السبت 19 أكتوبر 2024

رواية حصاد المر بقلم ډفنا عمر

انت في الصفحة 12 من 33 صفحات

موقع أيام نيوز

هنتأخر.. مبدئيا هي محتاجة دعامة للقلب وبعدها نتابعها ولو الوضع تأزم أكتر يبقى هنلجأ لحل جراحي.. بس خلينا مانسبقش الخطوات.! وحالا هنعملها بعض فحوصات ضرورية.. وربنا ييسر إن شاء الله
غارد الطبيب وتبادل الشقيقان النظرات الوجلة والخۏف ينضح منهما. وهتف الأصغر هنعمل أيه يا عبد لله!
أجابه بصوت ملتاع هنقول يارب ياخالد مافيش احسن منه نلجأ له .. بإذن الله أمي هتكون بخير هنعملها دعامة زي ما الدكتور قال.. وأي حاجة تحتاجها بس ترجع لصحتها وعافيتها..!
عبر الهاتف!! 
_ أنت بتقول أيه ياأحمد. فريال في المستشفى وهتعمل دعامات للقلب! ولسه فاكر تقولي دلوقت! يومين اختي في المشفى وانا معنديش خبر!!
مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
_ أهدي ياهند.. أنا ماحبتش اقلقك وأنا وولادها حواليها هتيجي تعملي أيه زيادة.. كفاية اللي فيكي
هتفت پبكاء ولو يا أحمد مهما كانت مشاكلي دي أختي وفي محڼة ومستحيل أسيبها لوحدها..! 
أرجوك ابعتلي يمنى تقعد مع ماما والولاد عشان أقدر اجي! 
أجابها من غير ما تطلبي.. يمنى دقايق وهتكون عندك فعلا.. وموقع المستشفى هبعتهولك خدي تاكس وتعالي.. مستنيكي!
أغلقت الهاتف ودموعها تنساب بغزارة دون سيطرة وراحت تستغفر دون إنقطاع.. فالأمور حولها تتأزم
والفواجع والنكبات تحاصرها..!
توضأت لتصلي وتناجي ربها بخشوع مرددة دعاء النبي صل الله عليه وسلم حين دعى ربه!
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
اللهم إليك أشكو ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني على الناس أنت رب المستضعفين وأنت ربي اللهم إلى من تكلني إلى بعيد يتجهمني أم إلى عدو ملكته أمري إن لم يكن بك ڠضب علي فلا أبالي غير أن عافيتك هي أوسع لي. أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة أن ينزل بي سخطك أو يحل علي غضبك لك العتبى حتى ترضى .
رواية حصاد المر بقلم ډفنا عمر 
بعد فترة أستدعت حالة فريال تدخل جراحي لتبديل شرايين القلب..! لم تكن الأمور المادية متاحة بشكل كبير فاضطر خالد بيع سيارته التي كان يستثمرها بتوصيل أوبر كما باع عبد لله مصوغات زوجته رجاء وأيضا زوجة أخيه عايدة.. كما ساهم أحمد بمبلغ كان يدخره ورغم رفض أبناء شقيقته إلا أنه أصر فهي شقيقته قبل أن تكون والدتهما..! وتم توفير تكلفة العملية وخضعت لها بعد أن أوصت الجميع بالكثير كما طلبت مسامحة شقيقيها أحمد ووالدتها..!
وتمت الجراحة بنجاح.. ومكثت أسبوع أخر للمتابعة بشكل وافي ثم عادت لمنزلها لتمر بمرحلة أخرى ليست هينة.. فكان لابد لها من ملازمة الفراش عدة أشهر مرتدية حزام خاص يضم القفص الصدري بإحكام حتى يلتحم القفص المشقوق بفعل الجراحة مرة أخري! ولن تتحرك إلا بحرص شديد حتى لا تتآذي عظامها وتعود لطبيعتها مع الوقت! 
رواية حصاد المر بقلم ډفنا عمر 
في منزل فريال!
هند حمد لله على سلامتك يا ست الكل. نورتي بيتك

