الأربعاء 27 نوفمبر 2024

رواية كاملة رائعة

انت في الصفحة 51 من 155 صفحات

موقع أيام نيوز

إعادة ترتيبها لتحظى على أجمل الذكريات .. وتتغاضى عن البقية فهى لا تروق خيالاتك!!
شردت عينيها وهى تناظر وجهه شردت لتغيم زمردتيها ويتسلل سؤال فوق كل الهالات السوداء ليطفو بفضول
أين سيذهبان ! 
خطرت إجابة مفاجأة لتوقعاتها فجأة فى رأسها هل سيذهب بها إلى المأذون !
هل سيرجعها إلى عصمتها !
مؤيد ورغم كل شئ .. يمتلك نزعات چنونية وقد يفعلها بلا أى تردد .
ولكن .... 
ولكن الفكرة تروقها تماما!!
بدأت بتخيل صډمتها حين يفاجأها .. بردات فعلها وما عليها قوله فى تلك اللحظات .. 
يهمس لها طالبا بأن تعود إليه يترجاها بأن تسامحه وتقبل به .
ولكن هل ستقبل !
بالطبع ستقبل ما إن يقولها ستقبل على الفور فهى تشتاق إليه .
تشعر بأنه حاميها الوحيد رغم كل ما حدث تريد ظله لتختبئ به فهو من بقى معاها بعدما غادر
الجميع وتركوها فقد إنزاح قليلا من الڠضب ووضعت نفسها بمكانه لتعرف بأن ما صنعه .. كان قليلا مع الموقف الحقېر الذى ذرعته زوجة أبيها برأسه .
هل الراحة سبيلها أنت 
وماذا إذا كنت 
فهل لى نصيبا منها 
ولما لا وأنا أستشعر الأمان بظلك !
هل لنا لقاء 
إلتفت إليها بنظرة لم تستطع تفسيرها ليرى الابتسامة الحالمة على شفتيها فأعاد النظر أمامه وهو يقول بخشونة 
_ شايفك مبسوطة بعد ما كنت مش عاوز تيجى على فكرة أحنا مش رايحين رحلة .
الغبى .. صاحب الډماء الثقيلة عليك اللعڼة بلسانك السليط الذى قطع لحظات التخيل .
إستعادت برودها لتشيح عنه حانقة وتقول بصوتا قاتم 
_ ومين قالك إنى فرحانة بقربك أنا بس بمنى نفسى بالراحة اللى هلاقيها بعد مشوارك .
ابتسم بقسۏة وأشاح هو الآخر إلى الطريق ليقول بشرود 
_ أشك فى كده .
لا تعلم لما إرتعبت لتلك القسۏة على وجهه إنه ينوى شيئا والله وحده يعلم ما ينتويه فلتصبر وتعلم .
استفاقت من شرودها لتجد السيارة تنحدر من الطريق السريع إلى طريق صحراوى متعرج ظلوا يسيرون به قرابت النصف ساعة كانت خلالها تشعر بالخۏف وتلاحقه بنظراتها فى تسائلات عدة ولكنه كان يتعمد التجاهل ويكمل بطريقه لتجده أخيرا يقف أمام مصنع مهجور فى طريقا ضائع وسط الصحراء القاحلة .
نظرت له بړعب فبادلها بجمود وهو يفتح الباب المجاور له ويدور حول السيارة ليفتح بابا ويخرجها بقوة ساحقا إعتراضها .
جذبها من ذراعها بقوة أرعبتها تجاه المصنع فصړخت دون القدرة على التمسك بقناع البرود 
_ أنت مودينى فين عاوز منى إيه .. أبعد عنى .
إلتفت إليه پعنف ووجها إستحال لونه إلى سواد قاتم ليقول پغضب 
_ اخرسى .
وأكمل سحبها إلى الداخل لتجد على باب المخزن رجلين ضخمين الچثة ما إن رأوه حتى أومأوا له بهزة من رأسهم فإزداد رعبها وتعثرها وهى تتبعه .
دلفت إلى المخزن بقوة دفع يد مؤيد .. لتدجده يسوقها إلى حجرة مغلق بابها ما إن فتحها حتى وقفت مذهولة من المنظر بداخلها .
كل هذا عانيته يا حبيبى .
كل هذا تلقيته لسنوات .
كيف غفلت عن تلك الندوب التى ملأت صدرك وذراعيك المفتولتين !
كيف لى ألا أشعر بالالم يملأ نظرات !
كيف يكون الماضى قاس إلى هذه الدرجة !
ولكن .. لما لما أنا من يفرغ بى شحنة الكبت !
ألاننى أحبه .. وسأتحمله .
تعالى إلى يا حبيبى تعالى إلى وسأنسيك العالم بين ذراعى .
نظرت بحزن إلى الشارع المظلم تحبه وحبه يؤلما يعذبها به وهى على رضى تام .. 
