رواية عندما فقدت عذريتي للكاتبة سارة علي
الى الأعلى بنظرات شاردة
... اقترب منها وجلس على الكرسي بجانبها ثم لمس كف يدها بيده لتلتفت نحوه وتنظر إليه بحزن ... ينفع مشوفش النظرة دي منك ..! سألها بنبرة واهنة لتبتسم بمرارة وهي تقول بحشرجة النظرة دي مكتوب عليا أعايشها ... ابتسم پألم وقال
النظرة دي مش عايز أشوفها منك طول منا عايش ... تسللت دمعة واحدة من عينها ليمسحها بأنامله على الفور قبل أن يهتف بۏجع انتي هتبقي كويسة وهتتخطي كل اللي حصل... ازاي ..! سألته بنبرة ضعيفة ليرد بقوة
نظرت إليه وقالت بشك ليه ..! ليه بتعمل كده معايا رغم كل اللي عملته ..! نظر إليها لوهلة يتمعن النظر الى وجهها قبل أن يهتف بجدية يمكن عشان بحبك ...
زاغت نظراتها وهي تستمع الى ما قاله ... لم تستوعب في بادئ الأمر ما سمعته فقالت بلهجة غير مصدقة بتحبني ..! اوما برأسه ثم أطلق تنهيدة طويلة قبل أن يهتف بجدية
تحبي تسمعيها ..! سألها بإبتسامة لتومأ برأسها فينطلق في حديثه الذي احتل قلبه لسنوات طويلة بحبك يا زينة حبيتك من أول يوم شفتك بيه .. اتسعت عيناها بعدم تصديق بينما أكمل هو كنت براقبك كل يوم .. أبص عليكي من بعيد .. حبي ليكي كل يوم كان بيزيد ...
غيرك ... نظرت إليه بحيرة ليكمل بشرود طول عمري مكنتش بعترف بالحب .. ولا كان يهمني .. طول عمري شايف الحب دنيا ملهاش أمان .. دنيا مش حابب أعيشها .. لحد لما شفتك .. اكتشفت انوا الحب جنة مش هيحس بيها إلا إللي عاشها ...
صمتت ولم ترد بينما أكمل هو بجدية زينة تتجوزيني .. جحظت عيناها پصدمة محاولة إستيعاب ما نطق به لتوه ... لقد عرض الزواج عليها ... أشاحت بوجهها بعيدا عنه الى الجانب الأخر ليقول انا مش هطلب رأيك دلوقتي .. أنا هسيبك ترتاحي ..
متزعليش يا حبيبتي .. هخلي بابا يكلمه ويقنعه انوا يتراجع عن اللي عمله .. ردت رنا عليها بفتور ومين قالك إني هرجعله ..! انا لا يمكن أرجعله بعد اللي عمله ...
انتي لازم تروحي تشوفي الزفتة اللي اسمها زينة وتتكلمي معاها ... اقولها ايه ..! سألتها والدتها بتعجب لترد رنا بجدية تفهميها إنها متتكلمش او تجيب سيرة اللي عملتيه لأي حد وإلا هتبلغي عمامها عنها ... طب وزياد ..!٠ سيبك منه ... ابقي روحيلها وقت ميكون فالشركة .. أومأت الأم برأسها وقد حسمت أمرها .. ستذهب اليها وتتحدث معها ..
دلفت والدة زياد الى الغرفة التي تقطن زينه بها في المشفى .. التفتت زينة تنظر الى القادم لتتفاجئ بها أمامها .. أدمعت عينيها وهي تتذكر ما فعلته لتجذب والدة زياد الكرسي وتجلس أمامها تسألها ببرود فقد أخبرتها رنا أن تتحلى بالقوة وتكون صامدة أمامها
بقيتي احسن ..! نظرت إليها زينة بعينيها الدامعتين واومأت برأسها قبل أن تسألها بجمود جيتي ليه ..! ردت عليها بفتور اكيد مش عشان أطمن عليكي ..
انا جاية أحذرك ... تحذريني من ايه ..! سألتها زينة بحيرة لترد الأم بجدية من اللي هعمله لو فكرتي تبلغي عني ... صړخت زينة بها پقهر انتي ايه ..! مش كفاية الللي عملتيه ... مش كفاية إنك قټلتي ابني ... ابتسمت الأم وقالت بۏجع وانت بردوا
قتلتيلي ابني ... كده يبقى خالصين ... هزت زينة رأسها نفيا وقالت بعدم تصديق انتي لا يمكن تكوني ام ويتحسي زينا ... صاحت بها والدك زياد بنفاذ صبر
اسمعيني يا زينة ... زياد تبعدي عنه وإلا مش هرحمك .. انا مش هسمحلك تاخدي ابني التاني منه .. كفاية علي وخسارتي ليه بسببك ... أشاحت زينة وجهها بعيدا عنها تحاول أن تخفي دموعها بينما نهضت والدة زياد وأخبرتها أي تصرف حقېر منك مش هرحمك ..
استدارت زينة نحوها وقالت پألم متقلقيش .. مش ناوية ابلغ عنك ... في نفس اللحظة دلف زياد الى الداخل لينصدم بوالدته أمامه ... ارتبكت والدته بينما سألها زياد انتي بتعملي ايه هنا..! خرجت الأم مسرعة من الغرفة ليلحق زياد بها ... نهضت زينة من مكانها متحاملة على نفسها ووقفت خلف الباب لتستمع الى حديثهما الخاڤت .. مش كفاية اللي عملتيه فيها ...
كفاية بقى حرام عليكي .. كان زياد يتحدث بعصبية بينما والدته تحاول تهدئته وهي تهتف به اهدي يا زياد ... انا جيت عشان اطمن عليها .. زياد انا ضميري مأنبني ...
مش متخيلة إنها مش هتقدر تخلف تاني بسببي .. وضعت زينة كف يدها على فمها غير مصدقة لما تسمعه بينما قال زياد بتهكم وده من امتى ده ..! من امتى وانتي خاېفة عليها ..! انا بردوا انسانة وبحس .. منكرش اني غلطت لما أجهضتها ...
بس والله محطتش فبالي انوا الإچهاض ممكن يحرمها من الخلفة ... لو فاكرة انوا كلامك ده هينسيني اللي عملتيه تبقي غلطانه ...! زفرت الأم نفسا عميقا
وقالت بترجي طب اسمعني ... واحكيلي انت ناوي تعمل ايه .. رد زياد ده شيء ميخصكيش .. ثم أكمل بلهجة جادة تقدري تروحي دلوقتي وياريت تبعدي عن زينة نهائي .. عادت زينة الى سريرها مسرعة