رواية كاملة رائعة
.
_ علشان الشغل هنا مأثر على الشغل بره وزى ما قال أدهم .. الشغل شغل .. وأنا مش هسمح إن شركتي يصيبها ضرر بسبب دلع حضرتك .
لم يتمهل مؤيد هذه المرة من الإنقضاض على أوس .. لتقوده يداه برعونة إلى فك الآخر الذى لم يكن بالإستعداد الكامل لصده .
صړخ أدهم بصوتا عالى هذه المرة ونهض پعنف من مقعده ليفك الإشتباك القاټل بين هذين الغبيبن .
ساند أدهم أوس لكى يقف ثم إتجه إلى مؤيد ليسحبه من ياقة قميصه ويهدر بوجهه
_ عارف أنت كنت محتاج لحاجة زي كده علشان تفوق .. من أول ما دخلت عليا وأنا قولت لازم تفوق وعارف أنك مش هتفوق غير لما ټنتقم من اللي عاوز ټنتقم منه .
تركه پعنف .. ليتراجع مؤيد بنظرات ضائعة ويلتفت مغادرا وهو ينوى أن ينتقم ممن كانت السبب بحالته .. فلعله يشفي غليله كما قال أدهم ويستريح .
إلتفت أدهم إلى الآخر الذى كان يمسح زاوية شفته الدامية ليقول له بضيق
جاد ومفهوش سخرية أنا مش ناقصك إنت ومؤيد علشان كل شوية أفصل بينكم أنا عارف إنك من وقت ما دخلت من الباب ده وأنت بتستفزه بنظراتك وكلامك .
ابتسم أوس ببرود تام ووقف يعدل من هندامه قائلا
_ أنا اكيد مسافرتش كل المسافة دي علشان أضايق مؤيد .. ولا الشغل هو السبب .
_ أمال جاي ليه !
صدرت ضحكة قصيرة متهكمة من أوس ليقول بهدوء
_ لسه زي ما إنت يا أدهم .. جاف فى التعامل و دغرى مش بتحب تلف و تدور .
إتكأ أدهم إلى مكتبه عاقدا قدميه ومستندا بيديه إلى المكتب من خلفه ليقول بصراحة
_ وأنت علطول ملاوع وبتحب اللف والدوران إيه اللي جابك يا أوس !
_ لو محسبناش أمر جدي الفوري بالرجوع .. أو أمي اللي منتظراني بعروسة تجنن وخناقة لطيفة مع عمي ومراته .. يبقى أكيد فى سبب أقوى .. وهو اللي بتعمله .
إرتفع حاجب أدهم بتعجب حقيقي ليقول بهدوء
_ وإيه اللي أنا بعمله وجابك من آخر العالم وسيبت شغلك وحياتك والأهم بناتك علشانه .
_ أنت بتغير ولا إيه من إمكانياتي فى جذب البنات .
إرتسم الوجه الجليدي على ملامحه وهمس بوجوم
_ خليك فى إمكانياتك و قولي جيت ليه وبطل لف يا أوس .
علت الجدية ملامحه فإختفى المرح تزامنا مع تجد ملامح الآخر .
_ عمتي أتصلت بيا وهى مڼهارة وقالتلي على كل اللي ناويت تعمله بصراحة فى الأول قولت مش هدخل لكن بعد ما عرفت بمۏت أبوها كان لازم أظهر و..........
وأوقف إسترسال كلامه عندما قاطعته ضحكات أدهم المرتفعة لينتهي بتهيدة طويلة وابتسامة سوداء علت وجهه الذى تحول لسواد قاتم .. ولون عينيه لم تكن لتفوت اللحظة لتنقلب من الرمادي المحترق إلى الأسود العاصف ليقول أخيرا بهدوء يحمل بين طيات حروفه الۏحشية
_ درامية أوي الوالدة وأنت أكتر سذاجة لما قررت تيجي لهنا و تفاتحني فى الموضوع برأيك أنا هسمع ليك !
وعم صمت تلاه إسترسال لحديث لم ينتهي وإنما إزداد ۏحشية
_ إن كنتوا فاكرين إن اللي فات ده إنتقام يبقى الإنتقام ضاع حلاوته أنا مش هرتاح غير لما أجيب بكل أفراد العيلة الأرض ولعلمك أنا مقتلتش أبوها بس عارف مين قټله مۏت أبوها مش فارق معايا بحاجة .. كل اللي همني أنه مش هيشهد عذاب عيلته لكن خليه فى قپره لحد ما يسمع دعاوي عياله عليه من السواد اللي هنزله عليهم .
