السبت 30 نوفمبر 2024

روايه بقلم سلمى نصر

انت في الصفحة 80 من 82 صفحات

موقع أيام نيوز


تغادر
استني عندك على فين العزم أن شاء الله أنا قولت مفيش خروج و هتطلقي ڠصب عن عين أي حد.
لأ.
كانت إجابتها بمنتهي التلقائية والحزم ثم أردفت وهو تتطلع لملامحه المتعجبة
لأ يعني لأ.. مش بكيفك تطلقني أنا لما جيت.. جيت عشان أحس إنك اخويا مش عشان تفرض سيطرتك عليا جاسر جوزي وهيبقي أبو اللي في بطني.
تأبطت ذراع جاسر ترغمه على السير بينما تمتم مندهشا

يعني أنت حامل معقول هكون أب!
صاح مراد بعصبية تملكت منه
هترجعي يا رحمة.. هترجعي عشان مش هسيبك مع واحد زي ده.
ودون أن تلتفت له صاحت هي الأخرى بنفس علو الصوت
أنا قولت اللي عندي
ليه متتكلموش بشكل ودي
انصرفت تسحب جاسر خلفها تاركة مراد يزداد تعجبه أكثر فتذكر فجأة ما حدث مع نورا ليصعد على الفور ليزيل الشك الذي ينمو في عقلها بشأن وجود علاقة بينه وبين رحمة...
فتح باب الغرفة بدون استئذان فوجدها جالسة القرفصاء أقترب منها قائلا بحنق وقد اغضبه و أذاه بكائها
ممكن أعرف ليه الدراما دي... لو بس تسمعي...
قاطعته ناهضة من تلك الجلسة قائلة بإنفعال
دراما!
بقي أنا بعمل دراما..
إزاي تسمي اللي أنا حساه دراما وانا شفت بعيني وأنت حاضنها بالشكل... أنت ندل خاېن.
رفعت يدها لصفعه ولكنه كان الأسرع وهو يلويها خلف ظهرها يهددها بصوت يرتعد له أعتي الرجال
إياكي.. إياكي تفكري ترفعي أيدك عليا أنا مراد النجدي يعني مفيش جنس مخلوق يعمل اللي تعمليه ده
اللي يشفعلك حبي ليكي بس في المرة التالتة اللي أيدك تتمد هدوس على قلبي واربيكي من الأول
فاهمة كلامي طبعا.. عايزك تحفظيه كويس أوي.. أنتي المسئولة عن أي حاجة تحصلك.
تأوهت بآلم من قبضته ليدير جسدها عنوة ثم أمسكها من مؤخرة عنقها لتقابل وجهها بالجدار فوجدت جسده التصق بجسدها من الخلف ليهمس بفحيح مستعر بجانب أذنها بعد أن أزاح شعرها للجانب
صوتك الحلو ميعلاش... انتي شفتي حنية مراد وطيبته بس لما بقلب.. قلبتي وحشة ومش تناسبك اتقي شړ الحليم إذا ڠضب.
حليم برضوا 
تجلى على ملامحها الړعب لتصيح بجرأة تعكس خۏفها
ليك عين تهدد!! والله معندكش ډم مستفز بصحيح.
حاضر هوريكي اللي معندوش ډم.
أبتعد قليلا ثم جرها خلفه ليجلس على حافة السرير وجذبها ليستقر نصف جسدها على ساقيه ورأسها أصبحت في الهواء وكذلك قدمها فحاولت التملص ولكن صڤعته التى تلقتها من الخلف اذهلتها وشلت لسانها فهتف هو
أول حاجة لسانك طويل.. بتغلطي عادي.
صڤعة أخرى
مرضتيش تسمعي الكلام وتستني لما اطلع اكلمك بالعقل والمنطق..
أنت بتعمل إيه سي بني وبطل جنان.
صاحت بعدم تصديق واجاب هو بحدة
بأدبك... تعرفي تعدي لحد كام واسيبك بعدها
يالهوي! خلاص آسفة والله قول وأنا اسمعك.
عيناه متلذذة بعاقبها ف همس بمكر
تؤ تؤ بتتآسفي ليه أنا هتكلم وأنتي هتسمعيني.. أصلا عاجبني الوضع ده.
شهقت مټألمة من صڤعة تلقتها وهو يقول
يا دماغ الجزمة متبقيش متسرعة في رد فعلك.. رحمة تبقي أختي من الأم زيها زي أسما بالظبط.
أنت كداب.
برضوا كداب... أنتي زودتيها ومش سايبك الليلادي.
رد متهكما يكمل ما يفعله فصړخت به
كفاية بقي.
هش اخرسي... ۏجعتك مش كدا
هزت رأسها إيجابا بحزن وآلم ليضحك هو متمتما بإنتصار
أحسن..
ثم أكمل مثبتا جسدها على ساقه
تختاري الوضع ده ولا تنزلى على الأرض تعملي خمسين ضغط!
أتسعت ملقتاها قائلة برجاء
لو عملت خمسين ضغط جسمي يتكسح ولو فضلت كدا مش هقدر يا مراد والله.
وفي ثانية كان يعدل جسدها حتى استقرت جالسة في حضنه تهاوت دموعها من ألمها ليزفر في غيظ قائلا بحدة
