رواية لم يبق لنا إلا الوداع
فمقر الشركة وعايزيني أوقع على عقد أنهم هيستخدموا التصميم بتاعي.
صمتت تنصت لمحدثها بلهفة لتتسع ابتسامتها قائلة
.._تمام عايزاك بقى تدعيلي وأنت بتصلي سلام يا حبيبي.
التفتت منار وحين لاحظت نظرات سامر إليها احمر وجهها وأردفت
.._آسفة بس أصل أنا مقدرتش مبلغش بابا لأنه كان مضايق بسبب اللي حصل معايا امبارح.
وقعت منار العقد وهرولت إلى منزلها تقفز فرحا مع شقيقاتها ليخبرها شقيقها باتصال أمجد بها فالتقطت الهاتف منه وأجابت وعلى وجهها ابتسامة
بترت منار كلمتها حين أتاها صوته الحاد يقول
.._وهترجعي تفسخي العقد يا منار لأن أنا سبق وقلت لك أني مش عايزك تشتغلي وبعدين بدل ما كنت روحتي شركة المهندس سامر واشتكيت وعملت الفيلم دا علشان يقبلوا التصميم اللي أترفض كان الأولى أنك تنزلي معايا نشتري العفش ونرتب لفرحنا ولا أنت خلاص نسيت أننا مفروض كنا أتجوزنا من كام شهر وحضرتك اللي أجلتي.
.._أمجد أنت عرفت أزاي أني روحت شركة البشمهندس سامر وإن أصلا التصميم أترفض وأنا متكلمتش معاك.
.._جاوبني يا أمجد عرفت منين إن التصميم أترفض
صاح بها غاضبا
.._هو تحقيق يا منار ما خلاص عرفت زي ما عرفت المهم الكلام اللي قلته العقد تفسخيه وتشيلي من دماغك موضوع الشغل نهائي وتبدأي ترتبي لفرحنا وأنا هاجي النهاردة وهتكلم مع عمي واتفق معاه على كل حاجة.
.._رجعت بدري النهارده يعني إيه مافيش صفقات جديدة ولا عقود هتتراجع
.._مالك يا أمجد شكلك متعصب زي ما تكون متخانق.
ألقى أمجد بجسده فوق فراشه ورماها بنظرة ڼارية وأردف
.._متعصب علشان المفروض لما أرجع من شغلي ألاقي مراتي مستنياني مش ألاقيها مطنشاني وتكلمني كأني بشحت منها فلو مضايق أوي أني متعصب فحقك عليا ولو وجودي مضايقك أنا ممكن امشي عادي المهم راحتك ما هو البيت بيتك وأنا ماليش الحق أتكلم أو أعترض.
.._أمجد أرجوك أنا مش قصدي أي حاجة واللي حصل مني أمبارح بابا عاتبني فيه ولو كنت بسألك فأنا استغربت لأني ليا فترة بطلب منك ترجع بدري وكنت تقولي عقود وصفقات.
زفر أمجد وأشاح بوجهه عنها وأردف
.._أنت بتزودي الغلط بغلط يا ليان وبدل ما تعتذري بتقولي إنك متراجعتيش إلا لما عمي كلمك يعني محستيش أنك غلطانة من نفسك عموما أنا عند كلامي لو مش عايزاني أنا ممكن أمش...
الټفت حوله ووضعت يدها فوق شفتيه لتمنعه من قولها وانهمرت دموعها قائلة
.._أنا آسفة يا أمجد بس أوعى تسيبني أنت عارف أنا بحبك قد إيه ومقدرش استغنى عنك.
جذبها نحوه وكفكف دموعها وأردف
.._يا ليان أنا كمان بحبك ويمكن أكتر منك بس سبق وقلت لك لو زعلانة مني فأي حاجة تعالي اتكلمتي معايا واشتكي لي مني وبلاش تستكت يا حبيبتي أنا ملاحظ من فترة أنك ساكتة وكل ما أبص لك تخبي عينك عني حاولت أجرك فالكلام بس أنت رافضة وبصراحة بعد اللي عملتيه معايا امبارح وأسلوبك دلوقتي فالكلام جرحني وحسيت أنك بتقللي مني ومش عايزني عموما حقك عليا ويا ستي لو في حاجة صدرت مني ومزعلاك قوليلي وأنا أصالحك واعتذر لك كمان ولو حابة أخدك وأطلع قصاد عمي أبوس راسك فأنا مستعد.
زادتها كلماته ندما فتشبثت به وأردفت
.._لا يا أمجد أنا اللي غلطت ومفروض اعتذر لك مش أزود زعلك مني.
ربت أمجد ظهرها وحملها ومددها فوق فراشه وتسطح بجوارها وجذبها واضعا رأسها فوق صدره وأردف
.._أنا عارف إن موضوع الحمل اللي أتأخر مأثر عليك ومضايقك علشان كده أنا قررت أخد أجازة وأسافر معاك تكشفي فالمكان اللي تشاوري عليه وتشوفي علاج غير اللي جربتيه هنا المهم أنك تهدي وتبطلي تقفلي على نفسك وتحرميني منك.
داعبت وجهه بإصبعها وأردفت
.._مافيش داعي نسافر أنا خلاص اقتنعت إن كل حاجة مكتوبة وربنا لو رايد لي أكون أم أكيد هبقى أم من غير ما أسافر.
سألها أمجد بحيرة عن سبب اقتناعها فأجابته بحرج
.._بصراحة أنا كنت مقصرة مع ربنا بس الحمد لله رجعت انتظمت فالصلاة