رواية كاملة رائعة
الذى لم تتوقعه مبحوح ويحمل بين نبراته الكثيفة الألم !!
_ ميساء !
والاجابة كانت زفرة حادة وشهيق طويل .. ثم تلاهم إغلاق لجفون العين ودموع تلالأت فى مضجعها تحارب لنيل حريتها من أسرهما .
الغبى الابله لما عاد .. أعاد ليذكرها .. أولم يطلقها ويحررها أولم تنتهى منه .. فلم الأن .
جائها صوته ضائعا مستغيث بها
وإن انتظر الاجابة .. فسيطول إنتظاره .
عم الصمت بينهما لا يقاطعه سوى صوت أنفاسهما الثائرة فأنفاسها متسارعة بإنفعال والآخر بشوق ولهفة مع لمسة من الألم .
كان عليه أن يقطع الصمت كان عليها أن تجيب فأجاب هو ليريحها من تلك المعضلة
_ عاملة إيه !
والسؤال كان بمنتهى الغباء والاجابة كانت أكثر غباءا
لا هى لم تفقد إحساسها فها هى أنفاسها تتسارع بسببه وروحها تصرخ بها أريدك فلا تتركنى وقلبها يتقلب بمضجعه يريد أن يخرج من موضعه ويقول له لا تتركنى
سمعت همسه الأجش الخشن
_ لا يا ميساء .. أنا مدبحتكيش لو فكرتى بمنطقية هتلاقى أن اللى عملته معاكى كان رد فعل ضعيف بالنسبة للصدمة اللى أخدتها .
الوغد .. بدلا من
أن يقر بذنبه يتبجح بكونه كان لطيفا فى المعاملة مع الوضع الشنيع .
لا تعرف لما وبهذه اللحظة تماما إندفعت ذكرى ليلة الزفاف بعقلها .. لتعصف بكل مشاعرها الحمقاء تجاهه .
فها هو المتيم بحبها كما لقب نفسه يقف امامها كالۏحش .
اخذت نفسا عميقا .....وواجهته بقوة
_ أنا معملتش حاجة غلط .
صاح پغضب اعمى فى وجهها
_ بتقولى ايه ......امال الصور دى لمين !
توترت نظراتها واختفت الشجاعة من صوتها
_ سيبنى اشرحلك .
كانت تلك الكلمات التى نطقت بها كافية بأن يهجم عليها ويلتقط شعرها بين يديه
ليهمس لها بفحيح بجوار أذنها
صړخت پغضب وهى تحاول أن تتملص من يديه
_ أنت تعرف ربنا اصلا .
هوى بكفه على وجهها بقوة ... فترنحت من شدة كفه ولكنها لم تسقط ارضا .
صاح بها پغضب شديد
_ متعليش صوتك عليا
أنت لسه مشفتيش حاجة .
اتجه الى خاج الغرفة فظنت أنه سيتركها ولكن بعد بضع دقائق عاد محمالا ببعض الاوراق .
_ امضى .
التقطت الوراق بيد مرتعشة وعيناها تلتهم السطور رفعت ناظريها من الوراق الى عيناه الغاضبتان لتقول بسخرية
_ عاوزنى اتنازل عن كل حاجة ادتهالى ... أنا بالفعل اتنازت عنهم .
اتقدت عيناه بشرارة ڠضب اعمى والتقطت شعرها بقوة اكبر حتى كاد أن ينتزعه من مكانه
_ أنت بتقولى ايه .. أتنزلتى عن كل حاجة علشان حبيبك .
ودون أن تجد الفرصة للرد كان كفه الآخر يهبط على وجنتها .
تشوشت الرؤية امام ناظريها من قوة تلك الصڤعات التى تلقتها .
احست بتمزق فستانها بفعل يديه المتوحشتان وصوته يهمس بأذنها
_ أنت هتبقى هنا مجرد خدامة عندى .
يداه أتخذت طريقها لتكشف جسدها بفظاظة ... فكادت أن تسمح له بنيل ما يريد ولكنها قررت أن تعزبه فهو ليس مثال الشرف
فهمست بصوت ضعيف
_ هتقرب منى بعد ما قرب منى غيرك !
احست بتوتر عضلات جسده المحيطة بها ... وشعرت بجسدها يلقى على الارض بقوة .
انتفضت من شرودها والذى كانت صوره تتلاحق أمام ناظريها وكأنها تحياها بهذه اللحظة .
_ ميساء .. أنا عاوز أقابلك .
إن كان الغباء داء فهو مصاپ به !! وعلاجه مستحيل المنال .
_ مؤيد .. لو سمحت أحنا مبقاش فيه حاجة بينا فمتتصلش عليا تانى .
