السبت 23 نوفمبر 2024

رواية مطلوبة

انت في الصفحة 7 من 19 صفحات

موقع أيام نيوز

بالفعل هي سعيدة ...أصبحت تبغضه بسبب أفعاله ...علمت ان شعورها بالحب تجاهه قد تبدد بسبب أفعاله تلك ...كانت ممتنة له بحق علي إنهاء تلك الزيجة التي كانت متأكدة أنها ستكون الچحيم بالنسبة لها
وما أكتشفته بعد ذلك انه تركها من أجل أخري فهو لم يراعي مشاعرها حتي وقام بخطبتها بعدها بأسبوع فقط ...لم تحزن قط أو تفر من عينيها دمعة عليه فهو بالفعل لا يستحق بل كانت مشغولة بأمر والدتها التي ازدادت سوءا بعد انتهاء خطبة ابنتها ...عادت آلامها النفسية الي جوار حالتها التي تزداد تأخرا يوما بعد يوم ...كانت تحاول قدر الإمكان التخفيف عن والدتها أو حقيقة كانت تهون علي نفسها وعلي أختها التي كانت قد أكتشفت الأمر هي الأخري ...وأصبح المنزل محاط بهالة من الكآبة والحزن ...كانت تحاول جاهدة ان تتناسي آلامها الكبري وتخفف عن أمها وأختها ولكن دوما
ما كانت تخفق ...
ومرت الاسابيع ومازالت حالة والدتها تسوء يوما بعد يوم حتي أصبح الجميع متأكدا من دنو أجلها ..
في ذلك اليوم كانت والدتها تتحدث في الهاتف عندما دلفت هي الي الشقة بعد انتهاء يومها الجامعي وما ان دلفت حتي وجدتها تصوب نظرات آسفة حزينة تجاهها ...في البداية هوي قلبها في قدميها مخافة ان يكون الامر متعلق بمرض والدتها ولكن بعدما سمعت مضمون المكالمة فهمت كل شئ وتحولت نظراتها الي التهكم والسخرية 
الف مبروك يا مدام كاميليا أدهم شاب كويس ويستحق كل خير ...وإن شاء الله نبقي نحضر الفرح 
قالت الأخري پشماتة لم تحاول مداراتها 
أصل يعني انا افتكرت ان ممكن يكون في حساسية بينا عشان خطوبة أدهم وشغف الي محصلش فيها نصيب 
أديكي قولتي محصلش فيها نصيب ...همه متفقوش وخلاص الموضوع انتهي بس ده مش معناه ان العلاقة بين العيلتين تتدمر لا بالعكس ده احنا نعرف بعض من سنين 
قالت بنوع من السخرية 
ربنا يديم المحبة ...أكيد هنستناكوا اول ناس وكمان ابقي قولي للبنات يجوا بدري عشان يروحوا مع يارا للعروسة الكوافير ..قالتها وهي تتعمد الأهانة 
ان شاء الله يا حبيبتي ...كانت ماجدة تعرف جيدا عجرفة كاميليا ورفضها لابنتها منذ بداية الامر ...وعلمت ان فحوي المكالمة لم يكن سوي إھانتها هي وإبنتها ولكنها صمتت فقط إكراما لزوجها الذي لم يتركهم قط ووقف بجانبهم دائما حفاظا علي أمانة صديقه الراحل ..
علمت أن ابنتها قد سمعت المكالمة فقالت لها بحنو وإشفاق 
معلش متزعليش نفسك راح في داهية وانتي ربنا هيرزقك بالأحسن منه انا عارفه ...انا والله لولا اني خاېفة عليكوا م كنت قبلت بيه بأمه الحيزبونة الي كانت هتوريكي النجوم ف عز الظهر دي ..كويس انها جات من عنده واحنا مش مضطرين اصلا نروح لا فرح ولا زفت عشان انا عارفه دي هتعمل ايه ...هتتعمد انها تهينك بأي طريقة 
أبتسمت بحنان وهي تطمئن والدتها بنظراتها 
ماما ...أنا والله م زعلانة زي م انتي قولتي كويس انها جات من عندهم انا كنت مستحملة بس عشان كنت عايزاكي تفرحي غير كده لا ...وبعدين مټخافيش هتجوزيني بأيدك للراجل الي تكوني راضية عنه وهتشيلي عيالي وعيال نور وهيجننوكي 
نظرت لها بحسرة قائلة 
تفتكري 
مفيش حاجة بعيدة علي ربنا ...وهو مش هيسيبنا وعالم بحالنا ومش هيختارلنا غير الخير ...مش ده كلامك برضه 
أدمعت عينيها فخرا هذه المرة بتربية أبنتها 
ونعم بالله يا حبيبتي ونعم بالله 
