الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

رواية كاملة رائعة

انت في الصفحة 37 من 155 صفحات

موقع أيام نيوز

بخيلاء ذئب ماكر أجاد الإصطياد .. وببراءة ألقى بنظرته لها .. براءة الذئب فى عينيه و كانت هذه الجملة المناسبة لنظرته الباردة .
أشار بيده إلى سكرتيرته التى بدأت بالإعتزار والصياح بأنها دخلت بالقوة ليوقفها عن الحديث ويشير لها بالخروج وتركهم بمفردهم .
أرجع ظهره للخلف يستند به على الكرسى يطالعها بنظرة ناقضة .. متسائلا فى نفسه إن كان تغير بها شيئ بعد ليلة أمس !
عينيه كانت تتطوف بوقاحة على منحنيات جسدها ليغمض عينيه ببطئ وكأنه يتذكر شيئ ثم يعود ليكمل مسح جسدها بتمهل وتباطئ جعلها رغما عنها تحمرا خجلا وهى تجزم بأنه يتذكر ليلة أمس .
الوقح يستمتع بنظراته القڈرة وبخيالاته المړيضة وربما بالذكريات العالقة من ليلة أمس !!
نفضت رأسها بقوة وهى تتذكر ليلة أمس لا بل ورقة إعترافه بحبه المؤلم .
قررت قطع الصمت المتأمل .. فقالت أخيرا بهدوء متجمد يخالف ملامح وجهها العاصفة 
_ ماضى .. مۏت .. حب .. إنتقام !!
ماضى مكنتش أعرف عنه حاجة قصة قتل فيها قاټل ومقتول الإنتقام هو اللى جمعنا وهو اللى فرقنا أما الحب فأشك فى إنه موجود .
تلكأت إبتسامة هادئة باردة على محياه قائلا 
_ الحب اللى أنت شيفاه مش حقيقى لولاه مكنش ده هيكون الحال صدقينى يا زهور أنا لو كنت عاوز أنتقم بجد مكنش هيكفينى الجواز بس ولا أنتقام من فرد واحد فى العيلة.
واجهت بسؤالها المتردد دائما على بالها وبما أنها ساعة الصراحة فلن تخفى أى شيئ بجعبتها .
_ إيه سبب جوازك منى ! ... السبب مش الإنتقام لأن واضح أوى إن أنتقامك لسه مبدأش أو كنت أنتقمت منى بعد الجواز علطول بس أنت سيبتنى فترة طويلة من غير ما تقربلى بأى شكل .
إتسعت ابتسامته رويدا حتى تفلتت ضحكاته عالية بضخب بينما كانت تراقبه واجمة تطالع ضحكته الصاخبه لينهيها أخيرة مزمجرا وهو ينهض پعنف عن كرسيه .
_ ذكية .. جريئة .. قوية .. رقيقة .. حلوة وعجبانى برئيك كل ده مش يخلينى أتجوزك !
بما إنها ساعة الصراحة يبقا هقول كل اللى عندى أنا أدهم عاصم العامرى اللى اتربى على إيد جده أقسى تربية اتربى على مبدأ واحد
لازم تاخد حق أبوك بإيدك اللى شاف الدنيا بتيجى كلها عليه .. اللى شاف أبوه وهو بيتقتل ومقدرش يعمل
حاجة اللى عاش زى الخدام فى ملك أبوه .
سنين من التعب والظلم من أقرب الناس ليا جدى وأعمامى وأنا بكافح علشان مبقاش الضعيف الجبان دخلت كلية الهندسة و أملى واحد إنى أشتغل واجيب لأمى بيت بعيد عن أعمامى وإنى أريحها من شغل الخياطة يوم ورا يوم والزمن بيجرى بيا .. ما بين شغل ومذاكرة لشغل مستمر علشان أبنى شركتى وإسمى الخاص وشوفت أيام صعبة .. ومنافسين عالين أوى لدرجة إنى لما أكسب صفقة كبيرة لشركتى يبعتوا ناس تضربنى وكأنهم عاوزين يكسرونى وكنت أبقى عارفهم وأسكت لحد ما وصلت للى فيه وبقيت أنا اللى بقضى عليهم وبرجعلهم كل ضربه بحقها .. أعمامى اللى من دمى متهاونتش معاهم لحظة وأنا باخد ورثى اللى أكلوه سنين وبرضوا كان ليهم نصيب من الإنتقام .
عارفة كل ده ليه لأن والدك هو السبب إنى أكون يتيم هو السبب اللى قتل أبويا قدام عينى بدون أى رحمة وكل ده علشان ست !!
إلتفتت له مذهولة لقد ظهرت أبعادا آخرى للقضية المجهولة .. امرأة !!
همسا بصوتا مهزوز متوتر 
_ ست !
إبتسم بسخرية متجهمة وهو يتابع تغير ملامح وجهها ليقول أخيرة بصوتا قاتم 
