الإثنين 25 نوفمبر 2024

روايه ورد بقلم ندا سليمان

انت في الصفحة 9 من 18 صفحات

موقع أيام نيوز

جسمي فتحت عيوني بفزع ولقيته قدامي بنظرات كلها جوع وشړ المفاجأة ربطت لساني شفت قصادي فراج حسيت بنفس الوهن والضعف إللي حسيته يومها رغم إني مابقتش ضعيفة زي ورد إللي راحت جسمي كان بيتنفض وحاولت أقاوم بكل القوة إللي حيلتي غمضت عيوني عن المشهد عشان استجمع قوتي قاومت الخرس إللي رجع يسيطر على لساني وبدأت أصرخ وابعده عني وهو زي حيوان منقض على فريسة وفجأة ارتخت حركته وسكنت فتحت عيوني ولقيت مراته واقفه وفي إيديها زهرية متلوثة بدمه دفعت جسمه بعيد عني وقمت أستر نفسي وجسمي كله بيترعش رمت الزهرية وقربت مني فرجعت لورا پخوف بكيت وقولتلها والله ماعملت حاجة
_ عارفة يا ورد أنا تعبت منه أوي مفيش واحدة بتيجي تشتغل هنا وبتعمر بسببه بس آخر حاجة كنت أتوقعها إنه حقېر لدرجة إنه يبص لواحدة من سن بنته! طيب عملها ازاي ماشافش بنته فيك لما لاحظت نظراته ليك وتصرفاته كنت بكدب نفسي لا هو مش معقول يوصل للدرجة دي ولما روحنا عند أهلي لقيته بيقولنا هروح مشوار وراجع أنا كنت واثقة إنه جايلك عشان كده جيت وراه أنا حبيتك أوي يا ورد وكنت بعتبرك بنتي وبسببك بنتي نفسيتها اتحسنت وبقت على طول مبسوطة ومقبلة على الحياة كان نفسي تعيشي معانا أكتر بس هو لما يفوق هيتفنن في إنه يأذيك خصوصا بعد ما أطلب منه الطلاق أنا خلاص مش مستعدة أكمل أنا كده أخاف على بنتي قومي يا ورد يلا لمي حاجتك وامشي من هنا قبل ما يفوق يلا اتحركي
قمت بسرعة لمېت شنطتي وغيرت هدومي وقبل ما أخرج ادتني ظرف فيه مرتب شهرين أدبر بيه نفسي ونصحتني ما اشتغلش في البيوت تاني ودعتها بحضن ووصتها تسلملي على بنتها ومشيت كنت بجري في الشارع كإني بهرب من حد بيجري ورايا! 
وقفت أخد نفسي سألت على فندق أبات فيه الليلة ولقيته غالي أوي وكمان لازم يكون معايا بطاقة فضلت ألف في الشوارع وكل ما أشوف راجل جسمي يرتجف وأبعد عنه بړعب قعدت ع الرصيف مش عارفة أروح فين ولا أتصرف ازاي! 
جه على بالي علي دورت على الورقة إللي فيها رقمه ورحت لأقرب كشك فيه تليفون اترددت قبل ما اتصل بس مفيش قدامي غيره فحسمت أمري واتصلت ردت عليا واحدة عرفت بعدين إنها الشغالة لما قالت ثواني هنده لحضرتك علي بيه لما غاب والخط مفتوح قلت يبقى مش فاكرني وقبل ما أفقد الأمل وأقفل لقيته بيقول ورد أخيرا ده أنا دورت عليك كتير في المنطقة إللي نزلتك فيها عشان اتطمن عليك بس مالقتكيش وكنت منتظر تكلميني في أي لحظة إنت كويسة 
أول ما سأل السؤال ده لقيت صمودي بينهار وفضلت أبكي بحړقة اتخض وسأل إنت فين دلوقتي طيب قوليلي وحالا وهكون عندك ماكنتش عارفة اتكلم من شهقة البكا كنت بقول بالعافية م معرفش معرفش قالي أدي السماعة لصاحب الكشك ادتهاله فضل يتكلم معاه ويوصفله المكان وبعدين الراجل قفل الخط وقالي بيقولك ماتتحركيش من هنا هو جايلك دفعتله حق المكالمة وقعدت على الرصيف أستنى علي وصل بعد ساعة خوفه عليا كان باين في عينيه أول ما شفته كإني غرقان لقى قشة واتعلق فيها وبعد ما كنت هادية ومستنياه شوفته بكتني تاني هو الوحيد إللي أعرفه هنا فعيوني كانت بتشكيله من لحظة الړعب إللي عيشتها

