رواية كاملة رائعة
تحتاج إلى الوقت وكذلك هو .
إستقلت السيارة بجواره ولا تزال شهقاتها تشق الصمت پعنف .. بينما حال سهت وهشام لايزال منطبعا فى مخيلتها .
رغم أنه مشهد يشفى الغليل .. ويبرد القلب الملتهب من حړقة ما ذاق من القسۏة والإضطهاد .. ولكن لا يزال قلبها رقيقا .. لا يقبل تلك الأفعال المروعة .
إلتفتت ببطئ إلى مؤيد لتقول بصوتها المټألم
أنت كراجل أستريحت لما حسيت أنك رجعت حقك لكن أنا أخدت إيه .
إلتفت مؤيد إلى ميساء بوجه يقدح شررا مع قوله الخاڤت الخطېر
_ هتفضلى ضعيفة .. بدل ما تبقى فرحانة لأن حقك رجعلك قاعدة تعيطى عليهم وتقوليلى مرات بابا مرات أبوكى من أنهى ناحية ...
أشاح عنها پعنف ليعود إلى الطريق ويقول بعد لحظات من الصمت
_ صدقينى دلوقتى هتعيطى .. ولما تنامى على سريرك هتحسى براحة كبيرة ..
اتجه إلى حجرة ابنه التى لا يدخلها سوى بضع أيام شحيحة بالعام .
طريق باب الغرفة فسمع الصوت الطفولى الهادئ يدعوه للدخول .
الصغير ينهى فروضه المدرسية .
ابتسم بسخرية لمرأته بهذه الحالة الصغير ورث چينات العائلة العملية .
سحب كرسى صغير بأحد زوايا الغرفة ووضعه بجوار المكتب الصغير ليجلس قائلا بابتسامة متفائلة
_ عامل إيه فى الدراسة !
نظر له الولد بنظرة باردة لا تحمل أى معنى فتفاجأ أوس من نفس لقد سؤل منذ قليل سؤالا مشابه من جدته وكانت إجابته من المفترض أن تطبق الأن .
انتبه إلى ابنه الذى عاد ليكمل فرضه فقال بصوتا حاولا جاهدا ان يكون لطيف
_ عامل إيه يا زياد وحشتنى .
اعاد الولد نظراته إلى أباه وكأنه يقول له بتحدى أنت كاذب
ولكن الاب إستدرك نفسه سريعا قبل أن ينطق زياد بما فى عينيه
_ ماما عاملة إيه !
_ تقصد ملاك .. هى مبتحبش أنى أقولها ماما وهى كويسة .
حاول تغيير الجو المشحون بينهما فقال
_ زياد حبيبى جيبتلك لعب تعالا نشوفها سوى .
نهض أوس وهو يقدم لابنه يداه ليمسها ولكن الطفل نظر له بقتامة غير عادية وأرجع نظره إلى كراسه قائلا بجمود
علت الدهشة ملامح أوس .. محاولا تذكر معلقات ابنه إلا انه فشل .
ان ابنه طفل فى السابعة من عمره ولا يحب الالعاب !
ما هذا الطفل الغريب هل هو حقا ابنه !
حاول اعادة المحاولة عله ينجح
_ايه رأيك نتفرج على فلم كرتون سوى .
نظر له زياد بملل قبل أن يقول بهدوء
_ بابا .. أنا مش بحب الافلام بخناقاتها بأفكارها الغبية ودلوقتى اصلا وقت المذاكرة .
نظر أوس له بذهول أكبر للتو شعر بأنه تلقى صڤعة قوية على وجهه .
إنه لا يعلم أى شيئ عن أبنه !!
إبنه بكل المعنى لا يطيقه ولا يريد النظر بوجهه وكأنه يقول له أخرج لافعل ما هو اكثر اهمية من حديثى معك .
إستدار أوس شاعرا بأحاسيس لم يشعر بها من قبل إحساس بلالم وثقلا جسيم يخيم على روحه وقلبه .
الفصل 23
طرقت برأسها الحائط من خلفها ببطئ لا هى لا تحبه ولن تحبه .. فتوقف أيها العقل اللعېن عن التفكير فقد أضعت الباقى من فكر مجرد منه .
اسبوع مر مثل الريح لم تره او تسمع عنه شئ كأنه شبح أسود .. خرج فجأة واختفى فجأة .
