رواية كاملة رائعة
بتفكير
_ لا يا ميساء هى مش حرب .. ولا لعبة .. دى حياة وده قدر .. مش هقولك إنسى اللى فات ولا أبدأى من جديد .. لكن لازم نقوم لو فضلنا فى مكانا مش هنلاقى غير التحكم بأقدارنا من أيديهم .
مهما كان طول الفترة اللى واخدنها راحة دلوقتى لكن لازم نجمع احجيات البازل وساعتها تقدرى ترجعى للساحة بقوة وتنتقمى لنفسك .
مهما ضعفنا وأتكسرنا هنقدر نقوم وهنفعهم التمن غالى ...علشان يعرفوا أنهم غلطوا لما فكروا يلعبوا معانا .
أنتهت كلماتها ببساطة بينما لا تزال عينيها تتابع الشارع أسفلها بشرود .
حين يشوب الحب الاڼتقام .....
والاڼتقام ........!!
عادت إلى منزل خالتها بعدما ودعت زهور ورغد على وعد بلقاء آخر ولكن بحال أفضل .
حين وصلت إلى المنزل لم تجد خالتها وحين حاولت مكالمتها كان الهاتف مغلق ..
خمنت بأنها قد تكون بإحدى زياراتها لجاراته فإتجهت إلى الغرفة التى تستوطنها منذ قدمت لتتجمد قدماها بمكانها وتفرغ شفتيها بذهول .
وعلى سريرها يجلس مخفضا رأسه بين يديه .
منذ متى لم تراه !
منذ شهران !!
رفع رأسه حين أحس بأنها تقف أمامه فإستطاعت أن تنظر إلى وجهه المجهد .
عينيها لم تقدر على البعد عنه .. فإختارت أن تترك له الحرية كى تسبح على ملامحه لتستكشف حاله .
ولكنه لم يسرها فلحيته كانت نامية بإهمال حاله سئ للغاية بسواد عينيه وما يحوطهما ونظرة الڠضب التى لا تزال مستقرة بهما .
نفس المشهد يعاد ونفس ردت الفعل تنتابها لقد حدث نفس الشيئ فى أول لقاء بينهما حين كاد يصدمها .
كان المتوقع بعد رحلة العيون فى تلك المرة أن يعيشا قصة الحب الوردية .
ولكن ما خالف التوقعات سقوط جدران الوردية وبقاء الاسود الذى يغلفه قصتهما بغموض .
ليقف تقدمه على بعد إنش واحد منها فزفر نفسا حارقا ألهب بشرتها الرقيقة وجعل الډماء تتدافع إلى وجنتها لتزيل بعضا من شحوب وجهها .
الوقت كذلك .. ليظل تشابك العيون قائم بكلمات عجزوا عن البوح بها .
كان هو أول من خرج من حالة الاوعى ليقول بصوته المبحوح
_ ميساء .
إسمها لم يعرف حلاوة إلا حين نطقه لم يعرف العڈاب بحروفه إلا حين سمعت هجائه من بين شفتيه .
اسمها حمل بين طياته الحزن والالم الفرحة والاشتياق ..
ظلت النظرات تحمل الكثير وأسر العيون لم يكن ليفك ولم يجرؤ أحدهم على فعلها .
ببساطة لانهما تحت تأثير الأسر .
أسر القلوب .. أسر العيون وأسر الاشتياق .
اختفى العالم من حولها تلاشى الڠضب والكره وحتى الحقد وتبقى الاشتياق لعيون حاكت بصدق ما بداخلها من مشاعر .
عيون تدمع شاكية ظلم الحياة وعيون تطلب السماح والصفح عن الخطايا .
_ بحبك .
هل كانت للكلمة عذوبة أكثر منها من بين شفتيه !
وهل للكلمة معنى إلا حين ينطقها !!
إن كان قد سبر عيونها بمهارة فهو سبر قلبها بتملك بكلمة كانت تصف حقيقة عاصفة ليس بها مجال للشك .
_ أشتاقك حبيبى فلا تتركنى .
_ لا أريد سوى قربك فقربينى منك .
_ لا أستطيع .
_ ولكنى أستطيع فقط أتركى الباب مواربا .
_ وماذا بعدها !
_ سأتسلل إلى قلبك واكون أنا ملك عرشه .
_ وبعدها !
_ سأحتويكى بين ذراعى وأطبق عليك لن أسمح للعالم بأن ينتزعك من يدى
_ وبعدها !
