الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

رواية لم يبق لنا إلا الوداع

انت في الصفحة 42 من 45 صفحات

موقع أيام نيوز


عادل بيأس وهز رأسه باستسلام مردفا
.. _ أنا تعبت يا عمي ومبقتش عارف أراضي عفاف ولا أراضي والدتي علشان كل واحدة فيهم شايفة إن التانية هتسرقني منها وكتير حاولت أوضح لهم أن كل واحدة ليها حب مختلف عن التانية جوايا ديروا وشهم عني خصوصا والدتي اللي اتكلمت معاها ودخلت خالي فالموضوع علشان يقعنها تفضل معاه بس رفضت وياريتها رفضت وخلاص لا دي كل ما تشوف وشي تدعي عليا وتقول قلبي وربي غضبانين عليك يا عادل فدلني يا عمي أعمل إيه معاهم هما الاتنين علشان أرتاح واريحهم.

جال شهدي بعينه فوق ملامح عادل المجهدة ولاحظ عينه التي أحاط بها السواد فمال نحو أذنه وأردف
.. _ عايز تسمع نصيحتي علشان ترتاح
أومأ عادل بلهفة كالغريق الذي وجد قشته فابتسم شهدي بمكر وأردف هامسا
.. _ أخبط دماغ الاتنين فبعض وقول لهم أنك زهقت من الوضع وهتاخد الولاد وترجع لوحدك وخد ولادك من الشقة وروح أقعد يومين فأي حته استجم وغير جو وأقفل موبايلك وسيب الوساوس والخۏف يعلمهم الدرس طالما الاتنين بيعاندوا فبعض على حسابك. 
اتسعت عينا عادل پصدمة ليومئ في النهاية وقد تبدلت ملامحه كليا ووقف قائلا
.. _ أنا هعمل بنصيحتك يا عمي وهاخد الولاد يومين عن إذنك.
ومن مكانه لمح شهدي ابنته الصغرى فأشار إليها وأردف
.. _ عايز وكالة روتير تذيع إن أبيه عادل ناوي يرجع الكويت بالولاد لوحده وأنه قرر يريح دماغه ويسيب عفاف ووالدته هنا دا غير أنه ناوي يروح شرم يقضي يومين استجام مع الولاد قبل ميعاد السفر هتعرفي ولا أشوف وكالة غيرك 
تصنعت رنا الحزن لثوان سرعان ما ابتسمت وأجابته بثقة
.. _ اعتبره حصل يا والدي بس بشرط لا هو مش شرط هو تمن خدمات لو أبيه عادل ناوي يروح شرم بجد توافق أني أروح معاه.
مد شهدي يده وقرض أذنها قائلا
.. _ بتساوميني يا رنا.
حاولت رنا تخفيف ضغطه على أذنها قائلة
.. _ مش بساومك يا والدي بالعكس دا أنا هساعدك على اللي أنت عايز تعمله فعفاف وهساعدك فموضوع سامر كمان.
ضربها بخفة خلف رأسها وأشار إليها بالذهاب فوقفت بعناد أمامه عاقدة لساعديها فلم يجد شهدي غير الموافقة على طلبها فتهلل وجهها بالسعادة وقبلت وجنته قائلة
.. _ ربنا ميحرمكش مني أبدا يا بابا.
وتم لشهدي ما يريد وزكت رنا نيران الغيرة يوما تلو الآخر بقلب شقيقتها عفاف التي حاولت التماسك ولكنها لم تستطع فزوجها قرر هجرها وما زاد الأمر سوء عليها هو عدم مبالاة أبنائها وكأنهم سعداء بقرار والدهم بإقصائها عنهم بتلك اللحظة ربتت منار كتفها وأردفت
.. _ بطلي تكابري وتعاندي فنفسك ومع جوزك وقومي روحي راضيه طالما مظلمكيش.
رفعت عفاف وجهها إليها وأردفت
.. _ وأنا عمري ما قلت إن عادي بيظلمني لكن وجود والدته وتدخلها فكل كبيرة وصغيرة خنقني يا منار دي مش بتسيب حاجة إلا وتسال وتدخل وعايزة تمشينا على مزاجها وأنا تعبت أعيش حياتها هي على حساب حياتي.
تابعت منار حركات شقيقتها المضطربة وأردفت
.. _ عارفة يا عفاف أنت مشكلتك فين
حدقت عفاف بها بتساؤل فزفرت منار قائلة
.. _ مشكلتك أنك شيفاها عايزة تعيشك على مزاجها علشان كده مش متقبلة أي حاجة منها وهي شايفة أنك أخدتي ابنها منها خصوصا لما سافر وسابها علشان كده كل واحدة فيكم شايفة التانية عدوتها على الرغم من إنك لو سالتي نفسك هتعملي إيه كمان كام سنة لما ولادك يكبروا وكل واحد يعيش حياته وتلاقي نفسك بعيد عنهم هتعرفي أنها ست فجأة لقت نفسها لوحدها بعد ما ولادها كل واحد بعد عنها والحياة سرقتهم منها.
أطرقت عفاف تفكر بكلمات شقيقتها لتنتبه لقولها
.. _ حبيها يا عفاف واتقبلي وجودها واحتضنيها واتعاملي معاها على أنها ماما وقتها هتلاقي حياتك بقت أسهل وأريح وكل واحدة بتكمل التانية علشان الحياة تمشي وازرعي جوا ولادك أزاي يبروا بيكم ببرك بوالدة عادل.
غادرت منار غرفتها فوجدت والدها ينظر إليها سعيدا فابتسمت بحرج وأردفت بهمس
.. _ عرفت تلعبها صح يا بابا عموما اطمن عفاف دقيقة وهتلاقيها راجعة تقعد مع حماتها وهتعرف تحتوي كل حاجة من تاني.
ربت شهدي كتفها وقبل جبهتها قائلا
.. _ طيب وأنت يا قلب بابا
 

41  42  43 

انت في الصفحة 42 من 45 صفحات