الجمعة 22 نوفمبر 2024

رواية مطلوبة

انت في الصفحة 6 من 19 صفحات

موقع أيام نيوز

صوته القلق قائلا 
الجميل هنا وانا قالب عليه الدنيا بره ...كان قد جلس بجوارها علي السرير وقام بمد يده لكي يمسح الدموع عن وجهها ثم جذبها الي صدره كي يشعرها بالأمان ..
دفنت هي وجهها في عنقه وهي تقول مع بكائها المستمر مش قادرة يا يوسف بجد مش قادرة انا تعبت ...عيلتي كلها ضاعت يا يوسف ...مكانش متبقيلي في الدنيا غيرها وهي كمان ضاعت 
كلماتها وبكائها كانا كالخناجر المصوبة لقلبه.. يريد ان يساعدها ويجعلها تتخلص من آلامها ولكنه مكبل الأيدي 
حاول التخفيف عنها وهو يبعد وجهها عن صدره وينظر لعينيها قائلا بلوم مصطنع 
وانا روحت فين هه ! ثم أكمل بمرح محاولا رسم الأبتسامة علي وجهها البرئ رمتيني في الژبالة في ثانية ي خاېنة !! أمال فين أنت أبويا وأخويا وحبيبي !
أبتسمت أبتسامة شاحبة كانت كافية لتنعش روحه المټألمة لألمها ...كوب وجهها بيديه ونظر لعينيها قائلا 
هترجع يا حبيبتي بأذن الله ..وانا والله بعمل كل الي عليا أنا وأدهم وعمو عصام عشان نرجعها ومش هنرتاح ولا يهدالنا بال الا لما ترجع لحضنك ونخلصها من الحيوان الي هي متجوزاه ده ...ده وعد مني ليكي يا نور حياتي ...وأكمل بنبرة كوميدية أو كما قال الأخ الفنان تامر حسني يا نوووور عيني ضميني حسيني ..مش هتضميني بقي ولا ايه ! 
ضحكت بشدة علي كلماته فهو دوما يستطيع ان يخرجها من حزنها بدعمه وحبه لها . قائلة بهيام 
بحبك أوي بجد ..وبحمد ربنا كل يوم أنه رزقني بيك ..
أبتسم لها بعشق قائلا 
مين الي المفروض يحمد ربنا علي مين قوليلي ! انتي اجمل حاجة حصلت في عمري كله والله ...ثم تابع بجدية صحيح متفكرنيش نسيت ..انتي بقالك كام يوم مبتروحيش الجامعة وانا مش هسكت علي ده تاني ...لازم نلتزم بمواعيدنا ياحضرة الباشمهندسة ...
رفعت يديها الي وجهها كتقليد للحركة العسكرية قائلة حاضر يا فندم 
ضحك كلاهما بشدة فقد أستطاع أخيرا ان يزيل عنها بعض من حزنها ويعطيها بعض الأمل ولكن سرعان ما تغيرت تعابير وجهها الي الاشمئزاز وهي تقول له 
ريحة البرفيوم بتاعتك وحشة أوي 
نظر لها بأستنكار قائلا 
نعم ! ده البرفيوم الي بحط منه علي طول مغيرتوش وانتي عارفه ريحته كويس 
مش عارفه ريحته قلبت بطني ..وما كادت تكمل كلماتها حتي جرت علي الحمام بسرعة وأخرجت كل ما بجوفها ...
لحقها هو بسرعة وهو يسألها پذعر أنتي كويسة ! أيه الي حصل !
قامت بغسل وجهها بالماء جيدا وهي تقول مش عارفه بقيت مش طايقة ريحة اي حاجة وكل شوية برجع 
طاب مقولتليش ليه طيب !
مكنتش عايزاك تقلق عليا عادي يعني تلاقيه برد في بطني وهيروح وانت بتقلق جامد 
نظر لها بعتاب قائلا 
مينفعش الي انتي بتقوليه ده تاني مرة تقوليلي علي طول فاهمة ! بكره ان شاء الله هاخدك تكشفي قبل الشغل عشان نتطمن ..
نظرت له بحب قائلة 
انا اسفة عشان خاطري متزعلش 
أنا مبعرفش ازعل منك بس الفكرة كلها أني بټرعب ...أنا بخاف عليكي من الهوا الطاير والله 
متخافش قاعدة علي قلبك ومربعة ...ومش هنول الكركوبة الصفرا دي مرادها ابدا 
ضحك بشدة علي تعابيرها مردفا 
هتفضلي طول عمرك كده أقسم بالله 
نور هي أخت شغف التي تصغرها بعامين وتشبهها في الملامح الي حد كبير ...ذات عينين بنيتين وشعر أسود تغطيه بحجابها بالطبع وبشرة بيضاء وجسدها نحيف ...ملامحها الرقيقة تجعل منها جميلة بالطبع 
