رواية كوثر (كامله جميع الفصول) بقلم سلي
تملأ جفنتيها و لاتود النزول وكانها هي ايضا لاتريد الإعتراف بأنها الحقيقة حقيقة فقدان امها للابد. امها التي ربتها واحسنت تربيتها. والتي عادت كوثر من اجلها لكي تسترجع تلك الايام الخوالي الجميلة التي امضتها معها دون الاحساس بالخۏف ولن تجد مثلها عند اي شخص بالدنيا مثل ذلك الامان والحنان وذاك الحضڼ ومدى العطف والعطاء اللامحدود التي منحته بدون شروط لكوثر .
_في اليوم الاول بل حتى الاسبوع الثاني كانت نورية بخير. تتحدث مع الجميع وتسأل عن امور مناسك الحج بشغف كانت فرحة كالطفلة الصغيرة. تحرص على وجباتها وتتناول ادويتها بانتظام في اوقاتها كما كانت تفعل في المنزل بالضبط. ولكن مع مرور الايام اكثر لاحظ الجميع تغير نورية فهي تعبت فجاة والحمد لله انه كان معنا في المجموعة المرافقة طبيب فاعلمنا انها تعبت من مشوار الطريق. ولم تتحمل درجة الحرارة المرتفعة اثناء السفر. واردفت تقول ماميتا... في الحقيقة كلنا تعبنا فالمشوار جد صعب تحمل مشقته ومازاد للطين بلة هي ارتفاع الحرارة التي جفت عروقنا. ومع ذلك كانت نورية صامدة. وتتبع كل مايطلبه منها الطبيب هي قالت لي عند وعكتها الاخيرة انها تريد ان ترى بيت الله الحړام وياخذ الله امانته بعدها كما يشاء.. كان الطبيب هو من يترجم لي حينها كلامها عندما يكون حاضرا معنا.
فاتمت ماميتا وهي تجيب اسئلتهم.
وقبل وصولها كانت ړوحها صعدت إلى السماء حزنا كثيرا عليها وكم كان علي صعب انا بالدات إكمال المناسك بمفردي وهي التي إعتدت عليها ان ترافقني منذ البداية ولكن هي محظوظة بموتتها تلك الله احبها واخذها عنده من المكان المبارك والذي ډفنت فيه. امنية كل مؤمن ومسلم. الله يرحمها برحمته الواسعة.
يتبع
مرت الايام والسنين التي عدت قرابة اربع سنوات منها. تخطت فيها كوثر مرحلة حزنها على نورية لانها اسمها لم يزل يذكر في وسط العائلة يوميا. عائلتها التي زاد عددها بزيادة فرد منها وهي الفتاة الصغيرة نورية التي تذكرهم دائما وكأنها موجودة مابينهم نورية الام الطيبة التي لاتتنسى بسهولة عند الجميع رحمة الله عليها.
وبعد صمت طويل واعادة جوني نفس السؤال ماكان عليها إلا ان تجيبه.. فاخبرته انها إبنتها نورية.. تبسم جوني وهو يخبء وراءها مرارة حزنه التي ظهرت على ملامحه وكشفته... ورد عليها بسؤال اخړ.. تتبعها عدة اسئلة متتالية.
كهل تزوجت بهذه السرعة..
وهل كان مخطئا عندما ظن انها احبته.