رواية شوق
نائمة
خالد .. ماما .. بابا وحشتوني اوي أنا محتاجاكم أوي أنا لوحدي محدش معايا أنا محتاجة ليكم أوي
ضمت فداء شفتيها بأسف من أجلها
لتفتح ميار أعينها وهي تبكي
لكنها عندما ترى فداء تبتسم وتقول
فداء انتي رجعتي بجد
حاولت فداء أن تنسيها حزنها فتحدثت بمرح
اه طبعا اومال يعني كنت بتسلى وبكدب عليكي مثلا قومي يلا يا كسولة انا صاحية من بدري وبستناكي علشان نفطر انا جعت اوي
تنهدت ميار بسعادة ومدت يدها لتزيح دمعاتها تلك ومن ثم ابتسمت لفداء وهي تنهض من الفراش بمرح ونشاط وقالت
وانا كمان جعانة أوى.
في المساء وعندما عاد خالد من شركته
دلف لغرفة فداء فلم يجدها وعندما هم ليخرج وجدها في وجهه فارتبكت فسألها هو بوجه مقتضب
كنتي فين
هي كانت بالأعلى مع ميار ولم تسمح لها ميار بتركها بتلك السهولة لحتى تلحق خالد قبل دخوله الفيلا
لكنها حافظت على رباطة جأشها وتحدثت بهدوء
كنت فين ايه ما انا قدامك أهو
يعني مش في اوضتك
وايه المشكلة هل المطلوب مني أكون في اوضتي اربعة وعشرين ساعة
لو أنت عايز كدا مفيش مشكلة
لا أنا مقلتش كدا ومديكي مساحة في الدور الأول ده كله
تمام يا خالد حمدا لله على سلامتك أنادي سامية تجبلك الغدا!
اتغديتي
اه الحمد لله
رمقها بضيق واستياء ثم قال بهدوء
خدي الموبايل اهو كلمي صاحبتك
وجدته يناولها الهاتف ويصعد هو لأعلى فقالت
ولما أخلص أرجعه ازاي
قال دون أن ينظر
خليه معاكي مش هتقرفيني كل شوية أنا عايزة الموبايل
اوك شكرا يا خالد.
أمسكت الهاتف وقررت الاتصال بشوق
كانت هي تحاول أن تستفرغ كل ما في بطنها وبعد أن انتهت خرجت من المرحاض وهع تضع المنشفة على كتفها وتمسك بطرفها وتجفف به فمها وباليد الأخرى تضع يدها على فمها بانزعاج
اه ياني منك لله يا اللي في بالي أني بلبعت أعشاب كاتير إشي ينسون واشي نعناع واشي قرفة ولساتي مش عارفة مالي البتاع ديه كان عبارة عن ايه بالظبط بس أني استفرغت أهوني كل اللي ف بطني يمكن ارتاح ماشي يا مهند يا ابن ام مهند اما طلعته على جتتك مبقاش أني شوق وربنا لتشوف
بالخارج حيث كان عساف يخرج من الفيلا ويتجه صوب سيارته استمع لصوت فتاة ما تقول للبواب
لو سمحت يا عم الحچ هي دي فيلا أولاد غريب مش إكده!
أيوة مين إنتي
أني چاية للأبلة شوق ممكن أدخلها
ليترك عساف باب سيارته ويتجه صوبها پغضب
وهو ينادي عليها
انتي تعالى هنا
خاڤت آيات منه ومن هيئته وملامح وجهه الغاضبة فتركت مكانه وتوجهت نحوه وهي تقول
السلام عليكم أني كنت چاية لأبلة شوق أني كلمتها وهي طلبت مني آچي أقابلها إهنه
رد هو بحدة
هي فاكرة نفسها فين في فيلا أبوها مثلا ولا إيه
هتفت أيات في نفسها
واه أومال داي فيلا مين مش فيلة أبوها واخواتها ما هي اسمها أولاد غريب أهي أومال أخينا ديه بيقول ايه
أخرجها عساف من شرودها ليقول
لا وكمان صعيدية زيها وحاجة أخر ملل هو أنا ناقص واحدة علشان تيجيني مصېبة تانية
لتقول آيات في نفسها فهي لا تجرؤ على قولها له مباشرة
واه كنك هتنكر أصلك وتنفر منيه ولا إيه مالهم الصعايدة اللي انت منيهم دولن أجدع اناس ولا عيشة مصر غوتك.
انتي يا بتاعة انتي
أغتاظت منه أيات ومن تصرفاته فقالت بحنق
ايه يا أستاذ أنت عتكلمي ليه إكده أني جايبة أقابل أبلة شوق
اسمعي بقا اتفضلي ارجعي من مكان ما جيتي وانا ليا تصرف تاني مع الزفتة اللي اسمها شوق دي عايزة تقابل حد تبعها تقابله برا الفيلا بلاش عك.
