الأربعاء 27 نوفمبر 2024

القلب يهوي قاتله بقلم شيماء رضوان

انت في الصفحة 21 من 21 صفحات

موقع أيام نيوز


كالغريق لا يستطيع النجاه لا لبر حبها ولا لبر الابتعاد عنها واقف في المنتصف متمسك بالحل الوسط البقاء قريبا منها ولكنه ېتمزق من الداخل وهي بجواره يريد الاستقرار في حياته كالباقين .. مال حظك تعيسا هكذا يا صالح ستظل كالغريب لا تجد وطنا تسكن اليه .
يوم الخطبة تألقت فرحة بفستانها الأحمر يزينه فصوص لامعة من اللون الأبيض كان الفستان من اختيار خديجة وكم برعت فى ذلك كثيرا .ألبس العريس الشبكة لعروسه تحت أنظار الجميع فانطلقت الزغاريد لتحدث دويا في المنطقة فاليوم ليس عاديا بل يوم خطبة حفيدة الحاج توفيق غفران .تأملت فرحة الشبكة بيدها بملامح هادئة ليست فرحة أو حزينة ولكنها حالة من السلام النفسي أنها تخطو أولي خطواتها في الطريق الصحيح .راحة البال التي غادرتها منذ مجيئها للمنزل هنا ومعرفتها بزواج صالح أتتها اليوم عندما ألبسها مراد محبسه زفرت براحه محاولة نسيان الماضي والتفكير فقط بالحاضر والمستقبل أما الماضي ستدعس عليه بقدميها كي تجعله ينزوى تحت التراب ولا يظهر له أثرا مرة أخرى .

وقفت خديجة بملامح مبتسمة ولكن الأعين تخفي وراءها حزنها من عدم شعورها بالفرحة تلك طوال زيجاتها الأربع السابقة كان زواجا مبنيا علي المصلحة فقط هي تحصل علي الأموال وهو يحصل علي زوجة جميلة لا يهمها ان كان متزوجا بأخرى أم لا مادام يوفر لها احتياجاتها فقط ويذهب شعور الأنثي

