الجمعة 29 نوفمبر 2024

روايه بقلم سلمى نصر

انت في الصفحة 78 من 82 صفحات

موقع أيام نيوز


سيدي هفضل معاك مع اني نمت كتير بس هنام تاني.
بصي لو مش عايزة تنامي متناميش.. أو اقولك لما تلاقيني نمت أبقي قومي ومټخافيش على عمر لو صحى هقولك.
قال جملته بتلقائية وهو يوصد عيناه لتبتسم هي
واحست بانتظام أنفاسه وسكونه برغم محاوطته لها من جميع الجهات ولكنه ينام بعمق كما لم يفعل من قبل...
وبعد مرور مالا يقل عن الساعتين نهضت بخفة بعد أن فكت حصاره لها كأنه سد منيع ثم فتحت الدولاب المشترك بينهم وبعدها أرتدت ملابسها التي اتشحت بالسواد حدادا على مۏت قريبها وخرجت من الغرفة على أطراف أصابعها حتي لا يستيقظ زوجها أو طفلها

هبطت الدرج لتستمع إلى أصوات بكاء وعويل في الداخل زفرت بحدة متمتمة بصوت خفيض
لو بس يعرفوا هو كان هيعمل فينا ايه مكنوش عيطوا خمس دقايق على بعضها بس يالا ربنا يرحمه ريح الناس من شره.
يا بنتي بكلمك مبترديش ليه!
صاحت فاتن وهي تهز ذراع نورا لتنتبه لها قائلة بعدم فهم
بتقولي حاجة يا ماما
هتجبيلي سكتة قلبية في يوم يا بنت بطني.. بقولك منزلتيش من بدري ليه كلهم مستغربين غيابك.
التوي ثغره نورا ثم هتفت مصتنعة التعب
معلشي أصل السفر تعبني لما جيت نمت محستش بنفسي...
تحسست فاتن كتف ابنتها وهى تضغط عليه قائلة بتهكم وعدم رضا
مالك نشفتي و ضعفتي كدا ليه
عيني عليكي يا بنتي.. أقولك في فيتامينات تقوي الجسم وبعدين اهتمي ب أكلك شوية أكيد الواد مراد هادد حيلك معاه ابقي قوليلي يخ..أتسعت عيني نورا من جرأة والدتها لتقاطعها وقد اصتبغ كامل وجهها بحمرة الخجل
أنتي بتتكلمي كدا ازاي!! عيب يا ماما الله
وبعدين دا وقته تتكلمي في الموضوع العيب ده وسايبة العزا.
رفعت فاتن أنفها شامخة قائلة بنبرة ساخرة
يا
شيخة اتنيلي دلوقتي انا اللي بتكلم في العيب!
طب واللي عمله جوزك المفضوح يوم الفرح تسميه ايه
دا مبطلش ي.....
فرت نورا سريعا دون أن تستمع إلى باقي حديث فاتن والذي سينتهي بجملة مخجلة لن تتحملها
ذهبت نحو نسرين التي ما أن رآتها حتي ارتمت معانقة إياها و اڼفجرت باكية فحاولت أن تواسيها وشعرت بتكون غمامة على عيناها شفقة على حال ابنة عمها و والدتها بينما تجلس أسما وآثار البكاء ظاهرة على بياض عيناها الذي تحول للون الډماء وانفها القاني...
ابتلعت في حزن فهي مدركة لما تعانيه أسما حتي لو أظهرت عدم الاكتراث لن تصدقها فهي كانت زوجته لأكثر من ست سنوات و بينهم اطفال أحبته أيضا وكيف لا تحبه وهو يرتدي قناع البراءة و الود أمام الجميع!
توجهت وانتصفت جلستها بين أسما و يارا صديقتها التي أتت من باب اللباقة...
بعد مرور أسبوعين...
فتح النافذة ېدخن بشراهة مفكرا كيف سيتصرف مع نورا وقد هاتف عاصم منذ قليل وأخبره بمدى خۏفها واضطرابتها النفسية التي تزداد بشكل ملحوظ وطلب منه أن يساعده للحصول على نتائج مفرحة في وقت قصير أبتسم بسخرية متذكرا آخر الأخبار التى انتشرت على مواقع التواصل الإجتماعي مصحوبة بصورة قد التقطت ل شريف وهو يخرج من السچن ويصاحبه بعض المسعفون من المصحة النفسية عناوين الأخبار سواء في الجرائد أو المواقع تؤكد تعرضه للجنون التام أسودت حدقتاه تتراقص على شفتيه نص ابتسامة ولكن لو رآها أحد لسقط صريعا من هيئته الچحيمية تلك..
جذب الهاتف الذي يرن وكان هوية المتصل هو فتحي جاسوسه و ذراعه اليمين
أجاب ببرود
آلو ازيك يا فتحي.
ردد فتحي بصوت منخفض ومذهول كلمة ازيك فهو لم يستمعها من مراد أبدا ولكنه هتف بلهفة
الحمد لله تمام يا باشا.
صاح مراد
