رواية كاملة رائعة
منزلها بمنتهى البرود ليستلقى على الأريكة بكل راحة واضعا قدمه على الطاولة أمامه .
كادت تصرخ به .. تسبه وتخرج شياطينها إلا أنه أنتفضت عندما سمعت جرس الباب لتركض إليه كأنه النجدة من كابوسها .
فتحت الباب لتجده فتى التوصيل يناولها الطعام الذى طلبته .
كادت تصرخ بطلب مساعدة إلا أنها شعرت بالسلاح يغرز بظهرها بقوة ألمتها .. فتناولت الطعام بإرتباك لتغلق الباب وتلتفت إلى الظل الأسود الذى تمثل أمامها .. بكل ما تلبسه من ملابس سوداء كان حقا ظل أسود بائس مخيف .
_ بلاش يا شذى تاخدى الدور ده .. دور المھددة پالقتل .. الدور فعلا صعب .
أبتلعت رقيها بصعوبة لتقول له بتوتر
_ أمال إيه ده
إقترب منها الخطوة الفاصلة بينهما ليقول لها پغضبا أسود
_ ده الحب الأسود .. حب الأنتقام .. حب القتل .. حبك انت يا شذى .
أعليها الرقص لأنه يقول بأنه يحبها أو البكاء على عمرها الذى سيفنيه حسام من أجل الحب .
_ حسام إذا سمحت أمشى أنا مش هقدر أتكلم ولا أفكر فى خططك المبهرة دلوقتى .
_ أنا اللى بخطط وأنت تنفذى .
قالها بنذق جعلته ترتعد من الداخل إلا أنها تظاهرت بالثبات وهى تقول
_ زى ما أنت عاوز يا حسام بس يلا من هنا ... مش عاوزة حد يعرف أنك هنا .. أنا مش عاوزة مشاكل يا حسام .
_ من أمتى وشذى بيهما آراء الناس ولو كنت فعلا مهتمة كنت مشيتى مع مرام
اسمعينى كويس يا شذاى .. دى آخر فرصة ليك .. لأن أى حاجة بتقترن بحسام هتبقى زيه وأنا شيطان .. و نهاية الإقتران بالشياطين مش حلوة خالص .
أرتعدت أوصالها من لهجته الباردة الصادقة !!
لم تستطع سوى الهمس بإرتجاف
_ أنت .. أنت تعرف مرام منين وليه كل الاصرار ده على الاڼتقام من مؤيد ..
رفع سلاحھ أمام عينيه .. ليدقق بجسده المعدنى بتفحص ليقول أخيرا بهدوء وهو مازال على تفحصه
_ مش هتسألى الفنان بتحب الفن ليه ... ولا هتسألى القاټل بتحب القتل ليه
وأنا بين ده وده .. بهوى الفنون .. وبذات الوقت عنى الدافع للقتل .
وبالنسبة لمؤيد .. فهو صديقى !
هزت رأسها بعدم فهم .. لتقول له بإختناق وهى تجاهد لإخراج الكلام
_ انت عاوز إيه يا حسام منى ولا من مؤيد ولا من ميساء ولا من شريك جديد .. أنا مش قادرة أفكر وأخطط .. فلو سمحت أمشى دلوقتى ونتكلم بعدين .
_ لا يا شذاى .. أنت ليك مهمة التنفيذ بس وأنا بفكر .. ومفيش مجال تانى للكلام أنا قولت كل حاجة ولو عاوزة تتحدى الشيطان الأسود واجهينى .
لينهض بسرعة من الأريكة ليقترب منها واضعا مسدسه على رقبته وهو يهمس بأذنها
_ كل ده مش عروض إستعراضية دى رسائل خفيفة كده .. أعتبريها حب بشكل جديد .
غادر !!
تنفست الصعداء لتقع على الأرض من هول ما رأت .
لقد كاد يودى بحياتها وبدون أى إحساس !!
أى حبا ذلك الذى تكنه له بل كيف لها برقتها أن تحب امثاله !
ياإلاهى لقد ذهبت لحجر الشيطان الأسود بقدميها فأصبحت أسيرة لا يحررها سوى المۏت وبيده هو !
كانت تلف فى دوائر مغلقة تدور فى الغرفة مثل الحبيسة .. تفكر بغيظ مترقبة لمرور الدقائق بل والساعات القادمة .
لقد أستعدت وأعدت كل شيئ للزيارة اللطيفة ولكن لازال الضيق ېقتلها والخۏف أيضا ..
زفرت بقوة وهى تحاول تهدئت نفسها .
