الأربعاء 27 نوفمبر 2024

رواية لمن القرار بقلم سهام صادق

انت في الصفحة 13 من 298 صفحات

موقع أيام نيوز


بنيران حرقه 
 بدل ما احرقلك التانيه 
غشت الدموع مقلتيها كما غشي الآلم روحها.. طالعته تتلوي من الآلم تنظر لموضع الحړق 
 مسرقتش حاجه.. مسرقتش حاجه ياحسن
وتلك المرة كانت تصرخ بقوة وهي تراه يعود بالسکين مجددا
تجمدت يده فوق السکين يسترقي السمع متمتما بحنق 
 نجدك مني الباب... قومي غوري من وشي 

طالعته وهي لا تصدق انها نجت من تحت يديه هبت واقفه تعرج على قدمها اليمني
 استنى عندك 
وقفت في مكانها ترتجف وتكتم صوت شهقاتها بكفها
 مش عايز اسمعلك صوت سامعه.. وهنتحاسب يافتون بس بعد ما اشوف مين على الباب ولو طلعت الست الخرفانه إحسان عقابك هيزيدك 
 ماما إحسان مش هنا راحت تزور ناس قرايبها 
تعالت الطرقات مجددا فأصرفها بيده.. ركضت من أمامه نحو الغرفة تحتمي بها من بطشه
اعتدل في وقفته يرمي السکين بالحوض ويهندم ملابسه هاتفا بعلو صوته وهو يخرج من المطبخ 
 حاضر اه جاي افتح.. ما تصبر ولا الدنيا طارت 
اقترب من الباب يرخي ملامح وجهه المنقبضة 
 فتحنا الباب ياسيدي عايز.... 
اتسعت عيناه ذهولا يتراجع للخلف ينظر للواقف أمامه 
 سليم بيه
..........
طالعت الحړق تنفث عليه أنفاسها لعل وجعه يهدء قليلا ولكن الآلم كان يزداد .. تعالت شهقاتها رغما عنها فكممتها بكفها تخشي نيل المزيد إذا استمع لصوت نحيبها 
انتفضت مذعورة وهي تجده يدلف الغرفة يغلق الباب خلفه مقتربا منها ... تشبثت بحافة الفراش تطالعه پخوف 
 بلاش تحرقني تاني ياحسن.. هسمع كلامك ومش هعلي صوتي خلاص
 هوس اكتمي خالص مش عايز اسمع ليكي نفس
واردف وهو يلتفت حوله پخوف 
 سليم بيه بره..
وارتفعت شفته العلويه استنكارا
 جاي يقدم اعتذاره منك عشان طلع ظلمك... ولاد الاكابر دول عليهم ساعات أفعال يظلموا الناس وبعدين يجوا يعتذروا 
تلاشي ۏجعها وهي تنظر اليه غير مصدقة ان برائتها قد ظهرت 
 يعني سليم بيه هنا 
 مالك اتبسطي اوي كده ياختي اه جاي يعتذر بعد ما اخدتي علقة محترمه بسببه 
واردف متوعدا يرمقها بنظراته القاتمة 
 ملمحش خيالك بره الأوضه ديه.. انا قولتله انك نايمه تعبانه من كتر العياط 
ورفع حاجبه يتسأل بعدما رأي نظراتها 
 كلامي مفهوم ولا مش مفهوم 
اماءت برأسها مذعورة من بطشه
 مفهوم ياحسن 
 جدعه يافتون... كده انتي فتون مراتي العاقلة.. حذاري ألمحك بره الأوضه يافتون 
وأشار نحو ساقها بوعيد
 بدل ما انتي عارفه 
انصرف من الغرفة فنهضت خلفه تتلصص من خلف الباب تتأمله..
اغمضت عيناها سابحة في خيالها تخبر قلبها بأن بطلها قد جاء 
بأعينها الصغيره كانت لا تراه إلا بطلا من أبطال الحكايات 
والعقل يخزن اللقطات والقلب يعيش في أحلامه يظن ان العالم كله وردي يملئه أبطال الحكايات 
تعلقت عيناها بالمال الذي أخذه منه حسن متظاهرا بالاستحياء 
 خيرك سابق ياسليم بيه يكفي مجيك لينا والله.. ده انا قولت لفتون سليم بيه حقاني وعمره مايرضي بالظلم
شعر سليم بالخجل من نفسه ورغم مابه من خصال ليست حميدة إلا أنه لا يحب الظلم 
 خد ياحسن الفلوس واعتبرها اعتذار مني على اللي حصل
ودار بعينيه ينظر للأرجاء حوله 
 لو فتون حابه ترجع شغلها تقدر تيجي من بكره 
كانت تقف تترصد خطواته وحركاته من ثقب الباب..
ابتعدت عن الباب پذعر بعدما غادر الشقه وصوت حسن يعلو خلفه بالمديح فيه الي ان غلق الباب وطالع المال بسعاده 
دلف اليها بعدما اخفي المال في حافظة نقوده يهتف بها 
 اعملي حسابك بكره هترجعي شغلك عند البيه 
وغادر بعدها المنزل يخرج المال بجشع ويمني نفسه بسهرة ترفع من مزاجه 
 بقى يجي من وراكي فلوس يافتون
.........
تلاشت ابتسامتها وهي تستمع لحديث والدتها وشقيقتها.. منذ دقائق كان يحادثها ويخبرها ان لديه عمل بالمشفى ولن يستطيع القدوم معها هي وميادة للسينما.. وهاهي والدتها تختار مع مها ملابسها حتى تذهب لمنزل خالتها 
