الإثنين 25 نوفمبر 2024

رواية شيقة للكاتبة يسرا

انت في الصفحة 10 من 42 صفحات

موقع أيام نيوز

طرقا على الباب وعلمت انها لن تنجو من استجواب احمد ومى عندها فتحت الباب مضطره
دخلت مى واحمد وكلاهما لازال يحمل علامات التعجب على وجهه
احمد ايه يا ماما اخدتى بعضك ودخلتى الاوضه طيب مش تفهمينا
نهى افهمكم ايه يا ولد 
مى يا ماما لاب توب مره واحده مش واسعه دى يا نونا ولا ايه
نهى ياسلام واللى عندهم لاب توب احسن منى فى ايه 
احمد ياست الكل مش القصد بس هتعملى بيه ايه
نهى لاا حلو اوى التحقيق اللى انتو فاتحينه ده انتو نسيتم انى انا هنا الكبيره ولا ايه
مى ماتكبريش روحك اووى كده ياست الكل بس قوليلي طلعت فى مخك ليه فجأه وليه ماكونتيش قولتيلنا دا حتى الواد احمد كان ينزل يشتريلك حاجه كويسه
عندها نظرت لها نهى وقالت لاء انا اللى جبته فى مانع
احمد طيب ممكن افتحه اشوفه 
نهى بعد الغدا هفتحه اوريهلكو دلوقتى انا جعانه وعايزه اتغدى ممكن
تناولت نهى الغداء برفقه ولديها وهى تشعر بالسعاده النسبيه لدى شعورها باهتمام طفليها الشديد بها
فقد عاملوها طيله الوقت كملكه متوجه فضلا عن النظره التى تراها لاول مره فى اعينهم كانما يرونها لاول مره شعرت ان اعينهم تشع بالسعاده بعدما انهو تناول الغداء تسابقو الى غرفتها
حيث يستقر اللاب توب على السرير الواسع نظرت لهم امهم والتسليه فى اعينها شعرت كأنهم عادوا اطفالا ينتظرون الاذن كى تفتح لهم علبه الحلوى
مضت الساعات دون ان يشعروا يتبادلون المزاح والنكات والاحاديث الشيقه
شعرت نهى انها تتعرف على ابناءها من جديد وانها لمست جانبا اخر فى علاقتها بهم
فلم تعد تلك الام الذى كان محور اهتمامها ينحصر فى متابعه دروسهم وحصولهم على وجبات شهيه بانتظام
عاد رؤوف مبكرا وما ان دخل المنزل وسمع صوت ضحكات نهى والاولاد صادره من غرفه النوم حتى توجه اليهم رأسا
دلف رؤوف الى الغرفه بخفه السلام عليكم متجمعين عند النبى صوت ضحكم جايب لحد الباب خير ماتضحكونا معاكم
تسمرت نهى فى مكانها ومحيت الابتسامه من على وجهها الجميل فهى لم تتوقع عودته مبكرا وظنت انها ستخلد الى النوم باكرا قبل عودته فتتجنب مواجهته
قامت مى واحتضنت والدها وقالت حمد لله على السلامه يا بابا ابدا بس ماما جابت لاب توب جديد وكنا قاعدين نشتغل عليه سوا
عندها رفع رؤوف حاجبيه وظهرت الدهشه العارمه على محياه لاب توب!!!!!!!!!ده من امتى يا نهى ليكى اهتمام بالنت والكمبيوتر
لم تقو نهى على النظر اليه فخاطبت مى بجمود مى قومى حضرى الغدا

