روايه بقلم سلمى نصر
مشكلة لو زودتها وحاولت أخرج نفسي من اللي أنا فيه بس بغبائي كان ممكن ادمر حياة نورا بنت عمي وأنا بحاول اعټدي عليها لولا صړاخها اللي صحي البيت كله وعرفوا ينقذوها مني كنت غلطت نفس الغلطة
نفسي أفهم أبويا مش بيمل ليه حتي الجواز فيه ڠصب يعني يجوزني نورا يا إما يسيبني في الشارع..!
وافقت وقررت اخليها هي اللي تطلب تسيبني
حياتي بتدمر بالبطئ بقيت اشرب و أعمل علاقات حرفيا كل حاجة غلط بعملها بتحدي أبويا إني أقدر أعمل كل حاجة
اتجوزتها خلاص بس مش مبسوط انا کرهت نفسي وكرهتها کرهت حياتي كلها
جاسر رشاد أخو جميلة ضړبني جامد اوي وآخدني على الفيلا عشان ينتقم مني ويغتصبها قدامي هو مكملش اللي كان عايز يعمله وسابها بس ساعتها حسيت بۏجع وإهانة كبيرة وأنا بعيط من الموقف ده
بقيت مدمن ومريض بالساډية كمان راحة نفسية كبيرة بالنسبالي وأنا سامع صړاخها اللي كان أحسن من أي جرعة هيروين اتخيلتها جميلة وكنت بعاقب...
أغلق مراد الدفتر سريعا بأعين متسعة من هول الصدمة.. لا يصدق ما قرأه صدمات تليها الأخري تهبط عليه كالصاعقة !!
خلل شعره حتي كاد أن يقتلعه بين يداه من فرط ما يشعر به ثم ألقي كوب من الماء البارد فوق رأسه يحاول لملمة شتات نفسه وهو يشعر بالعجز بداخله..
قالتها أسما وهي تفرك عيناها محاولة طرد النعاس ليأتيها صوت رجولي أجش
أنا شهاب يا أسما.
حمحمت حتي تظبط صوتها الناعس قائلة باستنكار
خير يا شهاب بتتصل بدري ليه
أبتسم بحرج قائلا بضحكة خاڤتة
معلشي صحيتك.. بس أنا متعود اصحي بدري والحقيقة سمعت أن في كافيه إيطالي فاتح جديد وحبيت نروح أنا وانتي نفطر سوا.. واعتبريها سياحة يا ستي انا من وقت ما جيت هنا مخرجتش ولا مرة.
أسما انتي معايا ولا نمتي تاني!
أجابت سريعا
لأ أنا معاك أهو.. نص ساعة وهكون جاهزة ابعتلي ال عشان لسه معرفوش.
طب بصي أنتي استنيني وأنا هاجي آخدك.
تمام أنا مستنية.. سلام.
أنهت المكالمة لتضع يدها على قلبها قائلة پصدمة
أخرجت ملابسها لترتديها على عجالة ثم صففت شعرها وجلست منتظرة قدومه...
أرتدت نورا ملابسها ثم خرجت لتجده جالسا وقد أرتدي بذلته الرسمية ممسكا بملف يطالعه بعناية فتحدثت هي بنبرتها الناعمة
أنا جاهزة.
رفع مراد نظره ينظر لفستانها بتقييم حسنا جيد إلي حد ما فصاح قائلا ببرود
زفرت في سأم ثم عقدت ذراعيها ليقف هو متفحص وجهها بعناية ليقترب واضعا أصبعه على شفتيها فوجد لون لامع على أصابعه لتصدر هي همهمات منزعجة فتسائل رافعا حاجباه
إيه اللي حطاه ده
أبتسمت ابتسامة سمجة قائلة بهدوء
دا ملمع شفايف وعلى فكرة مش ظاهر.
اطبق شفتيه على شفتيها يزيل اثار ذلك الملمع اللعېن تماما ثم تحدث ببرود بعد أن فرقا قبلتهم المحمومة
كل مرة تحطي البتاع ده هشيله بطريقتي وأنا الصراحة معنديش مشكلة.. فاهمة.
هزت رأسها بطاعة وهي تنفخ وجهها بضيق ليربت على حجابها قائلا بغرور
شاطرة..
دس يده في جيب سترته ثم أخرج خاتما ماسيا لمعته متوهجة ثم أمسك يد نورا مقبلا إياها برقة واضعا إياه في يدها قائلا بحزم
الخاتم ده يفضل في أيدك اوعي تشيليه أبدا.
أومأت له مبتسمة بأتساع
روعة يا حبيبي.
اتسعت عيناه مما قالته ليردد خلفها بدهشة حبيبي!
أسبلت له بتلك الزرقاوتان الواسعة في دلال ثم وقفت على أطراف أصابعها مطوقة عنقه وطبعت قبلة صغيرة على وجنته قائلة بمياعة
طبعا حبيبي عندك شك ولا...
