الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

رواية كاملة رائعة

انت في الصفحة 38 من 155 صفحات

موقع أيام نيوز

.
قال كلماته الباردة من خلف سحابه العازل لهما لټصفعها بقوة وتجعلها تستفيق لنفسها وتتذكر بأنها ليست خانعة له .
لقد جائت إلى هنا من أجل شيئ واحد لن تهدأ حتى تفعله وبعدها فليذهب للچحيم إن أراد فلن يهمها .
نهضت ببرود بعدما نهض هو أولا لتقف أمامه مباشرة عينيها السوداء التى واجهت عينيه الرمادية .
تعجب من ملامحها الغير مقروئة وأنتظر بصبر ردة الفعل والتى كان يتوقعها صړخة .. أو ربما المزيد من البكاء ولكن جائه ما لم يرضه أو ربما أصابه بالذهول .
فيدها الصغيرة الباردة التى كان يمسكها قبل قليل هبطت على وجنته الخشنة بقسۏة وبقوة لم يعدها منها .
صمتا درامى ذالك الذى هبط على رؤسهم لتجده يلتفت لها ببطئ بعينان أسودتا دون تعبير مقروء و وجه حكى بوضوح مزاج صاحبه لتقول بصوت قوى جامد 
_ إن كنت أنت أدهم عاصم العامرى فأنا زهور الكامل أنا بنت خالد الكامل اللى عمرها ما تحتاج لحد .
إلتفتت بقوة مغادرة إلا أنه أمسك ذراعها بقوة وهو يقول ببطئ أمام وجهها 
_ مش أدهم عاصى اللى يضرب ....
وقطعته بصړختها وهى تنفض ذراعها 
_ ومش أنا المتسولة اللى أتجوزتها إفتكر يا أدهم أن الجاية زهور تانية خالص ولو فاكر أنك معدش حاجة تربطك بيا تبقى غلطان دائرة الإنتقام لسه شغالة والفوز للأقوى يا أدهم .
قال أدهم أخيرا ببرود وهو يتأمل ملامح وجهها المنفعلة 
_ وإن كنت فاكرة أنى هتهاون معاكى تبقى غلطانة القلم ده رجع حجات كتير والساحة ليك وورينى شطارتك .
نزعت ذراعها پعنف من يده لتستدير عنها نتطلق العنان لقدميها وتركض خارجة من مكان وجوده .
بينما وقف ينظر بجمود إليها من زجاج نافزته وهى تعبر الطريق تلك الغبية بچنونها ستفعل الأعاجيب .
لم يكن أحدا يجرأ على ضربه على وجهه سوى جده القاسى والأن دخلت هى الموسوعة المحظورة .
لم تعد القطة التى قابلها منذ بضعة أشهر فقد أصبحت نمرة شرسة بإستعداد كامل للفتك به ولكنه أدهم عاصى العامرى و الذى يعشق تدريب النمور فلنرى إذا يا هرتى .
الفصل 18 
دلف إلى المنزل المظلم ... فتحسس جدران حائطه بحذر إلى أن وصلت يداه إلى مفتاح الإضاءة .
فأنارت
الشقة أمامه ....نظر للشقة الواسعة بتعجب ... وعينيه تتجول بها باحثة عنها .
إتجه مباشرة إلى غرفتها أو غرفته التي إحتلتها بعد زواجهما .
فتح الباب سريعا ليتسمر أمامه وهو ينظر للداخل .
لانت ملامحه المرهقة ....وإرتسمت ابتسامة دافئة حنونة على وجهه .
إستند إلى إطار الباب بكتفه .....وعقد يديه بإستمتاع وعينيه تطوفان بتلك التي أستوطنت سريره بأريحية .
لوحة من الجمال ارتسمت أمامه .. لطفلة بريئة الملامح ....نائمة فى فراشها بوداعة لطيفة .
تناثر شعرها الأشقر الطويل على الوسادة .... فبدت لوحة من البرائة ممزوجة بجمالها الأخاذ .
مع بيجامتها الزهرية .....والتى نقشت عليها فراشات صغيرة ملونه بألوان مبهجة .
فكانت كقطعة حلوى زهرية و شهية . 
اقترب منها ببطئ وكأن مغناطيسا يجتذبه إليها بقوة لا يقدر على ردعها .
وقف أمامها يتأملها عن قرب .. يتشرب ملامحها الطفولية الرقيقة .
بوردية وجنتاها وذلك لبرودة الطقس ... و عينيها الزرقاء بلون الموج الثائر والتى أسدلت عليهما ستار جفنيها .
نمشاتها البنية الرقيقة و التى تألقت تحت عينيها وعلى أنفها ...و عند حاجبها الأيمن .
شفتاها المكتنزتان .
أشاح بوجه وهو يلعن أفكاره الغبية الغريبة !!
