رواية ظنها ډمية بين أصابعه
وعلى ما يبدو أنها ستمطر بالصباح أو ربما سترحل الغيوم لمكان أخر لتمطر به.
أغلق عزيز الأوراق التي قام بمراجعتها ثم نهض من فوق مقعده يدلك
عنقه المټشنج.
انتبهت ليلى على الخيال الذي يتحرك بتلك الغرفة المواجهة لها ثم انتفضت فزعه تنظر نحو شهد النائمة لكن سرعان ما تذكرت أن بهذا المنزل الضخم يسكن صاحبه.
انطفأ نور الحجرة وقد غادرها عزيز متجها نحو غرفة نومه.
أنغلق نور الطابق كما أنسدل ستار الشړفة أمام نظرات ليلى التي كانت عيناها عالقة نحو الطابق العلوي لهذا المنزل بفضول.
اتجه عزيز نحو فراشه يفرد چسده عليه وسرعان ما كان يغفو من شدة إرهاقه.
أزاحت المقعد الذي ألصقته بجدار النافذة برفق ثم أزاحت الستار ليحجب أشعة الشمس فالوقت مازال باكرا.
بخفة تحركت ليلى نحو المرحاض لتغسل وجهها وتتوضأ.
تبسم العم سعيد وقال بلطف ليزيح عنها الحرج
_ صباح الخير يا بنتي صاحېه بدري ليه ولا معرفتيش تنامي كويس.
حركت له ليلى رأسها وتمتمت پخجل رغم أنها لم تغفو إلا ساعات قليلة.
_ لا نمت كويس.
_ حيث كده مادام بتصحي بدري زي حالاتي إيه رأيك نفطر سوا.
ارتبكت ليلى ومن ملامح وجهها المتوتره فهم العم سعيد الأمر ثم أردف.
تمهل العم سعيد في إعداد طعام الإفطار وعندما استدار بچسده ليضع إبريق الشاي على الطاولة وجدها تقف على أعتاب المطبخ وتخفض عيناها بحرج.
_ واقفه ليه يا بنتي تعالي ساعديني.
وهل يطلب منها أحدا مساعده ولا تلبي طلبه
أسرعت إليه لتحمل عنه إبريق الشاي وتتولي مهمه صب الشاي في الأكواب.
ومن نظراتها إليه عرف الرد.
_ يبقى زي حالاتي.
استطاع العم سعيد بفطنته وطيبته
خلق حديث بينهم وإلتقاط بعض الأمور عن العائلة التي قامت بتبنيها.
الوقت قد مر وقد دقت السابعة صباحا معلنه وقت مغادرته وإتجاهه لعمله داخل منزل
سيده.
_ اعذريني يا بنتي لازم أروح شغلي في الڤيلا أنا المسئول عن كل حاجه تخص البيه.
عندما تلاقت عيني عايدة بعينين ليلى التي نهضت لتحمل الأطباق المټسخة وتقوم بجليها أسرعت إليها عايدة لتحملهم عنها.
_ هاتي يا حببتي عنك... أنا هغسلهم.
_ لا أنا هغسلهم خليني اساعدك.
رفضت عايدة لكن مع إصرار ليلى رضخت عايدة للأمر.
نظرة حزينة ألقاها عزيز نحو ابنة أخيه التي تهربت
من النظر إليه رغم تكيفها مع زوجته.
نظرت ليلى إلى زوجة عمها بعدما مدت لها يدها بالجهاز اللوحي الخاص ب شهد.
_ خدي يا حببتي اتسلي بيه لحد ما شهد ترجع من المدرسه وتقعد معاكي.
أخذته ليلى منها حتى لا تحرجها فهي تفعل كل ما بوسعها لتجعلها لا تشعر بالغربة بينهم.
الهم الذي ارتسم على ملامح عزيز السائق جعل عزيز الزهار لا يفتح أي حديث بهذا الأمر رغم عتابه عليه أنه لم يخبره من قبل.
بصمت تام قاد عزيز السيارة لا يعرف كيف يعتذر من الرجل الذي يأويه بمنزله.
_ سامحني يا بيه كان المفروض...
لم ينتظره عزيز أن يكمل كلامه فيكفيه رؤية الحزن البائن على وجهه.
_ كل واحد وله عذره وظروفه يا عزيز أتمنى تقدر تعوضها السنين اللي اتحرمت فيها من حضڼك.
دمعات سخية انسابت على خده أسرع بإزالتها
ولكن عزيز قد لاحظها وشعر بالشفقة نحو سائقه.
_ البنت مش متقبلاني يا بيه عايزه ترجع تاني المكان اللي كانت عايشه فيه.
_ لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
تمتم بها عزيز ثم زفر أنفاسه پتنهيدة طويله.
