الإثنين 21 أكتوبر 2024

رواية حصاد المر بقلم ډفنا عمر

انت في الصفحة 29 من 33 صفحات

موقع أيام نيوز

وأولادها وتعافت والدة عصام بالتدريج.. وأمتن لها زوجها بشكل أكبر بعد رعايتها لوالدته وأصبح أكثر هدوء وتفهما معها.. وبأي وقت تخبره أنها تريد زيارة والدتها عند فريال لا يمانع ويقوم بتوصيلها أحيانا كثيرة.. أما أحمد فاستطاع التركيز بعمله أكثر والجلوس مع أولاده الذي كان تقريبا لا يراهم في وسط مشاكله ورعايته لوالدته.. بينما يمنى تحاول تعويض أسرتها تلك الفترة بالإهتمام بهم أكثر كما تذهب كلما سمحت ظروفها إلى الأم فاطمة لتشارك برعايتها وأعداد أطعمة خاصة بها وتخفف عن فريال التي لن تساعدها صحتها بالقيام بأمور كثيرة تخص الأم فاطمة..
مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
أما عبد الله فمازال لا يتقبل زوجته ويعاملها بجفاء مع حرصه أن يظهر بعض الود المصطنع أمام أولاده كالسماح لها بمشاركتهم الطعام.. واغلب وقته في البيت يكون جالسا بعيدا حتى لا يحتك بها..ولكن رغما عنه يلاحظ شحوبها ونحولها الذي يزداد ولا يعرف سببه.. ولا يقدر على سؤالها حتى لا تعتقد أنه بهتم بها.. أما هي فتحترم عزوفه وغضبه منها ولا تحاول فرض نفسها عليه وكل هدفها ألا يشعروا أولادهما بشيء وتحافظ جيدا على المسافة بينهما..
بينما خالد لا يكف عقله عن التفكير بها.. وكيف تعيش في بيت غريب عنها.. ورغم معرفته بسوء علاقتها بزوجة العم ولكن تمنى أن تذهب إليها أفضل من مكوثها عند أغراب لا يعرفهم.. ويزداد همه وحزنه كل دقيقة على صغاره اللذين أصبحوا لا يلعبون ولا يأكلون جيدا ويتسألون بإلحاح عن والدتهما وهو يعجز عن التعامل معهم ويترك الأمر لوالدته التي تستغله للحديث دائما أن مصلحة صغاره بعودة والدتهم مرة أخرى.. وهو يكاد لا ينام وأصبح شديد الكئابة ولا يدري ماذا يفعل! 
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
في منزل عبد الله!
يتصنع تركيزه بالهاتف متصفحا حسابه وهو ېختلس النظرات القلقة عليها بعد إغمائتها التي تكررت.. متذكرا حين عاد من عمله وصدم برؤيتها فاقدة الوعي بمنتصف أرض المطبخ وحولها كوب متهشم يبدو أنها كانت تتناول الماء وهاجمتها تلك الإغماءة وفقدت السيطرة! لما لا تفحص نفسها ربما تشتكي من أنيميا الډم بدا هذا منطقي لشدة نحولها..!
وهاهي تجلس بإعياء وشحوبها واضح! 
انتفض من مكانه وقرر أن يتبين أمرها.. ومهما فسرت سؤاله لا يهم! فالأهم الآن يطمئن ويفهم ما يحدث! 
وقف أمامها عاقدا ذراعيه هاتفا ببرود 
ممكن أفهم مالك ليه كل شوية بتفقدي وعيك لو في مشكلة روحي لدكتور.. بس ماينفعش تكوني بالهزلان ده وتسكتي!
ابتسمت بضعف هاتفة ماتقلقش أنا بخير! 
هتف بضيق أنا مش قلقان لكن افرضي الولاد هما اللي شافوكي واقعة زي ماجيت وشوفتك انهاردة هيكون إحساسهم أيه هتخضيهم وممكن كانوا يتأذوا من الكوباية المکسورة.. يعني أنا يهمني في الأساس الولاد.. لو تعبانة روحي لأمك تراعيكي لأن أكيد معنديش استعداد اقوم بالدور

