الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

رواية لم يبق لنا إلا الوداع

انت في الصفحة 39 من 45 صفحات

موقع أيام نيوز

رواية لم يبق لنا إلا الوداع الجزء الاخير بقلم منى أحمد حافظ
10 كيد مرودو.
ولجت منار إلى منزلها بجسد منتفض ووجه شاحب واستندت إلى باب مسكنها مغمضة العين لا تصدق رؤيتها لتلك الكراهية بعينه بل وأحستها منه والتي جعلتها حتى اللحظة تتساءل من منهما الضحېة ومن الجلاد كي ينظر إليها وكأنها هي من قامت بخيانته وليس العكس لم تنتبه منار في خضم خۏفها الأعين التي حدقت بها بقلق ففتحت عينيها فجأة بعدما أحست بأن هناك من ينظر إليها لتتفاجأ بشقيقتها عفاف تجلس وبجوراها أخوتها فكان أوان إخفاء ذعرها قد فات حين هبوا على أقدامهم وسارعوا إليها مخطفين إياها بين أذرعهم ليشكلوا حولها درعا أذهب روعها عنها وجعل أنفاسها تهدأ ودموعها تتريث وتلاقت عينا منار بعين عفاف لوهلة أحست بعين والدتها تتفحصها فارتمت بين ذراعيها تنشد اشتمام رائحتها فيها وأغمضت عينها وسردت بصوت ممزق ما حدث لها وما مرت به على سمعهم جميعا وبالخارج وقف شهدي بأنفاس ثائرة ينصت إلى لوعة ابنته وهي تخبرهم بمكنون صدرها فأطرق لثوان استدار بعدها وغادر وقد عزم على حماية ابنته مهما كلفه الأمر.

وقف شهدي أمام مؤسسة علام يحدق بالبناية بوجه متجهم وتقدم نحو رجل الأمن وأردف
.. _ لو سمحت أنا عايز أقابل المهندس أمجد المشير أو صاحب الشركة الدكتور علام.
ابتسم الرجل بمودة وأجابه
.. _ والله يا أستاذ للأسف المهندس أمجد مش موجود النهاردة والدكتور مالوش أي مواعيد عموما حضرتك ممكن تدخل مكتب السكرتارية وهما يحددوا لك ميعاد.
ازداد تجهم شهدي واتبع الإرشادات فاستقبلته سميرة بابتسامة هادئة واستمعت إلى سؤاله وأجابته بهدوء
.. _ لو حضرتك عايز تقابل المهندس أمجد فهو هيكون موجود على الساعة خمسة بالنسبة للدكتور علام فحضرتك ممكن تسيب كامل بياناتك وهنبعت للدكتور وهو اللي هيحدد الميعاد بنفسه وهنبلغك.
رفع شهدي عينه وتطلع إلى ساعة الحائط أمامه وزفر بضيق فما زال الوقت مبكرا على عودة أمجد وليس بيده شيء يفعله غير الانتظار فأومأ لها وجلس خارج مكتبها عازما على مقابلته.
ما أن صف أمجد سيارته أمام بوابة المؤسسة الرئيسية حتى صف سامر هو الآخر سيارته بمواجهته وغادرها بوجه مكفهر واتجه صوبه فزم أمجد شفتيه وأشار إليه برأسه ليتبعه وما كاد أمجد يخطو نحو مكتبه حتى لمح شهدي يجلس خارج مكتب السكرتارية فعقد ما بين حاجبيه وكاد يتراجع لمعرفته سبب وجود شهدي فمن المؤكد أنه جاء لمواجهته ومنعه من ملاحقة ابنته ليقطع سامر عليه طريق العودة في اللحظة نفسها التي رآه شهدي فيها فوقف بوجه عابس ينذر بالشړ واتجه نحوه وواجهه قائلا بحدة
.. _ تحب نتكلم هنا يا بشمهندس ونخلي اللي ما يشتري يتفرج ولا نتكلم برا أحسن. 
تلفت أمجد حوله بقلق وأشار لشهدي بمرافقته إلى الخارج ليمنعه من فضحه وتاه عنه وجود سامر الذي لم يشأ تفويت الفرصة بعدما نبأه حدسه أن ذلك الرجل على صلة وثيقة بمنار وبالخارج وقف شهدي بملامح قدت من حجر يرمقه بنفور لعلمه أنه لن يردعه عن ابنته إلا الخۏف الخۏف من خسارة ما جمعه فزفر شهدي مستجمعا قواه وبادره بقوله 
.. _ بص يا ابني أنا طول عمري بعاملك بما يرضي الله وكنت بعتبرك زي أحمد ابني وفتحت لك بيتي وأمنتك على بناتي وكنت فاكرك هتصون العشرة والمعروف اللي بينا لكن أنت لفيت من ورا ضهري وشاغلت بنتي ووقعتها فحبك ورغم كده سامحتك وأديتك فرصة تانية تثبت لي فيها حسن نوياك ووافقت تخطب منار وتكتب كتابك عليها وقلت أنك أكيد راجل زي والدك الله يرحمه وهتحافظ عليها لكن عرفت معاك إن القول حاجة والفعل حاجة تانية علشان القول للي شبهك بتوع مصلحتهم إنما الفعل للرجاله اللي أنت بعيد عنهم ولا تمت لهم بصلة.
زفر أمجد بحدة ورمقه شذرا فرفع شهدي حاجبه بتحدي وأستطرد قائلا
.. _ على فكرة أنا مش هخاف من نظرة الڠضب دي ولا من المركز اللي وصلت له بالدحلبة والضحك على الدقون ولا كمان يفرق معايا العنجهية الكدابة اللي محاوط بيها نفسك أنا جايلك راجل لراجل يا ابن المشير وخلاصة قولي ليك أنك لو مشلتش منار من دماغك وسيبتها فحالها وبعدت
 

38  39  40 

انت في الصفحة 39 من 45 صفحات