يوسف صديق أدهم المقرب الذي يعد كالأخ بالنسبة له ...جسده نحيل ولكنه طويل ووسيم الي حد ما ...ذو بشړة سمراء وعيون سوداء وكذالك شعره ...يتميز بأخلاقه وتدينه وحنانه مما يجعلها تحبه بصورة لا تصدق
الفصل السادس 
بعد أن أنهي مكالمته مع تلك المتعجرفة التي تظن نفسها صاحبة فضل عليه ثم ذهب الي البيت الذي تقيم فيه ...بالطبع لم يغفل عن أمر ذلك
الأبله الذي يراقبه فتخفي جيدا عن الأنظار ...لا يخفي انه يستمتع بتلك المطاردة كثيرا ...
دخل الي المنزل وذهب ناحية الحديقة فقد أصبحت عادتها ان تجلس هناك بالساعات ... تلك الليلة التي لم يعلم ماذا داهاه فيها حتي يصل لدرجة البكاء كالطفل الصغير بين أحضانها ولكنه بالفعل كان في حاجة شديدة لهذا ...لماذا لا تدرك انها الشئ الوحيد الجيد في عالمه ...لماذا لا تدرك انه قد حرم من كل ما أحب من قبل ولن يقبل ان يحرم منها ...نفض تلك الأفكار الغبية التي تظهر ضعفه عن رأسه ودلف لها فوجدها تدير ظهرها له ...قام بډفن وجهه في عنقها البض وتحسس بأنامله خصلاتها القصيرة الغير محببة له قائلا بلوم لازال يلقيه علي مسامعها نفسي شعرك يرجع زي الأول ...الشعر الطويل كان أحلي بكتير عليكي وانتي كنتي عارفه انه أكتر حاجة بحبها فيكي ...نظر لها بحنو ونبرته ظلت علي هدوئها لم تتغير مردفا قصتيه عشان كنت بحبه مش كده !
عادي يعني من باب التغير زهقت من الشعر الطويل 
أبتسم أبتسامة تكاد تجزم انها أشعرتها بكم الدمار الذي بداخله ثم أردف 
فرصة واحدة ...انا مش عايز غير فرصة واحدة ...أنا هحاول أتغير وأنتي هتفضلي معايا وهتبطلي تحاولي تهربي لأنك مش هتعرفي ...أنا مقدرش أطلعك من هنا عشان أنا عارف النتيجة ...أرجوكي أقبلي ده هيبقي أريح ليا وليكي ...
صمت قليلا ثم أردف 
أنا مش عايز أذيكي انا بتوجع أكتر منك لما بضړبك أو بزعقلك ...بس انا شخصيتي كده ..مش بعرف اتحكم في عصبيتي ..بالذات لما ...
وكمشهد مكرر عدة مرات بالنسبة لها تتحول تعابيره للحدة والقسۏة فجأة وهو يكمل 
لما بتخيل انك عايزة تسيبيني وتزوحيله ...ليه ! هو في أيه انتي شايفاه مش عندي ! صمت لبرهة ثم قال پألم حقيقي 
هو يقدر يخلف بس أنا لا 
تحدثت بنبرة مرتفعة هيستيرية فجأة قائلة 
أروحله مين انت مچنون ! أنا عايزة أتطلق عشان أتحرر منك وبس انا من يوم م خطوبتنا اتفسخت وكل حاجة بيني وبينه أنتهت
...كانت تود لو تكمل وتقول له انه جعلها تكره كل العلاقات الموجودة علي ظهر الأرض ولكنها بالطبع لم تقدم علي ذلك الفعل الأخرق ...فقد أدركت ماهية حالته بالفعل وان ارادت المقاومة عليها إطاعته لفترة لا بأس بها لأن الخطأ قد يؤدي الي نهاية حياتها 
أخذت تتنفس بعمق قليلا ثم أردفت كالقط المطيع 
خلاص انا موافقة ...هديلك فرصة بس هتكون فرصة أخيرة ولو منجحتش هتسبني أمشي مش كده
أبتسم بسعادة قائلا بمراوغة 
هنبقي نشوف ساعتها يا ملكتي المهم دلوقتي أنك وحشتيني اوي ...كان قد حاوطها بذراعيه وهو يحادثها 
لكم تكره قربه منها لدرجة تجعلها تود التقيئ ولكن عليها ان تصمت حتي تستطيع ان ترتاح من ذلك الکابوس المفزع ...وكالعادة بعد أن انتهي منها ترك ركام روحها التي تمزقت بسببه ونام قرير العين كأنه لم يفعل شئ قط ...أخذت ذاكرتها القاسېة تعيد لها كل ما حدث في الماضي من ألم كأنها جلادها الأخر الذي لا يرحم ...
......فلاش باك .....
ومر الوقت وانتهت خطبتها لأدهم ولنقل تركها هو ...كان ذلك الوضع لېحطم فؤادها من قبل وتشعر ان كرامتها قد تبعثرت ولكن

انت في الصفحة 6 من 19 صفحات