رواية احببت عمياء بقلم فريدة احمد
حتى لدخول الحمام.........
أمه كانت تبكي امام بابه كي يفتح لها..... ويخرج.... لياكل... أو حتى يقابل أصحابه... اللذين
يحضرون للقائه كل يوم.... منذ عودته
ولا يفتح لعلى... ولا هيما
وكان ېصرخ فيهم
ابعدوا عني بقى..... سيبوني ف حالي
كانوا يتركونه... كي لا يؤذي نفسه أن ضغطوا عليه....
لكن هذا اليوم... شخصا آخر دق باب آدم
عليافتح يا آدم... ف حد عايزك... افتح شوف مين هنا
آدم بصړاخابعد عني يا علي
رد صوت صغير وقال
انا زياد يا آدم.... افتح الباب
آدم ركض ع الباب وفتحه بسرعة.... حمل زياد بين ذراعيه... وظل يقبل وجهه الصغير الجميل
رأي آدم العائلة كلها مجتمعه.... ولكنه فوجئ أن....... سالي تقف وسطهم
قال علي...
اسمع بقى.... سالي عرفت الحقيقه كلها.... من فراش مكتبك.... عم جمال.... بعد انت ما ضړبت ملك.... وقعت شنطتها من ايدها... وخرج كل اللي فيها..... دخل عم جمال ع الصوت.... استنى لما انت خرجت.... وجرى يلحق ملك...... بس الراجل اتفاجئ.... بصوره أحمد الفيصل... ابن المحامي.... طبعا هوه عارفه من زمان..... لقى الصوره خارجه من شنطه ملك..... استغرب ايه علاقه ملك بأحمد.... مسك تلفونها ....ولقاها مسجله رقمه بمحامي قلبي
اتأكد أن دا رقم أحمد..... بص الراجل بذكاءه.... ف الرسايل.... وعرف أن أحمد هوه اللي سلط ملك عليك.... والمجنونه ملك بعد مۏته.... كانت بتبعت ليه رسايل.... ومن ضمن الرسايل دي.... رساله بتقول فيها.... إنها هتتصل بسالي تخليها تيجي المكتب.... وكانت هتستناها أدام الشركه.... وأول ما توصل سالي... تطلع تسبقها ع مكتبك.... وتترجاك ف الأول ترجعها الشغل... بعدين تقول كلام كأنه ع واحد تاني... وتسمع سالي انك پتخونها....... شفت الدماغ السم
نظر له آدم... ونظر لسالي.... بلا مبالاة... وقال ببرود مصطنع
وانا مالي.... بتقولي الكلام ده ليه
نظر لسالي نظره احتقار.... باردة
ودخل غرفته... وأغلق الباب ف وجه الجميع.... وقف الكل مصډوم... من رد فعل آدم.... بعدما سمع هذه الحقيقة
آدم ف غرفته.... يجلس ع سريره.... أشعل سېجارة... وبدأ ينفثها بعصبيه... وينظر ع الباب.... منتظر دخولها.... بلهفة وشوق
لكن لم يطول انتظاره.... دق الباب... دخلت سالي
لم ينظر لها... لكنها مدت يدها بأوراق قال لها
ايه دا
انا رجعت لك نصيبك تاني... ورجعت القسمه زي الأول... انا وانت شركا ف كل حاجه
مش عايز من خلقتك حاجه...
واللهي... والناس اللي انت وعدتهم انك هتبني جمبهم مدينه.... فيها مدارس.... ومستشفيات... والناس اللي بيوتهم مفتوحه من املاكنا... كل دول يتحرقوا بجاز... دي مسؤلية كبيره اوي عليا لوحدي..
واللهي ف مېت ألف واحد يقدر يشيل معاكي
وانا ادور ليه ع حد... ما انت موجود.... انت عملت ف أقل من شهر... اللي ابويا قعد سنين يعمله... خلصت بني المصنع.... حليت مشاكل القرية.... خلصت كل الصفقات اللي وقفت بعد مۏت بابا.... انت عملت المستحيل... والشركات دي من غيرك... هتضيع
مد يده سحب الورق من يدها وقال ببرود مصطنع أيضا
خلاص.... هتابع الشغل من هنا... ف حاجه تاني
لأ... مفيش
شعرت انه يذلها عمدا.... استدارت لتخرج... أبت كرامتها أن تظل واقفه مذلوله أمامه
اقتربت من مقبض الباب... لكنها تركته وقالت لآدم بعصبيه
انت فاكر نفسك ايه.. انا جيت اقولك اني عرفت الحقيقه.... ودا يبقى ردك.... ازاي يعني
نهض پغضب... وسار نحوها..... ومد يده بقوه ع الباب خلفها... حپسها بينه وبين الباب.... وقال پغضب
وحياه أمك.... انا قلتلك مخونتكيش... مليون مره.... وبرضو كدبتيني... وطلعتيني انا... انا كلب فلوس.... عايزه ايه مني تاني.... يلا اتكلي من هنا... مش عايز اشوف خلقتك تاني....
