عيناكِ. بقلم سارة علي
في تناول طعامه هو الاخر...فتح أمير الباب وولج الى الداخل وهو يحمل العديد من الأغراض تتبعه تالا التي تحمل جزءا بسيطا منها...وضع أمير الأغراض أرضا واتجه نحو الباب ليغلقها بينما بدأت تالا تفتح الأكياس وتخرج منها أغراضها...عاد أمير إليها وأخذ يتطلع إليها بينما هي تجلس على أرضية الغرفة تقلب أغراضها المتناثرة حولها..نهضت من مكانها ما إن شعرت به يقف أمامها ناظرا إليها واقتربت منه قائلة بلهجة رقيقة. ميرسي اووي على كل اللي عملته النهاردة...
تشدق فمها بإبتسامة خجولة بينما انتبه أمير الى أحد الفساتين الخارج من كيسه ليتجه نحوه ويحمله...أعطى الفستان لتالا وقال بجدية الفستان ده جميل اووي انا خدتهولك عشان حفلة مهمة هتحضريها معايا..
حفلة ايه..!
سألته بعدم فهم ليجيبها حفلة افتتاح شركتي..
الله يبارك فيكي..
تأملت تالا الفستان قليلا قبل أن تحمله وتتجه به الى غرفتها علقته داخل خزانة الملابس وعادت تحمل أغراضها بينما اتجه أمير نحو غرفته ليغير ملابسه...انتهى أمير من ارتداء ملابسه وخرج من غرفته متجها الى صالة الجلوس لكنه توقف في مكانه فجأة حينما سمع صوت صړخة قوية تأتي من غرفة تالا..اتجه مسرعا إلى الداخل وفتح الباب ودلف إليها دون أن يستأذن أولا ليجدها ترتدي بيجامتها التي أحضرها لها من بيت عمها والتي تحبها كثيرا... كانت تالا جالسة على أرضية الغرفة واضعة كف يدها على رأسها وتأن ألما فإقترب منها وسألها بلهفة مالك يا تالا..!
انت كويسة..!
سألها بقلق لتجيبه پبكاء مش عارفة...
اقترب منها يتفحص جبينها ووجنتيها شعر بأنفاسها تلفح وجنته فتوتر كليا خاصة حينما ذهب ببصره
نحو ثغرها لا اراديا..لم يستطع ان يكبح رغبته بلمس ثغرها بأنامله فأخذ يسير عليه بإبهامه بشكل أثار اعصابه بينما لم تكن هي واعية لأي شيء..وفجأة وجدته ينحني نحو ثغرها ويقبله بخفة...تراجعت الى الخلف لا إراديا واضعة كف يدها على فمها بذهول...بينما ظل هو ينظر إليها بهدوء قبل أن ينهض من مكانه ويخرج من غرفتها اتجه الى غرفته واغلق الباب خلفه..أخذ يدور داخل غرفته ذهابا وإيابا وهو يفكر فيما فعله لا يعرف لماذا يشعر بتأنيب ضمير كبير تجاه ما قام به ربما لإنها بريئة أكثر من اللازم ولا تستحق منه أن يستغلها لكنه لم يستغلها ولم يفكر قط في فعل هذا كل ما حدث انه شعر برغبة غريبة في تقبيل فمها رغبة لم يفهم لها سببا..سمع صوت طرقات على باب غرفته فاتجه مسرعا نحو الباب وفتحه ليجدها أمامه مخفضة وجهها نحو الأسفل وجنتاها تشعان إحمرارا..نعم يا تالا...
لا ليه بتسألي..!
أخذت تفرك يديها الاثنتين وهي تجيبه بتوتر اصلك خرجت فجأة من الأرضة فجأة خفت اكون عملت حاجة ضايقتك..
هز رأسه نفيا وقال بجدية ابدا مفيش حاجة دايقتني منك..
أومأت برأسها دون ان ترد وتحركت خارج غرفته ناداها فجأة تالا..
هو انتي زعلتي مني عشان اللي حصل قبل شوية..!
تنفست بعمق وهزت رأسها نفيا ليبتسم بهدوء ويقول تصبحي على خير يا تالا..
بعد مرور ثلاثة أيام..دلف أمير الى داخل الشقه وهو يحمل معه طعام الغداء تتبعه تالا واللي كانت تقول بخجل مكانش ليه لزوم تشتري غدا من بره انا كان مممن اطبخ الغدا..
بس انا مركزة والله..
قالتها بصدق ليبتسم ويقول عارف وعشان كده مش عايز اي حاجة تشغلك عنها...
ثم أكمل بسرعة ويلا بينا ناكل عشان انا جعان..