وكادت أن تغلق قبل أن يرق قلبها له ولكنها أوقفها قائلا بجمود
_ اظن أن اللى هيشفى غليلك منى ومن مرات أبوكى اللى هتشوفيه .
انتفضت بإنتباه لتقول بحذر
_ مؤيد .. أنت عملت إيه فى سها ! ... أنا قولتلك سيبها .
سمعت ضحكته المتهكمة تلاها صوته الخشن يهمس بفحيح
_ أصل أنا مش اللى يتلعب بيه اللعبة القڈرة دى ولازم تدفع تمن غلطها والتمن بقا غالى أوى يا ميساء وأنا مش بحب أسيب حقى .
صړخت به مذهولة
_ أنت أتجننت يا مؤيد عملت فيها إيه !
همس بإشتياق غلب على كلماته
_ تعالى وأنت تشوفى .
تلبستها حالة البرود المعتادة
_ أنت فاكر أنها تهمنى فى حاجة ! .. أنا مش عاوزة مشاكل بس .
أتاها صوت ضحكته ليقول بسخرية
_ منا عارف أنها متهمكيش لكن أنت تهمينى وتهمنى سعادتك .
والتهكم كان من نصيب الأخرى وكلمة السعادة تصف موصوفا آخر لا يمت لها بصلة
_ سعادة ! ..
عل الحنق الاسود نبرة صوته وهو يقول بإيجاز
_ ماشى يا ميساء لما تيجى وتعرفى اللى أنا عملته علشانك هتعرفى إنى بدور على سعادتك .
واغلق الهاتف حانقا فسكنت هى بمكانها .. وسكنت كل حواسها .. فلتنتظر ولترى من مؤيد وهى تجزم بأنها سترى العجب !!
....................................................................................................................
العمل المتراكم .. كم يبغضه ويبغض ضغوطه عليه .
القى نظرة خاطفة على الجالس أمامه منكبا يطالع الاوراق بإنتباه .
لقد تجاوزت الساعة الحادية عشر !!
كل هذا الوقت أضاعاه فى هبائا وهما لا يشعران بشئ سوى تلك الارقام والاحجيات الصعبة .
صفقات تعد وحسابات تراجع وأموال ضائعة والفضل يرجع للتائه من نفسه مؤيد .
زفر حانقا لقد تعب منه ومن أفعاله الطائشة هو ليس بوالده لكى يشعر بهذه المسؤلية تجاهه .
ولكنه كالطفل المشاغب حين يريد شئ .. لا يكف عن البحث عنه حتى يجده فلا يوقفه تنبيه ولا عقاپ .
قال اخيرا منحيا التفكير عن ذلك المؤيد
_ كفاية كده يا أوس نكمل بكره .
ألقى أوس الاوراق من يده بسرعة وكأنه تم الافراج عنه للتو ليرجع رأسه إلى الخلف ويتنهد بإرهاق قائلا
_ أنا مش عارف شركة مؤيد دى كانت ماشية أزاى بالبركة !! ...ده كل الشغل بايظ تقريبا .
اغلق أدهم عينيه بإرهاق مماثل فهو الآخر يتعجب من سير الشركة بمثل هذه التدبيرات الغريبة .
ولكن ماذا يفعل ضياع شركة مؤيد .. سيؤثر على شركته وشركة أوس بالخارج .
لأنهما ثلاث شركات متحدات وضرر واحدة من ضررهم .
نهض پألم متشنجا من الجلوس على الكرسى طويلا ليشير إلى أوس وهو يلتقك سترته
_ يلا يا أوس ولا هتبات هنا !
نهضت الآخر متململا .
_ كان بودى والله .
ألقى أدهم نظرة ساخرة وقال
_ ليه مش عندك بيت وعيال .
زفر أوس بحنق مجهد ليقول بحدة
_ مش عاوز أرجع البيت وأشوف جدتى وأمى وكلهم بيغنوا على نفس الوتيرة هات أم لأبنك .
إرتفع حاجب أدهم بإستنكار ليقول بهدوء
_ وده اللى المفروض تعمله وبعدين إيه السبب فى إنك تبعد عن ابنك كده ! .. أنت كام مرة شوفته من وقت ما جيت !
أغمض أوس عينيه بسألم ليقول بإهمال
_ ولا مرة يا أدهم عاوز إيه !
إلتفت له أدهم مذهولا ليقول بسخرية
_ وبتقولها بنفس راضية وبتسألنى ببرود عاوز إيه .. هو ده مش أبنك ولا إيه !
وأزاى متشفهوش من وقت ما جيت إيه الأهم فى حياتك أكتر من أبنك !
مضى أوس إلى المصعد ليغلقه بعدما دخل أدهم