ردي عليا.. اللي عملتيه غلط ولا لأ
انتحبت ولم تجيبه ليهمس بصوت خاڤت
نوري.. أنا بسألك.
نظرت له بمعاتبة ثم هزت رأسها بالنفي قائلة
أنتت غلطان.. أنا.. أنا.. شفتك معها.
قبل عيناها المغرقة بالدموع قائلا بصوت شجي محبب لقلبها
أنا لو قدامي ستات العالم كلهم.. مقدرش أقرب من وحدة فيهم أنتي وبس أنتي القادرة أنك تقتليني بنظرة منك.. ليه مش شايفة كدا! ها.. ليه عايزة تدمري اللي بينا بسبب شكك.. طلعتي عيني معاكي يا نوري.
العجيب أنها صمتت صمتت عن كل شيء تاركة كلامته تداعبها وتذيب قلبها العاشق له فأنحنت بوجهها مقبلة وجنته تطوق عنقه بيدها قائلة ببراءة
كمل..
ثبت يده خلف شعرها ينظر لها بحالمية مغمغما بشغف
حاضر هكمل.
بعد مرور ثمانية أشهر...
أنا سعيد أن رحلتنا الطويلة مع بعض نجحت وأخيرا نور أنتي من اكتر الحالات الصعبة اللي مرت عليا عشان كدا أنا فخور بيكي و مبسوط أن دي آخر جلسة ليكي معايا كدا أقدر أقولك أنتي اتخلصتي من كل عقدك القديمة.. دلوقتي بقا هسألك سؤال وجاوبي بصراحة.
تحدث عاصم بابتسامة واسعة يشعر بالفخر من هذا التغير الذي طرأ على شخصيتها فأصبحت مفعمة بالحياة وتنهدت نورا قائلة بتلقائية وبساطة شديدة
اسأل يا عاصم زي ما تحب.
تسائل هو بأسلوب مباشر حتى يتمكن من رصد تعابير وجهها
حازم بالنسبالك إيه دلوقتي أهم حاجة عندي الصراحة عشان محسش أن تعبنا راح هدر.
أبتسمت له نورا ك تلميذة مغمغمة بصدق
حازم ماټ.. اللي حصل معايا بسببه ماټ معاه.. أنا مبقتش خاېفة منه عشان هو مش هينفع يعمل معايا حاجة... عمر أبني زي ما هو أبنه وهعوضه عن فقدان أبوه أنا ومراد أنا بعتبره الهدية الوحيدة اللي ممكن اشفع لحازم بيها كفاية مجرد ما اشيله أحس الدنيا مش سيعاني.
أماء لها بتفهم ثم هتف متسائلا
طب وجاسر
جاسر الموضوع بينا حساس جدا ومهما حاولت أتعامل معاه عادي على أنه جوز رحمة برضوا مبقدرش بلاحظ برضوا نظرات الندم والآسف من عنياه بس مش عارفة.. يعني اللي عمله مش سهل خالص.. أنا اتعميت بسببه فاهمني يا عاصم
شبك عاصم أصابعه في بعضهم ينظر لها بتمعن ف زفر مخرجا ما بصدره قائلا
نورا سبق وأديت قسم المهنة بس اللي عايزه اقوله ده مهم... جاسر بيتعالج ويجي هنا جلسات من حوالي شهرين متخيلة أنه خاېف على بنته اللي في بطن أمها منه!!
خاېف بنته يبقي زيه في يوم من الأيام وڼار ظلمه تسيطر عليه هو ضعيف من جواه جدا تقريبا حالتك أنتي وهو مش مختلفين عن بعض أنا اللي قدرت استنتجه أنه برضوا خاېف منك خاېف يبص في وشك أو يكلمك حتى.. حياته مش سهلة خالص عارفة يعني إيه راجل مقهور
الرسول صل الله عليه وسلم قال
اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن وأعوذ بك من العجز والكسل وأعوذ بك من الجبن والبخل وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال
ببساطة كدا جاسر ميؤس من نفسه مقهور لأسباب كتيرة أوي أن عيلته الصغيرة تختفي من حياته بين يوم وليلة دي حاجة تقيلة أو تضحيته أنه يبعد عن الجو الأسري عشان يأسس حياة نضيفة لأخته يخلي أبوه وأمه فخورين بيه وفجأة شغفه للحاجات دي كلها يختفي يحس بمۏته البطيء بالمختصر يا نور عشان مدخلش في مواضيع شخصية مراته خانته وهربت طفولته مش اتمتع بيها كل حاجة ضده
فا نصيحة ياريت تتقبليها مني ك أخ مش دكتور حاولي تبيني أن الموضوع عدى.. كلميه عادي أو حتي بلاش توريه أنك خاېفة... هو شايف نفسه كدا شيطان نفسه يتوب ويمشي عدل قبل ما ولادة رحمة مراته.
ابتلعت غصة حلقها كأنها تبتلع قطعة حجر صلبة فتحدثت
أوعدك يا عاصم.. كلامك فرق
 

79  80  81 

انت في الصفحة 80 من 82 صفحات