جريدة الشعب وصلتلي انهارده والخبر كان في أول صفحة زي ما آمرتك عشان كدا ليك عندي هدية إنما ايه.. أول مرة أبقي فخور بيك تيجيلي بكرة و دفتر الشيكات هيبقي قدامك تكتب فيه المبلغ اللي يملي عينك.
أزدادت ابتسامة فتحي وهو يشعر بالفخر ثم تحدث
كله من خيرك يا باشا... بس يعني الدكتور قال الحبوب اللي اشتريتها هتقعد ست شهور ومفعولها هيقل بعدها... بس لو عنده مشكلة نفسية بعدها هيبقي مچنون فعلا.
قلب عيناه بملل ليهتف ببرود
مهو ده المطلوب يا غبي.. المهم حبوب الهلوسة دي جبتها منين
دي جاية من ألمانيا مخصوص... عنوان المستشفي اللي ډخلها بعته على اللوكيشن يا باشا.
تمام كدا.. بكرة بقي تيجي الصبح تاخد نصيبك وزيادة كمان... سلام.
أغلق المكالمة ليقهقه مراد بهستيرية شديدة يشعر بلذة إنتصار لم يجربها عندما كسب أكبر صفقة في حياته!!
انعكست ابتسامته أمام المرآة وهو ينظر إلى چروح وجهه التي بدأت تتلاشى رويدا رويدا ليلعن شريف في سره ثم أرتدي قميصا قطني ولبى نداء نورا وهى تطلب منه الهبوط للأسفل لتناول الطعام
صباح الخير.
صاح بتهكم وهو يجلس على مقعده لتعقد حاجبيها قائلة بتوجس
مالك بتتكلم كدا ليه!
صب اهتمامه على الطبق أمامه يجيب ببرود
مفيش.
تركت الملعقة التي بيدها قائلة
أنا عايزة أروح لماما بقالي أسبوعين مروحتش من يوم موتت علي.
لأ.
كانت أجابته جافة خاوية لتتسع عيناها من رفضه قائلة
لأ ليه يعني
عشان أنا عايز كدا.
هذا البرود منذ الصباح يغضبها ولكنها حادثته وكانت على وشك البكاء
بس كدا أنت بتخنقني بقولك ماما و أسما وحشوني.
أكمل تناول طعامه وهو يجيبها
دا آمر ولازم تتقبليه.
أطلت ناهضة من جلستها وهي تريد الصعود حتي لا يري دموعها فصاح بنبرة حازمة
نورا.
التفتت إليه ولم تتحدث ليتسائل وهو يمسك رسغ يدها
ليه مش اعترضتي إيه الضعف ده! أي كلمة حد يآمرك بيها تنفذيها من غير كلام.
أبعدت يده قائلة بارتعاش
عشان خاېفة اتعاقب.. أنا شايفاك حازم يا مراد.
أخفض رأسه بخزي مفكرا بكلامها وقد شعر باستحالة معالجتها ركض خلفها متبعا طريقها وقبل أن يدلف هو قامت بدفع الباب في وجه
ليتحدث بأعين جاحظة
قفلت في وشي!!
طرق على الباب قائلا بحدة
افتحي يا نورا.. إزاي تقفلي في وشي!
صړخت به فأدرك أنه لو لم يتوقف سوف تتعرض لإحدى النوبات التى تأتيها
بقولك إيه أبعد عني احسنلك والله لو ضړبتني همشي ومش هتعرفلي طريق.
تحدث بلين مستعطفا نورا
نوري حبيبتي أنا مراد.. افتحيلي نتفاهم أنا مش عاجبني سكوتك ده.
فتحت الباب تنظر له بعبوس و براءة طفولية ليقرص وجنتها يبتسم بمشاكسة
دا أنا هظرفك حتة بوسة إنما إيه... ليڤل الۏحش!
تعثلمت وهي تضع يدها على صدره
ايه.. الكلام.. ده.. لو س سمحت.
غمز بطرف عيناه وهو يدفعها لداخل الغرفة و وصده خلفهم هامسا بمكر
هشش.. الحيطان ليها ودان مش عايز أسمع صوت
أنا هصالحك بمعرفتي...
حينها أدركت بما ينويه فسكتت عن الكلام المباح
قطب جبينه في خوف وهو يستمع إلى صوتها تتأوه بآلم داخل المرحاض إلى هنا ويكفي فقد بلغ قلقه لأقصي الحدود فأسرع يفتح باب المرحاض الملحق بالغرفة على مصراعيه فوجدها منحنية أمام الحوض تتقيأ وتسعل بشدة ممسكة بمعدتها في أقل من الثانية كان يقف خلفها قائلا پخوف وهو ينظر لشحوب وجهها
مالك يا رحمة في ايه بس
مش قادرة يا جاسر... ھموت من التعب.
قالتها رحمة وهي تبكي من الألم فأسرع هو قائلا بلهفة و انفعال
تعالي نروح للدكتور حالا.
تنفست بتثاقل وهى تجفف وجهها المبتل
أنا هبقي كويسة ملوش لزوم الدكتور.
متأكدة ولا بتكدبي عليا
الله أنا بقولك كويسة يبقي خلاص.
خلاص طالما هوصلك عند مراد عشان تكلميه واحنا ماشيين تبقي تكشفي من باب الاحتياط.
أومأت له مبتسمة بشحوب و
 

77  78  79 

انت في الصفحة 78 من 82 صفحات