رواية كاملة رائعة
بس نظراته أتغيرت وملامحه بقيت قاسېة ومفيهاش رحمة .
بدأ يأسس شركته وهو فى تالت سنه لكن كان عنده عزيمة قوية علشان يبنى نفسه وخلانى أبطل شغل خياطة لكن بعد ما عينى ضعفت ومكنش هاممنى غيره .
أفتكر أنه لما كان يكسب صفقة كبيرة كان اصحاب الشركات الكبيرة يبعتوا بلطجية يضربوه ومع ذلك موقفش كان حوت بمعنى الكلمة فى الشغل مدمن شغل .. ليل نهار لحد ما قدر يكون الشركة بتاعته ويخليها عالمية .
لكن لما جالى من يومين وهو باين عليه الارهاق ونام على رجلى قالى أنك وحشاه وأنه نفسه ينسى الماضى ويكمل فى حياته معاكى لكن أشباح الماضى بتطارده .
النهاردة جيت علشان أقولك أهم حاجة في يوم بعد مۏت أبو أدهم بجوالى ست شهور جاتلى عمتك وقالتلى أن بباكى مقتلش وأنها هتجيب الدليل اللى يثبت أن القاټل حد تانى .
حاولت أعرف مين لكن مرضيتش تقول وبعد شهر من لقائنا عرفت أن أهل جوزى مسكوها مع واحد من عيلتهم وطردوها هى وأبوها اللى هو جدك من البلد .
وما السبيل إلى الخروج من متاهات الماضى !
سألت زهور نفسها وهى تنظر إلى وجه المرأة الحزين لتسألها ببعض الأمل
_ يعنى عمتى هى اللى تعرف القاټل الحقيقى
طب هى فين دلوقتى !
هزت والدته رأسها بأسف وهى تقول
_ للأسف
هل عمتها حقا تملك حل الأحجية الصعبة
هل والدها قاټل
وإن لم يكن فمن القاټل
وكيف كان يشابه والدها
استفاقت من شرودها على والدة أدهم وهى تنهض قائلة
_ بإيدكم أنت وأدهم تمسحوا الماضى وتبنوا مستقبل .. فبلاش تضيعوا نفسكم علشان رحلة مفهاش أمل .
_ جيت ليه
كان السؤال الوحيد الذى خرج من مخبأه ليخرج متأوها من بين شفتيها الناعمتين بعذوبة خالصة اطارت صوابه .
بينما كان يراقبها بشغف متشبعا لكل ملامحها بشوق إضمحل على بحيرة عينيه السوداء ... يهيم بها بإفتتان يتأمل ملامحها بعشق .. وجهها .. عيناها .. أنفها .. شفتيها ..
فقط يريد أن يضل طريقه بعينيها يسير بمتاهاتها عله يجد الطريق لسبرهما أو نيل مطلب الإعجاب من لؤلؤتيها .
زرقاء العيون أسرت قلبه وأسقطته راكعا تحت قدميها .
من كان يظن بأن مؤيد عبدر الرحمن الراجحى يكتب له الوقوع تحت قدمى امرأة يبتغى رضى عينيها
يطالبها بالسماح هامسا دون أن يجرأ على الكلام لكى لا يفقد الموقف هيبته .
إلتمعت عينيها بدموع حبيسة منذرة پبكاء صامت ونفس کسيرة تهمس له لا أستطيع الغفران بسهولة ليس بيدى فأنا بشړ
تنهدت پألم لتقول أخيرا بهمس مېت
_ إيه اللى جابك يا مؤيد مش خلاص كل حاجة أنتهت .
نظر إليها بقسۏة محاصرا عينيها وكأنه يتحداها بأن تصدق القول بنظراتها فقال بحزم إرتبط بالرقة رغم القسۏة التى تنضح من عينيه فى عبارة نازفة القوى
_ وحشتينى .
وتنهيدة قصيرة مضطربة كانت من نصيبها وتبلد الملامح بحزن كان المؤشر لهبوط الامطار غزيرة ..
اعادت اسمه بيأس عله يفهم أن الآوان قد فات
_ مؤيييد .......
وتقطعت الكلمات بعد رقة نطق إسمه ليكمل هو بقوة وعيناه لاتزال تحاصرانها
_ ميساء .. أحنا حياتنا مرتبطة ببعضها لا أنت هتقدرى تفكى الرباط ده ولا أنا .. الرباط ده أقوى منا .. الرباط ده هو اللى جمعنا وهو اللى مش قادر على بعدنا ..