تاني ياحبيبتي! 
أحمد وهو يقبل رأس شقيقته الكبري دي نورت الدنيا كلها مش بس بيتها ياهند..!
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
خيط دموع صامت يسيل على خديها تأثر بحنان أحمد وهند اللذان غمراها بعاطفة واهتمام لم تكن تتخيله يوما.. محڼة مرضها كشفت لها الكثير وأعادت داخلها الحسابات.. كم نحن ضعفاء أمام المړض وكم نحتاج الدعم والمؤازرة من أحبائنا. أهكذا شعرت والدتها القعيدة التي اهملتها وكانت تبعث لها زوجات ابنائها بدلا منها هل حقا أحسنوا رعايتها أم اخفقوا وأسائوا إليها لما لم تشك لحظة أنها تعاني وتحتاج برها وحنانها.. هي الأن بحالتها تلك.. لا تحتاج شيء بقدر حنان ورعاية من حولها..!
عبد لله مجففا دموعها بأصابعه 
جرى أيه ياست الكل.. أيه لازمة البكى ما انتي خارجة زي الفل أهو وقمر 14..!
خالد وهو يحيط كتفيها برفق شكلها عايزة تدلل علينا زيادة.. ثم قبل كفها هاتفا وهي تدلل براحتها..!
فريال بصوت خاڤت ربنا مايحرمني منك أنت واخوك ولا منك يا احمد أنت وهند.. سامحوني بهدلتكم معايا ومخليتش حيلتكم حاجة بعد تكاليف العملية!! ياريتني كنت م.... .
كمم عبد لله كفها هاتفا بحزم أيه اللي بتقوليه ده بس تكاليف أيه دي فداكي كنوز الدنيا الفلوس هتيجي غيرها هنشتغل وهنفضل مستورين بدعواتك انتي وبس .. ماتحمليش هم حاجة طول ما احنا على وش الدنيا.. انتي جايبة رجالة!!
ألتمعت عين أحمد بإعجاب مما قاله عبد الله ورغم أنه مازال محتفظا بغضبه تجاه سوء تهذيبه معه بصدام سابق بينهما إلا أن الوضع يختلف الآن فلا مجال للخصام وشقيقته بتلك الحالة.. فربت على كتفه هاتفا 
جدع ياعبد الله.. ربنا يبارك فيك. أنت وأخوك!!!
بوغت أحمد فعل عبد الله الذي التقط كفه ولثمها 
سامحني ياخالي عارف إنك زعلان مني وإني قليت ادبي معاك وإني
أحمد مقاطعا بمزاح إيه ياعم انت مصمم تقلبها دراما ليه.. وبعدين هو أنا ياواد سكتلك ما انا ظبطك في ساعتها.. لكف متين.!
عبد الله بندم حقيقي..خاصتا بعد وقفة أحمد معهما كتفا بكتف في تلك المحڼة 
_ولو يرضيك اضربني تاني بس سامحني يا خالي.. سامحني لأني عمري ما هنسى وقفتك معايا أنا واخويا..!
أحتضنه أحمد بقوة ياعبيط دي أختي قبل ما انت تيجي للدنيا.. وعمري ماهقصر معاها مهما حصل!
أبتسمت فريال لتلك المصالحة.. وتمنت أن تحظى هي الأخرى بفرصة لطلب السماح وإبداء الندم!
رواية حصاد المر بقلم ډفنا عمر 
الفصل السابع
يا قاسېة القلب طفلك الكبير يشكوا الهجر.. 
جودي بقبلة حانية تحي بها رماد القلب.. 
كفى مثالية فحبال الصبر تمزقت.. 
وانت خلف جدار الجفاء تتوارين بحماقة.. 
البرد يرجف الأجساد هذا المساء.. والشتوية تنتشر بالأجواء والسماء تهطل أمطارها بسخاء شديد!
وهو جالسا بشرفته يتلقى ثلج محيطه دون ارتجاف يصيب بنيته ..لا يشعر سوى بلهيب شوق لها ولأطفاله وأصواتهم الصاخبة حوله ..وهند تعيد عليهما عشرات المرات تحذيرها بضرورة النوم مبكرا حتى يتثنى لهما الأستيقاظ براحة..! والمخادعين الصغار يراوغون بالوعود ولا يفعلون ويضطر هو لحمل جسديهما بعد أن يسقطوا بالغفوة ويرقدهما بالفراش..!
أما هو فكان يعبث بأصابعه على شاشة الهاتف متصفحا حسابه او متتبعا أخر اخبار العالم أو مشاهدا لمقاطع عشوائية من مباريات سابقة.. تاركا إياها غارقة بغسل الصحون التي لا تنتهي وتعيد ترتيب ما بعثره الصغار أثناء اللعب.. ثم ينتهي الأمر بغفوتها هي الأخرى على أحد المقاعد جواره!
تنهد عصام وهو يستعيد بعقله تلك الذكريات القليلة والضيق يتملكه بشده وربما الڠضب.. نعم منحها وقت لتهدأ.. ولكنه ظن أنها لن تتحمل الأبتعاد كثيرا لتعود بمفردها دون ضغط..!
فڠرقت أكثر في أمور عائلتها خاصتا بمرض فريال التي رغما عنه لا يحبها.. منذ اللحظة الأولى يبغضها..ولكن لا يمنع أن يتمنى لها السلامة بالطبع فهي مجرد مريضة.. وهاهي انضمت هي الأخرى لمن يحتاجون رعاية زوجته الحنونة هند..!
أليس لها زوجات ابنائها وأبنائها انفسهم ليراعوها لما يقع هذا على عاتق زوجته ..لقد بالغت هند وأصبحت لا تطاق.. ولم يظلمها حين اتهمها أنها أنانية بخصوص أهلها.. تقصر معه نعم.. اما هم فلا تقصر ابدا..!
البرد يزداد.. والارتجاف بدأ يسيطر على جسده.. وثقل شديد تملك من رأسه فمال على الجدار خلفه يريحها ورغم جلوسه يشعر بدوار شديد ماذا يجري له ربما لأنه لم يتناول طعاما طيلة يومه! يشعر بالضعف.. هل يسقط بغفوة الآن أم يفقد الوعي!!!!!
منزل الأم فاطمة في الصباح! 
_ معلش يا يمنى ممكن أتأخر شوية عليكي لأن بعد
11  12  13 

انت في الصفحة 12 من 33 صفحات