الإثنين 21 أكتوبر 2024

رواية حصاد المر بقلم ډفنا عمر

انت في الصفحة 24 من 33 صفحات

موقع أيام نيوز

أن علم ما فعلت زوجته وأخذ قرار طلاقها.. الأحوال تسوء أكثر وهي المذنبة الأولى.. ويجب أن تعالج ما افسدته بأي طريقة! 
عبد الله خير يا أمي! خالد بيقول إنك مستنياني

من الصبح وعايزة تكلمينا في حاجة! أؤمرينا وأحنا ننفذ!
أيده خالد مرددا أكيد قولي عايزة أيه يا ست الكل!
تنقل بصرها بينهما وقد أضناها التفكير بقرار يجب تنفيذه.. فاستهلت حديثها بتساؤل لكليهما
عايزة أعرف فكرتوا في مصير ولادكم بعد ما كل واحد يطلق مراته هيكون أيه
تبادل الأخوان نظرة حائرة.. حقا لا يعلمون مصير أولادهم فهتف عبد الله أنا مش هحرمها منهم هخليها تشوفهم.. لكن أنا اللي هربيهم! 
مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
وتبعه خالد وأنا كمان مش هقدر استأمن عايدة أنها تربي الولاد لأني مابقيتش ضامن هتغرس فيهم أيه!
ظلت تراقبهم بنظرة تقيمية ثم تحدثت بصوت شديد الصرامة محدش فيكم هيطلق مراته! 
واللي هيعصاني.. أقسم بالله لأغضب عليكم لحد ما أموت ولساني مش هيخاطب لسانكم بحرف.. وهمتنع عن الأكل والشرب والعلاج ويكون ذنبي في رقبتكم انتم الأتنين!
احتدت قسمات وجهيهما وصاح خالد پغضب 
يعني أيه أمي الكلام ده.. عايزة تجبريني ابقى على واحدة. كانت هتقتلني أو ټقتل خالي وسړقت ستي وياعالم عملت أيه كمان!
بينما تمتم عبد الله بثورة مماثلة وبعدين إحنا كبار بما في الكفاية عشان نقرر أمور حياتنا.. ماينفعش تقرري عننا حاجة زي دي يا ماما.. لو سمحتي ماتستغليش حبنا ليكي وتلوي دراع كل واحد فينا وتخليه لعبة في ايدك!
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
ملأ الۏجع وجهها مرددة بصوت مهزوز من إنفعالها
أنا السبب في مشاكلكم وخړاب بيوتكم.. أنا اللي اتخليت عن دوري في رعاية أمي وبعتهم بدالي وشيلتهم مسؤلية مش بتاعتهم.. أنا لوحدي الغلطانة
أشفقا عليها.. فاقترب خالد بحرص فمازال جرحه لم يكتمل تعافيه حتي لو أنتي غلطي يا أمي إنهم راحوا مكانك.. بس مش إنتي اللي قولتي مدوا ايدكم واسرقوا.. مش انتي اللي خليتيهم يعاملوها بمنتهى القسۏة! فأكمل عبد الله 
محدش مسؤل عن ذنوب حد.. مهما قولتي مش هتبرري افعالهم.. ارجوكي يا أمي تسيبينا أحرار في قرارتنا بخصوصهم!
سكتت تطالعهم بيأس لعدم رضوخهما لقرارها. واغرورقت عيناها بحزن وفجأة باغتتهما بإزاحة أدويتها المتراصة جانبها پعنف والتقطت مقص صغير.. ووجهت نصله لباطن معصمها وغرزت جزء منه فتفجرت قطرات دماء قليلة تحت أنظارهما المذهولة لفعلها الغير متوقع.. 
وصاح خالد بړعب إيه اللي بتعمليه ده يا أمي ارجوكي أهدي وما تأذيش نفسك.. بينما حاول عبد الله بقوة فصل المقص عن يدها المرتجفة والضعيفة بين كفه القوية ثم قذفه بعيدا پعنف هادرا پغضب شديد
حرام عليكي يا أمي اللي بتعمليه فينا ده حرام.. ليه كده ليه.. عايزة توجعي قلوبنا عليكي مش كفاية اللي احنا عايشينه.. ليه عايزة تجبرينا على حاجة رافضينها.. !
أجابت بصوت أقرب إلى القرار 
مش هتفضلوا حواليا طول الوقت.. ولا كل مرة هتقدروا تنقذوني.. أنا مش هرتاح إلا أما اصلح اللي افسدته.. وانتم لو ما ساعدتونيش.. يبقي خلاص انتظروا الأسوء وساعتها هتندموا بعد فوات الآوان! لأن الخساير هتكون أكبر بكتير من دلوقت!
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
لم يجدا سبيل أخر سوى الرضوخ لرغبتها حتى ولو بشكل مؤقت..مع رفضهما التام للذهاب إليهما وإعادتهما.. فيكفي أن يظلا بعصمتهما..!
مضت الأيام والجميع ينتظر فرجا يثلح الصدور!
فريال لا تكف عن حساب ذاتها وتدعو العافية سريعا حتي تنفذ ما قررته بشأن الجميع وهند تتناوب على رعايتها مع عبد الله حتى يتثنى لها ايضا رعاية الأم مع أحمد ويمنى.. وخالد وعبد الله مازالو لا يتقبلون عودة زوجاتهما او مسامحتهما .. وعايدة مستسلمة لمصيرها وحاولت أيجاد عملا قريب بإحدى المصانع حتى تتكفل بذاتها.. وتخفف حملها على شاهندة.. بينما تنتظر رجاء كل يوم ورقة طلاقها بړعب عازفة عن الطعام ولا تأكل منه سوى القليل!
في منزل فريال! 
_ هند ممكن اطلب منك طلب
_ اطلبي يافريال وانا تحت أمرك! 
_ وديني عند ماما أنتي وعبد الله! 
_ بس انتي لسه صحتك مش حمل حركة للشارع يافريال.. اصبري شوية! 
فعاندت لأ.. مش هصبر.. أنا اتحسنت شوية واقدر امشي وانتوا اسندوني.. ماما بيتها مش بعيد عني! 
أرجوكي ياهند خليني اروح عندها..!
كانت تعلم ما تشعر به فريال من تأنيب ضمير.. ولن تهدأ إلا برؤية والدتها وطلب السماح.. لن تخذلها ستأخذها إليها.. حتى تتصالح النفوس!
وبالفعل ذهب بها عبد الله وهند.. واستأذنت يمنى حتى تترك لهما الحرية.. وكذلك عبد الله الذي ذهب يتفقد أولاده هو وخالد! 
چثت فريال أرضا تحت قدمي والدتها..! 
فهتف هند كده هتتعبي يافريال من قعدة الأرض.. أنا جبتلك كرسي مريح اقعدي عليه! 
هتفت فريال دون أن يحيد نظرها عن الأم فاطمة والتي بدورها تطالعها بشوق فمضى الكثير ولم تراها وتطمئن عليها.. كانت تعلم أن ابنتها تعاني شيء حتى إن لم يخبروها..قلبها يشعر بما يجري! 
هتفت فريال بعين تقطر دمعا 
_ لا ياهند.. مكاني من الأول هنا.. تحت رجلين أمي..!
أمي اللي قصرت معاها واستخسرت فيها صحتي.. المجهود اللي كنت بعمله مع أحفادي وأنا بدعي المړض.. كنت هبذل اقل منه بكتير وانا براعي أمي
بس أنا...
غص حلقها من قسۏة ما تقوله مواصلة
أنا أستتقلت أشيل أمي في مرضها.. أنا بخلت عليها بصحتي وهي اللي ضيعت شبابها علينا.. أنا أهملتها وبعتلها ناس مش من ډمها يراعوها..

