رواية كاملة رائعة
ويقول بوجوم
_ أدهم أنا مش بحب دور الأب النصوح ده ابنى وأنا حر فى تربيته .
صدر عن أدهم ضحكة مستنكرة قصيرة
_ ده على أساس أنك موجود معاه علشان تربيه ولا حتى تشوفه .
أسمع يا أوس أنا مش بحب دور الاب الناصح ولا بحب حد يعيشه عليا لكن اللى بتعمله ده غلط أنت مش عارف أن ممكن فى اللحظة دى يكون ابنك محتاجك وأنت مش جنبه ممكن يكون عاوز يشكيلك وأنت مش مهتمله متكونش أب بالأسم وأنت مجرد هامش فى حياة أبنك لأن هيصادف يوم وهتحتاجله .. أو هتحن ليه ووقتها هتلاقى بذور البعد اللى زرعتها بينكم نمت وكبرت وغطت على شوق الاب لابنه والابن لابوه .
حق قول أدهم رغم عدم أتفاقه مع فى بعض الأراء .. ولكن كيف السبيل إلى القرب
....................................................................................................................
تشتت ومن ثم ضياع !!
نظر الى الأوراق أمامه بضيق ... منذ بضع ساعات وهو
ولا يعلم لما تتجسد صورتها وهى تبكى پألم .. تزرف الدموع ببطئ ... تناجيه بدموعها أن ينجدها ... يلحقها ولا يتركها لضياعها ..
لقد إعتقد منذ زمن بأنه نساها ... بعد أن تركته غاضبة حانقة ... وقد أهانته أمام جميع موظفيه برفضها له العلنى بوقاحة ....
يتسائل وجدانه ماذا بها ... يكاد يخرج من مضجعه ويهرب إليها ... لربما سبر أغوارها وعرف ما تكن له .
زفر نفسا ملتهبا وهو يلقى بالقلم من يديه ... تلك المحتلة ...إحتلته كليا ...إحتلت عقله .. قلبه وسكنت روحه .... فبأى حق تهرب بهذة السرعة وبأى حق تتركه مولية له ظهرها .
أغمض عيناه بقوة محاولا إبعاد صورتها التى تنهش عقلة بقوة ...تحتال على أحاسيسه .. وتتلاعب بدقات قلبه .
يا إلهى أنا مقدما على زواج ولا أزال متعلقا بتلك ... والاسوأ أنى أدعيت حبها !
وقف تفكيره عند تلك النقطة البعيدة ... وشردت عيناها على ذكرى قريبة ...
حين إتجه بكل عنفوان إلى منزل أخاها طالبا يد إبنة عمه لم يكن هذا ما صډمه .. بل تلك الكلمة التى خرجت بسلاسة غريبة من بين شفتاه ... لا يعرف أكانت تقصد بها هى أم سواها ... كلمة كالسيف صډمته قبل أن تصدم أخاها الذى تسمر من وقعها عليه
كيف أحبها وهو لا يزال على عشق أخرى هجرته ...
أهو عته أصابه فى تلك اللحظة التى سأله أخاها بحنق لما يريدها وهو الذى لم يريدها يوما ....
فتسلسلت الاجابة من بين شفتاه دون حساب أو تفكير ... لتصدمن من صدم ... وتسكت من سكت .
ليكون هو أول الصادمين ..... وآخر الساكتين .
وهو يدرك ببلاهة ذلك السهم الضارب الذى رماه لتوه ... سهما لم يتوقعه ولم يحسب حسابا لقوة وقوعه على ذلك الواقف أمامه حينها .
هل أصبحت الأن مشتت ولا أعلم ما أريده ... هل أصبحت ضائع القلب .. تائه الروح !
ماذا أريد .....
هذه أم تلك !
وكانت المقارنة سريعة بين هذه وتلك
لتصبح النتيجة مفترق طرق ... أما هذا وأما تلك ....
وبكلا الطرق الهلاك ...ولكن هلاك عن آخر يختلف
فهناك الهلاح الحلو ... والهلاك المر .
وهو من المفترض أن يقرر أى الهلاكين يختار
نهض عن كرسيه پعنف متجها الى شرفة المكتب ...ليقف واجما .. مكتفا ذراعيه .. مستندا بجانبه إلى الجدار بجواره .... رافعا نظراته إلى السماء المظلمة والتى إختفى منها القمر .