بالغيرة لأعماق الچحيم .ولكن صالح حبيب القلب والعين جافي الشعور متبلد الاحساس لا يشعر بها تحولت ملامحها من الحزن الي الغيظ فلاحظ تشنج ملامحها وهي تنظر اليه فعقد حاجبيه بعدم فهم وتركها تغادر كما طلبت منه وظل هو مع الجميع بالخطبة .هبطت لشقتها لتلقي حجابها پعنف علي المقعد يجب أن تفعل شيئا كي تستقر حياتها وتحصل علي حبيبها القاسې ولكن كيف ماذا تفعل فكرت كثيرا وهداها تفكيرها لتلك الخطة البسيطة . انطلقت لداخل غرفتها تبحث بين طيات ملابسها عن فستان ملائم فوجدت مبتغاها فستان باللون الأبيض الناصع فأمسكته بفرحة وأبدلت ملابسها سريعا ووقفت تشاهد الفستان كيف التصق بها وأظهر جسدها الجميل صففت شعرها سريعا ووضعت القليل من مستحضرات التجميل ما يبرز جمالها فقط دون مبالغة ثم جلست بغرفته تنتظره عاقدة النيه علي جعله يتقبلها فقد انتظرته كثيرا .انتهت الخطبة وعاد لمنزله كي يري ما بها ولم تجهمت فجأة في الأعلي .دلف لغرفتها لم يجدها فتملكته الدهشة وسار باتجاه باب غرفته المفتوح قليلا تدلي فكه من الصدمه ووقف يتطلع لها بانبهار ظهر واضحا بمقلتيه ولكنه وأده كعادته عندما اقترب منها هاتفا بجمود ..لابسه كده ليه وبتعملي ايه في أوضتي.
تملكها شعور باليأس والغبطة عندما تفوه بتلك الكلمات الجافة ولكن لن تيأس الأن لن تأتيها الجرأة مجددا فاقتربت منه واضعة كفيها علي صدره برفق ونظرت في عيناه دون خجل ..لابسه كده وواقفه هنا علشان أقولك بحبك أوى ونفسي أبدا معاك حياة جديدة صدقني لا عمرى حبيت ولا هحب حد غيرك .
وضغطت علي قلبه برفق ..وقلبك ده خطڤ قلبي وخلاص ملكك مش ملكي مبقاش ليا سيطرة عليه فمش بعرف ازعل منك انت ملكتني يا صالح ملكت خديجة غفران .
شعر بالتخبط والتيه من حديثها ومال قلبه تجاهها وعقله خضع لها فواصلت كلماتها وهي تريح رأسها فوق مضخته الثائرة ..نفسي أكمل حياتي معاك وهستحمل أى حاجة غير انك تبعد عني بقيت الهوا اللي بتنفسه ومن غيرك خديجة ضايعه يا صالح .
ابتلع ريقه بتوتر من كلماتها النافذه لأعماقه والمتخللة لمسامه وحاول ضبط نفسه فأبعدها عنه بحدة أجفلتها واتسعت معها پخوف من عودته لكرهه المزعوم .وقف يوليها ظهره محاولا التحكم بانفعالاته كيف يرفضها هكذا وهي من أتت له كيف يرفض حبه بعد أتي له صاغرا يريد وصاله..ومين قالك اني بحبك أصلا ولا عايز أكمل حياتي معاكي انتي اتفرضتي عليا زى ما أنا اتفرضت عليكي مقدرش أحبك أو أقبلك لانك ببساطة واحدة كانت لأربعه غيري مش لواحد حتي ولا اتنين .
شعرت بالمهانة لحديثه ولكنها تحكمت بعيناها كي لا تفيض بالدمع أمامه فيري ضعفها وخرجت من غرفته متجهه لغرفتها كي تشهد علي قهرها وخذلانها وقفت بمنتصف غرفتها تبكي قهرا علي ما آل اليه حالها تبكى مرارة الرفض بعد أن ذهبت اليه بعد أن طلبت وده ووصاله فلفظها كخرقة بالية .الي متي سيظل العڈاب يلاحقها !!
لام نفسه كثيرا علي ما قاله لها أليس كل انسان يخطئ الي متي سيظل يحملها أخطائها الماضية الي متي سيظل يكبت حبه لها وينظر لها بعشق دون أن يراه أحد لم يشعر بنفسه سوى وهو ينطلق باتجاه غرفتها ېصفع بابها بشدة فأجفلت بشده ولكنه كان ينظر لها بعيني عاشق أطفأ لمعتهما كثيرا وحان الوقت ليظهر بريقهما مرة أخرى فتبا للقلب والعقل أيضا .قبل أن تعي ما يحدث ولم أتي كان يسير ناحيتها بسرعة ليجذبها لأحضانه ډافنا وجهه برقبتها يتنهد بارنياح وكأنه قبطان رسي بسفينته علي الشط أخيرا .لا تصدق أنه يقف بمنتصف غرفتها يحتضنها بشدة وكأنه خائڤ أن تضيع منه ولا يراها مرة أخرى .رفعت ذراعيها لتضمه لها بقوة خائفه أن تضيع تلك اللحظة ولا تتكرر مجددا .أبعدها عنه مجددا لينظر في عيناها بابتسامة واسعة ليهمس بخفوت ..وأنا كمان محبتش حد قدك عاشق ولهان وجد ضالته أخيرا وتائهة في محراب الحب وجدت وجهتها المنشودة أخيرا .
عاشق ومعشوق تقابلا علي الشط أخيرا بعد أن فرقتهما الأمواج كثيرا فما أجمل من حلاوة اللقاء بعد غياب انفطر له القلب وضاع معه العقل .
تمت بحمد الله

 

20  21 

انت في الصفحة 21 من 21 صفحات