واه عتقول ايه أبلة شوق تقول عليها زفتة!!
لا كدا كتير أمشي اطلعي برا واطمني شوق ابلتك دي هتحصلك مبقاش ليها شغل هنا تاني دي ناقص تفتحلنا الفيلا لوكاندة.
استغربت أيات حديثه ولم تفهم منه حرفا واحدا لذا ضيقت ما بين حاجبيها وقالت في نفسها
مبقاش ليها شغل تاني يعني ايه مش دي فيلة أبوها!! أني مش فاهمة حاجة
ليهدر بها عساف مرة أخرى بكل وقاحة
سمعتي أنا قلت إيه
ردت پغضب
طيب براحة شوية يا استاذ انت في حاجة اسمها زوق مش اكده
قالتها وتركته ورحلت للخارج
ليقترب أمير من عساف الذي يقف وينفخ پغضب
اوف دي حاجة تقرف.
ليتحدث أمير بضيق
ليه كدا يا عساف ليه تكلم البنت بالأسلوب ده هي عملت لك ايه لكل ده دي كانت بتسأل عن شوق مش أكتر
انت يا زفت اطلع من دماغي وادخل قول للزفتة اللي جوا تلم حاجتها وتمشي ارجع ملاقيهاش
قال عساف ذلك وركب سيارته وانطلق بها
أما أمير فلقد قرر أن يلحق بآيات ويطلب منها أن يعود ويدخلها لتقابل شوق كما أرادت.
كانت آيات قد سارت إلى آخر سور الفيلا وبعدها سلكت طريقا آخر غير الذي بحث فيه أمير عنها
ظل ينظر في كل اتجاه فلا أثر لها
فنفخ بضيق
يادي الحظ دي راحت فين دي قبل ما ألاقيها كنت حابب أعرف أكتر عن حياة شوق الحقيقية ودي طالما جايلاها وصعيدية زيها يبقى احتمال كبير من نفس بلدها.
أما أيات ما إن وصلت للطريق العمومي الذي منه ستستقل أي مواصلة لتعود أدراجها حتى جلست على الرصيف تنتظر السيارة وهي حزينة ومحتارة البال
مين الراجل اللي معډوم الزوق والأخلاق ديه وكمان إيه كلامه الغريب ديه هيطرد شوق يعني ايه!! شوق المفروض انها سابت بلدها علشان تسكن مع أبوها غريب بيه والفيلا اسمها اولاد غريب هو أني روحت مكان غريب ولا إيه ولو كانت شوق فعلا بتشتغل اهنه ودون مش بيت أبوها كانت بتطلب مني أجيلها اهنه ليه وربنا أني ما بقيت فاهمة حاجة بس كل اللي أني فاهماه اني شكلي اتسببت في ورطة لأبلة شوق استرها ياربي.
كانت تجلس متدثرة في فراشها فجاءها اتصال من فداء
ألو مين
شوق عاملة ايه انت فداء يا بنتي
فداء مين .. ااه يانا يا مصاريني..
ضحكت فداء
فداء مين ايه انتي تعرفي كم فداء بالظبط ومالها مصارينك ياشوق
انتي بتضحكي على أحزاني يا به مصاريني جالها تلبك معوي من اللي مهاند طفحهولي المهم سيبك هبقى اكويسة كيفك انتي يا حبابة
لو استمر وجعك ده خدي أي حاجة مطهر معوى من الصيدلية
شكلها اكده ربنا يسهل ان شاء الله.. بس عرفتي تأخدي المحمول تاني أهو
اه الحمد لله ربنا هداه وعطاهولي
صوتك بيقول عنديكي حاچة عايزة تقوليها يا بت
بصراحة اه يا شوق
اشجيني يامه
اسكتي يا شوق خالد طلع عنده أخت وحابسها في اوضتها مش بيخرجها أبدا منها وكل ده ليه علشان تعبانة شوية
يخيبه راچل ليه كنه مستعر منيها إياك يعملها ديه من عينة أولاد غريب ميعملهاش ليه ... مالها يا فداء تعبانة كيفها
نفسيتها تعبت من بعد مۏت أهلها
اه وتلاقيه البعيد بيقول عليها مچنونة وحابسها.. عيني عليكي يا بنتي والله وجعتي قلبي عليها خدي بالك منيها يا فداء وحطيها في عنيكي
اطمني انا وميار بيقنا زي الأصحاب وارتحتا لبعض زي ما ارتحت ليكي كدا
طب الحمد لله يا بت جايز كل اللي حصلك ديه ما هو إلا سبب ربنا عمله علشان يسخرك للمسكينة اللي لا حول ولا قوة ليها داي متسبيهالك اللي زي دول بيكون براءة الدنيا فيهم
ده حقيقي يا شوق انا فعلا كنت مستغربة ليه خالد