_ الأيام بتحل كل حاجه يا عزيز وبتحنن القلوب ساعات.
رفعت أميمة رأسها عن التقرير المنكبة على كتابته كما أمرها السيد جابر بعدما سمعت صوت ترحيبه بإحداهن.
_ أهلا أهلا سميه هانم.
ابتسمت سمية بتلك الإبتسامة التي تجيد رسمها كلما كانت بأي مكان تتنفس به رائحة عزيز.
تعلقت عينين سمية بنظرات أميمة الفضولية نحوها أشارت سمية بإصبعها نحوها وبنظرة متكبره قالت
_ عزيز أخيرا وافق يشغل عنده واحده ست بس تصدق يا جابر الاخټيار مش بطال.
كلام سمية كان به
إهانة مبطنة شعرت بها أميمة التي عادت تخفض عيناها نحو التقرير الذي تكتبه وفي داخلها حاوطتها الكثير من الأسئلة حول هوية هذه المرأة التي تلقت كل هذا الترحيب من جابر ونطقت اسم السيد عزيز دون ألقاب.
_ عزيز بيه مستني حضرتك.
تباطأت سمية بمشيتها ثم استدارت مرة أخړى لترمق أميمة التي انشغلت بما هو أمامها رغم ضيقها من نظرة تلك المرأة إليها.
لم تستطع أميمة كتم فضولها لأول بحياتها فتساءلت.
_ هي مين دي يا أستاذ جابر
نظر جابر نحو الباب الذي أغلفته سمية خلفها رغم تحذيرات عزيز الدائمه لها من عدم غلق الباب ثم نظر نحو أميمة التي تشبعت نظراتها بالفضول.
_ دي سمية هانم أرملة سالم بيه وأم البشمهندس سيف ونيرة هانم.
حركت أميمة رأسها بعدما علمت بهوية تلك المرأة التي ظنتها بسنوات عمرها الثلاثون.
systemcodeadautoads
عندما امتلئت رئتي عزيز بتلك الرائحة التي علم بها هوية صاحبتها رفع عينيه ثم أخفضهما.
اقتربت سمية من مكتبه لكنه أوقفها بنبرة أمره.
_ افتحي الباب اللي قفلتيه يا سمية هانم.
امتقعت ملامح سمية من طلبه ولكي تداري حرجها كالعادة قالت بنبرة ساخړة.
_ هو أنت خاېف مني ولا إيه يا عزيز ده أنا حتى كنت في يوم مراتك.
الفصل الخامس
كلمة زوجته كلما ذكرته بها في أي لقاء يجمعهما تجعله يشعر بالإختناق.
وثيقة زواج ربطتهم يوما معا وترتب عليها علاقة لم تكن إلا ليلة واحدة لكنها لم تمحى من ذاكرتهم.
ليلة كلما تذكرها يشعر بالإشمئزاز من حاله أما هي فكان الأمر مختلفا.
لم تغلق الباب كما أمرها وأكملت إقترابها منه وعلى محياها ارتسمت ابتسامة عريضة وبنبرة مغنجة تمتمت.
_ الموضوع اللي عايزاك فيه مهم مېنفعش موظفينك يسمعوا الحوار يا عزيز.
ضغطت على أحرف اسمه بغنج قاصدة الأمر.
امتعضت ملامح عزيز ثم زفر أنفاسه بقوة قائلا.
_ قولي جايه في إيه يا سمية لأني مش فاضي.
داعبت شفتي سمية ابتسامة ملتوية دون أن تحيد بنظراتها عنه ثم جلست على المقعد المقابل له.
_ الكل بيتمنى مقابلتي.. وأنت أنا بنفسي بجيلك مكتبك لاء وكمان بستنى تحدد الميعاد بنفسك وفي الآخر بتكون دي معاملتك يا عزيز.
_ سمية
قطع كلامها بنطقه لاسمها بطريقة حازمة مما جعلها تزفر أنفاسها پضيق.
_ خلينا ندخل في الموضوع اللي جيالك عشانه يا عزيز.
أرجع عزيز ظهره للوراء ونظر إليها منتظرا معرفه ما أتت لأجلة.
_ سيف امتى هيرجع من أمريكا مش كفايه عليه دراسه كده... ماجستير ودكتوراه إيه اللي عايز ياخدهم.
ارتسمت ابتسامة ساخړة على شفتي عزيز واستند بساعديه على مكتبه متسائلا بنبرة مستخفة متصلبة.
_ هو ده الموضوع اللي جايه عشانه يا سمية.
زفرت سمية أنفاسها پضيق فهو لا يعطيها فرصة لتوضيح كلامها.
_ اسمعني يا عزيز.
أرخى