 الفستان جميل ياحببتي.. يلا حطي مكياجك عشان تلحقي رسلان خالتك قالتلي انه موجود ومعندهوش عمليات ولا عيادة النهارده 
انكسر قلبها وهي تتذكر كيف حاربت خجلها تطلب منه القدوم معهما... ارادت ان تثبت له حبها ولكن اين الحب الآن وهي ترى شقيقتها تتزين له وذاهبه اليه
 ملك انتي نازله ياحببتي 
اماءت ملك برأسها تطالع شقيقتها وهي تتجمل أمام المرآة 
 خارجه انا وميادة... مها ممكن توصليني في طريقك 
هتفت ناهد متعللة وهي لا تحيد عيناها عن مها 
وقد كانت مها على وشك ان تخبرها بأن تنتظرها 
 توصلك ايه ياملك ما انتي شايفه اختك مستعجله... اتصلي بميادة تعدي عليكي ياحببتي 
خرجت من الغرفة تخفي دموعها.... فأمس كانت تطير معه فوق السحاب واليوم تسقط أرضا.. وسؤال واحد كان يدور بخلدها لما حياتها في الحب تعيسه هكذا
.........
هبطت من سيارة الآجرة فوجدت ميادة تنتظرها أمام السينما .. لاحت لها ميادة بيدها وأسرعت بأرسال رساله لشقيقها قبل أن تقترب منها ملك 
طالع رسلان الرسالة بأبتسامة واسعة متذكرا صوتها الحزين بعدما رفض دعوتها بلباقة... اقترب من مرآته يهندم قميصه وينثر عطره.. اتسعت ابتسامته شيئا فشئ وهو يرسم في خياله كيف ستكون صډمتها بوجوده ولكن سرعان ماتلاشت بسمته وهو يرى مها تقف في الردهة الفسيحة للفيلا ووالدته تستقبلها بعدما انصرفت الخادمة 
 حببتي ايه الجمال ده كله كل يوم بتزيدي حلاوة يامها 
اطرب الحديث مها وانحنت تعانق خالتها التي اجادت رسم اللقاء وكأنها لا تعلم بمجيئها 
اتسعت عيني مها ذهولا وهي تجد رسلان يقترب منهما يستعد للخروج 
 رسلان انت خارج 
تعلقت عيني كاميليا به هي الأخرى
 انت مش قولتلي انك مش خارج النهارده ياحبيبي وهتقعد معايا 
اصرف عيناه عن مها وقد صدقت حداسة شقيقته عندما أخبرته ان خالته تؤثر على والدتهم بخطة زيجته من مها 
 معلش ياست الكل تتعوض.. مضطر امشي صديق ليا عزيز محتاجني 
ولم يترك لوالدته فرصة لاستفسارها وأسرع في خطاه للخارج دون قول المزيد 
اسرعت مها خلفه تتبعه
 رسلان 
اغمض عيناه زافرا أنفاسه بقوة ينفض شعوره نحوها 
 خير يامها 
 انت لسا زعلان مني على اللي حصل.. انا بعمل اللي حساه ديما يارسلان وانا... 
والتقطت كفه على حين غرة تضعه فوق قلبها تنظر اليه بهيام 
 رسلان انا 
وقبل ان تنطقها كان يسحب كفه عنها ينفض عقله من ذهوله 
 مها انتي عندي زي ميادة..زي ميادة يامها 
........
اندمجت بكل مشاعرها مع تراديجية الفيلم.. والتمعت عيناها بتأثر ترثي حالها مع كل مشهد يبعثر مشاعرها.. شعرت بحاجتها لتناول المقرمشات التي وضعتها هي وميادة بينهما.. مدت يدها نحو غرضها فسرت الرعشة في اوصالها انها رائحته التي تعبئ روحها وحواسها كلما التقته
 ليه الفيلم اللي كله مآسي ده ياملك 
تعلقت عيناها به لا تستعب وجوده تبحث عن ميادة حولهم... حدقت بميادة التي جلست في الجهة الأخرى تنظر لهم بغمزة عين فأتسعت عيناها ذهولا تتسأل 
 انت هنا من امتى 
اتسعت ابتسامته يتشرب من تفاصيلها وخلجاتها 
 من ساعه ما خان حبيبته 
والصدمه كانت من نصيبها.. انه يجاورها منذ خمسة عشر دقيقة وهي كانت غارقة في عالمها 
 بقى اسيبلك اختيار الفيلم تصدميني من اختيارك 
 انت اللي رفضت الدعوه 
ابتسم وهو يرى عبوسها الذي زادها فتنة في عينيه 
 اظاهر ان في ناس بتزعل لما نقولها لاا.. ده انتي يامفتريه كل حاجه بقولك عليها تقولي لاء.. اصل عندي جمعيه عندي حصه مش فاضيه 
حدقت به تقطب مابين حاجبيها تستمع له وهو يقلدها 
 يعني ده عقابك يارسلان
 وليه منسمهاش اني كنت عاملك مفاجأة 
طالت نظرتهم وكل منهم يعيش اللحظه بتفاصيلها..
اطرقت عيناها نحو كيس المقرمشات لتدرك حقيقة واحدة انها تنسى نفسها والزمن معه وهاهي يدها التي مازالت بالكيس تجاور يده 
ازاحت يدها من الكيس ببطئ تهرب من عيناه وقد توردت وجنتاها بحمرة الخجل 
 مها
 

12  13  14 

انت في الصفحة 13 من 298 صفحات