فارسي
الصالون ولكن والدتها نادت عليها قائلة
اطلعى يا عبير هاتى صندوق حاجة ساقعة من بره على السلم
خرجت مسرعة فى طريقها للباب الخارجى
للشقة وهى تحاول دفع دموعها للتراجع ولكن بلا جدوى حتى انعدمت الرؤيا تماما لديها واختل توازنها وهى تحاول حمل الصندوق ولم تشعر إلا وهى تسقط من أعلى درجات السلم وفقدت الوعى.
وقفت عزة فى حضڼ والدتها تبكى بمرارة ولم تكن أمها بها من القوة ما يجعلها تخفف عنها كل ما استطاعت أن تفعله هو أن تدعو الله بقلبها ألا تكون عبير قد أصيبت بسوء أقترب عمرو منهما وقال لعزة بعتاب
مش كده يا عزة المفروض انت اللى تقوى مامتك وتخففى عنها
مش قادره أمسك نفسى يا عمرو خاېفة على عبير أوى
أنتظر الجميع فى الخارج حتى خرج إليهم الطبيب وهو يحمل صور الأشعة وقد ظهرت على وجهه علامات البشرى وقال محاولا التخفيف من وقع كلماته
بصوا يا جماعة.. وقعة زى دى كانت ممكن ټأذى العمود الفقرى لكن الحمد لله العمود الفقرى كويس.. محصلش غير كسر بسيط فى الرجل اليمين
بنتى رجلها اتكسرت
ربتت عزة على كتفها وهى تكفكف دموعها قائلة
الحمد لله يا ماما انها جات على قد كده.. بيقولك العمود الفقرى كان ممكن يتأذى
تابع الطبيب قائلا
أحنا دلوقتى هنحط الجبس ومش أقل من شهر علشان نشيله وبعديه لازم تبدأوا فى العلاج الطبيعى.. برضة مش اقل من شهر أو اتنين
شعر والد عبير بوهن شديد ووخذة فى ه ولكنه تماسك وقال بضعف
الطبيب
هتفضل هنا يومين وبعدين تاخدوها وتروحوا بالسلامة
طرق عمرو باب مكتب إلهام ودخل وأغلق الباب وكالعادة رأى ابتسامتها الواسعة المرحبة
به بشكل دائم وفى كل الأوقات وقفت أمامها وهو يتسائل
خير يا فندم حضرتك بعتيلى
أشارت إليه بالجلوس وهى تقول
تشرب أيه الأول
نظر إلى ساعته وهو يقول بحرج
نظرت إليه متفحصة بجرأة وقالت بهدوء
أيه عندك معاد غرامى ولا أيه
رفع نظره إليها بدهشة من جرأتها وتدخلها فى شئونه الخاصة بها الشكل السافر وقال على الفور
لا معاد غرامى أيه أنا مش بتاع الكلام ده
ثم اردف سريعا
خير يا بشمهندسة فى حاجة فى الشغل
أومال رايح فين
زادت دهشته من اهتمامها الزائد به وقال
رايح أجيب أخت خطيبتى من المستشفى مع والدها
أتسعت عيناها ونظرت ليده فلم تلحظ الدبلة الفضية فى يده قبل ذلك وقالت متوترة
أيه ده هو انت خاطب من أمتى .. أنا مشوفتش دبلة فى أيدك قبل كده
زفر بطريقة لم تلحظها وقال بضيق
أنا لسه خاطب من يومين بس
هزت رأسها بحنق وهى تنقر على سطح مكتبها وتقول
قصة حب ولا أيه
تحرك من مقعده
قليلا وهو ينظر لساعة يده ويقول
حاجة زى كده .. طيب انا مضطر استأذن
دلوقتى
نظرت إليه بحدة وهى تقول بجدية
ساعات العمل الرسمية لسه مخلصتش يا بشمهندس
ثم ابتسمت
ابتسامة صفراء وهى تقول
لسه نص ساعة
أستند إلى ظهر مقعده وظل صامتا فقالت بحنق
هو انت متعود تمشى قبل المواعيد ولا أيه
حاول أن يغلب الڠضب بداخله وقال دون أن ينظر إليها
أنا مكنتش همشى قبل مواعيدى .. أنا قلت لحضرتك فى الأول انى ورايا شغل عاوز أخلصه قبل ما امشى
هبت واقفة وقالت بتعالى
طب اتفضل خلص شغلك يا بشمهندس.. أنا عندى اجتماع
نظر إليها متعجبا من تصرفاتها المتناقضة فهو لم يطلب الدخول إليها أو الجلوس معها من الأساس فلماذا تفعل ذلك ولكن على كل حال تنهد فى ارتياح وهو يغادر إلى مكتبه كسرت القلم بين يديها فى ڠضب وهى تنظر للفراغ الذى كان يحتله منذ دقائق.
دخل عمرو مكتبه وتوجه على مكتبه الهندسى الخاص به تحت نظر زميله نادر الذى كان يرمقه متبرما لاستدعائها المتكرر له فى مكتبها الخاص ووجد نفسه يقول بسخرية
أتأخرت ليه يا روميو
نظر له كل من عمرو وزميلهم الثالث أحمد وقال عمرو فى انفعال
بتكلمنى انا
قال نادر متهكما
هو فى روميو تانى هنا
ترك عمرو ما فى يده وقال له محذرا فى ڠضب شديد
أنا بحذرك تكلم معايا بالطريقة دى تانى .. أنت فاهم ولا لاء
كان يتوقع أن يهاجمه نادر ولكنه وجده يقول بسخرية وهو ينظر ل أحمد
شفت يا عم احمد .. طبعا ما هو مسنود من فوق بقى
صاح عمرو پغضب مرة أخرى قائلا
بقولك اتكلم
معايا كويس أحسن لك
حاول أحمد تهدئة الوضع بينهما ووقف يهتف بهما
ميصحش كده يا جماعة
ثم نظر لنادر معاتبا وقال بضيق
وبعدين معاك يا نادر ده احنا زمايل وفى مكتب واحد يا أخى مش كده
نظر لهما نادر بسخرية وأعاد نظره إلى عمله مرة أخرى دون أن يتفوه بكلمة أخرى وكأنه كان يختبر أعصاب عمرو هل هو سريع الڠضب أم لا ربت أحمد على كتف عمرو قائلا بهدوء
معلش يا بشمهندس خاليها عليك المرة دى
قال عمرو وهو يرمق نادر بعينيه
ياريت الناس كلها فى أخلاقك يا أحمد
دقائق من