_ أيوة ست كانت من عيلة بابا وبباكى أتقدملها وهى رفضته بس هو كان عاوزها بالإجبار وجدى قرر إنها هتتجوز والدى علشان كده والدك قتل والدى .
علت الصدمة ملامحها وهى تهز رأسها بذهول فمن المستحيل أن يكون والدها بمثل هذه الأخلاق فقد عرفته دائما شخصا ېخاف الله شديد الإيمان كيف لها أن تفوق من صدمة كونه قاټل إلى صدمة سبب القتل !
هل هو والدها حقا الذى يتحدث عنه !
طفرت الدموع فى مقلتيها وتسارعت أنفاسها بإضطراب تكاد تصرخ قهرا مما تسمع لا تريد أن تصدق ولكن ..
قفز إلى ذهنها المشهد الذى إتهم أدهم فيه والدها پالقتل لقد صمت حينها !!
نعم لقد صمت على إتهامه ولم يجبه وكذلك على هتافها الصارخ به .
ما الذى يعنيه هذا ! هل حقا ما يقوله أدهم صحيحا !
شعرت بأن إعصارا هائج عصف فأفكارها بثورتها و .. وبذكرياتها !!
شهقت باكية بقوة وهى تضع كفيها على وجهها تنتحب بقوة .
تساقطت ببطئ كوردة ذابلة .. لتتلقفها أرض مكتبه الباردة .
هى تبكى حبها .. تبكى صډمتها .. تبكى خداعها .. وتبكى والدها أيضا .. تبكى چريمة زوجها أو طليقها .. تبكى على ماضيه المؤلم .. ولكن من سيبكى عليها !
شعرت به يقترب منها بهدوء ينخفض بطوله المهيب ليجلس بجوارها على الأرض يلتقط كفها البارد الصغير بكفه ويسحبها إلى أحضانه لتكمل سلسلة دموعها المټألمة على صدره .
بهدوء كان يربت على ظهرها وكلماته المواسية التى تدفعها لتهدأ لا تجدى نفعا فتركها واجما تبكى فقد توقف عن الإحساس منذ زمن بالألم !!
همست بصوتا مخټنق 
_ أنت عديم الإحساس حقېر أتجوزتنى ليه وخلتنى أحبك ليه أنا اللى قررت ټنتقم منها .
رد عليها بهمسا مشابه ولكن نبراته أكثر تشتتا 
_ لإنك من اللحظة الاولى اللى شوفتك فيها قررت أنك مش هتكونى لغيرى مش أنانية لكن ده أسر القدر يا زهرتى .
إزداد نشيجها المټألم لتجيبه بسؤالها المؤرق لمضجعها 
_ أنت بتحبنى !
والإجابة كانت تنهيدة طويلة وزفرة حادة ومحاولات عديدة لخروج الحروف منتظمة ثم صمت طويل وتغيير فى إتجاه النظر .
وفقط !!
إندفعت مبتعدة عنه لتدرك بأنها كانت بين أحضان الذئب تبكى بضعف طالبة منه الدعم .
يا لك من خائڼة جبانة إرتميتى بين ذراعيه حين شعرتى بالألم كان هو أول شخصا تلتجئ إليه يا غبية وها هو الأن يناظرك ببروده المعتاد وبمشاعره المثلجة التى ترسل إليك القشعريرة .
إستند بظهره على مكتبه وجعل قدم منطوية فوق الآخرى ليخرج لفافة تبغ أو سېجارة يشعلها بهدوء وبأكثر منه هدوئا كان ينفث دخانها الأبيض بأكثر من التمهل وهو يطالع صفحة وجهها الغارقة بالدموع .
سمع همسها المذهول 
_ أنت من أمتى بتشرب سجاير 
والإجابة تجاهل أو ربما إجابة لسؤال سابق توانى عن الرد عليه أو بالمعنى الأدق تراجع فى الرد عليه .
_ أصل الغباء يا زهرتى السؤال عن الحب الحب مشاعر وأنت عارفة كويس أن مشاعرى داخلة فى حالة تجمد الحب بالنسبالى مرض أوصبت بيه .
جائه صوتها متهدجا پألم 
_ مر .. مرض !
لحظة ضعفا تلك التى إستحكمتها وهى تخفض وجهها تعجز عن النظر بوجهه أو لا تريد فعل ذلك فهذا سيكلفها من مخزون حبه عندها !!
أكمل بصوتا قاسى لا يحمل لهجة اللين 
_ دلوقتى خلاص يا زهور طرقنا أتفرقت وكل واحد راح بطريقه تقدرى تعملى كل اللى عوزاه ومټخافيش أنا هدفع كويس تمن ليلة إمبارح وهعوضك وكمان ممكن أدورلك على شغل مناسب وعريس لو عاوزة وبكده أكون عوضتك
36  37  38 

انت في الصفحة 37 من 155 صفحات