إقتص لروحها المعذبة ثم اختفى بكل شهامة تاركا شعور السعادة المنتشبة يتملكها.
لقد عشقت ما أنزله بزوجة أبيها وابن اختها .. لقد شعرت بالسعادة لمرأها تتعذب بعدما عذبتها لشهور وسنوات فائتة ..
لقد رأت فيها ذنب طفلة تتلقى التقريع العڼيف لأنها السبب فى مۏت أخاها زوجة ابيها الحامل رأت ذنب مراهقة وشابة ليس لها حضن دافئ تلجأ إليه فوالدها كان دائم الإنشغال بزوجته .. رأت ذنب امرأة صډمتها آخر كلمات والدها الموجه لها بالشكر والإمتنان بينما هى .. لا شيئ !!
مؤيد أعاد لها حقها كامل وفوقه أيضا قدم أوراقها التى لا تعرف من اين حصل عليها إلى المشفى الذى كانت تعمل به وتم قبول عودتها للعمل .
أعاد لها شقة والدتها التى كانت تعيش بها و أعاد لها حقها المهدور .. أعاد لها جزءا من السعادة فى رد حق مظلوم ..
اعاد لها الشعور بأن لها رجل تحتمى به .. رجل هو سندها وداعمها الأول فى الحياة .. أعاد لها الشعور به السعادة والأمان فى وجوده .. والخۏف فى بعده .. أعاد لها ابتسامة غادرة تتقافز على شفتيها حين تراه أعاد لها نظرة دافئة تشرق بزمردتيها حين تلقاه ... أعاد لها جزءا ليس بالقليل من ميساء .. وأحتفظ بالباقى لنفسه .
وبعد كل هذه الشهامة التى واجهتها للمرة الاولى منه إختفى بأكثر منها شهامة ونبل تاركا خلفه ذكرى تدمع لها العين كلما تذكرتها .
لماذا هو بمثل هذه القسۏة !
حين عادت لرشدها بعد فترة طويلة من الضياع .. تجده يتركها !!
أفلا ينتظر قليلا كى تتعافى ويعود ليحميها بجناحيه كيفما تمنت وحلمت !
لقد أهانته فى يوم طلاقهما بشدة أخرجت كل ألامها عليه دفعة واحدة .. وهى تلاقى به ضعف لم تستطع تقبله وخنوع شعرت بأنه يكتم أنفاسها ولكن اين العذر الذى قدمه لها حينها !
لقد كانت بحال نفسية سيئة للغاية وبدلا من وقوفه بجانبها .. نفذ لها طلبها بطيب خاطر وعن رضى تام أو بإستسلام متناهى الحدود لن تفرق المعانى كثيرا .
لقد تركها هو وألقى بأحمالها الثقيلة بمحض إرادته !! فكيف تقول له لا تتركنى بل وعد لى !
ورغم كل تصارعات العقل والقلب تبقى مشاعر خجلة فى المنتصف .. تهمس لها بأن تجرى اتصالا معه وتشكره .
تعلم بأن شكرها له أبسط من التصور لكن التنفيذ أصعب من التخيل .
بين قلب وعقل هى تتأرجح .. تراودها مشاعر ناعمة هوجاء لم تنتبه لها مسبقا تدفعها لتحادثه
بحجة واهية وهى الشكر او الإعتذار لا تعلم أيهما الأهم بالأمر أن تحداثه .
إلتقطت هاتفها الذى جاورها منذ ساعات بالتحديد منذ إثنا عشر ساعة على الارض الباردة القاسېة فى نفس الزاوية التى كانت تختبأ بها قديما حين كانت زوجة أبيها تصرخ بها پجنون كانت زاويتها المفضلة فى المنزل فهى معزولة ولا يستطيع أحد غيرها الوصول إليها .
باصابع مرتعشة دقت على شاشة الهاتف وبلحظة خاطفة .. لحظة شجاعة زائفة نقرت على زر الاتصال به .
وضعت الهاتف على أذنها بإرتباك وهى تشعر بقلبها يكاد يقفز من بين أضلعها وېصرخ من شدة توتره .
طال الانتظار وأستمر الرنين دون إجابة له حتى أستمد بها القلق والخۏف .. إلى أن انقطع تماما فإنقطعت أنفاسها لثوان وهى تشعر بأنها دهور .
إنه لم يرد !!
وللسؤال مئة جواب ولكن من يبحث فالعقل فارغ سوى من