السبت 19 أكتوبر 2024

رواية حصاد المر بقلم ډفنا عمر

انت في الصفحة 9 من 33 صفحات

موقع أيام نيوز

عليه ولا يعرف فيما سيخفق بصنعه وما سيصيب به..!
أجاب الصغيرة حاضر ياحبيبتي هعملك ضفيرة حلوة بس روحي الأول أعملي زي ما قالك محمد على ما أعمل أنا الفطار وسندوتشات المدرسة!
واقفا يتملكه الحيرة! بماذا يبدأ أولا !
هل يسلق البيض أم يسخن الخبز أم يعد مشروب اللبن الدافيء أم يجلي بعض الأكواب والصحون المتسخة التي سيحتاجها وهو يحضر فطور صغاره
لمحت عيناه مؤشر التوقيت فأدرك أن الوقت داهمه وهو حائرا فيما يبدأ.. وبالفعل وضع طنجرة صغيرة ليسلق البيض ثم أخرج الخبز ووضعه بالمايكرويف وراح يحضر من الثلاجة بعض الجبن الذي يفضله محمد والمربى التي تعشقها حنان ثم أخذ جولة رتب بها سريعا سفرتهم الصغيرة حتى يجد مساحة يضع بها أطباق الإفطار.. وما أن أنتهى حتى راح يحشو لهم أرغفة الخبر الأبيض الذي كاد أن ېحترق لولا إنقاذه من حرارة الميكرويف.. والذي تزامن
مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.

مع فوران الحليب فوق الموقد حين غفل عنه أثناء ترتيب السفرة المزدحمة ببقايا عشاء أمس!!
أخيرا أنتهت مهمته الأولى والشاقة من إعداد الإفطار وتناوله مع صغيريه وحان موعد اختباره الأصعب بصنع چديلة الصغيرة.. وإن خيروه بين إدارة شركة بكامل موظفيها ومهامها وبين صنع چديلة! سيفضل الخيار الأول..!
الوقت يمضي والفشل يصاحبه بهندمة خصلات الصغيرة التي تذمرت قائلة
_معقولة يا بابا مش عارف تضفرلي شعري زي ماما!
فأجاب عمري ما عملتها يا حنان.. بس أوعدك اتعلمها.. وعشان خاطر بابا هعملك شعرك ديل حصان انهاردة على ما اتعلم اعملهالك!! 
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
صدح صوت قدوم الباص المدرسي فأسرع بتوصيلهما ثم عاد يلتقط أنفاسه وكأنه عائدا من مباراة.. وحان وقت غسل صحون الإفطار وترتيب غرفة الصغار وغرفته بالطبع وتحضير ملابسه وقبل كل هذا يجب أن يأخذ حماما دافئا حتى يهدأ توتره قليلا..ويذهب لعمله الذي تأخر عليه بالفعل!!
_ ازيك يافريال عاملة أيه تعالي خدي نفسك الأول من السلالم!! 
_اه والله ياهند خلاص نفسي اتقطع معرفش ليه بقيت بتعب من أقل مجهود وبحس نفسي بيروح! 
هند بشفقة معلش حبيبتي أدخلي لماما أطمني عليها وارتاحي جمبها وأنا هعملك حاجة تشربيها واجي!
بعد برهة قصيرة عادت هند تحمل كوبين من عصير الليمون وقدمت إحداهما لشقيقتها ولاحظت أن والدتها تنظر بعيدا وكأنها لا تريد إبصار فريال فقالت إيه ياحاجة فاطمة ماوحشتكيش فريال ولا أيه دي بقالها كام يوم ماشافتكيش من وقت ما أنا جيت!
لم يختلف حال فريال كثيرا عن والدتها هي الأخرى! تجنبت النظر إليها وكأن يخجلها شيئا ما فهتفت هند مالك انتي كمان يافريال هو في حاجة ليه قاعدة بعيد كده عن ماما.. !
هتفت بارتباك لالا ابدا .. ابدا ياهند انا قلت اريح في اقرب مكان وبعدين هقوم معاكي نحمي ماما ونغيرلها..!
هند متذكرة شيئا فكرتيني صحيح صابون ماما المعقم خلص لازم أنزل أجيب غيره مع لوازم كده بسيطة وهاجي خليكي أنتي مع ماما على ما ارجع ومش هتأخر..! 
.................. 
ذهبت هند فاقتربت فريال من والدتها وأمسكت كفها فأصدرت الأم همهمة غاضبة وارتعشت يدها معلنة رفضها لذاك القرب فتركت فريال كفها وهتفت 
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
أنتي زعلانة مني ياماما عشان ماكنتش باجي طب ما انا كنت ببعتلك رجاء وعايدة يراعوكي بدالي انا كبرت وبقيت اتعب ومش هقدر اراعيكي زي هند واحمد!! ظلت الأم ترمقها بعداء وكأن مبررات فريال زادتها ڠضبا ترجمته بهمهمة أخرى وهي تشيح بوجهها المستاء!! 
فتمتمت فريال 
_ عندك حق .. حتى لو مش هقدر اخدمك كان المفروض أجي مع رجاء او عايدة واقعد معاكوا.. بس ڠصب عني أنا مابتحملش اشيل هم حد وخلقي بيضيق يمكن أكون أنانية بس أنا كده أعمل أيه ومادام كنت ببعتلك اللي يخدمك بدالي زعلانة ليه هما قصروا في طلباتك دول بنات أصول وأكيد عاملوكي زي جددتهم واحسن!!!
ابتسامة ساخرة حفرت

