روايه بقلم سلمى نصر
ده! انا هطلع أنام وخلاص نوم ايه تاني لا انا هشوفه و أمري لله
وقبل أن تصعد إلى الأعلى صاحت فاتن قائلة_
خليكي يا بنتي قاعدة معايا شوية هتفضلي حابسة نفسك كدا كتير
أطلقت زفيرا طويلا تجيبها قائلة_
معلشي يا ماما مش دلوقتي لو عمر تعبك ناديني
أومأت لها فاتن وهى تهز رأسها بيأس فصعدت نورا الأعلى الأعلى متوجهة إلى غرفة مراد
أخفضت رأسها أرضا وهي تقول بتعثلم و خفوت_
أبدا أنا جيت اطمن عليك بس أنت كويس!
لاحت ابتسامة واسعة على ثغره لم تراها هي ليجيبها بمسكنة مصتنعة_
لا انا مش كويس أنا تعبان
تحولت قسمات وجهها إلى القلق ثم أردف مراد قائلا_
هتفضلي واقفة كدا على الباب اتفضلي على جوا
ابتلعت لعابها ليبتعد مراد عن الباب وهو ينظر إلى خديها الذي تحول إلي الأحمر القاني من الخجل فأثرت قلبه أكثر و أكثر قائلا ببحة صوته الرجولية المميزة وهو يشير إليها بالجلوس على الأريكة_
أومأت له باضطراب ليذهب هو نحو الدولاب ثم أخرج قميصا قطنيا أسود يرتديه و صفف شعره المبتل لتبتسم هي ابتسامة بلهاء لا تفهم سببها! أقترب منها بعد أن أنتهي ليسحبها من يدها متوجها بها إلى خارج الغرفة لتهتف بتوتر_
أنت واخدني و رايح على فين!
وقف فجأة ليقترب منها ثم وضع سبابته على شفتها يهمس برفق_
سحبها من يدها مرة ثانية إلى أن صعدوا إلى سطح القصر الكبير فنظر لها قائلا بابتسامة صغيرة_
دا المكان الوحيد اللي بحب اكون فيه و اراجع حسابتي من جديد
أزداد لمعان بريق عيناها فنظر إليها بهيام لم يستطيع أخفاءه ثم أشار لها بعيناه إلي أرجوحة تشبه تلك الأرجوحة التى اشتراها لها وهي طفلة بينما رفرفت بأهدابها الطويلة وهى تنظر له بعينان متسعة من الدهشة حتي بدت كالطفلة الصغيرة أمامه
ضحكاتها تدغدغ حواسه ليضحك معها بسعادة لم يعهدها من قبل!
بعد مرور بعض الوقت
توجهوا سويا نحو أحدي الأسوار المزينة بالورود و تطل على حديقة القصر الجميلة فحملها مراد وسط تذمر تلك الصغيرة و أجلسها على أحدي الكراسي العالية ليجلس هو الآخر ثم صاحت وهي تنظر إلى المكان بدهشة_
بس السطح مكنش كدا معقول أنت عملت فيه كل ده!
همهم باستمتاع وهو يتابع تلك الخصلات التي تمردت لتسقط على صفحة وجهها الناعم فأزاح خصلاتها الحريرية خلف أذنها ببطئ أبتسمت له بتوتر فنظراته لها بتلك الطريقة لا ترحمها ولأول مرة في حياتها تختبر شعورا كهذا !
صاح مراد بابتسامة_
فاكرة لما كنا صغيرين كنتي دايما تحبي نطلع انا وانتي هنا لوحدنا و تحكيلي تفصيل يومك
تنهدت براحة وهي تتذكر مدى قربهم سويا فهو كان يمثل لها الحياة بأكملها كانت تعتبره مصدر حمايتها و أمانها
غمز لها مراد بمشاكسة_
طب فاكرة لما طلبتي تتجوزيني!