ده!
نغز قلبها حديثه وألمها.. ولكن كيف تلومه هي من زرعت قسوته وبغضه لها بقلبه ويجب أن تتحمل مهما حاول جرحها وإھانتها.. ورغم كل شيء تمتن لتقبله وجودها بين أطفالها.. هتفت بعد صمت قصير 
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
أوعدك أخد بالي أكتر من نفسي عشان خاطر الولاد! 
عبر الهاتف!
أحمد عايزة عنوان عايدة 
فريال أيوة يا أحمد.. أنا مش هقدر أتحمل اشوف أحفادي كده مابيبطلوش عياط ولا بيلعبوا ولا بياكلوا.. وأنا كل ده مستنية خالد يلين شوية بس خلاص أنا قررت أنا ارجعها.. وخالد لازم يتحط قصاد الأمر الواقع زي أخوه ويتقبل رجوعها عشان الولاد!
أحمد طيب أنا هروح معاكي و... ..
قاطعته هاتفة لأ يا أحمد.. هروح لوحدي.. بلاش أنت دلوقت..أنت بس ابعتلي العنوان اللي هي فيه وأنا هتصرف! 
اغلقت معه وبعد لحظات وصلتها رسالة منه بالعنوان! 
وعزمت أن تذهب إليها دون علم خالد! 
كوابيس قاسېة ومتكررة كل ليلة تداهم عقله دون رحمه.. بكل ليلة يرى زوجته عايدة بوسط دائرة من ڼار.. تستغيث به وهو يراها ويعجز عن إنقاذها وجسده مكبل وفمه مكمم ولا يستطيع الصړاخ!
فيفيق وهو يكاد يختنق والعرق يقطر من وجهه.. فيستعيذ من الشيطان ويصلي.. وقلبه يشعر بأنقباضة تؤرق حتى صحوته.. والخۏف من مجهول يسيطر عليه بشكل لم يجتاحه بتلك القوة من قبل! 
هناك أمر سيء سيحدث..!
في منزل العمة شكرية! 
عبر الهاتف!
_ الليلة تنفذ المطلوب منك.. مش عايزة الصبح يطلع عليها إلا وهي متفحمة.. واللي انت عايزه هتاخدوا وزيادة.. وهيوصلك بالطريقة اللي قلت عليها..!
_ أعتبريها أنقضت.. أنتي بس جهزي المعلوم.. وبكرة هتسمعي خبرها..!
أغلقت الهاتف وعيناها تلتمع پحقد أسود.. ثم أطلقت ضحكة شيطانية وهي تغمغم بفحيح 
_ خلاص يا بنت سهام.. هتحصلي أمك واخلص منك للأبد وڼاري تبرد!
ثم راحت تقلب تذكرة سفر بين يديها هاتفة 
الوقت اللي هيلاقوا فيه جثتك هكون عند ولادي في السعودية..ومحدش هيقدر يربط بيني وبين الحاډث وتردد صدى ضحكاتها الكريهة وهي ترتب شنطة سفرها الذي لم يبقى عليه سوى سويعات قليلة!
رواية حصاد المر بقلم ډفنا عمر 
الفصل الخامس عشر
_________
صوت صفير الرياح الباردة تلفح وجهها وتصم أذنيها.. عيناها معصوبة.. وكأنها تائهة وسط صحراء..!
لم يطمئنها سوى صدى صوت تعرفه جيدا..!
_ أمي! أخيرا جيتي! وحشتيني.. ليه سيبتيني! 
عارفة إنك زعلانة مني.. لأني بقيت زيها.. شيطانة! 
بس هي اللي عذبتني.. خليتني انتقم منها في ناس تانية.. علمتني القسۏة وسړقت مني طيبتي! 
وبقيت لوحدي.. خالد سابني.. وولادي هينسوني!
أمسكي أيدي يا ماما ..خديني.. ماتمشيش تاني وتسيبيني! محدش بيحبني غيرك!
الصورة تهتز بعقلها مع اختراق صوت رنين يأتي من بعيد..فانتفضت فجأة ووجدت نفسها قد سقطت بغفوة وهي جالسة تنتظر شاهندة! 
الآن أدركت أنها كانت تحلم ذاك الحلم العجيب بوالدتها..!
تكرر الطرق على الباب بشكل متواصل..ليفيق ذهنها بالكامل.. وذهبت تتفقد الطارق..! فأصابتها الدهشة من قدوم زائرة لم تتوقع أن تأتيها بتلك الظروف!!
_ معقولة! أنتي جاية لحد عندي بنفسك!
تسائلت عايدة مذهولة.. بينما فريال تتأملها بشفقة! 
لقد تبدلت وأصبحت هزيلة وأختفت الډماء من وجهها فصار شديد الشحوب بعين غائرة محاطة بسواد!! 
أما الأخرى فمازالت لا تصدق أن أم زوجها خالد هي من أمامها فركت عيناها ربما تتخيل من أثر النوم فلم يعد مجال للشك.. الأم فريال هي من تقف على عتبة بيتها..!
قطع حديث نظراتهما فريال أيه يا عايدة مش هتقوليلي اتفضلي ولا أيه!
أفسحت لها المجال مرددة أتفضلي! 
ولجت للداخل. فوجدت مكان شديد التواضع! جلست بركن ما على إحدى المقاعد البسيطة أما عايدة فمازالت لا تستوعب وجودها والصمت يتملكها.. فبادرت فريال الحديث
أنا جيت اتكلم معاكي عشان نحل الوضع ده! 
أنقبض قلبها تخوفا من تأتيها بخبر طلاقها من خالد فعزائها الوحيد أنها مازالت تحمل أسمه وتتمني أن تظل مقترنة به حتى أخر انفاسها..!
فريال عجبك حياتك كده ليه ياعايدة اتصرفتي بالقسۏة دي أنتي كنتي هتقتلي ابني او اخويا
طب أنا وعندك سبب تحقدي عليا.. إنما أمي عملتلك أيه عشان تعامليها كده
وصممت تنظر لها مترقبة دفاع يبرر أفعالها
فوجدتها شاردة بنظرات غائمة هاتفة بصوت يحمل من الحقد والكره الكثير!
_ كنت بنتقم من شكرية! كنت بتخيلها مكانها بنفس ضعفها.. مش قادرة تتحرك ..ولا تتكلم.. كان نفسي اشوفها عاجزة قدامي..كل اللي اتمنيت اعمله فيها عملته في أمك!
وواصلت بنبرة أزدادت قساوة 
وفي كل مرة بعتيني بدالك.. حقدت عليكي أكتر! لأن الوقت اللي أنا بتمني فيه أمي تكون عايشة واتنعم في حنانها ورضاها وأبقى تحت رجليها..
28  29  30 

انت في الصفحة 29 من 33 صفحات