رواية العطار وبناته
بإمكان ياسمينة أن تنقذه وتصير أميرته فلقد أحست أنها لا تزال تحبه وما تفعله هو فقط دلال بنات من حينها إلتحفت بسفساري ثم خرجت وبدأت تسأل إلى أن دلوها على دار الرجل ولما فتح الباب
قالت له إن الأمير مريض وأنت الوحيد الذي بإمكانك مساعدته إستغرب مسعود وقال لها:كيف ذلك يا امرأة ؟
قالت خديجة: الأمير محمود سمع بياسمينة وأحبها لكن جارتكم منوبية احتالت عليه وجعلته يراها مع ولدك وأنت تعرف بقية الحكاية ولما زال غضبه أحس بخطئه،
وقال لو كان الأمر بيدي لذهبت إليها من حيني وكلمتها
لكن برهان يحبها أيضا ولقد وعدت بخطبتها له أرجوك أن تفهميني فهو إبني الوحيد ولقد إستجاب الله لدعائي
ووجدته في قفة أمام المسجد فزوجتي عقيم لا تنجب
كانت خديجة تستمع بإنتباه من كلام الخياط وعدما سمعت انا الولد قد وجده في قفة أمام المسجد حتى صدمتها تلك الكلمة ثم سألته هل كان في القفة صرة من الدنانير
نظر إليها الخياط متعجبا وأجاب نعم لقد كان فيها ألف دينار لكن قل لي كيف عرفت ؟
أجابت: أنا من وضعت الطفل عند الفجر وإختفيت وجاء رجل فسمعه يبكي وأخذه لبيته وهو يصلى على النبي (صلى الله عليه وسلم) فإطمئن قلبي ورجعت إلى القصر
كان برهان في حجرته وعلم كل الحكاية ثم خرج وسلم على خديجة وقال إذا كان الأمر هكذا فمن أجل أخي سأتنازل له عن غرام ياسمينة ليحيا فكلنا يعرف أنه فتى تحبه الرعية لكرمه وأخلاقه ففي هذه المملكة لا يجوع أحد ويأكل الفقراء من طعام الملك
كانت خديجة تنظر إليه وهو يتكلم وقالت له إنك تشبه أمك وقد أرسلها أبوك إلى مكان لا أعلمه حتى ينسى الجميع حكايتك لكن يشاء القدر أن أجدك هنا
أجاب برهان:لا وقت لدينا هيا بنا إلى دار صالح
لما طرق مسعود الباب فتحت له البنات الباب ولما رأين خديجة قلن له ماذا تفعل هذه اللعينة هنا ؟
ولما انتهت القهرمانة من الكلام
سألتها البنت الكبرى وما دليلك أن برهان هو من كان في القفة ؟
أجابت: له شامة تشبه الرمانة على كتفه (اكيد ليست الشامة مثل شامة ودعة
وكشف برهان عن ظهره وكانت الشامة كما وصفتها المرأة ثم نظرت القهرمانة إلى ياسمينة وسألتها:ألا تزالين تحبين محمود ؟
قالت خديجة: إذن هيا بنا إذن للقصر فحالته سيئة جدا وقد يموت إذا لم يراك
لما دخلوا حجرة الأمير كان نائما وقد بدأت الحياة تفارقه فلم يبق منه سوى الجلد والعظم إرتعبت ياسمينة لمنظره
وإقتربت من وجهه وهمست:أنا هنا يا محمود
فتح عينيه ببطئ وقال: هل أنت حقا ياسمينة بنت صالح ؟أجابته: نعم أنا هي هيا قم فلقد أتيتك من الدار بطعام طبخته بنفسي ساعدته القهرمانة على النهوض وأطعمته البنت بنفسها وسقته فإنبسطت نفسه
ثم غنت له بغناء من ايام الزمن الجميل وواصلت غنائها وقد زاد صوتها رقة وجمالا تمايل معه الحاضرون
بعد ساعة تحسنت صحة الأمير كثير وظهرت البهجة على محياه وكانت عيناه لا تفارقان وجه ياسمينة التي قالت له: سأشعر بالخجل إن واصلت النظر إلى وجهي
فضحك وأجاب:أليس أفضل يا فتاة من النظر إلى السقف وأنا هائم أفكر فيك