عندما فقدت عذر.يتى
مش هتدخلي .." " انت جايبني هنا ليه ..؟!" سألته بصوت متلكأ ليرد بفتور : " ادخلي الاول .." دلفت الى الداخل بخطوات مترددة لتدمع عيناها ما إن رأت صورته المعلقة على حائط الغرفة أمامها .. "انتِ هتنامي هنا فإوضة علي الله يرحمه ، عشان تفتكري ذنبك فحقه كل لحظة
.." التفتت نحوه بعينين حمراوين متسعتين لينظر لها بتحدي .. أشاحت وجهها بضيق تحاول أخفاء دمعة تسللت على خدها قبل أن تعاود الإستداره نحوه وتهتف بنبرة قوية : "
انا مش هقعد فالإوضة دي .. وهخرج من هنا .." اندفعت بعدها نحو الباب لكنه جذبها من ذراعها وألقاها على السرير قبل أن يقول بحزم : " قلتلك مش بمزاجك .." نهضت من فوق السرير وقالت بعدم تصديق : " افهم من كدة انك حا-بسني هنا .." " اعتبريها كده لو تحبي ..."
قالها بحسم وأكمل : " انت مش هتخرجي من البيت ده بعد كده إلا معايا ..." خرج بعدها من الغرفة تاركا إياها تنهار باكية على السرير .. اتجه زياد نحو الحديقة وبدأ يأخذ نفسا عميقا عدة مرات محاولا أن يصفي ذهنه من كل ما يمر به في الأونة الأخيرة .. أيقظه
من شروده رنين هاتفه ليخرج الهاتف من جيبه ويضغط على زر الإجابة ويقول رادا على المتصل : " اهلا ، انا بخير الحمد لله .. انتِ عاملة ايه ..؟!" جاءه صوتها الرقيق :
" انا بخير الحمد لله ، واحشني اوي يا زياد .." تنهد تنهيدة طويلة وقال بشوق : " وانتِ اكتر ، اخبار الشغل ايه ..؟!" أجابته بجدية : " كله تمام ، انت هترجع امتى ..؟!"
" مش عارف ، لسه قدامي وقت طويل لحد مارجع ..." " يعني هتغيب عني كتير ..." " للاسف ايوه .." حل الصمت بينهما للحظات .. لحظات قطعتها وهي تقول بحزن
: " انا عارفة إنك تعبان وبتعاني ، نفسي أوي أكون جمبك .. نفسي أخدك فحضني وأطبطب عليك .." ابتسم بمرارة وقال بصدق : " وانا نفسي فده اوي يا دينا ..." " حاساك متغير ، فيه حاجة عايز تقولها ..؟!" صمت قليلا قبل أن يقول : " بصراحة عندي كلام كتير نفسي
أقوله ، مoتة علي دمرتني يا دينا .. بقيت حاسس نفسي واحد تاني .. نفسي أشوفك واحكيلك عن اللي بمر فيه .." " مش عارفة أقولك ايه .. انا كمان نفسي أبقى جمبك وأكون معاك فأزمتك دي ...هحاول اخد إجازة وانزل مصر .." " ياريت ، ياريت بجد يا دينا .."
" خلي بالك من نفسك يا زياد .." " وانتِ كمان خلي بالك
من نفسك .." " باي.." أغلق زياد الهاتف وعاد ينظر ببصره نحو السماء يفكر في أخيه الذي يشتاقه كثير ... فجأة سمع صوت صر-اخ يأتي من غرفة علي فركض مسرعا عائدا الى الفيلا .. ارتقى درجات السلم بسرعة قياسية ووصل الى الغرفة ليجد رنا أمامه تهتف ببكاء : "
الحقنا يا زياد، ماما هتق-تلها..." اقترب زياد منهما ليجد والدته تقف أمام زينة المنزوية في ركن الغرفة تحمل مسدسا موجهة فوهته نحوها ... " ماما هاتي المسدس .."
قالها زياد بنبرة مرتجفة وهو ينظر الى والدته التي تنظر إلى زينة بعينين زائغتين .. هزت الأم رأسها نفيا وقالت : " لازم أقت-لها وأخلص من شرها ..." " ماما أرجوك
..." قالها زياد بتوسل لتصيح رنا به : " خده منها يا زياد بدل مت-قت-لها ..." " هاتيه يا ماما .." قالها زياد وهو يرجوها بعينيه لتهز الأم رأسها نفيا وقد قررت أن تضغط على زر المسدس ..
ركض زياد نحوها وحاول أن يسحب المسدس منها قبل أن تضغط على الزناد بينما زينة ترتجف بالكامل وهي تستند بجسدها على الحائط ليصدح صوت رصا-صة عالية في ارجاء المكان .
.الفصل الخامس في احدى المستشفيات الخاصة .. وقف زياد أمام غرفة العمليات ينتظر خروج الطبيب بلهفة كي يطمئن على زينه التي أصيبت برص-اصة في كتفها ..
خرج الطبيب بعد حوالي ربع ساعة ليجري زياد نحوه متسائلا بتوتر : " ها يا دكتور ، طمني .." ابتسم الطبيب له مطمئنا إياه : " الحمد لله مكان الإصابة مكانش خطير ، الرص،ـاصة خرجت بسهولة من مكانها ، حاليا هننقل المريضة لإوضة عادية وهتفضل تحت المراقبة لحد بكره .." "
شكرا اوي .." قالها زياد بإمتنان للطبيب الذي ربت على كتفه قبل أن يرحل تاركا زياد لوحده .. بعد لحظات تقدم كلا من منتصر ورنا نحو زياد ، سألته رنا بنبرة قلقة : " اخبارها ايه يا زياد ..؟!" أجابها زياد مطمئنا إياها : " متقلقيش يا رنا ..هي كويسة ، الدكتور طمني عليها .." تنهدت رنا بإرتياح بينما أخرجن الممرضات زينه من غرفة العمليات