تركها وعاد للسرير.... لكنها ردت پغضب
انت فاكر نفسك ايه.... فاكر اني ھموت من غيرك..... فاكر اني عايشه ع ذكرياتك.... ذكرياتك ف الاوضه.... فاكر.... فاكر ع السرير لما كنت بتعاشرني بهمجيه.... فاكر لما كنت قاعده ع الكنبه.... وانت جيت شلتني.. ولفيت بيا دوختني ورمتني ع السرير.... فاكر لما وقفتي أدام ألمرايا.... وقلعتني هدومي... وفضلت تتغازل فيا وف جسمي.... فاكر يا آدم... فاكر لما كنت انا ف الجنينة وانت جيت خوفتني... وجريت ورايا شلتني.... وفضلت تبوس فيا ف الجنينه ... وانا اترجيتك نطلع الاوضه.... حتى شلتني لفوق.... فاكر لما لحقتني ف حمام السباحة... فاكر لما نجتني من الحرامية.... ولحقتني
قبل ما أقع... فاكر
آدم نظر لها... الذكريات تعود إليه هوه الآخر.... كأنها شريط فيديو... يشاهدونه معا.....
لكنه تذكر.... اهانتها له... قال لها ببرود
لا مش فاكر.... انا فاكر انك قليتي مني أدام ملك..... وأدام عيلتي اللي بره دي.... فاكر انك قلتي كنتي تفضلي المۏت ع انك تشوفي وشي.... دا اللي فاكره.... وعمري ما أنساه
بكت سالي بحرقه..... آدم أعطاها ظهره.... قالت سالي برجاء
حط نفسك مكاني... انت راجل أعمى... وسمعت مراتك مع راجل تاني..... مره ف اوضه... ومره ف مكتب... وسمعت من رفيق مراتك... انهم دايما يتقبلوا ف المكتب سر..... هتعمل ايه يا آدم.... رد عليا
انا مبحطش نفسي مكان حد... انا لو عندي ذره ثقه ف مراتي.... عمري ما اشك فيها.... ولو سمعت حاجه... اتأكد قبل ما اظلمها.... سالي دا اللي عندي.... عايزه مني حاجه تاني
سالي قالت ف محاولة اخيره يائسة
طب لو رجعت عميا تاني.... هترجعلي
آدم
قلبه اعتصر ألم.... لكنه لم يستطع أن ينسى انها اهانته... أمام أمه... واخواته البنات.... وازواج اخواته.... تلك الاهانه... ليست سهله بالنسبة لرجل
حر.... عنده كرامة... زي آدم
نظر لها وقال
تقدري ترجعيلي كرامتي اللي دوستي عليها بجزمتك.... وقتها انا ارجعلك
اڼهارت سالي من البكاء... وجلست تبكي ع الأرض..... آدم لم يتحمل دموعها.... لكن كرامته لم تتحمل اهانتها
نهضت ومسحت دموعها... وقالت له
عارفه ان عمرك ما حبتني.... كنت بتنام معايا ف الأول عشان توجعني... ټنتقم مني.... لكن ليه اتغيرت معاملتك معايا.... ليه حسستني بالأمان اللي عمري ما عرفته غير ف حضنك.... ليه كنت بتحضني اوى.... ليه عيشتني بعد ما اتحكم عليا اقضي باقي حياتي وحيده.... مين اللي كان هيبص لعميا... حقك ماتحبنيش.... ازاي تسلم قلبك للعميا....هيه العميا هتنفعك بأيه يعني...... ايه اللي كان هيخليك تحبني..... عارفه اني كنت عبء عليك...... بس انت اللي خلتني أحبك........... عايز تخليني بين ايديك.... كنت بستني رجوعك عشان تاخدني ف حضنك.... عشان تقفل عليا ايدك.... عشان تقولي.... وحشتيني يابت..... بس يا آدم انا بتمنالك من كل قلبي تلاقي اللي تستحق حبك.... اللي تسامحها لما تغلط ف حقك.
ربنا يسعدك يا آدم.... انت تستاهل احسن واحدة ف الدنيا
لم تتحمل أكثر... توجهت للباب... ومدت يدها المرتعشة نحوالمقبض.... لكنها تفاجأت.... بيد قويه تشدها من يدها الأخرى........... أغلق آدم يده ع سالي..... ونظر لعيناها الساحرة الدامعه.... وقال
انتي احسن واحدة ف الدنيا.... انتي اللي انا استحقها.... انتي اللي هقولها بحبك.... بحبك يا عميا القلب.... ازاي مالحظتيش حبي ليكي.... بصي بقى.... كل الذكريات اللي حكتيها كوم.... واللي هتشوفيه دلوقتي كوم تاني خالص
بعد مرور عده أشهر...... كانت دعاء أول من أنجبت..... أنجبت فتاه جميله... ذو عين رمادي مثل أبيها
اما سلمي ف شهرها الأخير.... هيه وسالي....
كانوا يجلسون ف حديقه فيلا رحيم.... وكانت اخت هيما الصغيره.... تلعب مع زياد
لكنهم اختفوا داخل الفيلا...