معالمها على وجه الأم! 
ألا تدري تلك الجاحدة أنها تركتها محاطة بعقربتين! 
تركتها تتجرع سمۏم قسوتهما في كل مرة وهي تشاهد أفعالهما وسرقاتهما لأشيائها دون قدرة على البوح أو الاعتراض تركتها تعاني إهمالهما وسوء رعايتهما لها..! تتحدث وكأنها لم تفعل شيء! ليتها لم تأتي أو تتحدث!
_ أنا جيت يافريال.. أتأخرت عليكم! 
_ لا ياهند ما اتأخرتيش! 
_ طب يلا بقى نحمي ماما بدري ونعمل الغدا عشان أحمد هايجي يتغدى معانا..!
توترت هاتفة معلش ياهند أنا هحمي ماما معاكي ونغيرلها وانزل أتغدا مع الولاد.. اصلهم هيعدوا عليا كل واحد بمراته وعياله.. بكرة هجيلك واقضي اليوم كله معاكي! 
هند بعتاب كده يافريال! عايزة تمشي بسرعة وماتستنيش اخوكي.. دي حتى فرصة تتصافوا سوا خصامكم طول يافريال والدنيا مش مستاهلة.. خليكي عشان. خاطري وأحمد حنين أول ماهيشوفك هيفرح وهيكلمك هو.. ها قلت أيه
ترددت فريال.. هي تعلم أنه سيكون حتما غاضب لعلمه بمجيء رجاء بالمرة السابقة وسيعنفها وهي لن تتحمل أو تنتظر أحتكاك يثمر مزيد من الجفاء بينهما الأفضل أن تغادر قبل قدومه!! فهتفت بإصرار 
معلش ياهند مرة تاني والأيام. جاية كتير .. يلا عشان احمي ماما معاكي قبل ما أنزل!!!
وغادرتها دون إنتظار تاركة إياها تتسائل داخلها عن سبب الفجوة التي لا تزيدها الأيام إلا اتساعا بين أحمد والأخت الكبرى! 
تنهدت وتمنت داخلها بصلاح الأمور!! 
عادل مش عوايدك تيجي متأخر ياعصام ومالك جاي كده مش مصرح شعرك ومبهدل على غير العادة!
أجابه بعبوس مافيش وسبني في حالي الله يكرمك يا عادل أنا مش عايز اتكلم! 
فهتف الأخير الحق عليا مش عاجبني حالك وعايز اطمن عليك ثم هتف مبدلا الحديث عليك. كام حصة أنهاردة!
عصام بضجر الجدول متروس انهاردة ومافيش حصة فاضية عندي!
_ما أنا زيك عندي حصص كتير ودروس لأخر اليوم..!
عصام بس أنا بفكر اعتذر عن أخر كام حصة والغي الدروس! 
عادل بتساؤل تعتذر غريبة عمرك ما سبت حصة أو درس ودايما كنت نشيط أنت تعبان ياعصام
بادله نظرة صامتة دون إجابة.. فليت العله بجسده لكان أهون بكثير من ألم ينخر روحه نخرا .. هناك عطب داخله ولا يعلم كيف الشفاء.. هل يتخلى عن غروره ويذهب ليعيدها هل يغفر لها عصيانه!
هل يقول لها فشلت بصنع ابسط الأشياء التي كنت تفعليها يوميا بمنتهى السلاسة وبابتسامة راضية تزين شفتيك .. أم يخبرها أنه أشتاق لها
حقا ېقتله الشوق إليها ولدفء وجودها حوله!
_ هيييييي.. عصاااام بكلمك رد عليا هتأجل كل الدروس ولا درس واحد!
_ كل الدروس ياعادل هخلص المدرسة وارجع البيت!
_ خلاص يبقى هشوفك بالليل على القهوة! 
_ معتقدش هاجي معلش سبني مع نفسي اليومين. دول ياعادل!!!!!! 
رمقه بتعجب! حاله الذي لا يسر منذ فترة! ويعلم أنه لن يتحدث بشيء! فليس من عادات صديقه الثرثرة بمشاكله الخاصة حسنا سينتظر حين يقرر هو البوح! 
_سرحانة في أيه ياهند!
_

ابدا يا أحمد مافيش حاجة! 
أحاطها بذراعه متمتما تحبي أروح اجيبلك الولاد منه .. أنا لحد دلوقتي ما ادخلتش عشان ده طلبك بس أوعي ياهند تفتكري لحظة إنك لوحدك او مکسورة أنا جمبك وأي حاجة عايزاها هعملها..!
دفنت وجهها بصدره وذرفت دموعها بلوعة شوق لصغارها ولبيتها.. ولكن لا مفر من فراقهما فأحيانا نحتاج اتخاذ مواقف مؤلمة علها تداوي چروحا وتخفف أوجاعا وترمم أرواحا تآكلت وخبأ رونقها..علها تحافط على بقايا عشقها القديم لزوجها.. فلو
10 

انت في الصفحة 9 من 33 صفحات