روايه كامله للكاتبه الهام رفعت
امام الفراش لتنظر له مارية بارتباك وتوجست من لمسه لها بعنفه كالعادة انكمشت في نفسها وحاولت قدر الإمكان بث القوة في نفسها فرغم قوة شخصيتها وثقتها بنفسها تخشي استخدامه لقوته الجسدية مقابل قوتها المعډومة أمامه ابتلعت ريقها وسألته
سايب مراتك وجاي عندي ليه.
بدت نظرات التمني تقتله ناحيتها شعرت مارية به وبرغبته تلك وهذا ما أدركته تحركت لتنهض من على الفراش وهي تنظر له بمغزى وقفت أمامه لتنظر له بدجنة همست پغضب طفولي مخادع وهي تتدلل عليه
لم يتراخى عمار في محاوطة خصرها لتلتصق به دنا بوجهه منها ليقول برغبة جلية
أنت وبس اللي حبيبتي هي ولا حاجة
قالت بحزن زائف
عايز تعرفني أنك ملمستهاش .
حرك رأسه بنفي رد بأنفاس حارة
محصلش ولا هيحصل .
عند أحتضانه لها أوقفته عند هذا الحد من تماديه معها حين دفعته بكل قوتها تعجب عمار منها وابتعد قليلا عنها ليستفهم بغرابة
قالت بابتسامة جانبية غامضة
فيه إنك بټموت فيا بس أنا لأ .
تجهمت تعابيره وهو يحدجها پغضب واستنكر حديثها وهي تلومه قبل قليل هتف بامتعاض
قصدك ايه .
ابتسمت بمكر استفزه بشدة قالت بتشف وثقة عالية
قصدي تمشي تطلع برة ......
اندهشت مارية من عدم تعنيفه لها بسبب ما فعلته معه حيث تركها عمار بهدوء قټلها وتحديقه بها بنظراته الغامضة التي شعرت ببعض الحزن فيها جعلت قلبها يدق ليرأف بما تفعله به تركها كما هي دون أن يتفوه بكلمة واحدة وغادر الغرفة اقتفت مارية اثره بذهول فقد ظنته سيعنفها وربما يجبرها بقسوته المعتادة معها على ممارسة الحب معه لم يحدث هذا ولم تعرف هي ما هو شعور الندم والوحدة الذي سيطر عليها مجرد تركه وعدم ايذاءها ليرغمها كما يفعل تنهدت بحزن لا تعرف سببه وسألت نفسها لما هي حزينة عليه فهي هنا للاڼتقام منه فقط اغمضت عينيها لبعض الوقت ثم
فتحتهما لتنظر امامها متذكرة السم الذي اعطته لها والدتها نهضت مارية من على الفراش لتبحث في أي مكان وضعته تحركت لاففة الملائة عليها وتوجهت لخزانة ملابسها شرعت في فتحها بأيد مرتعشة ونظرت بداخلها لتمد يدها وتبحث بين طيات ملابسها وجدتها مارية مغلفة بربطة محكمة كي لا يراها احد أو تستدعي ريبتهم منها التقطتها مارية وقربتها من أنظارها لتتأملها بشرود اقصت الغطاء من عليها لتظهر امامها فتلك الزجاجة الصغيرة ستنهي كل شيء ابتسمت بحزن وألم ولكن هو من دفعها لذلك تريد هي الإنتهاء من كل ما يدور بداخلها فهي لم تستطع كرهه بالمعنى الصحيح تكذب على نفسها ولكن بداخلها يعشقه بمعنى الكلمة ليس القلب ليتغير بتلك السرعة رغم قټله لوالدها ارادت فقط التخلص منه ومن ثم تنهي حياتها هي الأخرى نعم هي الزمت نفسها بذلك ستقتله أولا لتثأر من والدها الذي ماټ على يده بكت مارية وهي ټلعن القدر في نفسها الضعيفة فقد خذلها هو ليصل الأمر بينهم إلى هذا الحد تنهدت بعمق وباتت نظراتها قاسېة وعزمت ولا مفر للرجوع فاليوم سينتهي كل هذا الألم بداخلها وضعت مارية الزجاجة مرة أخرى وتوجهت للمرحاض لتغتسل ....
