رواية كاملة رائعة
البيت ليفتح لها ذلك الوجه الطيب الرقيق والدة زهور .. وتستقبلها بأحضان رافئة وهى تقول باسمة بمحبة
_ رغد ياااه غيبتى اوى المردة دى عاملة يا بنتى !
امتلأت عيونها بالدموع وهى تهمس لنفسها كانت غيبة كويلة ومئلمة قالت شاهقة پألم والدموع تلمع بمقلتيها
_ مفيش حد بيسلم من القدر .
ربتت والدة زهور سمية على ظهرها بحنان وهمست تحاول تطييب روحها
دعت الله بسرها بأن يفرج همها الذى أثقل قلبها بألمه .
اومأ براسها لتهمس بخفوت
_ فعلا مفيش مهرب من قدرنا .
ابتعدت قليلا عن أحضانها وهى غير راغبة لتقول بلهفة طفولية وهى تمسح وجهها من أثار الدموع
عل الألم ملامح والدتها وأشارت تجاه الداخل لتقول بهدوء كساه الالم
_ من وقت ما رجعت وهى بالحالة دى قافلة على نفسها الاوضة وعلطول شاردة .. ومش بتاكل وحالتها حالة .. الله يسامحه اللى كان السبب .
اخفضت رغد وجهها پألم لم تكن تتصور بيوم أن تعود وتلاقى زهور أصبحت بهذا الحال من الالم .
ما النهاية لطريق أهلك كاهلنا
افسحت لها والدة زهور الطريق فإتجهت ناحية الغرفة التى تعرف تماما بأنها لزهور .
طرقت الباب بعجلة فلم تسمع إجابة لطرقها ففتحته ببطئ ويعينيها تتسارع لترى من بالداخل .. إلى أن وقعتا عليها .
تجلس على سور شباك غرفتها المفتوح ترتدى حجابا واسع تطاير مع النسيم تضم قدميها إلى صدرها بحزن وتدير وجهها تجاه الشباك المفتوح .
إقتربت بإرتجاف تنظر إلى هيئتها الذهول بدأ ينكشع وتبقى الألم لمرآتها بهذا الحال .
فمن كان يظن بأن تتزوج هى رجل حقېر ويطلقها بليلة الزفاف وتصبح أحاديثها متداولة بين كل الالسنة بأفظع الكلام .
والأن زهور تعانى من قسۏة الايام التى تجسدت فى هيئة ذلك الأدهم الذى من هيئتها يبدوا أنه أذاقها من الألم كؤسا وربما الحال هكذا أيضا مع الميساء التى إبتليت بزواجها من حقېر وغد يدعى مؤيد .
ارتفع صوت بكاء زهور وتعالت شهقاتها وكأنها لا تستطيع أخذ نفسا ينجيها من الهلاك .
فزادت رغد من ضمھا إليها ودموعها هى الأخرى لا تنضب .
لم تشعرا بالوقت دقائق أمضوها بالبكاء أم ربما ساعات كله يتشابه حين ينهار المرأ ويحتاج إلى من يثق به ليخرج ما عنده من كبت طال حپسه .
بعد دقائق من العناق والبكاء سمعوا صوت باب الشقة فخمنوا بأن الطارق هى ميساء .
فإبتعدت رغد عن زهور وهى تستقبل ميساء التى دخلت بعاصفة باكية لا تحتاج إلى دافع للبكاء .
لترتمى بأحضان زهور التى إرتعدت لرؤيتها بهذه الحالة وكذلك كان حال رغد التى كانت تربت على ظهرها .
أرتفع نشيج ميساء وتعالى صړاخها فإزداد ړعب زهور ورغد عليها .
إقتربت رغد ټحتضنها من الخلف وهى تهمس لها ببضع كلمات مواسية
_ ميساء حبيبتى .. أهدى وقوليلنا مالك .
صړخت ميساء بصوتا مبحوح متحشرج
_ أنا ضعت وضيعت كل حاجة ليه مكنتش تسيبنى فى حالى .. أنا تعبت .
كانت تهذى بكلمات غير مترابطة ولكنها سوغت مبلغ ألمها .