إنها المرة الأولى التى تنتابه تلك الهواجس .... كيف له أن يفكر بمثل هذه الامور ....ومعها هي !
إنها أمانة لدية ... أهكذا سيحافظ عليها !
نهر نفسه بقوة وهو يعقد حاجبيه بإستغراب .. كيف ذهب تفكيره إلى تلك النقطه البعيدة !
ولكن الأن ... يشعر بأنه لم يعد يطيق الصبر ... لم يعد يقدر على كبح نفسه عنها .. فما هو سر إنجذابه لها !
تلك الطفلة النائمة فى سريره بملائكية .... أشعلت به ما أطفأه منذ سنوات .
نفض رأسه مرة أخرى بحزم .....ولكنه لم يقدر على الإشاحة بعينيه عنها ....فنظر لها بعمق .... وهو يعاود تأملها .
لم يستطع منع يديه من أن يبعد خصلاتها الشقراء التي تعوقه عن تأمل وجهها . 
لامست أطراف أنامله بشړة وجهها الناعمة .... وسكن كفه على وجنتها وكأنه فقد القدرة على التحكم بجسده . 
كفه على وجنتها ...تتلمسها بمحبة ..تستكشف نعومتها .
يداه طالبت بالمزيد من اللمسات الجريئة ... فلم يقابل الرفض من العقل .
فتجرأ إبهامه على ملامسة شفتيها ....واستقر على شفتها السفلى المكتنزة ..... يتحسسها بشرود .
أشرف عليها بجسده ...ومد يده الحرة ليجذب الغطاء عليها .
لم يشعر بنفه وهو ينخفض اليها ببطئ ..... يلتقط شفتها فى قبلة سريعة .....خاطفة .
بعد لحظات إنتفض واقفا بسرعة ... ينظر اليها بذهول .
هل يخيل إليه أم أنه قبلها !
تردد السؤال بعقله .....وهو يقف مذهولا لا يعرف هل حقا ما فعل .
أي سلطان تمتلكه تلك الفتاة على جسده .... لتلغي به عقله ....وترسله إلى عالم الضياع 
وتتحكم بجسده .
تلك الفتاه لها سحر خاص . 
نغمة منفردة ... شعر بها فى أول لقاء لهما .
تلك الفتاة و التي أصبحت تمتلك أسمه .... وتحتل غرفته ....وتنام على سريره ....
لها لون آخر من ألوان الأنوثة ... لها لون مختلف ... يجذب به الكائن الھمجي الخفي من شخصيه المهندس المتزن ..... العاقل !!
الحب كان بالنسبة لها تجربة أرادت المضي بها مع آخر شخص قد تفكر به .
أتلوم نفسها على حبه ! .. أم تصرخ به مطالبة بحقها فى نظرة من قلبه الأسود المفعم بالكراهية والحقد فقط .
أهو الغباء برمته أن تحب شخصا مثله !
سعي حياته هو الإنتقام !!
دائرة الاڼتقام دائرة مغلقة 
يدور بها الجميع حول بعضهم البعض 
لا أحد يعلم أسبابها 
ولكنهم يعلمون مركزها 
ومركزها هو مقټل مرام !!
مرام .. لقد كانت رفيقة الروح إلا أنها لم تكن الملاك الذى تصورته فى البداية فمع مرور الوقت على صداقتهما كانت تخلع رداء البرائة بمكر ودهاء لتصل إلى غايتها وغايتها كان هو .. مؤيد !!
حسام كان طرفا قصي فى المعادلة فلم يتدخل يوما بشئون مرام هي حتى الأن لا تعرف ما العلاقة التى تجمع مرام وحسام .. فكلاهما غامض من الصعب إستخراج الكلمات من فمه يحكمان الخطط بدهاء ليوقعا الفريسة أيا كانت .
للحق هى تشفق على مؤيد فهو كان فريسة مرام والأن هو فريسة حسام .
وكلا الأثنين لم يتخلى يوما عن الإيقاع بفريسته . 
ولكن مرام كانت أول من تخلت عن الفريسة حين ودعت الحياة بطريقة درامية دامية .
أغمضت عينيها وطافت ببحور الماضي لتتذكر تلك اللحظات القاسېة التى شهدت بها إنتحار مرام .
ألقت الهاتف پألم لم تعد تطيق تلك الفتاة .. منذ تعرفت عليها وهى لا يأت من ورائها سوى السوء عالما لم تعرفه يوما ولم ترغب بمعرفته يوما ذلك الذى سحبتها إليه ببطئ .
أناس غريبون وعالم أسود أكثر غرابة وتصرفات مچنونة لم ترق لها .
التفتت إلى هاتفها مرة أخرى والذى لم يكف للحظة عن الرنين .
ألتقطته بسأم وضيق لتجيبها بصړاخ 
_ مرام لو سمحت أنا مش عاوزة أعرفك تاني .
جائها صوت مرام
37  38  39 

انت في الصفحة 38 من 155 صفحات