رواية كاملة رائعة
.
هل ينكر أن حبها توغل بداخله !!
بلى لقد أحبها بكل دوافعه غضبه وجنونه حزنه وفرحه تألمه وسعادته .
الأن ستكون أكثر سعادة وهى بعيدة عنه بعيدة عن شره الذى لا يستطيع السيطرة عليه .
كوابيس الماضى تؤرق مضجعه و لازال يشعر بأنه أسير للماضى اللعېن .. عائش بين قضبانه
فقد تعايش مع كوابيس والده وجده لسنوات طويلة .
يعاد تكرار المشهد الدامى بعقله كلما أراد التسامح مشهد مقټل والده وتلك النظرة التى رماها له ذالك المچرم قبل أن يول هاربا بفعلته .
ولكن أى ثأر هذا الذى سيناله وممن .. منها هى !!
أضعف كائنات الاسرة جوهرتها المنيرة !
بلى لقد اختار أن يكون إنتقامه منها ولكن للصراحة لم تكن هذه هى خطته فخطته كانت تشمل العائلة كلها ..
ولكن إن كان يظن أن ما فعله أعاد له الروح أو جعل كوابيسه تخمد فهو غبى فهو لم يزد عليه سوى تأنيب الضمير اللعېن .
ولكنه ختم كل ذلك بنهاية درامية مأساوية برسالة قصيرة أو طويلة لم يحدد إلا أنها حملت الكثير من الألم لها تكفى آخر كلمة خطها بالورقة
أنت طالق
لقد خسرها ... وأصبح النذل الذى تخلى عنها بعد ليلة قدمت له عذريتها قربانا لحبها .
كالحلقات هى تتابع .. سيناريوا حياتها ربما !
ببطلة فاشلة وبتمثيل ردئ ..
اليوم تشهد كما شهدت كل يوم بأنها ضعيفة !!
خاضعة لوالدها حتى الإدمان .. برغم ما فعله لها وما نالته منه .. تعود إلى وكره .
جلست بتشتت كالبلهاء تستمع إلى كلمات والدها وهو يدعوا طليقها إلى إرجاعها إلى عصمته .
هل هى عنزة تساق إلى زوجها !
وقتما يريد يرجعها إليه ووقتما يشاء يطلقها !
ليجعل منها حقېرة ينظر الناس إليها بسخط وكلا يحيك قصة لطلاقها بيوم زفافها !!
لقد جعلها مهزلة على كل لسان والأن يجلس واضعا قدم فوق الأخرى ويتأمر بتبجح ويضع الشروط أيضا !!
هل جن العالم أم ماذا !
وماذا عساها تفعل .. إن والدها يضعها أمام الأمر الواقع .. ستعود إلى هذا النذل !
خرجت إلى الشرفة سريعا تدق رقم أخاها ولكنه مغلق !!
إتصلت بعمها فهو بالتأكيد سيغير رأى والدها فتح الخط لتسمع صوت عمها الدافئ يسألها عن حالها .
صمتت وهى تستمع إلى صوته الحنون ليت والدها كان مثله حنونا يستمع إليها تحدثت أخيرا بصوتا باكى بعدما سألها عمها عدة مرة دون جواب
_ بابا عاوز يرجعنى لحسان .
أنتفض عمها فى ڠضب
_ هو أبوكى أتجنن ده الحيوان طلقك فى يوم الډخلة !!
تعالى صوت بكائها پألم لتقول
_ أنا مش عارفة أتصرف معاه ده بيتشرط كمان علشان أرجعله .
شتم عمها پغضب شديد وأغلق معها الهاتف على وعد بأن يصل بأقرب وقت .
مرت ساعة طويلة عليها وهى تجلس بمنتصفهم تستمع إلى المهزلة بخنوع .... إلى أن جاء عمها اخيرا ولكن ليس وحيدا كان معه إبنه ياسين .
زفرت بحنق أسود لماذا جاء هو بالذات !
هل جاء ليطالع معها المهزلة الكامنة بين طليقها ووالدها !
أم ليشمت فيها بنظراته الساخرة المعتادة .
