السبت 19 أكتوبر 2024

رواية حصاد المر بقلم ډفنا عمر

انت في الصفحة 13 من 33 صفحات

موقع أيام نيوز

ما اروح لفريال.. هعدي على بيتي أجيب منه حاجات مهمة للولاد وهرجع.. وبأذن الله مش هتأخر عليكي!
_ ولا يهمك ياهند أنا موجودة أهو ماتقلقيش وخدي راحتك لو وراكي مشوار اعمليه.. وأحمد أصلا شوية وهيكون جه..!
_ تسلمي حبيبتي.. يلا أسيبك في رعاية الله! 
تصادمت بكتف أحدهم أثناء صعودها لشقة فريال
فقالت معتذرة أنا أسفة معلش أصلي مستعحلة وخبطت فيكي! 
السيدة ولا يهمك ياهند ماحصلش حاجة.. 
أنتي مش فاكراني 
هند بعدم تركيز أسفة مش واخدة بالي!! 
فهتفت السيدة معلش الله يكون في عونك أنا ام ياسين جارة ابن اختك عبد الله!
مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
الآن تذكرتها هي سيدة ودودة أتت مرارا تطمئن على والدتها.. فلا يفوتها واجب قط.. فهتفت
_ أه افتكرتك معلش سامحيني أنتي عارفة الظروف اللي انا فيها..!
ام ياسين بتفهم ولا يهمك.. طمنيني الحاجة فاطمة عاملة أيه وأختك أم عبد الله أزيها دلوقت أنا قلت اعدي أطمن عليها أما عرفت من رجاء باللي حصلها وطلعت خبطت مالقيتش حد فتحلي!
هندنحمد ربنا على كل حال إن شاء الله يكونوا أحسنأنا فعلا لسه جاية طب اتفضلي اطلعي تاني معايا..! 
ام ياسين طب هروح أوصي علي حاجات عند الجزار وبتاعة السمك.. يجهزوهالي واعدي عليكي بعدها..!
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
أومأت هند برأسها وأخبرتها أنها ستنتظر وهمت بالصعود سريعا .. ثم وقفت فجأة واستدارت تنظر للجارة هاتفة ام ياسين! 
_ نعم ياهند في حاجة ياحبيبتي!
تتفحص هند موديل عبائتها السمراء التي ابتاعت مثيله گ هدية لوالدتها من صديقة لها جلبته بتوصية من دولة خليجية.. هي أكيدة أن هذا الموديل ليس بالأسواق المصرية.. كيف حصلت أم ياسين عليه!!!
طال صمتها الشارد فتسائلت الجارة مالك ياهند في حاجة! نادتيني ووقفتيني وسكتي عايزة تسأليني عن شيء
هند أصل... العباية بتاعتك عجبتني أوي وعايزة اعرف المحل اللي اشتريتها منه فين
أم ياسين بكرم لا تدعيه يالهوي ده أنا اغسلها واكويها واعطرها وابعتهالك ياحبيبتي ماتغلاش عليكي ابدا يا هند! 
أجابت بابتسامة مجاملة تسلمي يا ام ياسين.. بس ياريت تقوليلي جبتيها منين! 
_ وحياتك ماجبتها من محل أصلها ياختي خليجي مش من هنا.. واشتريتها من رجاء مرات ابن اختك عبد الله .. جاتلي في يوم تقولي واحده عايزة تبيعها عشان ضيقة عليها وطلبت فيها 500ج .. بصراحة لقيت العباية