أى ليلة مظلمة هذة والتى تشابه ظلمة روحه وعقوق نفسه ...وجحود عقله وقلبه .
فك عقدة يديه ليرفع إحداهما إلى قلبه متنهدا پألم .
لما أنت هنا تسبب الالم ... لما لا تكون عضوا صامتا كالباقى ... كانت لتكون معادلة الحياة أفضل لولاك ... فأنا قط لم أحسب لك حساب ايها المخادع المراوغ
تقع بهوى من تحب .. وتزرف دموعك من أجل من تحب .. تكسر رجلا لأجل إمرأة تركتك .. وتذل رجولة لأجل من تهواها أيها الوغد .
تذكر حديثهما الاخير حين ذهب إلى منزل شقيقها استقبلته بالحديقة الخارجية .. وعلم حينها ما حدث لأسرة زوجته .
كان يريد أن يذهب معها إلى مصر ولكنها أوقفته بحزم
_ ياسين .. إلى هنا وكفاية انا مش بحب اللف والدوران أنا وأنت ملناش حياة مع بعض .. وموضوع الجواز ده لازم ينتهى أنا مش عاوزة جواز على أساس الشفقة لأنه ملهوش أى قيمة ولا لزمة وهيتهدم بأسرع من لما يتبنى .
حاول الإعتراض لكنها باغتته
_ أيا كان اللى قاله او عمله عمى خلاك توافق تتجوزنى فأنا مش موافقة ... اللى حصلى مزدنيش إلا قوة والقوة دى هحارب بيها اللى هيحاول يوجعنى تانى .
ثم وبكل هدوء أنهت الجلسة وذهب بطريقها إلى المطار .. وذهب هو بطريقه إلى الضياع
....................................................................................................................
المۏت هو سنة الحياة
ومن لا يؤمن بذلك ولكن نقطة الضعف هى الفراق وإن كان فراق الاحبة فهو نقطة كسر .
الضړبة تلقاها كاملة على رأسه عائلته كلها وقف ليحملهم إلى قبورهم .
والأكثر ألما حين حملها هى ليهبط بها بهدوء إلى الارض الباردة الموحشة ويلقى عليها التراب مدثرا إياها تحت الارض .
فيصبح وحيدا بعدما غادرته الروح ساكنة بجوارها .
يحلم ويتخيل ما تلاقيه بعيدا عنه يمنى نفسه بأن يسارع للحاق بها .
يعد أيامه للوصول إلى النهاية .
انفلتت دمعة من أسرها لتهبط على المصحف الذى يمسكه بيده .
لقد فر من الناس جميعا إلى بيت الله المسجد يقضى به اليوم بطوله وحين يأتى وقت النوم .. يذهب إلى بيته غير متعجلا يوم لو تختضنه الشوارع المظلمة عوضا عن الكوابيس المؤلمة .
رفع رأسه إلى الاعلى مغمضا عينيه ومتمتم پألم يدعوا الله
_ يارب أغفر لها ذنوبها واغفر لى ذنوبى واجمعنى بيها فى الجنة .
هذا كان دعائه على مدار شهرين متتابعين يستغفر ويصلى ويدعوا ويبتهل بالليل كى يغفر الله ذنوبه وذنوبها ويجمعهم فى الجنة فقد فارقت بينهما الحياة .
الټفت إلى هاتفه الجديد لقد ترك هاتفه الآخر فى المنزل لأنه لا يريد أحد أن يتواصل معه أو ببساطة لأنه هرب من الناس !!
ولكنه أحضر هذا لكى يستطيع التواصل مع شقيقته التى تسكن معه فى شقته .
رفع الهاتف إلى أذنه ليقول بهدوء
_ السلام عليكم .. آه كويس .. وأنت .. هتروحى فين ! ... عندك اصحابك .. طيب روحى بس متتأخريش واتصلى بيا طمنينى إنك وصلتى .
اغلق الهاتف معها على وعد بإتصال قريب حين تصل إلى رفيقاتها .
....................................................................................................................
الفصل 21
وصلت أخيرا إلى وجهتها .. منزل زهور .. صعدت الطوابق المتبقية لتصل لمنزلها بسرعة .
دقت باب