تريد أن تزيل جراح الماضى .. لكنها جراح لا تزال تئن بالډماء لاتزال قائمة وكأنها صنعت بنفس اللحظة التى يلاقيها بها .
هى علامة الماضى بالنسبة له هى المفتاح السحرى للألم .
هى الدمية التى يود أن يفرغ بها شحنة كبته هى مستقر الحياة .
لماذا يا أدهم أتخذتنى مجرد لعبة صماء .. ترضى ذاتك بها .. وذاتى أنا ضائعة فى بحورك .. أهواك وهواك يسحق قلبى المغرم بغبائك .. ألك أن تتخيل قسۏة الأيام وهى تدفعنى بطريق مظلم ليس له نهاية .. 
هذا هو طريقى داخلك للوصول إلى قلبك المتجمد فى منتصف جبال القطب الجنوبى .
وبالأخير ألا تمتلك بعض الرحمة .. لتتركنى أنعم ببعض السلام الداخلى مع نفسى التى تجاربنى 
نظر إلى القصر المظلم امامه بشرود .. كم يهاب هذا القصر وبالوقت ذاته يشعر بأنه مالكه وسيده .
بلى هو كذلك هو مالك القصر والاموال ولكنه لم يكن يوما مالكا لحياته.
فبتجربة واحدة ... لا لا بل تجربتان إعتزلها متجها إلى العمل وكأن الحياة أنحصرت لديه بالعمل والطعام والشراب فقط .
ولكن لكل تجربة نتيجة وكانت نتيجة هذا الفشل طفل صغير ليس له ذنب سوى أنه جاء إلى دنيا الاضطرابات .
لقد عنفه أدهم وكذلك فعلت جدته ووالدته لكى يأتى إلى هنا ويلاقى إبنه المشتاق إليه .
ولكن يقول مثلا قديم فاقد الشيئ لا يعطيه 
هذه العبارة تنطبع عليه بشدة فهو فقد الحنان فى طفولته وفى حياته فكيف سيمنحه لإبنه وهو لا يعرف كيف يمنح !
لقد إعتاد منذ صغره بأن يكون الانسان الالكترونى يتحكم فيه عن بعد بالضغط على جهاز التحكم لينفذ الاوامر دون جدال .
ردات فعله دائما عملية وجهته تنظر للحياة فقط من الإطار العملى بضع قوانين وحل منضبط سيسير العمل على أكمل وجه .
ولكن أن يتعامل بعواطفه هذا ما لم يعرفه يوما .. بل عرفه وليته لم يعرفه لأن معادلة العواطف كما قال له والده .. معادلة فاشلة .. لا تتساوى بها الكفتين .
فقط واحدة تزيد عن الأخرى .. ولابد أن يكون هو بالطرف الرابح .
أما إذا تساوت الكافتين فهذا هو قمة العدل لكيان الرجل .
لم تكن زيجته من ملاك .. زيجة رومانسية بل كانت عمليه تحكمها المصالح شيئ مقابل شيئ ... هكذا أتفق مع والدها رجل الاعمال ولكن الصغيرة ذات
الاحلام الرومانسية لم يعجبها ذلك .
حاولت مرارا أن تغيره وتجعل منه شاعر متغنى فى جمالها .. على الأقل صاحب عواطف حساسة .. إلا أنها فشلت بجدارة .
وبعد محاولات عديدة يأست وإنسحبت ببطئ من حياته .
ولكنها خلفت ورائها ضحېة صغيرة فلم يكن منه إلا أن تركه له ليرعاه .. غير عابئة بما سيلاقيه وهو معه .. فقط ما يهمها أن تكون حرة ولتبحث عن شاعرها المهمام .
زفر بتثاقل ضاغطا بيده أعلى انفه .. سيحاول أن يكون لطيفا مع إبنه وينزع رداء الظلام الذى يرتديه .. عله يشعر براحة البال بجواره .
دلف من باب القصر العالى .. بعدما فتحت له الخادمة ليناظر بعينيه علو القصر المهيب .. بألوانه التراثية ولوحاته العتيقة .. وأثاثه القديم ولكن ذا طابع أكمل صورة القصر الملكى الخاص بعائلة الزهيرى .
أتجه إلى الصالون حيث وجد جدته تجلس بإتزان ممسكة بفنجان من القهوة ترتشف منه بأناقة وكبرياء لطالما أغرق افراد العائلة .
ألقت عليه نظرة خاطفة لتشير بطرف عينها إلى الكرسى المقابل فإقترب منها إلى أن جلس على المكان الذى اشارت إليه لتخفض فنجان القهوة وتقول بعملية 
_ شغلك أخباره إيه بره !
ابتسم بسخرية لحالها تسأله عن العمل قبل الحال .. لا بأس أيتها الجدى الفضلى فهذا ما أعتاد عليه فقال
50  51  52 

انت في الصفحة 51 من 155 صفحات