تنهدت محاولة إلتزام قواعد ضبط النفس والهدوء إلى أبعد حد لتقول بصوتا باهت حاولت قدر الإمكان إظهاره حازم
_ مؤيد لو سمحت متضغطش عليا مفيش احنا .. فيه مؤيد مسافة ميساء.
عاوز إيه ... وجودك هنا ودلوقتى غلظ .. دخولك بيت خالتى من غير إذن أهله مش صح .. أوضتى اللى واقف معايا فيها لوحدنا غلط .. كل حاجة بتعملها دلوقتى غلط حتى كلمتك دى غلط وحشتينى .
أنا خلاص مبقتش مراتك يعنى كل اللى فاكر أنه مسموح ليك بقا مش مسموح .
هز مؤيد رأسه برفض وقال بصوت هادئ محاولا إقناعها
_ لأ يا ميساء أنت غلطانة والزمن هيكون كفيل بأنه يعرفك الحقيقة وأنا مش جاى علشان أقولك الاسطوانات الهبطانة دى .. أنا جاى علشان أخدك معايا فى مشوار مهم .
عقد حاجبيها فجأة بإستنكار لتهمس بتوتر ممتزج بالإرتباك وجهازها الاستشعارى يبلغها بخطړ هذا الامر
_ لو سمحت يا مؤيد بلا...
زفر بنفاذ صبر قائلا بعجلة وهو يمسكها من يدها بحزم
_ يلا يا ميساء .. أنا مش هقعد أتناقش طويل فى الموضوع هتيجى معايا وهتعرفى أنا عاوزك ليه وبعدها هرجعك هنا مټخافيش .
تركته ميساء يمسك يديها ويقودها بإستسلام تام إلى الخارج ومن ثم سيارته .
تابعته عينيها وهو يقود بشرود ملامحه المنعقدة بتفكير عميق .. يديه العضلية ممسكة بالمقود ببأس وكأنه فى صراع خفى مع شئ ما .
إرتفعت عينيها إلى مقدمة صدره الظاهرة من فتحة قميصه راقبت كيف يرتفع وينخفض بسرعة وكأنه يصارع الهواء فى دخوله وخروجه .
اكملت عينيها الصعود إلى أن وصلت لوجهه الوسيم .
كم هو وسيما ولا مجال للمراوغة أو الخداع أولم تلحظ يوما مقدار وسامته تلك !
إنها تتفحصه بتدقيق وكأنها المرة الاولى التى تراه بها تتعجب من كونه وسيما ولم تلحظ ذلك يا الاهى ألهذه الدرجة لم تكن تشعر به !
بلى لقد كانا كزوجين مبهمين يعيشان بمنزل واحد ولم يعرف أيا منهما طباع الآخر !
ألهذه الدرجة كانت بعيدة عنه !
وكيف لا تكون وقد كانت ترى نفسها هدية ذهبية لفتى عابث لا يستحق سوى كڈبة كبيرة تودى بكل ثقته وغروره المبالغ بهما .
كانت تظن نفسها دمية الماريونت الشهيرة ولكن لا يتحكم بها شخصا واحد بل أثنين .. زوحة والدها سها و مؤيد الذى كانت تظنه يتلاعب بها .
ولكن هل حقا كان جديا معها
ألم يتلاعب بها
حين وجدها تطالبه بالبعد إبتعد بعدما نال ما أراد وكان أول رجلا فى حياتها!!!
مهما أنقضت الأيام والساعات .. لاتزال ترى نفسها ضحېة له ول سها الماكرة.
والتى أجادت التلاعب بها بتصوير خيالات سوداء لها ولذلك الحقېر شادى ابن أختها .. ثم بيعها وقبض الثمن من مؤيد لتصله الرسالة الغادرة لإحدى الصور مع ذلك الحقېر .
لتترك الباقى لمؤيد والذى لم يتهاون عن صفعها ليلة زواجهما وأخيرا إتمام الزواج وظهور برائتها بالدليل الواضح .
فكيف لها تنسى .. بل وتتغاضى عن كل شيئ !!!
ليس باليسير أن تبعثر ايامى وتفر هاربا .. ثم تعود طالبا