وبعدين تعالي هنا انتي كنتي خاېفة علينا وعايزة تخلي امانتنا بأيد بني أدم و نسيتي ربنا سبحانه وتعالي الي خلقنا و الي عمره م هيسبنا والي قادر يحمينا من أي حاجة ...وربنا ان شاء الله هيديكي طولة العمر وهيشفيكي انتي بس أتوكلي عليه 
قالت بتأثر 
استغفر الله العظيم ...ربنا يبارك فيكي يا حبيبتي والله طول م انتو محافظين علي دينكوا انا عمري م هخاف عليكوا ...أستودعتكوا لله الذي لا تضيع ودائعه ...
عانقتها أمها وهي تربت علي رأسها وقد تأكدت أن الله قد من عليها بالذرية الصالحة ...وبعدها بقليل عادت نور من درسها وتناولوا طعام الغداء في جو مرح قليلا فقد هدأ توتر ماجدة بعد سماعها لكلمات ابنتها المريحة للنفس ..
وأتي اليوم التالي وذهبت كعادتها لجامعتها ولكن ما كانت غافلة عنه ان هذا اليوم سيكون نقطة فاصلة في حياتها ...سيكون اليوم الذي سيتغير فيه مسار حياتها الي الأبد ...
الفصل السابع 
خرجت من قاعة المحاضرات بعد إنتهاء محاضرتها وقد إعتذرت من صديقاتها فهي لم يعد لها القدرة علي مصاحبة أحد وأصبحت مائلة للعزلة مؤخرا ...ولكن توقفت حينما نادي عليها ..
أنسة شغف ...معلش عايزك ثانية 
نظرت تجاهه في صدمة وهي تجيب بسرعة بأبتسامة مهذبة لأنه أستاذها بالجامعة 
أه طبعا يا دكتور عمر أتفضل 
تنحنح بحرج ثم قال وقد ظهرت عليه بوادر الأرتباك 
معلش لو مش هزعجك ممكن نقعد في اي كافيه بس عشان عايز أكلمك في موضوع مهم 
بدا عليها التوتر بشدة وهي تقول له بحرج 
انا أسفة جدا لحضرتك بس مش هينفع حد يشوفني معاك هيطلعوا علينا كلام وأشاعات وانت عارف
...حضرتك ممكن تقولي في ايه هنا شعر بالحرج من كلامها لكنها أصابت تماما وفي داخله أعجبه موقفها فرد بأبتسامة مترددة قائلا 
احم ...يعني انا كنت ....كنت عايز رقم والدتك 
نعم ! 
يعني ...أنا ....عايز أتقدملك 
حملقت فيه پصدمة ...لم تتخيل أبدا حتي وإن كان أخر رجل علي وجه الأرض أن يتقدم لطلبها للزواج ...هي لم تراه أكثر من أستاذ تحب طريقة شرحه وفقط ولكن زوج !
لا تعلم كيف انتهت تلك المحادثة ولا كيف انتهي بها الحال خطيبته ...الأحداث بعد ذلك اليوم مرت بتسارع چنوني فبعد أن جاء لطلبها وكان بالتأكيد عصام في أستقباله كواصي عليها رأت الأعجاب الشديد به في عيون كل من والدتها وعصام ...كان من المضحك ان تشاهد والد خطيبها السابق الذي تخلي عنها يقف هو في أستقبال عريسها المنتظر ولكنها تغاضت عن الموقف لحبها لذلك الرجل الذي تراه بالفعل في مكانة والدها ولمعرفتها أنه لا ذنب له فيما حدث ...
كانت تلك الليلة بعد مرور أسبوع من خطبتها له ...أكتسبت والدتها عادة جديدة يومية وهي الحديث عنه وعن ميزاته التي لا تعد ولا تحصي
بجد مش قادرة أبطل أحمد ربنا علي نعمه ... عمر ده مفيش منه أتنين مال وجمال وذوق ودكتور في الجامعة وأملاكهم متتعدش جوه وبره مصروشخصية محترمة جدا وعنده أخلاق ...هو ده العريس الي كنت أتمناهولك بجد 
أبتسمت لوالدتها كي تنهي هذا الحديث الذي صارت تبغضه قائلة 
الحمد لله يا حبيبتي بس مش يلا بقي تروحي تنامي وتريحي نفسك ! النهاردة اليوم كله كنتي واقفة في المطبخ بتعملي الأكل عشان عمر ريحي نفسك عشان متتعبيش بقي ..
حاضر يا حبيبتي حاضر ...أنا راحتي الحقيقية كانت لما أتطمنت عليكي 
قبلت مقدمة رأسها ثم خرجت تاركة اياها ټصارع أفكارها ...هو بالفعل الرجل الذي تتمناه أي أمرأة ...شديد الغني والوسامة ولبق وذو بنية رياضية رائعة وخفيف الظل بدرجة لا تتساوي مع كونه أستاذ جامعي ...كل صفاته رائعة لكنها لا تطمئن للأمر ولا تعلم لما! ...من الممكن أن يكون أن

انت في الصفحة 7 من 19 صفحات