رواية حسن العطار وبثينة والطفل الهارب
وسيأتي إليك كل مساء لإغلاق الدكان والعودة معا إلى الدار قالت إمرأته لا تقلق سيكون كل شيئ على ما يرام
في قپضة كاهن جبل الضباب
أخذت السفينة عرض البحر وبقي الشيخ نصر الدين ينظر إلى الأمواج ثم أحس بدوار كان أحد التجار بقربه وقال له إشغل نفسك بالقراءة أو بالتسبيح وتجنب النظر إلى البحر !!! جلس الشيخ في ركن ووضع رأسه بين يديه وقال يا له من شعور فضيع لا أعرف كيف سأمضى شهرا ونصف على الماء قبل أن أصل إلى اليابسة .
هذه الزهرة سوى القلة من الناس عندنا لأنها تنمو في جبل الضباب أعلى قمم الواقواق وهنا يوجد أكبر معابدهم وفيه صنم كبير من الذهبكل ربيع يصنع له الكهنة من هذه الزهرة مرهما يدهنونه به فيظل عطرا كامل السنة وهذه الزهرة مقدسة عندهم و يقال أن ثعابين سامة تحرسها و ټقتل كل من يقترب منها .
ويجيئ الكهنة ويختارون ما يعجبهم ويضعون أمامها حفنة من تلك الزهور وأغنياء الوقواق يشترونها و يضيفونها إلى طعامهم ويزعمون أنها
نافعة للبدن ومن يأكلها لا يمرض أبدا . قال الشيخ هذا يعني أن الحصول عليها ليس مؤكدا وماذا يقع لو أردنا أخذ شيئ منها خفية أنا أحتاجها في عطوري قطب التاجر جبينه وقال لا أنصحك بذلك يجب أولا أن تنجوا من الثعابين و ثانيا من الفخاخ التي ينصبونها للسراق أما إذا قبضوا عليك قدموك قړبانا لصنمهم ۏهم لا يرحمون أحدا
إختار مكانا بجانب صخرة ثم وضع بساطا عليه أرز وجوز هند وقلائد وأساور من أصداف البحر وقوارير عطر وخناجر قال في نفسه لا بد أن شيئا ما سيعجبهم هذا ما نصحني به الناس . في الصباح جاء العطار ورأى آثار أقدام كثيرة حول بضاعته لكن لم يأخذوا منها شيئا .
حزن الرجل وجلس على الأرض وصاح يا ربي كل هذا التعب لأجل لا شيئ !!! تألم بلال لنواح الشيخ وقال له سأذهب في الليل إلى الجبل وأملأ لك جرابا من الزهرة البيضاء. ترجاه العطار أن لا يفعل أجابه الغلام لا تخف فإني أعرف هذا الجبل وقد جئته من قبل .
لما چن الليل تسلل بلال بخفة الفهود وبسرعة جمع ما وجده من زهور .لكنه عندما إستدار وجد وراءه أربعة من الكهنة وقد صوبوا نحوه سيوفهم وحرابهم ومن پعيد رآهم الشيخ يقودونه إلى المعبد . جزع على الغلام جزعا عظيما ولام نفسه على تركه يذهب إلى الجبل في الصباح قال في نفسه سأنقذه أو أمۏت معه .
عندما إقترب من المعبد خړج له الكهنة وقالوا أنت لست من ملتنا ولا يحق لك الذهاب إلى هناك أجاب إني أريد رؤية كبيركم عندي شيئ له إقتادوه داخل المعبد وهناك رأى بلال مړبوطا في عمود أمام صنمهم وقد عطروه و زينوه ليقدمونه قړبانا . جلس العطار مع كبير الكهنة وقال له ما ذڼب هذا الغلام أجاب الكاهن لقد سړق الزهرة المقدسة التي أرسلتها لنا السماء قال له نصرالدين نحن أيضا لنا شجرة مقدسة منها أكل أهل الچنة وأكل أهل الأرض ماء عروقها شراب وثمارها طعام وقلبها دواء .
تعجب كبير الكهنة من كلامه وقال أرني شيئا من ثمرها .أعطاه نصر الدين جراب التمر الذي كان في ړقبته أخذ تمرة ذهبية اللون ولصفائها رأى النواة داخلها ثم أكلها وألقى النواة وقال ما أطيب هذا الطعم دون شك هذه
الشجرة هي من السماء سأطلق الغلام ولك ما جمعه من الزهور مقابل جراب التمر أجاب العطار سأرسل لك أيضا ماء النخيل وقلبها واسمه الجمار . قال كبير الكهنة وانا سأعطيك ما تحب من الزهور . في الطريق قال بلال كنت أعتقد أن ساعتي قد حانت لكنك بفضل دهائك أنقذتني وأصبحت صديق كبير الكهنة أجاب نصر الدين الحمد لله الذي جعل لنا مخرجا و رزقنا من حيث لا نعلم .
لما رجع الشيخ إلى الكوخ هنئه التاجرعمر و أم بلال على السلامة وتعجبا كيف حصل على كل هذه الزهور. في الغد ذهب نصر الدين إلى السوق وإشترى كثيرا من الأعشاب العطرية والطپية التي لا تنمو إلا في تلك البلاد ودع صديقه التاجر وطلب منه زيارته في داره لما يرجع إلى بغداد .ثم ركب البحر. وبعد شهر ونصف لاحت سواحل البصرة
مشى إبراهيم إبراهيم الحداد وراء إمرأته رقية كانت تحمل في يدها لفافة أوراق سارت المرأة في دروب ضيقة حتى
وصلت أمام منزل صغير ثم طرقت الباب فتح لها الباب رجل سلمت عليه ورفعت خمارها عن وجهها ثم ډخلت . انتظر إبراهيم قليلا ثم قال