بقلم ميمي العوالي
صوته يحمل بعض الڠضب وهو انتى لاقدر الله لو حصللك حاجة دى مش هتبقى مصېبة لينا كلنا انتى رعبتينا من القلق عليكى واحنا مش عارفين حصللك ايه
لتستدير أمانة بهدوء متجهة إلى السكن بعد أن قالت لنوح بصوت شبه هامس اللى مڠصوب على حد مش المفروض يقلق عليه
ثم قالت بصوت عالى ياللا تصبحوا على خير
يقف نوح مصډوما مما سمعه وكأن دلوا من الماء المثلج قد انسكب فوق رأسه جمده بمكانه دون حراك أو أى رد فعل وقد علم أنها سمعت لحديثه مع غادة
خديجة طب ياللا بينا يانيللى نطلع لها نتطمن عليها ونطيب خاطرها بكلمتين
يذهب أسامة مع نيللى وخديجة وهو يحرك رأسه بغير رضا عما حدث دون أن يعقب بأى كلمة ليتركوا نوح مكانه وهو ينظر إلى تتابع امواج البحر وتلاطمها وهو لا يدرى ما العمل لإصلاح ما اقترفت يداه
عندما دلفت نيللى وخديجة إلى الغرفة بصحبة أسامة وجدوا أمانة متجهمة على فراشها ولكنها بدلت ملابسها استعدادا للنوم
أسامة أمانة ...انا عارف انك زعلتى من أسلوب نوح معاكى بس لازم تعذريه
خديجة وهى تحاول التشويش على ماحدث الصراحة يا أمانة لو كنتى شفتيه وهو عمال يدور عليكى كنتى قلتى أنه اټجنن ده كان شوية وھيموت من الړعب عليكى
لتنظر أمانة لاختها وقالت بخفوت انا كويسة يا نيللى ماتقلقيش انا بس حسيت انى محتاجة اقعد مع نفسى شوية ويمكن عندكم حق كان لازم اديكم خبر قبلها عشان ماحدش يقلق عليا واوعدكم انى مااكررهاش تانى
يجلس نوح فى نفس الموضع الذى كانت تجلس فيه أمانة وهو يلعن غبائه فهو يعلم جيدا أن الشرفة مشتركة بين الغرفتين كيف تاه عن باله أن مكالمته فى هذا المكان معرضة لان يسمعها اى من كان كيف وضع نفسه فى هذا المأزق وماهى طريقة الخروج منه
لينظر نوح إلى ساعة يده ليجد أن الوقت قد تخطى الواحدة ليقف مادا يدية وهو ينظف ملابسه واتجه إلى السكن قائلا تصبح على خير
.
فى اليوم التالى عندما هبط الجميع إلى الاستراحة لتناول افطارهم قبل بداية العمل لم تكن أمانة وسط الموجودين وعندما بحث عنها بعينيه وجد أسامة يربت على كتفه قائلا فطرت من بدرى وخدت النسكافيه بتاعها وراحت على موقع ج
نوح بتساؤل واشمعنى موقع ج يعنى
أسامة قالت إن حاتم طالب منها تصورله حاجات هناك وتبعتهاله
ليشعر نوح بشئ من الاحباط ولكنه اومئ برأسه واتجه هو الآخر للعمل
أسامة مش هتفطر
نوح دون أن يستدير له ماليش نفس
اتجه هو الآخر إلى المكان الذى علم بوجودها هناك ووجدها تقوم بمسح الموقع وتصويره بمساعدة أحد المهندسين
نوح بصوت عالى السلام عليكم
ليرد الجميع السلام لكن دون أن تتوقف أمانة عن عملها أو حتى تنظر إليه
نوح خلصتوا قياس واللا لسه
أمانة دون الالتفات له أيضا لسه فاضل ضلع
نوح طب سيبى محمود يخلصه هو وتعالى عشان عاوزك
أمانة بلا مبالاة مش هينفع قربنا خلاص نخلص عشان حاتم مستعجل على الحاجات دى
وما أن سمعها تتلفظ باسم حاتم مجردا دون اى القاب حتى شعر بالغيظ منها ومن نفسه فقال طب انا هساعدك عشان تخلصى بسرعة وما أن وصل إليها وهو يساعدها
________________________________________
فى ضبط زوايا الاتها حتى التفتت ايه قائلة انت كده مش هتتعطل
نوح لا
أمانة وهى تتركه وتتناول بعض اللوحات من الأرض طب تمام كمل انت بقى مع محمود وانا رايحة لنيللى هسلمها شوية حاجات
ليشتم نوح تحت أنفاسه فقد تخلصت من وجوده معها بحنكة دون أن تلفت الأنظار وتركتهم وذهبت دون أن تزيد كلمة واحدة ليشتد ڠضب نوح ولكن قد أسقط فى يده وعجز عن اتخاذ أى رد فعل
ظل الحال على ماهو عليه لمدة خمسة أيام كلما حاول نوح الاجتماع مع أمانة فى اى مكان أو الاختلاء بها للحديث معها إلا وكأنها تتفنن فى الطريقة التى تبتعد بها دون أن يلحظ أحد ولكن بالطبع كان إخوتها يراقبون ما يحدث فى صمت دون تعليق او تدخل حتى فاض الكيل بنوح على الرغم من أنه غير متأكد مما سيقوله لها ولكنه فى كل مرة ينسى ارتباكه ليحل محله الڠضب من فشله فى التحدث معها
حتى ذات يوم كان نوح يراقب أمانة وهى تشرح لاحد المهندسين العمل المراد تنفيذه فى أحد البنايات وعندما استدارت وهى تشير له على أحد الأركان حتى اختل توازنها ووجدت نفسها تترنح وهى تعد نفسها للسقوط لامحالة على بعض اسياخ المسلح لتجد نوح يجذبها بسرعة ليختل توازنه ليسقط بدلا منها لتجد أمانة أن قميص نوح قد تلوث بالډماء نتيجة اختراق أحد الاسياخ لاحد جانبيه
لتصرخ أمانة وهى تستدعى الموجودين بالمكان لحمل نوح الذى غاب عن الوعى لاسعافه
فى المشفى
تجلس أمانة بجوار فراش نوح الغائب عن الوعى بعد خروجه من غرفة العمليات وتقطيب جرحه وهى تمسك بالمصحف الشريف وتتلو آيات الذكر الحكيم فى خشوع وهى تمسك بيدها على رأس نوح وصوتها يتهدج من اثر البكاء
أسامة وبعدها لك يا أمانة ما الدكتور طمنا وقال إنه هيبقى كويس إن شاء الله
أمانة اټصاب بسببى يا اسامة انا السبب
أسامة ياحبيبتى ماتقوليش كده ده نصيبه بيكى من غيرك كان هيحصلله كده
أمانة بس ربنا جعلنى سبب فى ده الدكتور بيقول أن الكلى كانت هتتهتك لو لا قدر الله السيخ كان فرق سم واحد
أسامة والحمدلله إن السيخ مافرقش السم ده خلاص بقى ...ياللا قومى عشان تروحى تستريحى وانا هفضل معاه
أمانة لا ...مش هسيبه روح انت كفاية انا ولو عوزت حاجة هكلمك
أسامة مش معقول هسيبك لوحدك يا أمانة وفى مدينة غريبة ماتعرفيش فيها حد
أمانة انا مش هخرج من المستشفى يا اسامة ومش هروح فى حتة بس مش هقدر اسيبه لوحده ابقى تعالى بكرة وخلى نيللى تبعتللى معاك هدوم ليا وانت ابقى هات غيارين