من غير ما اسأل نفسي مرة واحدة.. هما بيعاملوها ازاي!
يااااه على غبائي وجحودي.. كان لازم اعرف أنهم مش هيعطوها اللي أنا نفسي بخلت عليها بيه! 
ولا هيراعوا ربنا فيها..!
واصلت واڼهيارها يزداد وهند لا تختلف عنها اڼهيارا وفريال تواصل جلد ذاتها تحت قدمي والدتها الباكية من سماع ما تقوله فريال
سامحيني يا أمي أنا غلطت في حقك.. وفي حق اخواتي وحق ولادي وحتى احفادي.. أنا أذيت الكل بأنانيتي والكل حياتهم اتقلب حالها.. كله بسببي.. سامحيني يا أمي وادعيلي اقدر اصلح اللي اتكسر.. ابوس رجلك سامحيني!
حنت رأسها وراحت تقبل قدمي الأم فاطمة وتعيد اعتذارها واحدا بعد الأخر.. وهند تبكي وهي تجثوا جوار شقيقتها تحضنها لتهدئها..!
بينما الأم تعافر وتجاهد وتستجلب كل قوتها ورغبتها لمنح ابنتها الأمان محاولة جر الحروف عنوة من حلقها بعزيمة لم تمتلكها يوما گتلك اللحظة وقلبها منفطرا لمرآى اڼهيار ابنتها بهذا الشكل!
وأخيرا استجاب لها خالقها بمعجزة.. لن يعجز عنها العلي القدير.. وأطاعتها الحروف العصية منذ زمن وتناثرت تباعا على أطراف لسانها وهي تغمغم بصوت متقطع
س..سام.. محتك!
اوقفت فريال بكائها فجأة ورفعت وجهها لوالدتها.. بينما هند تطالع والدتها بشك متمتمة بذهول فريال هي ماما نطقت كلمة ولا أنا بيتهيئلي!! 
فريال التي لم تختلف دهشتها مغمغمة بخفوت كأني سمعتها بتتكلم ياهند!
فأعادت الأم فاطمة نثر الحروف على شفتيها لتثبت لابنتيها ظنهما بقدرتها أخيرا على النطق
_ ف..فر.. يال! هن ..هند! 
صړخت هند وهي تنهض تعانقها پعنف لم تقصده
وفريال تبكي فرحا مهللة ماما اتكلمت ياهند.. ماما رجعت تسمعنا صوتها تاني.. ماما سامحتني!
وظلت تتحدث والعبرات اغرقت وجهها وهي تقبل قدمي الأم فاطمة بفرحة طاغية كادت أن توقف قلبها العليل.. وهند تعيد صړاخها بعد أن شعرت بأنامل مرتعشة تربت على رأسها الذي يتوسط صدر الأم فاطمة ألحقي يافريال! ماما حركت ايديها الشمال! 
فنهضت فريال بصعوبة وهي تقبل يد الأم التي تحركت ومازالت لا تصدق تلك
23  24  25 

انت في الصفحة 24 من 33 صفحات