تفاجأ والدها بقدوم أخيه وإبنه فنهض ليستقبله متوترا ولكن الأخر باغته بصراخه عليه
_ أنت أتجننت يا مختار عاوز ترجع بنتك للحيوان اللى طلقها من غير ذنب وشوه سمعتها .
تقلبت الألوان على وجه مختار بإحراج ليقول بإختناق
_ عماد .. البنت ملهاش إلا جوزها هو غلط وجاى يصلح غلطه وهى عاوزاه يبقى مفيش حاجة .
صړخ عماد پغضب وهو يشير تجاهها
_ دى شكل واحدة عاوزة ترجع لجوزها أسمع يا مختار أيا كان العائد اللى هتاخده من ورا الموضوع ده أنا مش هسمحلك ټأذى بنتك أكتر من كده .. وافقت تتجوز الشيئ ده وأشار بيده ناحية طليقها المتبجح لكن أنا مش هوافق تتعذب تانى وهى بترجعله .
إلتفت إلى رغد الباكية ليقول لها بحنان
_ يلا يا رغد هتيجى معانا .
صاح أخوه بإعتراض
_ رغد مش هتمشى من هنا ولا هتتحرك لمكان غير لبيت جوزها ... أنا مش ناقص فصايح .
كان الإعتراض التالى من نصيب الصامت المتفرج ليبدى اخيرا بكلمات صاډمة
_ عمى أنا عاوز أتقدم لرغد .
عل الذهول ملامح رغد ووالدها .
وفكرة واحدة تدور بخلد رغد ياسين يريد الزواج منها !!
فتبدلت ملامح والدها سريعا وقد إرتسمت إبتسامة خبيثة على محياه ليقول أخير بتفكير مصطنع
_ اممممم أنت أبن أخويا وعزيز عليا أوى يا ياسين أحنا ممكن نتفق .
إتسعت عينا رغد بذهول لقد كان منذ لحظات يريد أن يعيدها بأى طريقة إلى ذلك الحسان والأن يتفق مع ياسين ... هل هى سلعة رخيصة إلى هذه الدرجة !
إمتقع وجه حسان ونهض بسرعة مغادرا بينما ألقت نظرات متسائلة إلى عمها فإبتسم لها بحنان مطمئنا .
ولكن الإطمئنان لم يطرق لها باب قط فها هو ذلك الياسين قدم محملا بطلبه النارى والذى على ما يبدوا قد أعجب والدها .
ماذا الأن .. بأى سعر سيبيعها والدها له !
وما هو عقد الألم الجديد الذى ستعقده مع ذلك الشخص الغليظ !
الحب جنون !!
العشق سراب !!
الخداع وهم !!
وحبه كان سراب !!
حين ينجلى السراب من أمام عيناك تشعر بأن النور يضربها بقوة لتغمضها تارة وتعود وتفتحها تارة آخرى لكن بإدراك آخر وبعيون آخرى .
قلب ذاق مرارة الألم والتى تجسدت فى إنتقام !!
لا تعلم ما تفعله هنا أو ما جاء بها .. كل ما تعرفه بأنها لن تسكت لن تصمت وتسمح له بجلدها بدون ردة فعل !!
هى ليست صغيفة .. و هى ليست بالتأكيد خانعة .
تسارعت خطواتها لتدخل المبنى الضخم أوقفها مدير الأمن يسألها عن من تكون أو إذا كانت بحاجة إلى مساعدة فلم تعره إنتباه وأكملت الخطى إلى حيث تريد أو إلى حيث يتواجد .
إستقلت المصعد برعونة وكل أفكارها غطت بالأسود .
إتجهت إلى غرفة المدير والتى أرشدتها لها إحدى العاملات .
لم تعبأ بالسكرتيرة التى كانت تصرخ بها كى لا تدخل ولا لأى شيئ .. فكل ما تفكر به .. هو !!
فتحت الباب پعنف وإندفعت بقوة أكبر لتجده أمامها حبيبها .. زوجها .. طليقها !!
يجلس على مكتبه الاسود العريض