________________________________________
ما سألنيش مالك أخد شنطتي وفتحلي باب العربية وساق في صمت كنت لسه مكملة بكا ماحاولش يهديني سابني أطلع كل حزني وڠضبي في دموعي. كان بيلف بالعربية في الشوارع لحد ما هديت شوية وقف في مكان ع النيل قالي انزلي استنيني هنا ثواني وجايلك وأتمنى أرجع ألاقيك خلصت كل البكا إللي جواك.
قعدت استناه وكل ما افتكر إللي حصلي من كام ساعة أبكي بحړقة بكيت لحد ما دموعي نشفت ماتبقاليش منها غير الشهقة بصيت للنيل وافتكرت أزهار لما حكتلي إن أبويا كان بياخدها هي وأمي ويقعدوا ع النيل كانت بتحبه أوي ابتسمت واتخيلتها قاعدة جنبي فضلت أشكيلها واتكلم معاها وأرغي لحد ما علي جه كان معاه أكل قعد جنبي وحط الأكل بينا وقال يلا يا ورد همست مليش نفس فقال پغضب مصطنع لاااا مفيش حاجة اسمها مليش نفس يلا حالا أنا جعان ومابعرفش آكل لوحدي يلا سمي الله دي ساندوتشات كبدة لا تقاوم يلا بقى ماتكسفيش إيدي أخدت منه الساندوتش ومع أول قطمة اكتشفت إني جعانة أوي التهمته وأكلت اتنين كمان بعده وشربت عصير بصلي وابتسم فاتكسفت ضحك وقال مش قولتلك كبدة لا تقاوم صحة وهنا شكرته بعدين قال مش عاوز أعرف تفاصيل إلا لو حبيت تتكلمي بس هو حد اتعرضلك سؤاله وترني بس حاولت أداري توتري وقلت ل لا لا أنا بس كنت هتسرق وأول مرة يحصلي كده فخفت قال طيب الحمدلله إن ماحصلش حاجة كنت فين بقى الأربع شهور إللي فاتوا اختفيت فين حكيتله كل حاجة حصلت من اللحظة إللي نزلت فيها من عربيته لحد ما اتصلت بيه وطبعا ألفت حكاية غير إللي حصلت واخترعت تفاصيل سړقة عشان ماكنش ينفع يعرف حاجة كنت خاېفة الست إللي عطفت عليا ولحقتني ټتأذي بسببي سألني ناوية أروح فين وأعمل إيه فقولتله معرفش أنا آسفة زهقتك بس أنا معرفش غيرك هنا قالي عيب يا ورد ماتقوليش كده أنا حقيقي حاسس بمسئولية ناحيتك كإنك أختي الصغيرة وفعلا كنت قلقان عليك طول الفترة إللي فاتت ومستني تتواصلي معايا وتطمنيني عموما يلا دلوقتي قبل ما الوقت يتأخر نروح مكان تباتي فيه ركبت معاه من غير ما اسأل رايحين فين مفيش قدامي غير إني أثق فيه كنت ساكته طول الطريق حاسه إني منهكة لحد ما وقفنا قدام ڨيلا كنت ببصلها بانبهار أول مرة أشوف على أرض الواقع بيت بالجمال ده همست لنفسي هو كده من بره أمال من جوه شكله عامل ازاي! بصتله وسألت هو ده بيتك جاوب لا ده بيت جدي وجدتي ثواني وراجعلك دخل البيت وغاب جوه نص ساعة تقريبا بعدين خرج وقالي أنا استأذنت منهم تقعدي معاهم لحد ما أقدر أدبرلك مكان أنا آسف إني ما أخدتكيش بيت أهلي لإن والدتي ووالدي مسافرين بكره الصبح وأنا هبقى في البيت لوحدي ماتقلقيش جدي وجدتي لطاف جدا وهتحبيهم قلت بيني وبين نفسي أنا ماقابلتش في حياتي أجداد لطاف بس حتى لو مش لطاف هستحمل هو أنا عندي حرية الاختيار!! .
نزلت معاه ودخلنا البيت من جوه كان أروع بكتير من بره كانوا قاعدين في أوضة في الدور الأرضي قدام التليفزيون وقبل ما ندخلهم همس على فكرة أنا ماحكتلهمش حاجة أنا قلت إنك قريبة واحد من أصحابي إللي في الصعيد ابتسمتله بامتنان ودخلنا الاوضة مقابلة جده كانت فاترة وفيها حذر أما جدته فاستقبلتني بود وحفاوة كإنها تعرفني من سنين قعدنا شوية معاهم بعدين جدته قامت توريني أوضتي
10 

انت في الصفحة 9 من 18 صفحات