الثلاثاء 22 أكتوبر 2024

رواية وعد نزار للكاتبه زينب سمير

انت في الصفحة 29 من 37 صفحات

موقع أيام نيوز


حالة بينار العجيبة والدموع المترقرقة بعيونها اقتربت منهم سريعا ووقفت امام بينار تتفقدها وهي تهتف بتسأل قلق علي تلك السيدة الحنونة
_طنط بينار انتي كويسة لية بټعيطي.. حد زعلك.. طنط.. طنط
لكن لا رد من الاخري التفتت لنزار تسأله لكنه وجدته صامت لا يتحدث.. عادت بعيونها للاخري.. وجدتها ترمقها بنظرات غريبة.. لم تفهمها قط نظرات شوق وحب جارف شوق ام لأبنتها مدت بينار يدها ببطء لتحاوط وجه نازلي بين كفيها الحنونتين بدأت تلمس وجهها بحنية عجيبة وهي تهمس
_بنتي..
صمتت ل لحظى كأنها تتذوق الكلمة لأول مرة بشفتيها ثم كررت من جديد بلهفة أشد وهي تسحبها لتغمرها بين احضانها

مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
_نازلي بنتي..
ودفنتها بين احضانها والاخري يظهر عليها عدم الفهم لكن رغم هذا استكانت بين ذراعي بينار وهي تتلمس من بينهم دفء غريب..
لا تعلم.. كم مر من الوقت لكن بينار تلك لا تتركها تهرب من بين ذراعيها وهي تبكي مرددة بنتي.. بنتي 
ورغم هذا لم تسئم.. بل تمنت هي ايضا لو لم تنتهي تلك اللحظات ابتعدت بينار عنها اخيرا وعادت تضم وجهها بين كفيها وهي تقول بينما تتأملها بحب
_انتي بنتي يانازلي..
قالت نازلي بتشوش
_بنتك ازاي اها قصدك بتعتبريني زي بنتك وكدا...
قاطعتها بنفي قاطع
_لا انتي بنتي.. بنتي انا وفاروق
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
ولم تترك للاخري فرصة للحديث والاعتراض بل سحبتها واجلستها وجلست بجوارها علي اريكة موجودة بالغرفة وبدأت تشرح لها كل شئ..
بنفس اللحظة.. كان نزار قد انسحب من بينهم وخرج من الغرفة وقف في احد شرف القصر المطلة علي الحديقة يتطلع بشرود امامه قطع عليه خلوته صوت رحمة
_هنعمل اية
التف لها بتعجب.. فقالت موضحة
_الاول كنت بساعدك علشان واحدة غلبانة.. تخيل بعد ما عرفت ان الغبانة دي بقيت اختي.. هسيبك لوحدك تجيب حقها وحقنا
تفهم انها سمعت حديثهم فتنهد قبل ان يقول
_انتي عايزة تعملي اية
صمتت ل لحظات قبل ان تقول
_سبلي رشوان وابنه
اؤما هاتفا
_ياريت.. لأني مش فضيلهم
كادت تغادر لكنه امسك يدها و
_نازلي ملهاش اي ذنب في اي حاجة حصلت نازلي ضحېة لغلطات امك وفاروق ورشوان.. هي اللي دفعت تمن كل اللي عملوه دفعت تمن حقارة رشوان وفاروق واسف يعني.. غباء عمتي فمتقسيش عليها واتقبليها
ابتسمت وهي تردف
_انت اللي بتقول كدا
اؤما بنعم ببسمة تكاد تري و
_لو كنت جيت عليها انا كمان يبقي عمري ما كان ينفع اقول اني بحبها مينفعش انا كمان اظلمها كفاية عليها اللي حصل
ربتت علي كتفه هاتفة
_معاك حق..
وتركته قبل ان يقول شيئا اخر ينظر في اثرها هاتفا بشرود
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
_ياتري اللي جاي مخبي اية كمان
بالداخل.. انتهت من سرد الحكاية ورفعت انظارها تري اثر وقوع الحديث علي نازلي وجدتها تنظر لها پصدمة وتشوش تنهدت قبل ان تقول
_عارفة ان اللي قولته مش سهل بس هما قفلوا كل البيبان في وشي عمري ما جه في بالي انهم ممكن يعيشوني في كدبة زي دي انا عارفة انك ممكن متتقبلنيش وتشوفيني ظلمتك زيهم بس والله ما بأيدي انا دلوقتي بتقطع من حوايا.. انا..
لم تترك لها فرصة ل الحديث بل اسرعت بألقاء نفسها بين احضانها.. تبكي وتبكي.. بكامل عزمها وقوتها وضعفها.. تبكي اوجاعها لها.. تبث ل الاخري قليل من ما عانته بدونها تعرفها ما تحمله بداخلها من الآم لحظات وبدأت بينار تشاركها البكاء عليها وعلي ابنتها التي كسبت منها سوء الحظ..
دخلت رحمة ورمقتهم للحظات بجمود غريب تخفي داخله ألم عظيم علي حالتهم قبل ان تتقدم وتحتضنهم سويا بين ذراعيها تربت عليهم بحنان وكأنها هي الام!
ومن بعيد وقف راجي يتابع ذلك المشهد بحنان وبسمة لطيفة قد ارتسمت علي شفتيه
وجد من يربت عليه التف ليري من هو.. وجده نزار الذي قال بملامح جامدة وهو يتابع ذلك المشهد
_علشان نفضل نشوف المشهد دا.. لازم نخلص من فاروق
اؤما راجي موافقا علي حديثه و...