جلسا سويا على طاولة الطعام وبدئا يتناولان الطعام ورغما عنه توقف أمير عن تناول الطعام وشرد بحاله الذي تغير فجأة فبعد أن كان يقضي معظم وقته في الشركة يكتفي بتناول وجبة سريعة في مكتبه بات يتناول غداءه في منزله مع تالا بعدما يأخذها من المدرسة لقد بات يتصرف كزوج حقيقي والغريب انه لا يشعر بالإنزعاج مما يفعله..أفاق من شروده على صوت رنين جرس الباب فنهض من مكانه لفتح الباب..تصنم أمير في مكانه ما إن رأها أمامه تنظر إليه بشوق لا يخطأ به أحد..أمير..
هتفت بها ربى بصوت متحشرج بينما ظل هو مصډوما يحاول استيعاب ما يراه امامه..اقتربت منه ربى بخطوات خجول مترددة ولمست وجهه بأناملها كأنما تتأكد من وجوده أمامها...بينما ارتجف جسد أمير كليا من لمستها وعصفت به الذكريات من كل حين وصوب..ربى..
نطق أمير بها أخيرا بينما التفتت تالا نحو الخلف تنظر الى أمير وربى اللذان يقفان أمام بعضيهما بحيرة..ازيك يا أمير...!
قالتها ربى أخيرا قاطعة الصمت التام الذي حل بينهما ليرد أمير بعد لحظات..بخير انت جيتي امتى..!
امبارح..
اقتربت تالا منه ووقفت بجانبه لترميها ربى بنظرات حائرة قبل أن تجد أمير يعرفها على تالا قائلا..أعرفك تالا مراتي..
تطلعت إليه ربى بعدم تصديق لم تستوعب ما قاله زوجته..كيف ومتى..
أما تالا فأخذت تنقل بصرها بين الإثنين بحيرة لكنها أدركت بفطنتها أنهما عاشقين أو كانا هكذا...تجمعت الدموع داخل عيني ربى التي ركضت بسرعة بعيدا عنهما بينما ظل أمير متصنما في مكانه غير قادر على إستيعاب ما حدث معه...إلحقها قبل ما يحصل معاها حاجة..
أفاق أمير من شروده على صوت تالا التي شعرت بالقلق جراء ما حدث فركض مسرعا خلفها محاولا إيقافها..ربى استني..
قالها أمير وهو يلهث بقوة بعدما وصل إليها لتلتفت ربى نحوه والدموع اللاذعة تغطي وجنتيها بشكل صډمه هو شخصيا..ليه يا أمير..
سألته بصوتها الباكي ليرد بنبرة تائهة..ليه ايه يا ربى..
..إتجوزتها ليه يا أمير.. قدرت تنساني بالسهولة دي.. قدرت تبقى مع غيري..
تطلع إليها غير مصدقا لما يسمعه هل تحاسبه على زواجه بإخرى وهي التي تخلت عنه ورحلت بعيدا..
..انتي بتقولي ايه يا ربى..! وبتحاسبيني على ايه بالضبط..!
سألها بنبرة متشنجة لترد پبكاء يقطع القلب..بحاسبك على سنين عمري اللي ضاعت وانا بحبك على عمري اللي إستنيتك فيه بحاسبك عالماضي وعلى كل حاجة يا أمير..
رد أمير بصوت قوي..لو هنتحاسب يبقى أنا أولى أحاسبك صح ولا إيه..
ارتجف جسدها بشدة بينما أكمل هو بصوت عالي..أحاسبك على فراقك ليا وتخليك عني أحاسبك على غدرك بيا..
..غدر..!
قالتها بصوت مرتجف ليرد بيأس..سبتيني بعد ما علقتيني بيك بعد ما تعودت على وجودك فحياتي..
..انا كنت مضطرة والله كنت مضطرة..
ضحك ساخرا وقال..مضطرة..!
..أهلك هددوني..
قالتها أخيرا وقد عزمت الأمر أنها ستعترف بكل شيء ستخبره بما حدث في الماضي وسبب تركها له..انت بتقولي ايه..!
سألها أمير غير مستوعبا لما سمعته لترد بقوة..أمك بعتتلي واحد اعتدى عليا وصورني معاه وهددتني إنها هتنشر الصور فكل مكان وساعتها هتفضح..
..لا مستحيل انت كذابه..!
قالها بعدم تصديق لتهز رأسها نفيا وهي تكمل بتوسل..صدقني يا أمير هي دي
الحقيقة
اقترب منها وضغط على كتفيها معتصرا إياهما بقبضتيه هاتفا بصوت حاد..مستحيل الكلام ده يكون صحيح مستحيل..
..والله صحيح...
إبتعد عنها وهو يلهث بقوة لا يصدق ما سمعه هل وصلت البشاعة بوالدته إلى هنا تغتصب شرف فتاة فقط لأنه أحبها وأرادها زوجة له..شعرت ربى بتخبطه وحيرته فتماسكت أمامه بينما هي تقترب منه وقفت أمامه ووضعت كفها على ذراعه لتشعر بتشنجه فقالت بصوت مبحوح..سامحني يا أمير