لا عليك نهاد إن الأمر مجرد زيارة لا تقلقى فزوجك ملك لك فقط
أنتفضت على ضوت جرس الباب تلاها عدة أصوات رجحت بأن سيف يستقبلهم ..
فأخذت عدة شهقات متلاحقة لتخرج راسمة ابتسامة أنيقة على ملامحها ... لتسلم على صديق والدها السيد عز تلته زوجته سوليا التى ناظرتها ببرود أوربى متعارف أخيرا كانت الابنة كنزى .. التى كانت ترتى فستان أقل ما يقال عنه أنه ڤاضح ..
لمع الحنق بعينيها وهى تجد الفتاة تناظرها بإستحقار ولا ترد على يديها الممتدة فى الهواء لتجدها تدخل بسرعة لاحقة بسيف
.
يارب صبرنى
همست بها لنفسها لتعود إلى المظبخ وتخرج الطعام .
بعد أنتهائهم من الطعام توجهوا إلى الصالون حيث جلست تراق كيف ألتصقت تلك الباعوضة كنزى بزوجها لتقول له بصوتا رقيق واثق
_ حدثنى والدى عنك سيف .. وقال بأنى سأتدرب معك .
كان الحديث بالألمانية التى لا تزال تتعلمها ليزداد حنقها وهى تتعرف لبعض الكلمات وتجهل البعض .. فلا تتكون لديها جملة مفيدة .
أكملت كنزى وهى تضع قدما فوق الآخرى ليرتفع الفستان الأحمر أكثر ويظهر جمال ساقيها البيضاء .
_ أخبرنى والدى بأن على الذهاب للشركة وتلقى التدريب المكثف لأستطيع أن اصبح مديرة بوقت قياسى كى يتقاعد هو عن العمل وحين طلبت منه من يدربنى ذكر لى أسمك على الفور وقال أنه يحبك ويراك أكثر من تستطيع إفادتى .
زفر بضيق وحاول الابتعاد قليلا يكاد يشعر بإنطباع جانب جسدها على جانبه مع قدميها ال... عاد يزفر بحنق وهو يذهب بتفكيره لمكان آخر بعيد ..
إلا أنه إنتفض حين شعر بجسد كنزى يبتعد عنه وآخرى تجلس بدلا منها .
نظر إلى زوجته التى إلتفتت لكنزى لتقول مصطنعة ابتسامة باردة
_ معلش أصلى مش بعرف أقعد غير جنب جوزى .
وأنهت عبارتها بقوة تثبت لها بأن سيف ملكيتها الخاصة وليس مسموحا لها الاقتراب فوجدت الآخرى تترفع عنها بالرد وتبتعد بوجهها .
بإنتهاء الجلسة العقيمة وحينما جاء أخيرا موعد ذهابهم وجدت السيد عز يقترب منها ويقول لها بطيبة
_ خلى بالك من نفسى يا نهاد .. وأبقى كلمينى على طول أنا زى والدك .
اومأت له برأسها مبتسمة برقة .. فهى للحق تشعر بوجوده بالإطمئنان شيئ من رائحة والدها الراحل .
ألتفتت لتجد تلك الباعوضة التى عاودت الإلتصاق بزوجها مرة آخرى لتقول له بنعومة وغمزة من عينيها السوداء الشقية
_ سنلتقى قريبا .. ولكن للعمل فقط .
تصنع ابتسامة عادية ليجدها تقترب منه فجأة فى نية واضحة لتقبل وجنته !
كاد ينتفض إلى الخلف ويتداركها ولكن وجدها تبتعد عنه بقوة .. وكان الفضل ل زوجته !! التى أبعدتها بقوة عنها .
نظرت لها نهاد پغضب لتقول من بين أسنانها
_ سيف مش بيسلم على ستات .. وأكيد مش بالاحضان والقبلات.
نفضت كنزى يدها بقرف لتنظر لها بترفع وهى تقول بالألمانية
_ سنرى .
الفصل 24262728
أنتهى من رسم لوحته ليبتعد ناظرا إليها بشرود ..
لقد كانت اللوحة تحمل نصف وجه لفتاة ذات عينين خضراوتين .. وملامح رقيقة باسمة ..
لقد كانت تحمل ملامحها ملامح نهاد الشافعى .
لن ينسى أبدا مقابلته الأولى لها
فلاش باك
وقف آسر مذهولا بين اللوحات من دقتها و جمالها و الفن الرقيق الموحي الذي أمتزج فيها .
فاجأه وجود لوحته وسط اللوحات تلك اللوحة التي كلفته مجهودا كبيرا .
إلتفت إلى تلك