رواية شوق
أنا اتأخرت أوي الطريق كان طويل ومحتاج أروح أرتاح ..ادخلي انتي كمان ارتاحي
طالعته بتيه تشعر له في داخلها
وأنا هدخل ليهم اقولهم إيه!! .. أني فكرتك هتدخل تعرفنا على بعض حتى
أجابها وهو يحثها على الخروج فالسائق قد اخرج حقيبتها من حقيبة السيارة
لا .. انا مرتب معاهم كل حاجة من قبل كدا .. حتى الشغالين هناك عارفين بأمر وصولك وفي انتظارك.. اتفضلي
شعرت بالتوجس بداخلها وهتفت بقلة حيلة
طيب لما أحب اتواصل معاك في أي ظرف اكده ولا إكده هعمل ايه
اخرج لها من محفظته كارت به عدة ارقام
خدي دي أرقام مدير أعمالي لو فيه أي حاجة اتواصلي معاه وهو هيعملهالك
هتفت في نفسها پقهر
حتى مش عايز تكلمني انته وعاطيني مدير أعمال .. اللهم الصبر من عندك يا من بيدك مفاتيح الصبر.
هزت رأسها بدون ان تتفوه بكلمة ومن ثم همت لتترجل من السيارة
ليهتف أبيها بتحذير
شوق انا بحذرك حد من اخواتك يعرفوا الحقيقة ساعتها هتشوفي مني اللي عمرك ما شفتيه فاهمة
ابتسمت له شوق بۏجع وقالت
هشوف ايه تاني أكتر من اللي أني شايفاه دلوك معاك يا غريب بيه روح شوف طريقك الله يسهلك متقلقشي مش هتكلم في حاچة واصل أني متأكدة إني هخلص مهمتي بسرعة وهرجع بلدي من مكان ماچيت.
مد يده واعطاها حفنة من النقود في يدها فنظرت لهم وقالت ساخرة فهو يعاملها وكأنها أحد الخدم الذي يعطيها أجر لقاء خدمتها
تسلم يا غريب بيه خيرك مغرقني اني مش عارفة اودي جمايلك داي فين ربنا يخليك للشعب اللي زي حلاتي.
رمقها غريب بنظرة تخلو من أي تعابير نظرة جافة تخلو من أي معلم لمعالم الأبوة
حكت شوق ذقنها وقالت في نفسها
وربنا الراجل ده غريب فعلا زي اسمه هو فيه أب كدا في الدنيا يا عالم بيعاملني كيف الخدامين عنديه معقول من النوع اللي بيميز الولاد عن البنات لاه كنت هقول اكده لو كان في الاول بيعاملني زين قبل ما يخلفهم لكنه من يومه وهو قلبه قاسې وجاحد امعاي ليه اكده يا غريب بيه داني بتك من لحمك ودمك
لم تنهي حديثها مع نفسها حتى وجدت
أحد الخدم في انتظارها ويحمل عنها حقيبتها
حمدا لله على السلامة اتفضلي
ما ان التفتت اليه حتى وجدت سيارة أبيها تغادر حتى دون أي كلمة وداع او كلمة توصيها على نفسها ويكأن من كان يجلس جوارها منذ قليل لا يمت لها من القرابة بصلة
تنهدت بضيق ثم اومأت للخادم ودلفت خلفه بهدوء وهي تتطلع للحديقة الصغيرة حولها
دلفت للداخل لتزهل مكانها من روعة التصميم الداخلي للبيت وكأنه رسم بريشة فنان فائق الابداع والتميز
أشار الخادم إلى غرفة جانبية على الجانب الأيسر للباب التي دلفت منه للتو
اتفضلي يا مدام شوق دي أوضتك الخاصة بيكي
لتهتف شوق باستنكار
مدام إيه!!! .. لا أني أنسة
اعتذر الخادم بأدب
آسف يا انسة شوق اتفضلي
لا لا تقدر تناديني يا أبلة شوق
حاضر يا أبلة شوق زي ما تحبي
ابتسمت به بود
يحضرلك الخير يا خويا .. وانت بقا اسمك ايه!!
أنا سيد الطباخ
أهلا بيك يا عم سيد.. ألا قولي هما العيال فين ناموا!!
نظر لها سيد بعدم بفهم
عيال مين اللي ناموا !! ..مفيش في البيت هنا عيال
تداركت خطئها فقالت
قصدي يعني أهل الدار داي .. ناموا أكيد ما هي الساعة داخلة على ١١ بالليل
تراجع سيد قليلا وهتف
لا ناموا ايه البهوات مش بيناموا إلا ستة الصبح
مطت هي شفتيها باستنكار
إيه !! وعلشان إيه ان شاء الله
ده النظام بتاعهم هنا
طيب وعلى كدا هما فين مش سامعة ليهم حس
ماهما مش هنا برا .. مش بيرجعوا غير الفجر او بعد الفجر على حسب السهرة
ضړبت هي على ظهر يدها بغيظ
كماني!