________________________________________
لبابا
استشعر كلا من مى واحمد بالتوتر الذى ارتسم على محيا والدتهما فنهضا وانصرفا فى هدوء واغلقا الباب خلفهما
نظر رؤوف الى زوجته بتمعن ثم قال مالك يانهى 
ردت نهى باقتضاب هيكون مالى
حاول رؤوف تلطيف الجو وابتسم بخفه يعنى مافيش حمدلله على سلامتك ولا كلمتك المعتاده ايه ده رجعت بدرى يعنى ولا انتى مش ملاحظه انى جيت بدرى النهارده
لوت نهى شفتيها بسخريه ياااااااااه فعلا جيت بدرى وجيت على نفسك كتير الصراحه
عندها اكمل رؤوف بتهكم ااه شفتى بقى بس ياله كله عشان خاطركم
واقترب منها ورفع ذراعيها ليقربها منه عندها قامت نهى مسرعه ولم تمكنه من لمسها وقالت انا هروح اشوف مى بدال ماتحرق الاكل
غادرت نهى الغرفه سريعا تاركه رؤوف يشعر بالقلق والحيره فالتغييرات فى تصرفات زوجته جمله واحده قد اربكته
لم يتعود عليها هكذا كانت تقبل عليه حتى وان زهدها
اما الان فقد حاول ان يقترب منها وهاهى تنتفض كغزال صغير مذعور من صياده
تسائل رؤوف فى نفسه امبارح قميص نوم عمرى ماشفته قبل كده والنهارده لاب توب وفلاشه نت وخروج منغير ما اعرف ياترى تكونى مخبيه ايه عنى يانهى
فى المساء عزم رؤوف على المكوث فى البيت لمراقبه زوجته التى ولاول مره غير مباليه بوجوده
وكلما حاول فتح حديث معها صدته بجمود غريب وتشاغلت عنه بقراءه روايه انجليزيه استعرتها من ابنتها
مما زاده حيره من امره فهو لم يراها تمسك بكتاب قط عدا الكتب المدرسيه الخاصه بأبنائهم
قاطع رنين هاتفهه المتواصل حبل افكاره انها شيري ولكنه بالطبع سجل رقمها تحت اسم رجل كى لاتعرف زوجته بأمرها
احذ رؤوف الهاتف واتجه الى الشرفه وتحدث بصوت خفيض فيما شعرت نهى بالنيران تتقد من جديد داخلها
فدخلت الحمام كى تتضوء علها تهدىء خرجت ووجدت رؤوف انهى مكالمته وقال انا هنزل ساعه وراجع مش عايزه حاجه من بره
عندها نظرت له نهى پحده وقالت بعند خدنى على سكتك
فوجىء رؤوف بردها انتى نازله رايحه فين
نهى هروح ازور ماما
تعجب رؤوف وقال طيب وهيا الحاجه هتكون صاحيه دلوقتى
ردت نهى بتصميم ااه
حاول رؤوف اثناءها طيب ماتخليكى بكره
نهى لاء انا عايزه اروح النهارده لكن لو انت عايز تمنعنى عن زياره امى دى حاجه تانيه
رؤوف لاء ياستى انا عمرى ما امنعك عن بر اهلك براحتك
انتظر رؤوف زوجته قرابه النصف ساعه فى الشرفه عندها توجهه الى غرفه النوم ليجد زوجته تهتم ببشرتها امام المرآه ايه يانهى انتى مش نازله ولا ايه انا كده هتأخر
نهى طيب مش اجهز ولا انزل مبهدله يعنى
رؤوف وانتى من امتى بتاخدى وقت فى لبسك دا انا كنت بخلص بعدك وانتى اللى كنتى بتستعجلينى
ردت عليه نهى ببرود خلاص اوك انزل سخن العربيه وعشر دقايق وهاجى وراك
اخذ رؤوف نفسا طويلا واطلق زفيرا حارا وقال طيب ....طيب ما تتأخريش من فضلك
اوصل رؤوف نهى الى منزل والدتها ولسوء حظه كان المرور مزدحما للغايه
وزاد من توتره رنين هاتفهه المتصاعد والذى اضطر معه الى اغلاق هاتفهه لانه كان كله ثقه اذا رد على شيري فسوف تصب عليه جام ڠضبها
وربما يعلو صوتها فتسمعها نهى عندها سيحدث مالا يحمد عقباه
واخيرا وصل رؤوف الى منزل والده زوجته
اوقف سيارته وهو يشعر بالحنق يريد ان ينفجر ڠضبا فى وجهه نهى ولكنه لا يملك اى ذريعه فنظر لها بعمق وقال اما ارجع لينا كلام مع بعض لان تصرفاتك من امبارح للنهارده مش عجبانى ومش فاهمها
نظرت له نهى ولم ترد عليه وترجلت من السياره واغلقت الباب بهدوء واشارت له بيديها مودعه بابتسامه بارده
شك وحيره وغيره
وصل رؤوف متأخرا الى شيري وبالفعل صبت عليه جام ڠضبها عندما اكتشفت انه كان كل طيله هذا الوقت كان برفقه زوجته
شيري والله عال يا سى رؤوف حضرتك سايبنى انا هنا اللى ملطوعه استناك وانت بتتفسح مع الهانم التانيه
رؤوف من فضلك ياشيري وطى صوتك ان قولتلك قبل كده انا مابحبش الصوت العالى وبعدين انا لاكنت بتفسح ولا حاجه انا كنت بوصلها عند امها وجيتلك والسكه كانت زحمه
شيري وماردتش ليه على الموبايل اتصلت بيك ولا عشر مرات
رؤوف ماكنش ينفع ارد لانها كانت جنبى
عندها اخفضت شيري صوتها واقتربت منه بهدوء كحيه رقطاء ولفت ذراعيها حول عنقه وداعبت خصلات شعره الغزيره
وقالت وفيها ايه هوا انا مش مراتك برضه زى ماهى مراتك ولا دى اخرتها عشان وافقت انى اتجوزك فى السر وعرفى كمان هتبعنى عشان خاطرها وترمينى
قال رؤوف بحنان وانا اقدر اعيش منغيرك برضه بس انتى عارفه وضعى والولاد
اعذرينى ياحبيبتى ظروفى كده هعمل ايه ربنا كتب عليا كده 
وماصدقت
10  11 

انت في الصفحة 10 من 42 صفحات