_ ستكون النهاية لطريق الظلمة وبداية لطريق النور الذى يجمعنا سويا .
_ بحبك .
اعادها بهمس أقوى أشد تأثيرا وعزما وكأنه يقاتل نفسها لإثبات الحب !
ولم يكن ليضيع الفرصة فجذبها إليه بقوة مانعا أى نوعا من الإعتراض ساحقا المسافات بين السطور بذراعيه مطبقا عليها بقوة وإشتياق وكأنه نهاية المطاف .
وكأنها الدواء بعد مرضا طويل وكأنها الحياة بعد ترقب المۏت .
وكأنها لا بل هى الامل الذى أنبعث له فى الظلام بعدما يأس الحياة .
تركت نفسها له تركته يحتضنها بقوة فهى تحتاج !!
تحتاجه هو .
لذا سكنت بين ذراعيه وقد وجدت أخيرا المسكن لألامها .
لم تتصور بأن يكون علاج چراحها هو مسببها !
الصوت الذى كان خاڤتا فى عقلها يوما علا قائلا لا تتركنى
واستمر العناق طويلا لا يقيده وقت ولا مكان فقط الاحتياج هو مالك الزمام .
يبدوا أن اليوم هو يوم الزيارات العالمى !!
فها هو بابها يدق للمرة الثالثة بنفس اليوم .
المرة الاولى كانت لرغد وميساء والمرة الثانية لجارتهم التى أخذت والدتها للسوق والان من !
فتحت الباب ببطئ لتتعجب نظراتها وهى تستقر على المرأة الواقفة أمامها .
بثوب رقيق وواسع وحجاب رمادى شاحب طويل ونظارة سوداء تغطى عينيها فلا يظهر من وجهها الكثير .
تنحنحت بحرج من تدقيقها بالمرأة والتى بدأت الحديث قائلة بصوتا ناعم رقيق
_ أنت زهور !
لم تعرف لما شعرت بأن قبضة مثلجة هجمت على قلبها فإعتقلته لتقول بتلعثم
_ أيوة !!
ابتسمت السيدة بأناقة وجمال وقالت بصوتا حنون
_ طب ينفع أدخل واتكلم معاكى شوية .
شعرت زهور بالإحراج فأفسحت لها المجال لتدخل بإرتباك .
أشارت لها ناحية غرفة الجلوس فتوجهت لها السيدة وجلست بأناقة على الاريكة واشارت لزهور بأن تجاورها فجلست بإرتباك .
ارتفعت يد السيدة لتزيح النظارة السوداء عن عينيها وتكشفها لزهور والتى ما إن رأتهم حتى عرفت صاحبهم .
نفس العينين الرمادية العاصفة نفس الرماد الشاحب ونفس اللمعة الغريبة .
نظرت لها زهور بذهول لتقول بتلعثم علت الصدمة حروفه
_ أنت والدة أدهم !
اومأت لها السيدة برأسها لتقول بصوتا هادئ
_ أيوة أنا والدته ... علياء .
اخفضت زهور وجهها پضياع والاسئلة تتدافع إلى عقلها .
ماذا تفعل والدته هنا ! .. وما الذى أتى بها !
ولما ظهرت الأن ولم تظهر من قبل .. وهل تحمل هى الأخرى الاحقاد لها ولعائلتها !
قطعت السيدة عليا شرودها المقيت لتقول لها بصوتا حنون
_ أنت تعبانة !
ازداد شحوب وجه زهور فإقتربت السيدة منها لټحتضنها بحنان وهى تهمس پألم
_ عارفة إنك عانيتى من أدهم أنا آسفة .. مقدرتش أبعده عن فكرة الاڼتقام .
إحتضنت زهور السيدة عليا بقوة وهى ټشتم رائحته التى إشتاقت إليها إن المرأة لا تريد منها شړا .. إنها ټحتضنها بحنان مثلما تفعل والدتها .
شعرت زهور بالدموع الساخنة تجرى على وجنتها فسألت نفسها بغباء ألا تنضب الدموع أبدا !
ولكن الاجابة كانت لا .. لا تنضب لأن الجراح لاتزال قائمة
همست عليا برقة وهى تربت على كتفها
_ تعرفى من أول ما أدهم كلمنى عنك وأنا كان نفسى أشوفك أقابلك وأعرف اللى قلبت موازينه .
رغم هدوئه المعتاد .. إلا أنه وقت ما بيتكلم عنك بحس إن فى