الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية رائعة بقلم سهام العدل

انت في الصفحة 1 من 12 صفحات

موقع أيام نيوز

من السادس الى العاشر
ظلت تبكي وتنتحب حتي خرج نحيبها لادم  فدخل عليها الغرفة وجلس بجوارها قائلا بهدوء   انا ما بعرفش اواسي حد ومش عارف المفروض اواسيكي ولا اعتذر لك بس صدقيني اللي متأكد منه اڼتقامي منك هو كان الشيء الغلط. عشان كده انا قررت اصلح الغلط وارجعك لاهلك واقول لهم على الحقيقة. 

اعتدلت ميار جالسه وقالت الغلط اللي عملته للاسف مبقاش ينفع يتصلح ورجوعي لأهلي دلوقتي  محدش هيتقبله.
 نظرت له بعين حمراوتين  وقالت انت عارف يعني ايه واحدة  ترجع بيت اهلها بعد اسبوع جواز... اظن بعد ماعرفت فضايحنا ابويا وامي مش ناقصين فضايح. 
آدم اللي عايزاه انا تحت أمرك فيه شوفي اللي يريحك وهعمله ثم تهجمت ملامحه بس اخوك يوم ما يخرج انا اشرب من دمه وبرد ڼاري وڼار امي واريح اختي.
 كانت ميار قد طفح بها الكيل منه  فصړخت فيه وقالت بدموع تخرج من قلبها لا عينيها بتسألني اللي يريحني  ارتاح ازاي وانا انا اساسا معرفش يعني ايه حاجه اسمها راحه... عمري ما جربت احساس الراحة ده  ما شفتش من الدنيا دي غير الۏجع والظلم والقهر وكسرة القلب والغدر أحيانا بسأل نفسي هو احنا ممكن نكون عملنا ايه في حياتنا عشان نتعذب فيها كده 
أراد آدم أن يتركها تخرج مابداخلها لعلها تهدأ ويهدأ ضميره.
انخفض صوتها بعض الشيء ونظرت لنقطة أمامها في الفراغ ودموعها شلالات لم تهدأ وقالت وانا صغيرة كنت دايما بحسد كل بنت أبوها يجيلها المدرسة ويحضنها.. او اشوف في طريق بنت في ايد ابوها بهزر معاها وبشتري لها حاجة حلوة يراضيها  حتي اما كبرت وكنت اروح عند ميرنا واشوف دلعها ودلالها علي أبوها كنت ببكي من جوايا  لاني عمري ماعشت اللحظات دي  أبويا كان قاسې وصارم عمري مادلعني مرة ولا اخدني في حضنه حتي الاخ اللي قولت اما يكبر هيعقل ويبقي سندي ملقتش منه حاجة ولا أثر في حياتي الا بالسلب كنت بتحرج من سيرته ادام الناس وبلاويه اللي انت في غني ذكرها وحتي اما حبيت واتخطبت قولت خلاص لقيت السند اتاري الحب ده مش اللي بقرأ عنه في القصص ولا بنشوفه في الأفلام  ورغم اللي عانيته معاه بس كان أهون بكتير اوي من ابويا واخويا  لكن ابقي سعيدة ازاي مينفعش  يجي اخويا يسرق شبكتي  وروحت اقول لسندي وضهري واترمي في حضنه من العڈاب اللي شوفته وبشوفه اتاريني اتسندت علي الهوا وبدل مايمسك ايدي قطعها ورماني من سابع سما لسابع أرض  قولت خلاص نصيب وبكرة ياميار ربنا هيكرمك ويعوض عليكي  وجه كرمه فيك ثم نظرت له نظرة موجعة واستأنفت وأنت عارف بقي الباقي وكنت كريم معايا إزاي  وبتقولي اللي يريحك  طب فين الراحة دي وانا اروح لها  فين . 
كل كلمة  لمست قلبه كجمرة ڼار تكويه وهو يلوم نفسه أين كان عقله عندما فعل بها مافعله أين كان قلبه وهو يتركها لأبيها يعذبها بهذه الطريقة الحيوانية تمني لو جذبها لاحضانه ويخفف عنها ولكنه يعلم جيدا أن اي طريقة للاعتذار حاليا لاتجدي نفعا تحشرجت أنفاسه وخرجت الكلمات منه ڠصبا عنه علي العموم ارتاحي ونامي وبكرة نبقي نشوف هنعمل إيه. 
ذهب آدم إلي غرفة مكتبه واستلقي على أريكته إيه لدية وظل يفكر في ميار وقلبه يعتصر ألما علي مابها  لم يكن يعلم أنها عاشت كل هذا الحزن والۏجع والحرمان أحس بشئ ينغز في قلبه جفاه النوم بسبب دموعها  تمني لو ذهب وجلس تحت رجليها وطلب منها البقاء ليعوضها حنان الأب وحب الأخ ووفاء الصديق. 
بعد ساعات مضت عليه وهو علي هذا الحال  نهض جالسا محدثا نفسه ايه ياآدم  مالك  اللي قلب حالك كده  اهدي واثبت كده وكفاية تردلها كرامتها وتروح لحال سبيلها. 
تروح لحال سبيلها ازاي وتكمل حياتها في القهر ده 
وانت مالك يا عم  اللى إنت بتفكر فيه ده مستحيل ووقتها هتخسر أمك والموضوع هيصعب بزيادة. 
طب والحل إيه  
الحل انها تفضل معاك مدة وبعدها تطلقها وترجعها لاهلها ويبان ادام الناس انه طلاق عادي  ايوة هو ده الحل وخلاص  
شعر آدم بدوخة وصداع شديد علم ان ضغط الډم قد ارتفع وهو اهمل في علاجه الفترة الماضية   خرج ليحضر بعض الماء ويتناوله. 
أثناء ذهابه نظر الي غرفتها فحدثته نفسه أن يدخل ويلقي نظرة عليها. 
دخل وجدها نائمة منكمشة على نفسها متخذة وضع الجنين وقد غلبها النعاس وهي  تبكي لأن الدموع مازالت عالقة برموشها. 
ظل يتأملها وكأنه يراها للمرة الأولي طفلة في هيئة إمرأة مكتملة الأنوثة  آلمه قلبه عندما وقعت عينيه علي عينها المتورمة وقد ابهت زرقتها وقل تورمها  زاد حزنه عندما تذكر الموقف وركلة أبيها  تمني لو يعود به الوقت ولم يفعل مافعله. 
نهض ثم انحنى وقبل عينها المتورمة ثم غادر الغرفة. 
في اليوم التالي آدم لعمله دون
 

انت في الصفحة 1 من 12 صفحات