أخفت وجهها بيدها من شدة الخجل وهي تتذكر أفعالها المچنونة
Flashback
كانت تلك الجنية الصغيرة مستندة برأسها على كتف مراد يضحكوا بمرح وهي تقص عليه المقالب التي تفعلها بأصدقائها وحازم و نسرين ليقول مراد بحزم وهو يمسد على شعر صغيرته_
وبعدين معاكي يا ست نورا مش أنا قولتلك بلاش لعب و مقالب مع الأولاد ولا أنا كلامي مش مسموع
اعتدلت نورا في جلستها وهي تهز رأسها قائلة بطفولة_
مراد مث تزعل أنا آسفة و وعد من نورا مث هكلم ولاد أبدا
ابتسم برضاء فهو يعرف أنها لا تستطيع رفض أي آمر يلقيه ليرفع رأسه قائلا بغرور لا يليق إلا به_
وبالنسبة للفساتين القصيرة اللي بتلبسيها لو شفتك ماشية بيهم تاني هكسرك
أومأت له برأسها ثم ابتسمت بدلال_
مراد انا عايزة اتجوز
اتسعت عيناه پصدمة و قبض على كف يدها قائلا پغضب_
نعم يختي!!! تتجوزي مين أن شاء الله ليلته مش فايتة انطقي و قولى مين اللي لعب في عقلك أحسن اخنقك
زمت شفتاها بعبوس و ترقرقت زرقاوتاها الواسعة لتصرخ به في لوم_
أنا عايزة اتجوزك أنت والبث البس فستان ابيض
اتسعت حدقيته بدهشة من طلبها هذا ليقول سريعا_
نوري انتي بتحبيني!
نهضت تلك الصغيرة ترمقه بغيظ ثم صړخت مرة ثانية پغضب طفولى_
نورا زعلانة منك ومث هتكلمك تاني أبدا
أمسك يدها ليجذبها نحوه مرة ثانية فسقطت على قدمه ليبدأ في دغدغتها حتي يصالحها
End
أطلقت نفسا عميقا يتأمل تلك الحورية صغيرته التي تتطلع إلى السماء و زرقتيها تجوب هنا وهناك ظلوا يتحدثون في أمور شتى و يمرحون معا حتي تأخر الوقت
أخبرها مراد متفحصا وجهها الذي ظهر عليه الإرهاق_
يالا عشان تاكلى و تنامي
أومأت له ثم أمسك يدها متوجهين إلى الاسفل أدخلها إلى جناحه لتهتف قائلة بإعتراض_
أنت واخدني على فين كدا دي مش أوضتي
صاح وهو يجلسها على الأريكة_
ممكن تبطلي رغي شوية واياكي تتحركي من هنا
تركها مغادرا الغرفة وبعد عدة دقائق دلف إلي الغرفة مرة ثانية حاملا صنية طعام ثم وضعها على طاولة صغيرة نوعا ما أشار إلى نورا بالقدوم فنظرت له قائلة_
أنا مش جعانة أنا عايزة أنام
نظر لها نظرة تحذيرية لتجلس على مضض ثم أكلت بعض اللقيمات وأردفت_
الحمد لله شبعت
نهضت ليمسكها من رسغ يدها قائلا_
على فين العزم يا عروسة مفيش خروج انتي هتنامي هنا
رفعت حاجبيها بسخرية_
أنام فين! مراد لو سمحت مش هسمحلك
رفع كتفيه بلامبالاة_
هو دا اللي عندي مينفعش نبقا لسه متجوزين وكل واحد ينام في مكان مختلف ودا آخر كلام عندي
دبت الأرض بقدمها بحنق لتذهب نحو الفراش واضعة الغطاء على جسدها و وجهها بالكامل ليناديها هو بخفوت فأجابت بحنق_
عايز ايه تاني
أزاح الغطاء من على وجهها ليقول بنبرة آمرة وهو يشير إلى كوب اللبن_
اشربي وبعد كدا نامي
هزت رأسها بإعتراض_
لا مش هشرب و ملكش دعوة
أمسك فكها وباليد الأخري الكوب ليرغمها على شرابه كاملا ثم أبتسم بإنتصار مستفزا إياها لتمتم بغيظ_
رخم و تنك صحيح
كبت ضحكته بصعوبة ليرسم الجدية على ملامحه قائلا_
بتقولي حاجة
زفرت في ضيق لتتجاهله ثم أعادت الكرة مرة ثانية و وضعت الغطاء تخفي وجهها ثواني و شعرت به يتمدد بجانبها لتتسع عيناها پصدمة وقامت بإزاحة الغطاء قائلة پخوف وهي تتطلع إلى صدره العاړي_
أنت بتعمل ايه هنا!
أجابها ببرود_ هنام هكون بعمل ايه
ضړبته في كتفه بحدة_
أنت اټجننت مستحيل تنام جمبي اوعي كدا