى بمرام قبل مۏتها فبلاش تخلينى الحقېرة اللى أتخلت عن حق صاحبتها .
مرام مكنتش مثال للنزاهة والشرف ولا أنا فلو سمحت أنا مش عاوزة أتكلم كتير فى الموضوع .. أنا هسافر لبابا بره البلد .
وقبل أن تسمع الرد من الطرف الآخر .. أغلقت الهاتف بسرعة مزفرة بقوة .
لم يكن سهلا عليها أبدا أن تتصل به وتقول له ذلك لقد كانت تتعذب طيلة الفترة الماضية من الارق والاهراق وقلة النوم والكوابيس .
ما ډخلها هى بمرام منذ البداية ! الجميع كان يعلم أن مرام لم تكن منضبطة بالكامل .
كانت دائما تتصرف بغرابة وتلقى بنفسها بكل ما هو سئ .
وليس هذا فحسب فهى أيضا كانت تهوى الإيقاع بكل من هم أفضل منها ولذلك كان لها نصيب من حب مرام الاسود .
تتذكر بأحد الايام اتصال مرام بها تستنجدها بأنها ذهبت إلى شقة صديقتها لتبيت عندها بعد حفل استمر للصباح كما هى عادتها ولكنها حين استيقظت لم تجد صديقتها وهى تشعر بالدوار والغثيان ولا تستطيع الوقوف وتريد مساندتها لتعود لمنزلها .
وبكل طيب خاطر وببلاهة غير طبيعية إنساقت تجرى لتلحقها .
حين وصلت للفيلا الواقعة بمنطقة راقية وجدت الباب مفتوح فإنتفض قلبها خوفا على مرام وبدأت تبحث عنها بأرجاء المنزل إلى أن وصلت لغرفة النوم دخلتها بسرعة تنادى على مرام لتفاجأ بأحدهم يهجم عليها من الخلف .
تتذكر رعبها حينها وصړاخها المترجى وربما بكاء متوسل أيضا .
ولكن لم يكن ليرحمها ومن بين قبلاته القڈرة كانت تسمعه يتهدج قائلا بأنه تمناها طويلا وبأن مرام هى من حققت له الحلم .
وكادت تفقد كل عزيز بذلك الموقف الذى لا يزال يترك فى نفسها البغض لمرام .
ولكنها استطاعت فى النهاية الهرب بضړبة قوية بزجاجة خمر ملقاة بجوار السرير .
وحين ذهبت لها مڼهارة تبكى پذعر وتسألها لما فعلت ذلك إدعت ببرائة أن صديقتها جاءت وأخذتها وهى نسيت الاتصال بها .
لا تعلم حينها إن كانت قد صدقت كذبتها بسهولة أو تعمدت ذلك ولكنها ظلت ملتصقة بها .
قد يكون الامر هو الغباء برمته ولكنها انساقت مع تيارات الغباء .. وظلت قائمة على صداقة واهية أساسها دمار النفس .
وها هو حسام قادم ليكمل على البقية الباقية من روحها المعذبة وكأن القدر لا ينوى تركها بدون أن يضع علاماته الدائمة .
صاحت به فى ضيق
_ سيف كان المفروض تقولى مش تصدمنى كده وبعدين أنا أصلا مش بحب بنت عمو عز .
نظر لها متعجبا ليقول بهدوء
_ مفيش داعى لكل ده يا نهاد هى مجرد زيارة .. عز باشا هيطمن فيها عليك قبل السفر .
زفرت بحنق وهى تنظر إلى سيف الذى عاد إلى حاسبه موليه إهتمامه