وإن كان الآخر لم يرتعب فهذه كانت معجزة .. فإلتفت أدهم عائدا إلى عمله بعدما بث سواده بمن تجمد ولم يجد من الكلمات ما تكفي لهذا الۏحش الذى لا يرحم أحد .
الفصل 20
شهران مرا !!
ك يومان طلعت لهما شمس وبعد ساعات غربت .. فغطى الظلام دامسا النور ..
لم يحدث بهما أى شيئ يذكر .. سوى ترقب أنتظار وربما لهفة لشخصا غفل عنها أودعه الغباء مكانه .. لا يعرف بأن من أستوطنت منزله بفعل عقد زواجهما ... هى عاشقة له !!
بكل تفاصيله الصغيرة وحركاته التى حفظتها ظهرا عن قلب نظراته وإنعقادة حاجبيه حين التفكير .
لحظات سكونه حين يعمل بصمت عتمة عينيه حين يشرد بعيدا وصوته الرائع حين يدندن بخفوت .. ربما متذكرا أيام لم يكن لها وجود بحياته فيها .
لم تكن تتصور أن ذلك الوسيم ضخم الچثة .. يتمتع بصوتا رائع مثل ذلك !!
إنه يخجل من أن تسمعه لذلك حين يبدأ بالانشاد .. يتجه إلى غرفة المكتب ويسكنها .
عمله بالمقام الاول فهو شخص عملى للغاية مهتم بأدق التفاصيل .. منظم لأدواته بغرفة المكتب فقط فهى الاستثناء لفوضاه الدائمة .
لديه العديد من المشاريع المستقبلية المذهلة والتى يركز عليها جام تفكيره .
إنها معجبة به حد الهوس !!
تراقبه فى كل أفعاله حين يتواجد معها بنفس المكان تتحجج بأى شيئ لتدخل المكتب وقت عمله به بالرغم من معرفتها بأن ذلك يضايقه ويغيظه بشدة .. ولكنها مغرمة به وبكل ما يفعل وهذا ما لا تستطيع السيطرة عليه .
كان المنظور إلى حياته العملية رائع ولكن بالنسبة للزوجية .. أو كونها زوجته فقد كان راسبا وبجدارة .
حين يعود من عمله تراه بالمصادفة وحين يذهب كذلك .. فهى بمعظم الاوقات تكون نائمة .
وبأيام إجازته ينشغل بالعمل وبلوحاته اللعېنة المعقدة فإن ترك اللوحات والدوائر المتداخلة .. إتجه إلى حاسوبه ليكمل الرسم الهندسى للأدوات الميكانيكية .
لا تعلم لما لا يشعر بأى نوعا من المشاعر تجاهها إنه يكاد يعاملها كصديق سكن !!
أكبر مجهود يتكبله حين يسألها بوجوم عن حالها وتكون الاجابة هى نظرة تخبره بدوام الحال .
الحب مشقة وتتفق بشدة مع هذه الجملة فهى غير قادرة على جذبه ولا هى قادرة على بعده .
فاشلة وغبية لما لا تكون مثل النساء النبيهات وتوقعه فى شركها !
لما تتجسدها البرائة اللعېنة وتجعل منها خجلة من مجرد النظر لعينه !
أفلا تحبه !
وكما يقال كل شئ فى الحب مباح !!
زفرت بحنق إنها تعانى .. تعانى من جهل ذلك الرجل بالمشاعر .
أتعلمه الحب !
ولكن كيف
إتجهت إلى شرفتها المفضلة جلبت أدوات الرسم الغالية .
أدوات الرسم ليست بغالية السعر فقط بل وهى أيضا غالية على القلب .
فلكل أداة قصة عشق منفردة لغزف الألوان المتناغمة ولكل فرشاة رقصة تؤديها بإتقان وقت الحاجة ولكل قلم منحنيات يمتاز برسمها .
وبعد كل ذلك .. أفلا تعشق أدواتها .
الرسم لم يكن يوما ما فرض أن تدخله ف برغم