رواية أولاد فريدة بقلم إيمان فاروق
السادس
عزيري لا تجادل أمك في
نقاشها حتى ولو كنت على حق أو صواب البر ياعزيزي ليس مجرد قبلة تطبعها على يدها او رأسها فتظن انك بلغت غاية رضائها ولا ان تجعل لها كلمات في صورة لحالة واتس او انشودة تعبر بها عن حنانها فتدمع لها عيناك وقتها .. البر هو ان تعلم ما يسعد فؤادها فتسارع الى فعله بكل هرولة وتدرك ما يؤلمها فتبتعد عنه حتى تكون مصدر سعادتها وأمنها وقوتها .
يجلس كمال بمقر عمله يباشر أعماله بحرافية شديدة و بسرعة فائقة حتى ينتهي منها كي يسرع الى زوجته التي رفضت الذهاب الى منزل والدته قبل مجيئه متعللة له بانها لا تحب الذهاب بمفردها هناك دونه فهى ليست الخادمة التي تسبق الجميع لكي تعد لهم الطعام ليتذكر عائدا حوارها صباحا
ليرحل صامتا بعدها وهو يثقبها بنظرة غاضبة دون تفوه منه وهو يكبت بداخله حزنه منها فما عليه الا أن يتجاوز هذه الحالة حتى ينتهي اليوم على خير بينهم ..فهو لا يريد أن يعكر صفو اليوم الذي سيجتمع به مع أمه الحنون التي طالبته ان يحضر برفقة زوجته واولادة على مأدبة غداء ستعدها لهم جميعا ..ولكن من الذوق كان يرى ان زوجته تذهب مبكرا اليها حتى تؤازرها في عملها ويومها وخاصة أنها زوجه الكبير لقد كان يتمني ان تعينه زوجته على بر أمه كما يتعامل هو معها في بر أمها ليخرجه من دوامة ذاكرته اهتزاز هاتفه النقال الذي يضئ بأسم شقيقه رؤوف ليستجيب له على الفور السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يا دكتور .
كمال بتية ااه طبعا ..انا بخلص قوام اهو علشان اروح اخد العيال ونروحلها على طول .
رؤف باستغراب طب ما احلام تسبقك على هناك انا قلت لمراتي تسبقني وانا هخلص بسرعة واحصلها علشان الوقت وكده.
كمال بتبرير لم يتقبله الأخر عادي بقا يارؤف انت عارف احلام بتتكسف وماما مبترتحش غير لما نكون معاهم أنا وأنت والا ايه
كمال بأقتناع ولكن زوجته ستخزله اه طبعا معاك حق يادكتور بس انا الي نفسي أروح بدري لماما فقلتلها استنيني.
رؤوف بتعقل تمام يا كبير ..اسبقني أنت وانا هحاول استأذن من الشفت بتاعي واحصلك على هناك علشان نكلم ماما في موضوع سامر ..ويارب تقتنع انها تنورنا في حياتنا الجاية ..كان يتحدث بصدق فهو عاشق لأمه ولكن يجهل تفكير زوجته التي لا تظهر له غير الوجه الطيب والمطيع له فقط.
انتهى كل منهما في سرده للأخر وتوجه كمال لينهي عمله وهو يحاول استجماع حالته وكظم غيظه من تلك الأحلام المزعجة التي تعانده دوما وهو الشخص الذي يريد أن يعيش في سلام أمن . .ليرفع هاتفه ويضغط عدة ازرار ويستجيب له الطرف الاخر قائلا الو.. ايوا يا كمال.
ها يا حبيبتي جهزتي.. انا قدامي ربع ساعة وجاي .يقولها برياء حتي يمتص ڠضبها الذي كان يتملك منها في الصباح وقبل ان يرحل .
تمام يا روحي انا بقى هسبقك على بيت ماما ولما تيجي ترن عليا هنزلك على طول قالتها بدلال دون اكتراث لمشاعر رجل يريد اثبات رجولته امام والدته ولكن زوجته لن تهديه هذه الفرصة.
زفر ضيقا من تصرفاتها العقيمة فهى تتعلل لكي تتاخر عن الذهاب لبيت أمه بل تهرول في ذهابها لبيت أمها ليهتف هادرا بها في ضجر ياعني ايه الكلام ده.. انتي قلتي اجيلك بدري علشان نلحق نروح لماما نقعد شويه معاها مع بعض تقومي تقولي هتسبقيني عند مامتك وطبعا لما اجي تقوليلي اطلع ونتاخر عليها وشكلي يبقى وحش قدامها وقدام الكل ..انا مش فاهم انتي بتحولي تديقيني ليه ياأحلام
تقابله له في ضيق مماثل له هادرة بكلماتها اللازعة كمال متقرفنيش انت واهلك .. أنت عارف اني مبحبش الزحمة الي مامتك بتعملها دي وكمان اختك
بعيالها جايه ومرات اخوك وانت عارف ان الولاد بيتشكلو ويتخنقوا مع بعض ومامتك بتميز وبتحامي لأولاد ابتهال وولاد رؤوف عن ولادي .. فمتقرفنيش بكلامك وتصرفاتك دي .. وبعدين مامتك انت حر تميز رؤوف والا سامر عنك عادي ليك لكن انا مبحبش التميز ده قالت جملتها الأخيرة بمكر حتي تتمكن من احزانه من والدته ..فهى تعكر صفو حبه لها بهذه الجمل الغير حقيقية .
اجابها بنبرة استعطاف ونزق من حديثها العقيم احلام ياحبيبتي بلاش الكلام بتاعك الي بيتعبني ده .. وزفر ضيقا منها وأكمل بيأس ظهر على نبرته على العموم خلاص هحصلك على هناك لكن ولو منزلتيش على طول هسبقك أنا علشان عايز اتكلم انا ورؤوف مع ماما في موضوع سامر براحتنا وانتي حرة بقى براحتك تيجي وقت ماتيجي وكاد ان يغلق الخط في ضيق من عبارتها اللازعة التي تحمض نفسيته تجاه من انجبته.
خبطت على رأسها بعدما تذكرت هذا الموضوع الذي تغشي تورط زوجها في الانفاق فيه ومساعدة أخيه في تجهيزه فهى تعلم رغبة حماتها في تضامن أولادها الذكور في المساعدة المادية لأخيهم الأصغر وهى ترفض هذا الأمر بشدة فهي تعتبر ماله فهو زوجها من حقها هى وأولادها فقط فاردفت مسرعة مستجيبة لرغبته قائلة خلاص.. خلاص يا حبيبي هسبقك على هناك زي مانت عايز ياقلبي .
كمال في تعجب وهو يحرك رأسه بتعجب من تغير حالها هكذا فضم فمه بعدم فهم وهو يردف بيأس براحتك يا أحلام هانم .. أنا كلها نص ساعة وهكون هناك ويارب تصدقي واروح القيكي هناك .
. . . . . . . . . .
اغلقت أحلام الخط بينها وبين زوجها ووضعته بجانبها وهى تفكر في شئ ما ورفعت احدى حاجبيها ورفعت إصبعها نحو رأسها وهى تفكر فومضت فكرة في عقلها ووجب عليها تنفيذها في الحال وهذا لن يحدث الا بمعاونة سلفتها المخلصلة لها آمال فهى الأخرى لن تقبل ان تسمح بخروج اي مبلغ من جراب زوجها فهى من الأساس عاشقة لجني وحفظ المال متكنزة له فعشقها له وحرصها