رواية مجهول الهويه بقلم اسماعيل موسى
شعرت بالقلق، غطيت جسدي العاري وعدت مره اخري للشرفه
وجدتها تبتسم لي، لوحت لها بيدي، لوحت لي ثم اختفت
شعور بعدم الراحه رافقني حتي الصبح، بعدها نمت ولم افتح عيني الا حدود العصر علي شقشقة العصفوره وصوتها الحزين
رفعت ظهري بكسل، وجدتها علي الشرفه تشدو وهي تنقر الخشب
لوحت لها قلت تعالي، حلقت العصفوره وحطت علي طرف السرير
قلت ما رأيك أن اتناول طعامي؟
واصلت العصفورة شقشقتها وهي تتابعني التهم طعامي
جلست على مقعد مخلع، أخرجت لفافة تبغ اشعلتها وانا اتملي العصفوره، مظهرها غريب
لا وجود لعصفوره يمكنها ان تشدو بهذا الجمال وتلك الطمأنينه
قبل المغرب حلقت العصفوره ناحية الشرفه، نقرت الخشب ثلاثة مرات ثم طارت مبتعده
بدأت اتعود علي روتينها اليومي، هذه العصفوره تحضر بعد العصر، ترحل قبل غروب الشمس كأنها تعرف موعدها بالضبط
حاولت أن افكر في تصور لحل لغز حضورها لكني فشلت
مضي الربع الأول من الليل، سكون وصمت، في هذه القريه لا وجود لأي نفس غيري
كل ما علي فعله ان اجلس في الشرفه واراقب الخلاء والظلمه
عندما ينتصف الليل لاحظت انني اسمع صوت عواء ذئب
تكرر ذلك مرتين وان كنت لست متأكد اول ليله لكني الان واثق مما يحدث
شعرت بضيق من جلستي الطويله في الشرفه، كنت أرغب بأي مخلوق اتحدث اليه حتي لوكان عفريت او جني
الا يوجد أي أحد يسكن هنا جواري؟
تلك الفتاه التي نزلت في محطتي اعتقد انها لم تبتعد عني، في الصبح سأبحث عنها
سمعت صوت حركه في الشارع، مثل المره السابقه اعتقدت انه كلب او قط
عندما نظرت من الشرفه وجدتها، الجنيه التي حضرت بالأمس
كان نفس شكلها ومظهرها تقريبا، افترضت انها من الجان الذين يستطيعون التشكل، كانت واقفه تنظر تجاهي بصمت
اي شخص يملك عقل يمكنه بسهوله ان يفهم عن ما يحدث ليس طبيعي وان وراء تلك الجنيه قصه
لوحت لها
لوحت لي
قلت اقتربي
مشت حتي وصلت تحت الشرفه
قلت لماذا تحضرين هنا كل مساء؟
اين زوجك محسن؟
استدارت نحو الصحراء، مسحت المكان بعينها قبل أن تنظر إلى مره اخري
من انت؟
ابتسمت الجنيه ببلاهه، كانت اكثر جمال من اول مره رآيتها
ما اسمك؟
قالت وهي تحلق في الهواء بسعاده سيبا
ماذا تفعلين هنا؟. ما الغايه من حضورك كل ليله
قالت وهي تلف حول نفسها كأنها ترقص مضي ثلاثة أيام يا ناصر
ثم اختفت
لم يرحيني كلامها، ذكرني فورآ بالديه وانه من الممكن في اي لحظه ان تحضر جينه تطالب بالزواج مني
شعرت بانزعاح وخوف، رحت ادعو ان تمضى ايامي بسلام حتي أعود لبيتي مره اخري
قضيت ليله تعيسه ولم اغمض عيني الا الصبح
عندما استيقظت وجدت العصفوره في حضني، كانت تداعب خدي بريشها وتنقر جلدي بلطف
ها كيف حالك قلت وانا اربت علي رأسها
سأنتظرك الليله في كهف الأموات لا تتأخر، خرج صوت العصفوره وهي تحلق ناحية الشرفه
احتجت دقيقه لاقنع نفسي ان العصفوره تحدثت ونطقت بكلام
قلت انت عصفوره، طيف تحدثتي؟
قالت انت شيطانه يزح
قبل أن ينتصف الليل سأنتظرك في كهف الأموات قالت وهي تحلق مبتعده
كيف اعرف كهف الأموات
قالت في جبل الضياع وطارت مبتعده
يتبع…
شيطانه؟ جبل الضياع؟ كهف الأموات؟
لعنت حظي الذي احضرني لتلك البلاد البعيده كل تلك الأحداث التي لا يصدقها عقل
عصفوره تتحدث بلساني، جنيه تقف تحت شرفتي كل ليله، ودين لعين علي سداده لا ذنب لي فيه.!!
شعرت بضيق، أشعلت لفافة تبغ منتويا عدم مغادرة غرفتي، ان تمر فترة خدمتي هنا بلا مشاكل، ان لا اقحم نفسي في المشاكل
كاد رأسي ينفجر من التفكير، سمعت صوت ينادي من تحت الشرفه