الأربعاء 27 نوفمبر 2024

رواية ۏجع القلب جميع الاجزاء كاملة بقلم حنان اسماعيل

انت في الصفحة 17 من 47 صفحات

موقع أيام نيوز

لا ينطق .قاطع صمته فهد بإستغراب قائلا بحيرة طب انت جايبنى عشان اقعد اتفرج عليك وانت سرحان 
نهض فى ضيق قائلا له پقهر 
سارى اول مرة اكون حيوان كده يافهد .اول مرة ابقى غبى ..طول عمرى بحسبها بعقلى ولاغى قلبى واحساسى عشان مغلطش بس امبارح غلطت غلطة عمرى وانا بكدب احساسى تجاهها وبصدق اللى انا كنت عاوز اصدقه .انا امبارح بس وانا بآذيها وبجرحها كنت زى ما اكون ماصدقت .كأنى كنت عاوز اعاقبها عشان اللى عرفته عنها من غير ما اتأكد حتى هو الكلام اللى اتقال عنها ده كان صح ولا غلط .انا امبارح دبحتها ودبحت آدميتها وكرامتها واى مشاعر كان ممكن تكون بينا فى يوم من الايام 
اقترب منه فهد مستغربا قائلا له انا مش فاهم حاجة ..ممكن تفهمنى كده بالراحة كل حاجة 
اشعل سيجارته فى ضيق وهو يحكى له بإختصار ماحدث ليله امس .استمع اليه فهد بضيق قبل ان يقول له بحكمة
فهد انا مش هلومك ولا هعاتبك لانى شايف حالتك عاملة ازاى وشايف الندم فى عينيك كل اللى اقدر اقوله لك اعتذر من مراتك واطلب منها تسامحك وفك آسرها هى مش سجينه عندك ولا عبدة .ورجع لها جواز سفرها وتليفونها وسيب لها حرية الرجوع لمصر لو انها تفضل معاك بعد اللى عملته معاها ده ..ولو انى اشك انها ترضى تسامحك
سارى لاء مش قبل ماافهم قصتها بالكامل فى الاول وبعدين اقرر اعمل ايه 
فهد وهو ينهض مغادرا انت حر بس نصيحه بص لنفسك فى المراية وقولى تفرق عن مروان ايه سلام 
..............
كانت منها اليه كتبت فيها 
عندما تقرأ خطابى هذا اكون فى طريقى لوطنى او ربما هذا ما اتمناه لو نجحت فى الفرار من سجنك هذا ...سجنك الذى خلته لساعات قليله وانا برفقتك قبل يوم من الان فى لحظة غباء متناهية من قبلى بأنه جنة السعادة التى فقدتها يوما ما ..أقصد ليله ما ..ليله زفافى او ليله العمر كما يسمونها البعض .يوم تبدلت فيه احوالى الى ما أنا عليه الان .لأصبح تلك الفتاة الموسومة بالخطيئة والعاړ .اعينهم ترافقنى نظرات احتقارهم تسبق خطواتى 
وهمساتهم الخافته عن ماضيا المشين ..ذاك الماضى الذى بدأ ليله زفافى من طارق والذى شاهدته انت وتعجبت كيف كنت وقتذاك حالمه وسعيدة وانا بفستانى الابيض ممسكه بيد زوجى
وأنا اغنى له واتراقص يمينا ويسارا .تكاد الدنيا لاتسع فرحتى الحمقاء .لن أطيل ولكنى رغما عنى أتذكر وأنا اكتب لك الأن تلك التفاصيل التافهة الصغيرة ....المهم .بعد انتهاء الحفل ذهبنا لعشنا الهادئ الذى آسسته وحدى فى شهور قليله بعدما ترك لى طارق الحرية فى اختيار أدق التفاصيل .نزلت العائله بعدما اطمأنا علينا .بمجرد أن اغلق الباب علينا بدأت معاناتى او مصيبتى التى لم اكن لاتوقعها ابدا خاصة بعدما خرجت من غرفه نومى كريمان ابنه عمى او اختى التى لم تلدها امى وصديقة عمرى ونصفى الاخر كانت كريمان تصغرنى بعامين فقط .مكثت بيتنا كى تدرس بالجامعه بعد اغترابها عن البلدة موطن ابى وابيها .عمى كبير عائلتنا وعضو مجلس الشعب المحترم واب الرجال كما كان يدعوه الجميع .صدمنا لرؤيتها الا اننى ابتسمت لظنى انها تمزح معنا او ترتب مفاجأة من مفاجأتها الجميله .رغم ان هيئتها وقتها ووجهها الشاحب وعيناها الغائرتان لم تكونا توحيان بكل تخميناتى
هذا وقفت امامنا .اقصد امام طارق خاصة تواجهه بإثمهم معا بعدما وعدها بالزواج والتقدم لخطبتها وتخليه عنها فور رؤيته ليا معها مصادفه قبل اشهر .ليتركها هى ويبدأ معى فصول قصتنا سويا والتى حسمها فى شهور قليلة بدءا من حفل خطوبة بسيط وصولا ليوم الزفاف لن انكر اننى تعلقت به وقتها رغم قصر الوقت الذى عرفته فيها .فقد كان شابا مناسبا لاى فتاة من كافه النواحى .صعقټ مما اسمعه منها وهى تبكى بحرقه وتتهمنى بأننى انا من ډمرت حياتها وسعادتها ومستقبلها خاصة وهى تحمل طفله فى احشائها .وقتها فقدت القدرة على الاستيعاب وعلى النطق .حتى وجدته يتطاول عليها بالشتائم والاهانات وركل بطنها بقسۏة .لم اتحمل ووقفت بينهم ادافع عنها عن اختى وحبيبتى وذكريات طفولتى .عن شرفى وشرف عائلتى الذى لطخه ذلك القذر بدم بارد دون اى ارى حتى لحظة ندم واحدة فى عيناه .امسكت بذراعها كى اساعدها للنهوض لنرحل سويا .اوقفنى مهددا تارة ومتوعدا تارة ومتوسلا تارة اخرى .لملمت فستانى وخرجت بإبنه عمى لبيت ابى .والذى انهار هو الاخر مما سمعه منى .ليلتها احس ابى انه قصر فى حماية ابنه اخيه الاكبر وابيه الذى لطالما رعاه منذ صغره .اذكر يوم اتتنا كريمان آمنها عمى لدى أبى بأن يحافظ عليها .لم نجد حلا غير مواجهة طارق وعائلته و التفاوض معهم كى يطلقنى ويتزوج ابنه عمى ولو لفترة بسيطة الا انهم اهانا ابى وطردوه شړ طردة ليخرج منها على المستشفى بازمة قلبية حادة .بعث طارق بعدها بورقه طلاقى وساعدت عائلته فى نشر اكاذيب قڈرة تخص سمعتى وشرفى لاصبح حديث الجميع .جاء عمى لابى كى يوبخه على العاړ الذى جلبته لهم .صمت ابى وصمت انا لتتكلم كريمان مدافعه عنى وهى تحكى لابيها كل شئ .لم يتحمل عمى مايسمعه .وقع هو الاخر ليلفظ انفاسه الاخيرة فى بيتنا بعدما اقسم على ابى ان يحفظ سمعته وسمعه ابنائه والا يفضحه او يفضح ابنته ابدا .واقسم ابى على هذا لاصمت انا للابد بعدما وعدت ابى لاصبح انا الموسومة بخطأ لم افعله .
انجبت كريمان بعد شهور قليله طفلا جميلا .تركته بعد ولادته بساعات وجرت لطارق تترجاه ان يعطيه اسمه ولكنها لم تعد .جاءنا خبر انتحارها رميا من الكورنيش بعد ذهابها بيومين بعدما عثرا على جثتها .لتترك لنا طفلا جميلا بريئا لم يتخطى عمره الايام فى كفالتنا .وقتها تبناه ابى وامى واعطياه اسمهما وكتيتهما .اعطيته جزءا من اسم امه .ونسبته الناس ابنا لى