ثم هتفت في نفسها ساخرة من تربية أبيها لإخوتها
ماشاء الله عليك يا غريب بيه ممشي عيالك بالساعة.
طيب شكرا يا سيد اتفضل روح شوف شغلك وأني هدخل أريح في اوضتي
تحبي أحضرلك العشا!!
أي نعم أني چعانة ومكلتش حاجة من مدة .. ممم ماشي يلا زي بعضه.. عندكم وكل إيه
أنا كنت مفكرك جاية بدري عن كدا وكنت محضرلك نجرسكو
هتفت هي باستنكار وقالت وهي تشمأز من الاسم
لا تجرسنا ايه هتجسر أكتر من الجرسة اللي أني فيها بسبب اللي سمعته عن العيال
عيال مين يا أبلة شوق
متخدش في بالك انت هاتلي ساندويشت جبنة هيقضي الغرض وياريت لو عندكم شاي ..كوباية شاي تقيلة الله يكرمك يا عم سيد
حاضر ..دقايق ويكونوا عندك .
دلفت هي غرفتها التي وجدت مساحتها واسعة بما يكفي ..فرشها جيد لم تكن تحلم بأن توجد بمكان راقي كهذا فابتسمت في نفسها ساخرة ممزوجة ببسمة ۏجع في داخلها لم تبوح بها لأحد قط
والله دي الحسنة الوحيدة اللي في الموضوع.. الفرشة داي مريحة بدل عفشة القش اللي قطمت ضهري ..
قالتها ثم قبلت باطن وظهر يدها
ألف حمد وألف شكر ليك يا رب والله كانت رضا الحمد لله .
انتهت من تفقد الغرفة ولكن تركت حقيبتها مكانها فلم تضع ملابسها بداخل الخزانة لأنها وببساطة لم تستطع أن تجد خزانة للملابس
اوضة طويلة عريضة وفخمة زي داي ونسوا يحطوا فيها دولاب .. يلا هوا انا هتبطر على النعمة ..مهياش مشكلة هما ٣٤چلبيات هعلقهم في اي مسمار هنا ولا هنا .
وخز الجوع بطنها فخرجت لتستعجل سيد الطباخ لتجده أمامها ويحمل في يده طبق به عدة ساندويتشات وكوب من الشاي وقال وهو يعتذر عن التأخير
أسف للتأخير
ايه يا عم سيد انا قلت انت نسيتني ورحت تنام ولا حاچة
لا أبدا أصل أمير بيه رجع من برا وكنت بشوفه لو محتاج عشا .
لا تدري لم تراقص قلبها من الفرحة لرؤية أحد من اخوتها وهي التي عاشت وحيدة لفترة لا بأس بها كانت تتمنى فيها أن يكون لها إخوة او أشقاء ليكونوا لها السند والونس والعائلة التي تفتقدها لذا هتفت بتهافت
أمير چه .. هو فين!!
أشار لها سيد إلى المكان الخاص الذي يجلس به والذي يوجد على اليمين
هناك في الليفنج .. أنا عطيته علم إنك وصلتي
تركت شوق طعامها على الكومود في غرفتها ولكن ارتشفت سريعا بضع رشفات من الشاي لأنها كانت تشعر بالصداع من طول مكوثها بالسيارة ..ثم ذهبت سريعا متشوقة لرؤيته
وصلت إلى مكانه لتجده يجلس على الاريكة الرمادية اللون ويستند رأسه بيده فعلى ما يبدو أنه يعاني من الصداع هو الاخر
هتفت بلهفة
أمير !!
رفع بصره إليها لتهتف في نفسها بإعجاب
اللهم صلي على النبي ...الواد طلع حلو ومسمسم كماني بسم الله الله أكبر وبعيون ملونة يا خراشي على القمر اللي قدامي يا ناس بس معصعص كدا ليه .. تلاقيه مبيتغذاش اكويس
رفع أمير رأسه إليها ما ان رآها حتى اڼفجر ضاحكا وبقوة حتى أنه من شدة ضحكه أخفض رأسه لأسفل وأكمل ضحكه
لتهتف هي باستغراب
واه ايه اللي بيضحك شوفت مهرچ قدامك!
ليقول هو بينما كان مستمرا في الضحك لا يستطيع منع نفسه من الضحك
انا كنت مستغرب لما بابا قال هيبعتلنا مدبرة منزل تاني انا قلت حرم من أخر مرة لكن دلوقتي عرفت ليه هو بعتك لهنا ومصر عليكي وبقلب جامد كمان ..يخربيت كدا
.. مش