قبل ان تصل خطواته لمشارف مزرعة الرشيد وجد من تمسك يداه وتلفه ليواجهها هتفت نغم وهي تحاول ان تقنعه
_مينفعش ندخل خبط لزق كدا ونقولها اننا اخواتك من الاب يايامن ونقولها ان رشوان مش ابوكي وليكي اب غيرك عارف بوجودك وسايبك لواحد زي رشوان خسيس وولا هامه ونصدمها كدا بوجودنا
قال بعند
_ومينفعش تعيش وهي مفكرة انها لوحدها ومعهاش حد
قالت بتنهيدة حارة
_لا معاها.. نزار اللي اتجوزها علشان متبقاش لوحدها وعمي راجي وطنط بينار.. واحنا.. مش مهم الصفة اللي احنا معاها بيها.. لكننا المهم هنبقي معاها ارجوك.. احنا منعرفش بابا ممكن يعمل اية لو عرف!
قال بضيق
_مش قادر..
ربتت علي كتفه و
_شوية بس نحاول نفهم اية اللي في دماغ بابا وبعدين نقرر هنعمل اية.. المهم انت قولي سمعت اية من بابا خلاك جيت علطول كدا
تنهد مجيبا
_كان بيكلم رشوان دا وبيقوله انها لازم ترجع من قصر الرشيد لو عرفوا انها بنت بينار وبنته يبقي هينسوها للابد وهو معندوش استعداد يخسرها.. وعنده استعداد يعمل اي حاجة حتي لو هيقتل نزار زي ما عمل مع ابوه علشان ترجع
ضحك بسخرية وهو يقول
_تخيلي بيقول معندوش استعداد يخسرها وهو سبب في كل اللي بيحصلها وعڈابها اصلا!
قالت وهي تضيق ما بين حاجبيها
_وانت اية اللي عرفك بعڈابها اصلا! بابا معقول بابا عارف باللي بيحصل معاها من رشوان وساكت
اؤما بالنفي
_رشوان مأقنع بابا تقريبا انها هربت وراحت لنزار علشان بتحبه.. لكن انا عرفت من عدي.. هو عارف
اؤمات بنعم وهي من داخلها يتفاقم ضيقها وڠضبها علي والدها ذاك.. وحزنها علي شقيقتها.. نعم شقيقتها التي ذاقت عذاب الدنيا لوحدها بدلا عنهم جميعا!
كأنها اخذت كل نصيب الحزن عنهم.. وتركت لهم الراحة والسعادة!

مرت عدة ايام..
ما حدث فيهم سواء تعمق العلاقة بين الام وابنتها سواء نازلي وبينار.. او زهراء وكوثر امها التي بدأت تتأقلم علي الحياة سريعا بعد الافاقة من غيبوبتها رحمة التي اختفت من جديد.. وزهراء وعدي التي بدأت تصفو و.. تحلو حياتهم
ساعدها لتتسند عليه وتسير علي العشب حافية القديم كما ترغب وهو يبتسم بسعادة عليها وهو يراها تبدأ تخطو عدة خطوات وان كانت بحاجة الي ساند ايضا توقف عن السير فتوقفت هي ايضا تنظر له بتسأل..
عدي
_مش كفاية عايزين نفطر..
اؤمات موافقة رأيه
_معاك حق زمانهم كلهم مستنيينا اصلا يلا..
وسار عائدين ل المنزل همس وهو يهبط لمستواها قليلا
_بقولك
التفتت تنظر له بتسأل فأردف غامزا
_بقول بما انك راضية عني الايام دي اية رأيك اخدك ونختفي يومين ونتمم ام الجوازة اللي..
لم تسمح له ان يتابع وهي تشهق پصدمة ضړبته علي كتفه هاتفة
_قليل الادب..
وابعدت يداه التي تحاوطها عنها وبدأت تسير بأتجاة المنزل مستندة علي الحائط.. بينما وقف هو يضحك عليها بعلو صوته
سمع صوته من خلفه يناديه.. التف خلفه وو..

_ممكن ادخل
قالها نزار وقد كان دخل بالفعل نظرت له نازلي بصمت كانت تلك اول مقابلة تجمعهم وهم منفردين بعد اخر صدمة جمعتهم حيث كان يتهرب من لقائها وان حدث وتجمعا كان يتهرب من عيونها..
تفهم نظراتها فقال شارحا
_سبتك الفترة اللي فاتت علشان كنتي مشغولة بعمتي و..
اؤمات بتفهم قبل ان تقول بنبرة هادئة.. غريبة عليها
_جاي علشان نروح نتمم اجراءات الطلاق ولا غيرت رأيك
ضيق ما بين حاجبيه وهو يقول بتمهل بينما يرمقها بتركيز
_اللي انتي عايزاه
 

28  29  30 

انت في الصفحة 29 من 37 صفحات