رغم انهم لم يرونى يوما ببطن منفوخه ولكنهم صدقوا فى ما ارادوا .وانا على وعدى لابى وابى على قسمه لاخيه 
هذه هى قصتى التى ساومتنى على الطلاق مقابل ان احكيها لك وها انا افعل .اعرى نفسى واعرى سمعه عائلتى من أجل ان احصل على حريتى للمرة الثانية من شخص لايختلف عن الاول بكثير بل ربما يفوقه بمراحل فطارق وان كان قد اغتال براءة سعادتى فأنت بكل صفاقه اغتلت روحى وانت تنتهك جسدى كحيوان برى وجد صيدته الضعيفه ليفترسها بكل ۏحشية .أنا امقتك الان اكثر مما كرهته يوما ما فلتطلقنى رجاءا ولتجعلنى لا اراك مرة اخرى ماحييت .لقد حققت مرادك واخذت ماسعيت اليه منذ الوهله الاولى لنا معا .فلتستمع بإنتصارك الرخيص ولابقى انا على قيد الحياة ولو چثه بلا روح من اجل ابى وامى وابنا كتب عليه الشقاء 
.ملحوظه ..رجاءا لاتؤذى على فليس له اى علاقه بهروبى . 
...........
تنفس بصعوبة وهو ېصرخ بعدما شد قبضته على الورقه .ضل ېصرخ وېصرخ وهو يشتم نفسه قائلا 
سارى غبى .....غبى ....غبى ...انا ايه اللى عملته ده 
ردد على مسامعه بندم وحرقه ثانيا 
سارى
16  17  18 

انت في الصفحة 17 من 47 صفحات