شوفتي بعينك لما جه يتقدملي كنت بتقوليلي أن احنا خدامين ومينفعش يبوصيلي أهو جه بنفسه يطلب ايدي .
يعني انتي هتتجوزي فؤاد بيه وتعيشي معاه في بيته ويعملك فرح والناس تعرف أنه هيتجوزك انتي .
اومأت اسماء لها برأسها لتؤكد
هو أنا اللي بجيب من عندي انتي مسمعتهوش كويس ولا ايه قالك بكرة هكون مراته ومش عاوز غيري وهيجبلي كل حاجة .
ابتسمت سوسن وبينت فرحتها حين قالت لابنتها بمفهوم
نظرت لها اسماء بأعين لامعة من الفرحة بينما لم تضع والدتها فرق العمر قيد تفكيرها بشكل كبير فهو أي فتاة تتمنى فقط أن ينظر لها رسمت سوسن الفرحة فلا يعيب الرجل سنه قط فابنتها تحبه وهذا المطلوب نظرت لها اسماء تريد معرفة ما تفكر به ابتسمت لها والدتها وطمأنتها بنبرة متمنية
بدعي ربنا يسعدك واشوف ولادك قريب أن شاء الله ....
تركها وذهب ليختلي بنفسه في مكتبه بمخزن البضائع وضع عمار رأسه على المكتب وډفنها حين حاوطها بذراعيه وصارت ملامحة حزينة عابسة فهي لن تسامحه مهما فعل من اجلها تزوج عليها كي يجعلها تغار عليه ولا فائدة بات هو من يتلهف عليها فلم تناست حبه بسبب والدها هذا فكر كثيرا في اخبارها بالسبب الذي دفعه لقټله كان قتل والدها حتمي ولكن ما كان غير متوقع له أن يسند له والده تلك المهمة لتضحى علاقتها به يخالطها النفور والكره من ناحيتها على الأرجح فحبه لها لم ينقص ابدا وما ازعجه تشديد والده عليه بعدم افشاء ما فعله بعمته فقد ظن الجميع من حولهم أنه لم يتعمد قټلها كما اخبرهم ولكن الحقېر كان يعرف هدفه فقد قټلها عن عمد ليدفن سرها معه وما جهله هذا الخسيس بأن هناك من يعرف بعلاقته بعمته المغدورة اهتاج سلطان والده بعدما علم بذلك فلولا وجود من اخبره لكان تقبل الصلح كونه لم يتعمد قټلها فليس في الٹأر دخول النساء ولكنه استغل طيبتها وتلاعب بها لتصبح في النهاية ضحيته ما تعجب منه هو ارتداءه لقناع البراءة والطيبة وعذر مارية لجهلها بحقيقته التي لو علمت بها والدتها لم حزنت عليه لحظة لم ينكر عمار انزعاجه منها ولكن لا فائدة ليجبرها أكثر من ذلك هي مغيبة عن معرفة حقيقة الأمر ولابد أن يلتمس لها العذر فوالدها وهي مخدوعة فيه سيطرت عليه فكرة أن يخبرها بكل شيء ليتمنى ارتضاءها عليه فهذا هو الحل لعلاقته المستقبحة هذة سيضرب بتعليمات والده عرض الحائط فسوف يبقي على حبيبته ليتخلص من كل هذا النفور السافر الذي اكتسح احاسيسها تجاهه انتبه عمار لمن يدخل المخزن عليه ولشدة حزنه لم يرفع رأسه وظل كما هو ضائع في افكاره التي تحلق في رأسه تأبى السكون من ولج المخزن كان مكرم الذي تطلع عليه بعدم فهم لوجوده بالمخزن في هذا الوقت المبكر فقد ظن أنه سينتظر قدومه تحرك نحوه بحذر وهو يتأمل ما به فقد اراد معرفة سبب وجوده وقف مكرم قبالة المكتب وتنحنح كي ينتبه لوجوده حدثه بهدوء حذر وهو يسأله
عمار بتعمل ايه هنا بدري كدة .
لبعض من الوقت وقفه مكرم لم يجد فيه ردة فعل منه قطب جبينه وهو يجهل حالته تلك فماذا به تنهد عمار بعمق ليرفع رأسه المدفونة بين ذراعيه وينظر له بأعين مجهدة حيث لم ينم للحظة صدم مكرم من هيئته المتعبة المرهقة وشعره