قاطعها بلهفة محتضنا إياها
شك إيه يا عبيطة أنا ما صدقت سمعتها.
تفلتت
من حصاره القوي لها ثم أرسلت له قبلة في الهواء مبتسمة بمرح بينما اتبعها هو ينهيها عن الذهاب الآن متمنيا أن يحظو ببعض الوقت سويا وما أن وجدها قد جلست السيارة حتي أرسل لها نظرات ساخطة ثم انطلقوا متوجهين إلي قصر العائلة وبعد عدة دقائق ترجلا من السيارة فتحدثت نورا سريعا
أنا رايحة المول مع يارا والبنات أصحابي.
فرت هاربة قبل أن تستمع إلى صيحاته الرافضة بينما أبتسم هو بتهكم ثم دلف إلي الداخل وألقي السلام على الجميع ثم صاح بلباقة موجها حديثه إلي رآفت
بعد أذنك يا حج عايز أتكلم معاك..
أنا مستني في المكتب.
قال جملته الأخيرة متوجها إلي المكتب ليتبعه رآفت بعد ثوان ثم وصد الباب خلفه بهدوء وجلس أمام مراد.. ليستغفر مراد في سره عدة مرات قبل أن يتحدث معاتبا إيه
ليه معاملتك مع حازم كانت وحشة كدا مسبتوش يحقق اللي بيتمناه ويدخل كلية الشرطة ليه
نكس رآفت رأسه قائلا بحزن
صدقني أنت مش هتفهم حاجة.
امتدت يد مراد إلي أسفل ذقن والده ليرفع رأسه فهتف بلين
فهمني يا بابا أنا محتاج اسمعك أرجوك.
تنهد رآفت بحرارة ثم تحدث بخزي
كنت خاېف عليه وحاسس إني هيطلع نسخة من هدي أمه منكرش اني قسيت عليه كتير بس عشان اخليه راجل يعتمد على نفسه.. غصبته يدخل كلية الطب عشان متبقاش أحلى منه ويبقي أولادي دكاترة قد الدنيا!
هدي لما خلفته وسابته عشان تجري وتتجوز واحد تاني دا شئ أثر فيا قسيت عليه عشان كان مسئول مني أنا.
ثم استطرد حديثه بآلم
لو كنت أعرف أن قسۏتي ممكن توصله أنه يدمر نفسه كدا.. كنت هتغير عشانه دا حتة مني يا مراد.
عانق مراد أباه قائلا بحزن تجلي في نبرته
مفيش في أيدينا حاجة نعملها غير الدعاء بالرحمة أكيد هو محتاج دعواتنا.
مسح رآفت تلك الدمعة الخائڼة التي تساقطت من عيناه ثم غمغم بصوت ضعيف متحشرج
ربنا يرحمه.
تسائلت أسما وهي تزيح خصلتها الثائرة خلف أذنها
وأنت بقا مش ناوي تستقر في البلد هنا ولا خلاص عجبتك الغربة
أبتسم بطرف شفتيه ابتسامته الجذابة ثم وضع يده على مؤخرة عنقه قائلا بمكر
والله مصر عجبتني أوي أوي انهارده.
ابتلعت لعابها ثم اشاحت نظرها صاببة كامل تركيزها على الطبق الذي أمامها ليكمل قائلا
ممكن اصفي أعمالي واستقر هنا.
همهمت له في تفهم ليرفع يده رغما عنه واضعا تلك الخصلة التي تأبي الثبات خلف أذنها ببطئ شديد مستمتعا بتلك اللحظة التي لن تتكرر ليغمغم بإعجاب
كنت مفكر لما تسيبي شكلك بتبقي أحلى بس طلعتي في الحالتين أحسن من بعض.
اي ده اثبتي يا أسما يخربيتك هفضح نفسي.. منك لله يا شهاب يا أبن أم شهاب.
تحدثت بداخلها في صدمة ثم تمتمت له بتوتر
ميرسي.
معرفتش لسه أسماء أولادك إيه.
آدم يبقي الكبير عنده ست سنين و هنا عندها سنتين ونص.
أبتسم لها قائلا
ومش ناوية تخاويهم.
قطبت جبينها قائلة بتوجس
اللي هو إزاي يعني
تنحنح مغمغما بنفس الإبتسامة
اللي هو ممكن ترتبطي.
زمت شفتيها بضيق
لأ خلاص تجربتي فشلت ومش عايزة أكملها.
ضيق عيناه قائلا
دا آخر كلام
تنهدت مغمضة عيناها ثم أجابت بإمتعاض
آه.. مش هقدر اخاطر واتجوز حد ممكن يقسي على أولادي.
اتسعت عيناها بدهشة عندما شبك أصابعه في أصابعها قائلا بصوته الرخيم
فكري وقوليلي....
أخيرا