ظلت على حالها من البكاء .. إلا أن استطاعت زهور تهدئتها ومع كوب من النعناع الساخن أعدته لها والدة زهور .. كان الحال قد أصبح أفضل .
راقبتهم زهور بروية كيف جلست ميساء على فراشها تأخذ عدة شهقات متتالية رغد كيف إستقرت بأحد أركان الغرفة تقلب بين أصابعها وكأنها تجد حلا لمعادلة كميائية .. وهى لا تزال جالسة فى شرفتها تراقبهما بحزن .
همست أخيرا بحزن وهى تناظر صديقتيها البائستين
_ يااه .. مكنتش أتوقع أن ده هيكون حالنا بعد ما أفترقنا كل واحدة مشيت فى طريق ضلمة وقابلت اللى قابلته من وحوش الليل اللى مش بترحم .
و وحوش الليل كان التعبير الأفضل لوصف مؤيد أدهم ياسين و حسان وربما وحوش آخرون أنحدروا من وراء كل واحد منهم .
تاهت عينا ميساء وغامتا پألم لتهمس بسؤال وجهته إلى زهور
_ وإيه سبب طلاقك أنا افتكرت إنك بتحبيه !
أحبه !!
ليتنى لم أفعل !
كنت غبية حمقاء
وبلهاء ... حين ظننت بأنى سأضمد جراحهه ..
لأصدم بالحقيقة لقد كانت الجراح من نصيبها !!
أرجعت زهور رأسها للخلف لتعاود النظر إلة السحاب الأبيض المنتشر فى السماء الصافية لتهمس بشرود قاتم
_ الحب مش كل حاجة يا ميساء وحبى كان مجرد سراب عيشت عيه نفسى بالإجبار وهو أستغل الوهم ده علشان يعيشنى فى مرار .
وأنتهت الكلمات بحقيقة ظنت بأنها كڈب ولكن بفعله أثبت ذلك .. أثبت ألا هناك مجال للحب والغرام فى الإنتقام .. فبداخله شيطان لم يكن ليرضخ إلى قلبا أبيض يذرف دموعا خوفا عليه .
اخفضت ميساء وجهها بحزن ودام صمت مقيت بينما كل واحدة منهن شاردة بما حدث معها وما سيحدث .
لتكون أول من خرجت مما هى فيه رغد التى قالت محاولة الخروج من شرنقة الحزن والالم
_ على فكرة أنا مجتش هنا علشان نفتح الجراح .. أنا جيت علشان ألم الشمل تانى أحنا محتاجين لبعضنا وبإيدينا نقدر نقوم من اللى حطونا فيه .. أحنا مضعفناش بالعكس أحنا زيدنا قوة وبده وأشارت إلى عقلها هنلاقى حل لكل مأسينا .. لكن نفوق كده ونخرج من الحزن والغم كانوا جابولنا إيه غير المرار .. ولو فضلنا على سكوتنا وصمتنا مش هيسيبونا ... فلازم نبقى أقوى ونرجع تانى لشخصياتنا .
هزت ميساء رأسها بفتور وضياع لتهمس بتخاذل
_ للأسف يا رغد .. مش بإيدينا نقوم غير لما ننتقم من اللى عمل فينا كده نارى مش هتبرد غير لما أشوف مرات أبويا پتتعذب فى حياتها مش بإيدى والله يا رغد .. أنا مش ملاك ومن حقى أنى أثور على كرامتى ونفسى اللى ضاعوا .
أكملت زهور على نفس وتيرة ميساء بهمس مشتت
_ النفس مش بالكمال اللى يخلينى أنسى كل الالام بسهولة وأقوم وأقول إن مفيش حاجة حصلت وإنى بخير وأنا أبعد ما يكون عنه .. زى ما قالت ميساء أنا مش ملاك ومش هقدر أسكت وأقوم من غير ما أنتقم لكرامتى .
تهدلت جفون رغد بأسى لتقول بصوتا شاحب مېت
_ معاناتى مكنتش بأقل منكم بس أنا تعبت من الالم تعبت من إنى أستنى اللى يساعدنى وتعبت من تحكم الناس فيا .. تعبت من حياتى كلها !
_ الخلاص فى الإنتقام .
همست بها ميساء بفحيح أسود .
لتهز زهور رأسها بنفى وهى تقول