حكاية حسن الحمال كاملة
والتمزقات في كفيها فقال لها
من ذلك الفتى الغراب أخبريني بالله عليك يا سيدتي فقد أستطيع مساعدتك ..
عندها سمحت الخياطة لي حسن بالدخول وقالت له
إعلم إن ذلك الطفل الذي شاهدته هو ولدي
وعندما كنت في مثل عمرك
كنت جميلة رغم أني مجرد سمراء تعمل كخادمة في مطابخ قصر والي المدينة
لكن هذا لم يمنع حمزة ابن الوالي من الإعجاب بي حتى إنه طلب مني الزواج يوما فأخبرته إن هذا مستحيل فحتى لو وافقت فلن يقبل والداه أبدا ..
لكنه قام بالزواج بي في النهاية رغم معارضة الجميع بل إنه جعلني أسكن مع أبويه في القصر أيضا
ورغم تظاهرها بالقبول إلا أن أمه كانت تعد العدة للتخلص مني عند أقرب فرصة فهي تعتقد بأني قد سحرت ابنها ليتزوج مني
لذا قامت هي بالإستعانة بإمرأة تمارس الشعوذة تلقب بي السحارة وسهلت لها دخول القصر سرا بينما كان حمزة غائبا عن القصر لعدة أيام حيث قامت تلك السحارة بإلقاء تعويذتها علي وعلى ولدي عندما كنا نائمين
فكان إن تحول ابني الى غراب لونه كلون ولدي سرعان ما طار هاربا من النافذة أما أنا فقد زاد عمري عدة سنوات وفقدت جمالي بسبب سحر تلك المشعوذة التي أخبرتني أن ولدي سيموت بعد سبعة أيام من تحوله
بالنسبة لي فقد هرعت الى والي المدنة لكنه لم يتعرف إلي فقام بطردي من قصره
أم حمزة أخبرت ولدها بأنني هربت من القصر مدعية بأني قد اختطفت ولده وهكذا قامت بحشو صدره بالغل والحقد ناحيتي حتى صدقها وقرر أن ينساني
أما أنا فقد رحت أتنقل من مكان لآخر وأطرق أبواب العرافين والمتمرسين في أمور العوالم الأخرى حتى قادني سعيي الى عرافة عجوز خيرتني بين أن أنقذ ولدي وبين أن أعود شابة جميلة كما كنت
فاخترت أن يعيش ولدي فأخبرتني هي أن الطريقة الوحيدة لفعل ذلك هو أن أحيك له قميصا في الليلة السابعة من كل أسبوع من نبات شوكي نادر ينمو في حشائش الغابة بشرط أن أقطف ذلك النبات بيدي العاړيتين
وهكذا تراني أذهب في اليوم السابع من كل أسبوع الى الغابة وأقوم بقطاف ذلك النبات الشوكي حتى تدمى يداي وتنخران من وخز الأشواك القاسېة ثم أقوم بغزله وحياكته ليلا لأصنع منه قميصا ..
وما إن أنتهي منه وأصعد الى سطح داري حتى يعود لي ولدي فأحضى بضمھ وتقبيله الى أن ينتهي الأجل الذي وضعته السحارة لقټله أي بعد انقضاء اليوم السابع تحديدا
بعد أن سمع حسن قصتها الحزينة إعتذر لها بأنه ليس بيده شيئ لمساعدتها وأن وقته يكاد ينقضي على إنقاذ عائلته هو لذا كسر حسن الجوزة الثالثة وعاد الى الطحان في الشمال
وأخبره بقصة الخياطة السمراء أطرق الطحان برهة ثم قال
يجب أن نساعد تلك الخياطة المسكينة ..
قال حسن وماذا عن عائلتي أنا وماذا عن فاطمة بنت عطوان أنسيت أنه لم يبق لي سوى يوم ونصف وأنا حتى لا أعرف كيف سأعود الى مدينتي بعد أن استخدمت جميع الجوزات الثلاث
الطحان لا تقلق بشأن عودتك رشيد الإسقمري يجيد التحكم بالمكان بينما أجيد أنا التصرف بالزمان بإذن الله
بإمكانك أن تعود لتلك المدينة وتساعد الخياطة ثم ترجع للشمال دون أن تخسر يوما واحدا ..
رد حسن بشيئ من الذهول وكيف سأتمكن من فعل ذلك
ظهر حسن قرب دار الخياطة مساء الجمعة مثل اليوم وكان مقابل الدار حديقة ذات أشجار عالية فدخل الحديقة وتسلق إحدى الأشجار حتى أصبح يطل على سطح دار الخياطة فجلس على الأغصان واختبئ بين الأوراق ثم انتظر
فلما جاء الليل مثل اليوم صعدت الخياطة السمراء الى السطح وأخذت ترمق السماء ببصرها وما هي إلا دقائق حتى هبط من الجو غراب أسود ما إن استوى على أرض السطح حتى تحول الى فتى أسود في الرابعة من العمر
بادرت الخياطة الى عناق الطفل وأخذا يبكيان معا وبعد عدد من الدقائق أخذ الطفل يضج ويتألم وكأنه ېحترق فسارعت الخياطة الى إخراج قميص بدا وكأنه قد تمت حياكته من ألياف