تستاهل وكل اللي يشوفها زيك يوقفني ويسألني جبتها منين..!
أصابها عدم توازن وترنحت قليلا فأمسكت الجارة ذراعها هاتفة بجزع أيه ياهند مالك أمسكي نفسك حصل أيه ماكنتي كويسة دلوقت!!!!
تجرعت صډمتها وتمالكت نفسها هاتفة مافيش يا ام ياسين أنا كويسة.. من قلة النوم دوخت.. معلش هسيبك وأسفة إني عطلتك!!!
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
ذهبت الجارة.. أما هي فخارت قواها وأصبحت عاجزة عن الوقوف.. فجلست على الدرج وعيناها تهطل دموعا وهي تعيد ربط الأشياء ببعضها لتتشكل بعيناها صورة بشعة لحقيقة كانت تجهلها.. والآن فقط ادركت لما أوصاها أحمد على رعاية فريال وعصبيته حين اخبرته أن رجاء وعايدة لن يتروكوها.. هل كانوا يذهبون لرعاية والدتها بدلا من فريال لذا كانت تصر دائما فريال ألا ينتظرها احد ويغادرون وهي ستأتي بعدهما.. كانت ترسلهما إذا.. وهما من كانوا يسرقون أشياء والدتهما.. الخاتم
الخاتم سرق ولم يضيع 
الآن فهمت نظرة الأم وهي تستغيث بها لتأخذ مصوغاتها كانت تشير بعيناها لقرطها وسلسلة عنقها أرادت تحذيرها وإخبارها بما يحدث.. وهي لم تفهم! لذا لم تنطر لوجه فريال حين أتت وكانت عابسة..غاضبة!
اڼفجرت دموعها بغزارة وهي تنوح 
آه يا أمي.. كل ده بيحصل معاكي وأنا غافلة ومعرفش! بيسرقوكي وإنتي شايفة ومش قادرة تنطقي وتحمي نفسك منهم!!! إزاي يحصلك كده وانا معرفش إزاي
ظلت تبكي وتلوم نفسها رغم أنها لم تقترف ما يستدعي لومها القاسې لذاتها.. الآن ادركت كل شيء أحمد يعلم ولم يخبرها لذا قرر فجأة أخذ والدتهما لمنزله بتلك الليلة.. وعندما علم پضياع الخاتم انقلب وجهه وثار ونزل گ بركان.. اصبحت الآن تعلم أين كانت وجهته يومها
رفعت وجهها ببغض نضح بعيناها وهي تتمتم فريال!! 
ضجر شديد يتملكها.. تشعر بالوحدة منذ ملازمتها للفراش وعدم قدرتها على الحركة إلا بالقدر اليسير! 
يتناوبون أولادها في رعايتها كما تأتي لها هند كل صباح لتهتم بها سويعات ثم تغادر! 
وبالمساء تأتي رجاء أو عايدة ولكن للأسف تشعر انهنا مجبرين لا يحسنون خدمتها قط.. وخاصتا عايدة التي ما أن يغادر ولدها خالد حتى تهملها تمام ولا تدخل لغرفتها لتتفقدها إلا اذا استنجدت هي بها لتساعدها بقضاء حاجتها..أو تعطيها بعض الماء ..ورجاء تتركها لتشاهد مسلسلات متتابعة وايضا لا تتفقدها تشعر بوجودهما أنها وحيدة.. وتعحز عن الشكوى لأولادها فإن علموا بأفعال زوجاتهما .. ربما يصل الأمر للطلاق وهي لن تكون سببا لتضر مستقبل أحفادها أو تهز استقرار حياتهما.. ستتحمل حتى تتعافى فلن تظل تحت رحمتهما كثيرا..
شق سكونها صوت الباب وأحدهم يدلف إليها.. هو موعد هند. مؤكد هي من أتت!
ظهرت هند على عتبة باب غرفتها تطالعها بصمت وعبوس شديد.. فتسائلت فريال أتأخرتي ليه ياهند مستنياكي من بدري عايزة اروح الحمام مش قادرة خۏفت اتحرك لوحدي اقع ومحدش معايا..! قلت اما هند تيجي تسندني وتساعدني!
اقتربت منها ببطء وقدماها تطالبها بالأبتعاد حتى لا تفعل ما ېؤذيها ولكن هل تؤذيها حقا.. تصارحها بجحودها ونتيجة إهمالها تعاتبها.. تصرخ عليها.. هي الآن لا حول لها ولا قوة.. تنتظر يدها لتسندها..! 
ليتها بتلك القسۏة حتى تقهرها وتخذلها كما خذلت والدتها ورمتها تحت رحمة قلوب متحجرة گ نساء أولادها.. مصيبتها أنها لا تعرف القسۏة!!
أصبحت أمامها تماما مدت يدها المرتعشة وقالت بصوت شديد البرودة أنا جيت يافريال.. هسندك بإيدي وهساعدك.. مش هخذلك.. لأني مش هعرف اعمل كده!!!
نظرتها صوتها حديثها.. كل شيء في شقيقتها ينبأها بإڼفجار وشيك.. ماذا حدث لها لما تخاطبها بهذا الغموض والبرود أين ابتسامتها ومرحها وتهوينها لمرضها وأنها قريبا ستكون بخير.. من تلك التي تقف تمد يدها بتردد وكأنها لا تريد المساعدة! .. ليست شقيقتها هند.. ابدا ليست هي!!
_ على فكرة.. أنا مش هفضل معاكي كتير.. هعملك اللي محتاجاه وهنزل..!
فريال بضعف يعني مش هتفضلي معايا لحد مايجي عبد الله أو خالد 
هند باقتضاب لأ..!
هذا اقصى ما استطاعت فعله.. فعلت لها ما ارادته وتركتها وتوجهت لمنزلها تريد الإختلاء بنفسها لتبكي وتصرخ بحرية دون أن يستفزها أحدا بسؤال لا يجوز الإجابة عليه.. فالإجابة تخجل ..ټجرح.. تدمي القلب!! 
واقفة تتأمل منزلها الكئيب دون أطفالها.. تشعر ببرودة.. أين دفء مسكنها وأين عصام 
نعم تذكرت.. هو الآن حتما بعمله! 
راحت تطفي الأنوار وهي تغمغم مش هتبطل العادة دي ياعصام .. بتسيب كل الأنوار مفتوحة قبل ما تنزل!

تفقدت مطبخها فوجدت أشيائها مبعثرة وطناجرها محترقة.. يد الإهمال تسيطر بقوة على كل شيء.. أسندت ظهرها على الجدار واغمضت عيناها وهي تأنب روحها أنا أسفة ياعصام .. سايباك لوحدك محتاس وغرقانة في مشاكلي.. سامحني!
جففت دموعها ونحت ضيقها جانبا.. فلا وقت لديها للنواح يجب أن تفعل له شيئا..!
بدأت بترتيب البيت وتنظيفه وأعداد طعام كثير حتى يتناوله حين يأتي من عمله..ويكفيه لأيام أخرى.!
أنتهت من كل الغرف والمطبخ ولم يبقى سوى غرفتها.. أصابها الحنين لها ولفراشها الذي يضمها هي وزوجها.. ورائحة المعطر الذي كان يحب نثره بفضاء الغرفة.. لم
12  13  14 

انت في الصفحة 13 من 33 صفحات